2017/01/16

قصيدة "إمرأة بدينة"/ شعر: حسين احمد صبرا



.../ وإذا مَشَتْ أَنَّ الطَريقُ لِثِقْلِهَا/ وتَزَلْزَلَتْ أَرْضٌ بِلا زِلْزَالِ/ في قُبْلِهَا يعتاشُ حَمْلٌ كاذِبٌ/ في دُبْرِها حِمْلٌ من الأحمالِ/ أَوَخَارِجٌ مولودُها من مَجْعَرٍ؟!/ ضَلَّ السبيلَ لِشُبْهَةِ الأحوالِ/...

إنزل إلى أسفل لراءة الموضوع كاملاً



كتاب

بعد الإستئذان.. حديثٌ عن الجنس والإنسان

تأليف: حسين احمد صبرا





قصيدة
إمرأة بدينة
شعر: حسين احمد صبرا
(2010)




حسين احمد صبرا
مناسبة هذه القصيدة أنني تخيَّلتُ لو أنَّ فتاةً من الفتيات اللاتي أهواهُنَّ أصبحت بحجم البرميل.. مع الإعتذار من جميع البدينات، وخاصةً الناجمة بدانتهنَّ عن وراثةٍ أو مرض.. والعتب كل العتب على اللواتي يُهملنَ رشاقتهنَّ عن قصدٍ وجهل.


أُنْثَايَ جَمَّاءُ العِظَامِ، وَيَا لِيْ!
                                      كالطَبْلِ مُحْتَاجٌ إلى طَبَّالِ
جَمَّاءُ العِظام: يُقال "إمرأةٌ جَمَّاءُ العِظَام" أي كثيرة اللحم.
وَإِذا مَشَتْ أَنَّ الطَرِيقُ لِثِقْلِهَا
                                        وَتَزَلْزَلَتْ أَرْضٌ بِلا زِلْزَالِ
كَبَهِيْمَةٍ قَدْ وُدِّكَتْ في مَعْلَفٍ
                                       تُرْجَى لِذَبْحٍ جَائِزٍ وَحَلالِ
وُدِّكَتْ: سُمِّنَتْ.
لِتَشِيْطَ تَزْكِيَةً على الفُقَرَاءِ وَالـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                           ــــــــــــــــــــــــــــــــــــجِيْرَانِ والأَحْبَابِ والأَخْلالِ
تَشِيْط: شَاطَتِ الذَبِيحَةُ أي تَوَزَّعَ القَوْمُ لَحْمَها/ الأخلال: جَمْعُ "خِلّ"، أي الأَصْدِقَاء.
حُبْلَى بِلا دَنَسٍ طَوَالَ حَيَاتِهَا
                                         بِأَجِنَّةٍ تَأْبَى عَلَى الإِنْزَالِ
كُظَّتْ كَمِدْمَاكٍ بِأَسْمَنْتٍ تَسَـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                  ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلَّحَ بِالشُحُومِ وَأَسْمُنِ الأَوْصَالِ
كُظَّتْ: مُلِأَتْ طَعَامَاً حَتَى لا تُطِيْق التَنَفُّس/ أَسْمُنُ الأَوْصَال: سَمَانَةُ الأَطْرَاف.
وَتَعَجَّرَتْ فَتَضَارَسَتْ نَتَآتُهَا
                                   مِنْ فَرْطِ أَوْدِيَةٍ تُرَى وجِبَالِ
تَعَجَّرَتْ: إِنْطَوَتْ وَتَثَنَّتْ سِمْناً/ تَضَارَسَتْ: بَرَزَتْ عَلَيها تَضَارِيس.
وَالجِسْمُ بَادٍ كَالعَمَارَةِ في المَشَـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـ                ــــــــــــــــــــــــــــــــــــاعِ وَرَأْسُهَا في السَطْحِ كَالعِرْزَالِ
في قُبْلِهَا يَعْتَاشُ حَمْلٌ كَاذِبٌ،
                                   في دُبْرِهَا حِمْلٌ مِنَ الأَحْمَالِ
القُبْل: نقيض الدُبْر، وهو العَوْرَةُ الأَمَامِيَّة، أي العُضْوُ التَنَاسُلِي.
أَوَخَارِجٌ مَوْلُوْدُهَا مِنْ مَجْعَرٍ؟!
                                ضَلَّ السَبِيْلَ لِشُبْهَةِ الأَحْوَالِ
المَجْعَر: الدُبُر.
دُمِلَ الطَرِيْقُ إلى الطَبُوْنِ فَأَقْفَرَنْ
                                         مِنْ زَائِرٍ لِلْغَارِ أَوْ خَيَّالِ
الطَبُوْن: مِنْ أَسْمَاءِ الفَرْج.
وَتَتَرَّبَ الجَنْبَانُ صَهْراً فَاسْتَحَا
                                      لَ تَنَاجُلٌ وَوِلادَةُ الأَنْجَالِ
تَتَرَّبَ: تَصَادَقَ وتَخَادَنَ، بمعنى اقْتَرَبَ وإلتَصَقَ/ الجَنْبَان: أي الفَخْذَان مَع الوِرك/ التَنَاجُل: التَنَاسُل/ الأَنْجَال: الأَوْلاد.
كَالأَقْهَبَيْنِ تَسَمَّنَتْ وَاسْتَسْمَنَتْ:
                                  فِيْلٍ وَجَامُوْسٍ مِنَ الأَدْغَالِ
الأَقْهَبَان: الفِيْلُ وَالجَامُوْس.
مَزْكُوْمَةٌ زُهْلُوْقَةٌ وَضَفِيْطَةٌ،
                               قَدْ شَرَّعَتْهَا رُخْصَةُ الإِشْغَالِ
مَزْكُوْمَة: مُمْتَلِئَة/ زُهْلُوْقَة: سَمِيْنَة/ ضَفِيْطَة: ضَخْمَةُ البَطْن/ رُخْصَةُ الإِشْغَال: الرُخْصَة التي تُعْطِيْهَا السُلُطات المُخْتَصَّة لِلْعَرَبَاتِ والأَكْشَاكِ في الطُرُقَاتِ العَامَّة.
وَحْمَى بِلا حَبَلٍ تَلُوْكُ نَهَامَةً،
                                    شَرْهَانَةٌ كَالدَيْسَمِ الأَكَّالِ
وَحْمَى: المَرْأةُ تَشْتَهي شَيْئاً وهي حُبْلى/ الدَيْسَم: الدُبّ.
كَجَرَادَةٍ مِنْ خُضْرَةٍ أو يَابِسٍ،
                                   فَتَسَبَّبَتْ بِمَجَاعَةٍ وَهُزَالِ
وَطْبَاءُ، لَوْ دَرَّتْ حُفَالَ ضُرُوْعِهَا
                           لاسْتَرْضَعَتْ أُمَمٌ مَدَى الأَجْيَالِ
وَطْبَاء: عَظِيْمَةُ الثَدْي/ الحُفَال: اللَبَنُ المُجْتَمِعُ الغَزِيْر/ إِسْتَرْضَعَتْ: يُقَال "إِسْتَرْضَعَتِ امْرَأَةٌ امْرَأَةً أُخْرَى" أي طَلَبَتْ مِنْها إِرْضَاعَ أَوْلادِهَا.
عَجْنَاءُ قَدْ وَرِخَتْ لِكَثْرَةِ دِهْنِهَا،
                                    شَحْمَاءُ إِذْ تَرْعَى مَعِ الآبَالِ
عَجْنَاء: مُنْتَهِيَةٌ في السِمَن/ وَرِخَتْ: كَثُرَ مَاؤُها واسْتَرْخَتْ كَمَا العَجِيْن/ شَحْمَاء: كَثِيْرَةُ الشَحْم/ الآبَال: الإِبْل.
دَسْمَاءُ مِلْءُ كِسَائِهَا إِذْ تُبِّنَتْ،
                                   مَدْرَاءُ مُرْعِبَةٌ كَمَا الأَغْوَالِ
دَسْمَاء: كَثِيْرَةُ الدَسَمِ مِنْ لَحْمٍ وشَحْم/ مِلْءُ كِسَائِهَا: مِلْءُ ثَوْبِهَا، أي سَمِيْنَة/ تُبِّنَتْ: عُلِفَتْ تِبْنَاً/ مَدْرَاء: مَنْ عَظُمَ بَطْنُهَا والتَصَقَتْ فَخْذَاهَا الوَاحِدَةُ بالأُخْرَى/ الأَغْوَال: جَمْعُ "غُوْل".
شَبْعَى الذِرَاعِ مِنَ المُلاءِ كَظَاظَةً،
                       شَبْعَى السِوَارِ، الدِرْعِ والخَلْخَالِ
شَبْعَى الذِرَاع: أي ضَخْمَتُهُ، كَمَا تُوصَفُ الأُنْثَى السَمِيْنَةُ بِأَنَّهَا "شَبْعَى السِوَار" أو "شَبْعَى الدِرْع" أو "شَبْعَى الخَلْخَال"/ المُلاء: الزُكَامُ مِنَ الإِمْتِلاء/ الكَظَاظَة: الإِمْتِلاءُ مِنْ كَثْرَةِ الطَعَام.
ضَيْطَانَةٌ في مَشْيِهَا، دَعْداعَةٌ،
                            تَسْعَى كَزَكِّ الشَيْخِ في التَرْحَالِ
ضَيْطَانَةٌ في مَشْيِهَا: تُحَرِّكُ مِنْكَبَيْهَا وَجَسَدَهَا مَعْ كَثْرَةِ لَحْمٍ ورَخَاوَة/ دَعْدَاعَة: تَعْدُو في بُطْءٍ والتِوَاء/ زَكُّ الشَيْخ: هَرْوَلَتُهُ (أو مُرُوْرُهُ) مَع ضَعْفٍ في خَطْوِهِ.
ضَاعَتْ مَعَالِمُهَا سُدىً، عَبَثَاً تَحَــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرِّي شَكْلِهَا، كَالتِيْهِ في الأَغْيَالِ
التِيْه: الضَيَاع/ الأَغْيَال: الشَجَرُ الكَثِيْفُ المُلْتَفّ.
قُلْ لِي إِذاً أَيْنَ الطَرِيْقُ لِوَطْئِهَا
                                     فَالأَمْرُ مُحْتَاجٌ إلى دَلَّالِ!
يَا لَيْتَ قَصَّاباً يُقَصِّبُهَا بِسَــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا
                                     طُوْرٍ كَمَا البَقَّارِ وَالجَمَّالِ
يُقَصِّب: يُقَطِّع.
مَا مِنْ سَبِيْلٍ لِاجْتِمَالِ الشَحْمِ إِ
                                 لَّا حَنْذُهَا حَنْذاً بِلا إِشْعَالِ
إِجْتِمَال: إِذَابَة/ حَنْذُهَا: شَيُّهَا وإِنْضَاجُهَا.
مَا ضَارَ شَأْنَكِ أَنْ تَكُوْنِيْ خَلَّةً
                                   بِنَحَافَةٍ وَرَشَاقَةٍ وَجَمَالِ؟!
ضَارَ: أضَرَّ/ خَلَّة: أُنْثَى خَفِيْفَةٌ نَحِيْلَةُ الجِسْم.




 x

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق