2017/06/01

البطريرك صفير.. ونِعْمَ الرجال الصالحين.



هو ليس معصوماً عن الخطأ، مثلما جميع البشر ليسوا بمعصومين.. لكنه ليس مجرماً كما بعض رجال الدين الآخرين.
إنه يدعو إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة، ولم يسبق له في حياته أن تفوَّه أو أَلْمَحَ في السر أو العلن بتهديدٍ أو وعيدٍ أو تخوينٍ أو تكفير.. ولا أشعلَ حرباً بإسم الإله.. ولا هو تَبيعٌ لأعداء هذا الوطن حتى يدمِّر بلده نيابة عنهم دفاعاً عن مصالحهم.





إنزل إلى أسفل لقراءة الموضوع كاملاً


كتاباتي ضد حزب الله
بإسمٍ مستعار
حسين احمد صبرا
(2008)


إنه هِبَةٌ من الله لهذا البلد المنكوب
البطريرك صفير..
ونِعْمَ الرجال الصالحين



(كتبتُ هذا المقال بإسمٍ مستعار هو "د. إحسان الأحمد"، وذلك عقب اجتياح ميليشيا حزب الله لبيروت في 7 أيار/ مايو 2008).

حسين احمد صبرا
هو ليس معصوماً عن الخطأ، مثلما جميع البشر ليسوا بمعصومين.. لكنه ليس مجرماً كما بعض رجال الدين الآخرين.
إنه يدعو إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة، ولم يسبق له في حياته أن تفوَّه أو أَلْمَحَ في السر أو العلن بتهديدٍ أو وعيدٍ أو تخوينٍ أو تكفير.. ولا أشعلَ حرباً بإسم الإله.. ولا هو تَبيعٌ لأعداء هذا الوطن حتى يدمِّر بلده نيابة عنهم دفاعاً عن مصالحهم.
وَهَبَهُ اللهُ شباباً وحيوية، ونضارةً في المُحَيَّا، حتى تخاله يناهز الستين فيما هو يناهز التسعين.
إنه هِبَةٌ من الله لهذا البلد المنكوب، الذي تتناتشه الأطماع الإقليمية بإسم الصراع مع أميركا وإسرائيل، وقد وَجَدَتْ في داخله دائماً أحزاباً وزمراً وشللاً وعصاباتٍ وميليشياتِ ترتهن لها علَّها تحقِّق مكاسب سلطوية على حساب وطنها وبنيه.
هاجسه الوحيد استقلال هذا البلد وعمرانه وازدهاره وسيادة الدولة وانتعاش الديمقراطية فيه، لذا تراه دائماً عِرْضَةً للتطاول عليه من قبل أعداء هذا الوطن.. ودائماً من داخله نيابةً عن الخارج.
ولعلَّ البطريرك الماروني نصر الله بطرس صفير يردِّد دائماً شعر إيليا أبو ماضي كلما تعرَّض للسهام ولا سيما من أبناء رَعِيَّته:
قال: العدى حولي عَلَتْ صيحاتُهُم
                            أَاُسَرُّ والأعداءُ حولي في الحِمَى؟
قلتُ: ابْتَسِمْ، لم يَطْلُبُوكَ بِذَمِّهِمْ
                          لَوْ لَمْ تَكُنْ منهم أَجَلَّ وأَعْظَمَا
أو ربما يردِّد قول المتنبي:
وإذا أَتَتْكَ مذمَّتي من ناقصٍ
                       فَهِيَ الشَهادَةُ لي بأنّي كامِلُ
لكنه لا يحمل ضغينةً ولا حقداً على أحد لأنَّ هذا البطرك العظيم يغفر ويسامح.. والمغفرة والسماح هما من شِيَم العُظَماء..
باسم الله الرحمان الرحيم:
*والكاظَمِينَ الغَيْظَ والعَافِيْنَ عن الناس.
باسم الله الرحمان الرحيم:
*وعِبَادُ الرحمانِ الذين يَمْشُونَ على الأرضِ هَوْناً وإذا خاطَبَهُمُ الجاهلونَ قالوا سلاماً.
إنه رمزٌ لرجل الدين المؤمن الصابر العاقل.. يوحِّد ولا يُفَرِّق.. ليس له في المناورة ولا المداورة.. ولا في المعاندة والمكابرة.. ولا في الغطرسة والعجرفة.. وإنما يُتْقِنُ فنَّ المحاوَرة والمثابرة.. وهو من خيرة المقاومين لأعداء هذا الوطن، ولم يكن يوماً من المقاولين والمتاجرين بقضايا هذا الوطن.
فهنيئاً للمسيحيين في لبنان والوطن العربي برجل دينٍ يَحُولُ بينهم وبين التطرف، ويدعوهم بكل ما أوتي من عزمٍ وإيمانٍ أن يظلُّوا حاملين مشعل الحضارة والإنارة كما حَمَلُوه على مدى الخمسمائة عامٍ الأخيرة.
هنيئاً لهم بضمير هذا الوطن.. ولا يسعنا كمسلمين أن نحسد إخوتَنا المسيحيين على هذا الرجل لسببٍ بسيط وهو أنه للمسلمين كما للمسيحيين، لا يُفَرِّقُ بين فئةٍ ومِلَّةٍ ودين.
سيادة البطرك.. أيها الرجل الصالح.. هنيئاً لك عند الله بما كَسَبَتْ يداكَ في الحياة الدنيا.. ونِعْمَ الرجال الصالحين.
باسم الله الرحمان الرحيم:
*وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مودَّةً للذين آمنوا الذين قالوا إنَّا نصارى، ذلك بأنَّ منهم قِسِّيْسِيْنَ ورُهْباناً وأنهم لا يَسْتَكْبِرُون.

(نُشر هذا الموضوع في مجلة "الشراع" اللبنانية بتاريخ 4 آب/ أغسطس 2008 – رقم العدد 1352).

مواضيع ذات صلة:

صورة عن المقال:











 x

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق