2017/06/01

هذا هو وجه "السحَّارة" في ميليشيا حزب الله!



هذا المقال دَفَعَ بالإعلامية اللبنانية الشهيرة وردة الزامل عام 2008 إلى الإعتراف بأنَّ الصحافي والسياسي الشهيد جبران تويني قد تعرَّض فعلاً للتهديد بالقتل في برنامجها الإذاعي الشهير "صالون السبت" قبل ثلاث سنوات، أي في عام 2005.. وقد كتبتُ هذا المقال بإسمٍ مستعار هو "د. إحسان الأحمد".


إنزل إلى أسفل لقراءة الموضوع كاملاً


كتاباتي ضد حزب الله
بإسمٍ مستعار
حسين احمد صبرا
(2008)

هدَّد جبران تويني بالقتل قبل أسابيع من اغتياله
هذا هو وجه "السحَّارة"
في ميليشيا حزب الله!



(هذا المقال دَفَعَ بالإعلامية اللبنانية الشهيرة وردة الزامل عام 2008 إلى الإعتراف بأنَّ الصحافي والسياسي الشهيد جبران تويني قد تعرَّض فعلاً للتهديد بالقتل في برنامجها الإذاعي الشهير "صالون السبت" قبل ثلاث سنوات أي في عام 2005.. وقد كتبتُ هذا المقال بإسمٍ مستعار هو "د. إحسان الأحمد").

حسين احمد صبرا
لقد جُنَّ جنون الإعلامية والمحاوِرة وردة الزامل أواخر صيف عام 2005 حينما راح مسؤول العلاقات الدولية في ميليشيا حزب الله نواف الموسوي يهدِّد الكاتبَ الصحافي والسياسي والنائب في مجلس النواب اللبناني جبران تويني بالقتل في برنامجها السياسي الحواري "صالون السبت" من إذاعة "صوت لبنان".. وهو التهديد بالقتل الذي جاء قبل مدة وجيزة لا تتجاوز بضعة أسابيع من اغتيال هذا الصحافي الكبير!
في تلك اللحظة، أي لحظة قيام الموسوي هذا بتهديد الشهيد جبران تويني بالقتل بالعربي "الـمُشَبْرَح" وعبر الأثير الحي، أُسقط في يد السيدة وردة، وهي التي يُعتبر برنامجها هذا (مع برنامجها الآخر "المجالس بالأمانات") واحداً من أهم البرامج السياسية الحوارية في لبنان ومن أكثرها احتراماً ورُقيّاً وتَحَضُّراً وإتقاناً للصنعة وإحاطةً بالمواضيع المطروحة، كما من أكثرها متابعةً من قبل جمهورٍ عريض من المستمعين على مدى سنواتٍ مديدة.
لقد قالت وردة:
- إنها لَأَوَّل مرة في تاريخ "صالون السبت" يحدث أن يقوم أحد ضيوفي في البرنامج بتهديد ضيفي الآخر بالقتل!!
كانت وردة تقول هذا الكلام في برنامجها، الذي يُبَثُّ مباشرةً على الهواء من صباح كلِّ سبت، فيما مسؤول ميليشيا حزب الله هذا مستمرٌّ في التهديد والوعيد والزعق والصراخ والتوتر والتهوُّر لكأنه أُصيبَ بمَسٍّ من الجنون!
هذا هو وجه "السحَّارة" في ميليشيا حزب الله.. و"السحَّارة" تعني القفص الذي يوضع فيه الإنتاج الزراعي ونجده في سوق الخضار، ووجه "السحَّارة" في لغة المزارعين يعني قيامهم بانتقاء البضاعة الأحسن مما لديهم من إنتاجٍ زراعي لوضعها على سطح القفص حيث هي ظاهرة للعيان، فيما هم يضعون البضاعة الأقل جودةً والسيئة تدرُّجاً أسفل القفص حيث لا تراها أعين الشارين.
إذاً، نواف الموسوي هذا هو أفضل ما لدى ميليشيا حزب الله من "بضاعة" لتطرحه كمحاورٍ مع العالم الخارجي، ليس مع موزامبيق وبلاد الواق الواق بطبيعة الحال، وإنما مع العالم الغربي بالتحديد.
لا يتحمَّل وجهُ "السحَّارة" هذا سماعَ رأيٍ يخالف رأيه ورأي شلَّته ورأي الشلَّة الأكبر التي استذلُّوا في التبعية لها، تلك التي تمدُّهم بالمال والسلاح والعنجهية والعجرفة والغطرسة والفرعنة والتألُّه ليمارسوا ساديَّتَهم في إذلال عباد الله والتسلُّط عليهم واستعبادهم.. تُرى، ماذا هو بفاعلٍ إذا ما التقى مسؤولاً في منظمة الصليب الأحمر الدَولي ليتحاور معه في شأنٍ من الشؤون.. أو مسؤولاً في منظمة العفو الدَولية.. أو منظمة اليونيسف.. أو اليونسكو.. أو منظمات حقوق الإنسان.. أو الجمعيات الأهلية.. أو أي تجمُّع غربي سياسي أو اجتماعي أو اقتصادي أو فكري أو ثقافي أو حقوقي أو إنساني أو مهني.. ماذا لو أنَّ أحداً من هؤلاء المسؤولين الغربيين أبدى رأياً مخالفاً لرأي وجه السحَّارة هذا، تُرى ماذا هو بفاعل؟!
سيهدِّدَهُ بالقتلِ حتماً!
وإننا لا نشك للحظة في أنَّ الإعلامية وردة الزامل قد تبدَّى لها في ذلك الحين أنها أمام مريضٍ بالساديَّة ضلَّ طريقَهُ إلى منابر إعلامية غاية في الرقيّ والحكمة والإبداع الفكري والسياسي، فيما مكانه الصحيح إدارة المعتقلات السياسية ليمارس عليهم ساديَّتَهُ تنكيلاً وتعذيباً وإذلالاً وقتلاً وتقطيعاً إلى أشلاء.. أَوَلَسْنَا هنا أمام مسؤولٍ في حزب "السَلَخَانة"!
وأغلب الظن أنَّ هذه الإعلامية المتألِّقة قد قرَّرت عدم استضافة وجه السحَّارة هذا في برنامجها المحترم مرةً أخرى، حيث – وعلى حدِّ علمنا – لم نعد نسمع صوته في برنامجها منذ تلك الحلقة التي هدَّد فيها الشهيد جبران تويني بالقتل، ربما ضنّاً منها بدماء ضيوفها وأرواحهم حتى لا يُصار إلى تهديدهم بالقتل الواحد تلو الآخر على أثير الإذاعة!!
وإذ نرجو السيدة وردة إعادة بث التسجيل الصوتي لتلك الحلقة من "صالون السبت" وتحديداً المقطع حيث تمَّ تهديد شهيد الصحافة والرأي جبران تويني بالقتل.. فإننا نطالبها بتقديم هذا التسجيل إلى المحكمة ذات الطابع الدَولي المخوَّلة النظر في محاكمة قَتَلَة الشهيد رفيق الحريري وقافلة الشهداء التي تلت ومن بينهم جبران.
فعلاً، صدق المثل القائل:
قُلْ لي هل تُهَدِّدُ بالقتل أَقُلْ لكَ مَنْ أنت..
فعلاً، صدق الشاعر القائل:
إذا كان ربُّ البيتِ بالطبلِ ضارباً
                                 فشيمةُ أهل البيتِ كُلُّهُمُ الرقصُ!

(نُشر هذا الموضوع في مجلة "الشراع" اللبنانية بتاريخ 7 تموز/ يوليو 2008 – رقم العدد 1348).

مواضيع ذات صلة:

صورة عن المقال:
















 x

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق