2017/03/30

قصة كتاب "حزب الله والحشاشون" – يرويها حسين احمد صبرا.



    أوَّل ما فوجئتُ به حينما شَرَعْتُ في القراءة عن الحشَّاشين هو إحساسي بأني إنما أقرأ عن حزب الله! نسخةٌ طِبْقَ الأصل، وتوأمةٌ في كل شيء حتى في أدق التفاصيل! وغنيٌّ عن القول أنه مثلما أنَّ حزب الله هو اختراعٌ فارسي تتم برمجته وإدارته من قبل الفرس في طهران حيث عقر دار الولي الفقيه، فإنَّ الشيعة الإسماعيليين الحشَّاشين كانوا أيضاً اختراعاً فارسياً تتم برمجتهم وإدارتهم من قبل الفرس في قلعة الأَلَمُوْت التي كانت عقر دار حسن الصبَّاح ومَنْ خَلِفَهُ، وهي القلعة التي تقع على بعد 100 كلم إلى الشمال الغربي من طهران!




إنزل إلى أسفل لقراءة الموضوع كاملاً



كتاب
حزب الله والحشاشون
مرتزِقة غِبَّ الطلب

(بحث تاريخي عن الشيعة  الإسماعيليين الحشاشين والتوأمة بينهم وبين حزب الله)

تأليف: حسين احمد صبرا

(2015)

الإهداء
إلى أبطال الثورة السورية، الذين يقاومون احتلال الحشَّاشين الجدد لأرضهم.



قصة كتاب "حزب الله والحشاشون"
يرويها حسين احمد صبرا



حسين احمد صبرا
في أواخر شهر أيار/ مايو من عام 2013 كنتُ في زيارةٍ إلى منزل أهلي في بيروت لألتقي بوالدتي الراحلة أم علي وشقيقاتي وأشقائي، وكان شقيقي عيسى واحداً من ضمن مَنْ إلتَقَيْت، وكان قد مضى على بدء العدوان الذي شنَّه حزب الله الشيعي على الشعب السوري العربي المسلم بضعة أسابيع..
عيسى صبرا
شقيقي عيسى صبرا، الفنَّان ورسَّام الكاريكاتير في مجلة "الشراع" اللبنانية ومُخْرِجُها الفني، هو مثقَّفٌ من الطراز الأول ولديه مكتبة تضم آلاف الكتب ابتاعها عبر ثلاثين عاماً من راتبه الزهيد، وهو قارىءٌ نَهِم في جميع المجالات: في السياسة والتاريخ والنقد الديني والأدب والثقافة والعلوم.. ويصغرني بعامٍ واحد (مواليد 1964)، وبمثابة توأم روحي، وفقير الحال مثلي، لم نَغْتَنِ أنا وهو من الصحافة، لا بل أنَّ الصحافة زادتنا فقراً على فقر.. قال لي عيسى مشدِّداً عليَّ: "إرجع إلى كتب التاريخ واكتب عن الكوارث التي حلَّت بالشيعة عبر التاريخ جراء أفعالهم التي تشبه ما يفعلونه اليوم"..     
في هذه اللحظة كان قد مضى عليَّ عامٌ ونصف العام وأنا أشن حملة ضد الإخوان المسلمين والسلفيين وخاصةً في مصر (طوال عام 2012 والنصف الأول من عام 2013)، عبر سلسلة من المقالات التي ضَمَّنْتُها كتابي "حوار مع صديقي الإسلامجي"..
في اليوم التالي عُدْتُ إلى القرية التي أستقر فيها منذ ما يقرب من 19 عاماً (منذ أواخر عام 1998)، وبقي كلام شقيقي عيسى يدور في ذهني.. لم أُضَيِّع وقتاً على الإطلاق، ورُحْتُ أبحث في الإنترنت عن الشيعة الحشَّاشين، لماذا؟! لأنَّ ما كنتُ أعرفه عن الإسماعيليين الحشَّاشين هو أنهم مارسوا الإغتيال السياسي، ولم تكن معلوماتي عنهم تزيد عن ذلك.. فرحتُ أقرأ عنهم بإلمامٍ شديد على مدى ثلاثة أشهر متواصلة (حزيران/ يونيو – تموز/ يوليو – آب/ أغسطس)..
أوَّل ما فوجئتُ به حينما شَرَعْتُ في القراءة عن الحشَّاشين هو إحساسي بأني إنما أقرأ عن حزب الله! نسخةٌ طِبْقَ الأصل، وتوأمةٌ في كل شيء حتى في أدق التفاصيل! وغنيٌّ عن القول أنه مثلما أنَّ حزب الله هو اختراعٌ فارسي تتم برمجته وإدارته من قبل الفرس في طهران حيث عقر دار الولي الفقيه، فإنَّ الشيعة الإسماعيليين الحشَّاشين كانوا أيضاً اختراعاً فارسياً تتم برمجتهم وإدارتهم من قبل الفرس في قلعة الأَلَمُوْت التي كانت عقر دار حسن الصبَّاح ومَنْ خَلِفَهُ، وهي القلعة التي تقع على بعد 100 كلم إلى الشمال الغربي من طهران!
قراءتي المكثَّفة عن الحشَّاشين دفعتني إلى أن أعقد المقارنة بينهم وبين حزب الله مسلِّطاً الضوء على التوأمة بينهما وذلك عبر أربعة مقالاتٍ حَمَلَتْ عنواناً موحَّداً: "حزب الله والحشَّاشون.. التاريخ يُعيد نفسه"، وهي المقالات الأربعة التي أَنْتَجَتْ البابَ الأول من كتابي "حزب الله والحشَّاشون" الذي بين أيديكم الآن:
حسن صبرا
(مع سيلين إبنة شقيقتي)
بعد انتهائي من كتابة هذه المقالات الأربعة قُمْتُ بإرسالها إلى مجلة "الشراع" كيما يتم تسليمها إلى رئيس التحرير، شقيقي وأستاذي الصحافي العربي الكبير حسن صبرا.. بيد أنَّ هذه المقالات وقعت بيد أحد الموظفين (وهو شيعي)، فوجد أنَّ مضمونها لا يوافق ميوله المذهبية فأخفاها في درج مكتبه ولم يُطْلِع عليه الأستاذ حسن.. ومضت عدة أشهر وأنا أظن أن الأستاذ حسن هو الذي قرَّر عدم نشرها لأسبابٍ تتعلق بالظروف السياسية والأمنية في لبنان آنذاك.. إلى أن صودف أن سألته عنها وما إذا كان قد قرأها فأجابني بالنفي.. المهم أنَّ هذه المقالات الأربعة وصلت في النهاية إلى يد الأستاذ حسن بعد انكشاف أمر هذا الموظف الشيعي، الذي راح يبرِّر فِعْلَتَهُ بأعذارٍ واهية..
في كانون الأول/ ديسمبر 2013 إتَّصل بي الأستاذ حسن هاتفياً من كندا حيث كان يمضي إجازةً قصيرة عند بعض الأقارب (وقد أخذ معه هذه المقالات الأربعة ليقرأها هناك)، قائلاً لي إنَّ هذه المقالات "ممتازة" وعليك أن تُكْمِلَها بأن تعطي أمثلةً عمَّا كان يفعله الحشَّاشون، مضيفاً قوله أنه بعد ذلك نُصدر هذه المقالات في كتابٍ مقترحاً عليَّ أن نسمِّيه "حزب الله والحشَّاشون"..
طفلايَ حسن ونسرين في محل الألبسة حيث أنجزت هذا البحث
في اللحظة التي اتَّصل بي الأستاذ حسن كنتُ موجوداً في محلٍ صغير للألبسة النسائية كنتُ قد استأجرته قبل شهرٍ في إحدى القرى ظنّاً مني أنَّ بإمكاني تحسين دخلي كيما أستطيع أن أُعيل طفليَّ حسن ونسرين ليكون بإمكاني من ناحيةٍ أولى تسجيلهما في مدرسةٍ مسيحية في محيطِ سكني سعياً مني لجعلهما يختلطان بالمسيحيين فيصبحان أكثر تقبُّلاً للآخر، وخاصةً أنَّ المحيط في الجنوب حيث أسكن هو كلُّه شيعي منغلق ومتعصِّب يغلب عليه الطابع الزراعي والحِرَفي.. ومن ناحيةٍ ثانية لأتجنَّب تسجيلهما في مدرسةٍ تَتْبَع لعصابة "أمل" أو مافيا "حزب الله".. ويشهد الله أنني دخلتُ إلى هذا المحل مديوناً وخرجتُ منه بعد عامين وأنا ما أزال مديوناً.. ذلك أنَّ السوق حيث استأجرت المحل هو سوقٌ ميِّت، بالإضافة إلى الوضع الإقتصادي في البلد والذي كان يزداد سوءاً يوماً بعد يوم بفعل العدوان الشيعي عامةً وعدوان حزب الله خاصةً على الشعب السوري العربي المسلم.
ما أريد قوله هو أنَّ قلة عدد الزبائن في هذا المحل جعلتني أستغل معظم وقتي فيه من الصباح حتى المساء بالعمل على تأليف كتابي هذا، وخاصةً أنني ارتأيت أن أجعل منه بحثاً تاريخياً أكاديمياً عن الحشَّاشين بالإعتماد على أمهات الكتب مباشرةً (مع التذكير بأنني غير حاصل على أي شهادة جامعية)، وآخر ما كنتُ أتوقَّعُهُ - وأنا الإنسان الباحث عن الهدوء - أن أكتب بحثاً أكاديمياً (أخوض تجربته لأول مرة) في مكانٍ مطل مباشرةً على الشارع العام حيث ضجيج السيارات والمارة على مدار الساعة ليلاً نهاراً.. طبعاً لم يكن بمقدوري أن أشتري أقصوصة ورق، وإنما قمت بتحميل جميع مصادر هذا الكتاب مجاناً من الإنترنت الذي أعتبره نعمةَ النِعَم في عصرنا الحالي.. لينتهي هذا البحث في آذار/ مارس 2015..
محمد خليفة
لم يُنْشَر "حزب الله والحشَّاشون" في كتابٍ ورقي لأسبابٍ تخصُّ أمني الشخصي، وهو أمرٌ حدَّثني فيه الكاتب والمفكر السوري الصديق والزميل محمد خليفة حينما تكرَّم بمهاتفتي من السويد في كانون الثاني/ يناير 2017 وكان من ضمن حديثنا أن سألني عمَّا حلَّ بكتاب "حزب الله والحشَّاشون"، وكان قد أخبره عن هذا الكتاب الأستاذ حسن صبرا حينما كان الأستاذ خليفة في زيارةٍ إلى بيروت خريف عام 2016.. وقد اقترح عليَّ الإستاذ خليفة أن أُصدر كتابي ورقياً بإسم مستعار، فقلتُ له إنَّ لدي الشجاعة أن أنشره بإسمي الحقيقي ولكن سأنشره في الإنترنت، وهو ما يحصل الآن.
(30 آذار/ مارس 2017).

الحديث التالي:
الحديث السابق:









 x

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق