2017/06/01

بين السيد حسن نصر الله.. والسيد علي الأمين!



نص المقال الذي كتبتُهُ بإسمٍ مستعار هو "د. إحسان الأحمد"، وذلك في أعقاب اجتياح ميليشيا حزب الله لبيروت في 7 أيار/ مايو 2008.




إنزل إلى أسفل لقراءة الموضوع كاملاً


كتاباتي ضد حزب الله
بإسمٍ مستعار
(2008)

هو الأول والآخر والظاهر والباطن
بين السيد حسن نصر الله..
والسيد علي الأمين!



(هذا المقال كتبتُهُ بإسمٍ مستعار هو "د. إحسان الأحمد"، وذلك في أعقاب اجتياح ميليشيا حزب الله لبيروت في 7 أيار/ مايو 2008)

حسين احمد صبرا
كلاهما جميلُ الـمُحَيَّا: السيد علي الأمين، مفتي صور وجبل عامل (إلى حين اجتياح بيروت الحضارة والعمران من قِبَل ميليشيا حزب الله في 8/ 5/ 2008).. والسيد حسن نصر الله، أمين عام هذه الميليشيا.
على أنَّ ملامح السيد علي الأمين تحافظ على هدوئها مع اختلاف التلوُّن النفسي وتشي عن سكينةٍ وطمأنينة في داخله.. في حين أنَّ ملامح السيد حسن نصر الله التي تزيِّنُها ابتسامةٌ تزيدُهُ وسامةً سرعان ما تبدو قاسية مع اختلاف التلوُّن النفسي وتشي عن توترٍ واضحٍ في داخله.
وكلاهما جميل الصوت: السيد علي الأمين ذو صوتٍ غليظٍ خافتٍ ينفع في الترتيل الديني والحداء.. أما السيد حسن نصر الله فهو ذو صوتٍ غليظٍ صدَّاح ينفع في إنشاد المدائح النبوية وتلاوة السيرة الحسينية وفي الخطب الرنانة المجلجلة.
وكلاهما في النسب من سلالة الرسول العربي الكريم.. إلا أنَّ السيد علي الأمين هو من عائلةٍ دينية شيعية عاملية (نسبةً إلى جبل عامل في جنوب لبنان) كريمة أنجبت على مر التاريخ علماء دين وأدباء وشعراء ومؤرِّخين واشتُهِرَتْ بالإعتدال الديني ونبذ التطرُّف.. أما السيد حسن فهو من عائلة شيعية عاملية كريمة من المزارعين الفقراء الكادحين.
وكلاهما رجل دين (بالمفهوم الحديث): السيد على الأمين رجل دين منفتح على أبناء ملَّته وأبناء وطنه وأبناء عروبته.. والسيد حسن نصر الله رجل دين يفتخر بأنه جندي من جنود الولي الفقيه الفارسي.
السيد علي الأمين سلاحُهُ الكلمة، وما أدراك ما سلاح الكلمة.. والسيد حسن سلاحُهُ الرصاص والمدافع الثقيلة وعشرات آلاف الصواريخ الإيرانية متوسطة وبعيدة المدى.
السيد علي الأمين رجلٌ فَرْدٌ أعزل يتسلَّح برأيٍ عام يزداد التفافاً حوله يوماً بعد يوم.. والسيد حسن نصر الله واحدٌ من ضمن مجموعة ميليشيوية منغلقة وشديدة التعبئة والتنظيم ووافرة التمويل تَتْبَع لمشروع امبراطورية تسعى لِـمَدِّ أذرعها الأخطبوطية في كل أرجاء الوطن العربي.
إذا تأزَّم السيد علي الأمين فإنَّ لسانَهُ يفيضُ شِعراً.. وإذا ما تأزَّم السيد حسن نصر الله فإنَّ لسانَهُ يفيضُ تهديداً وتخويناً وتكفيراً.
إطلالات السيد علي الأمين الإعلامية يترتَّب عليها أن يسرَحَ المرءُ بفكره في ما قاله هذا الرجل بين مؤيِّدٍ ومستبصرٍ وبين معارضٍ ومستنكر.. أما إطلالات السيد حسن الإعلامية فيترتَّب عليها أزماتٌ وطنية وحروبٌ "إلهية" وفِتَنٌ مذهبية واجتياحاتٌ همجية.
السيد علي الأمين آتٍ من حوزةٍ دينية، يُعافِرُ كُتُبَ الدين والأدب والشعر والفكر والثقافة.. والسيد حسن نصر الله آتٍ من جهازٍ أمني ميليشيوي من طبيعته حكماً التوجُّسُ والريبة والشك في كل شيء والعدائيةُ لأي مخلوق، وكلُّنا يعلم ما ارتكبَتْهُ أجهزة الأمن الميليشيوية التابعة لجميع الأحزاب والتنظيمات اللبنانية على مدى سِنِي الحرب الأهلية من اغتيالاتٍ وسياراتٍ مفخَّخة ومؤامراتٍ وبثِّ فِتَنٍ وشائعاتٍ وتعدِّياتٍ على كرامات المواطنين وحُرُماتهم وأعراضهم وأرزاقهم وأرواحهم، ولم تتورَّع عن ارتكاب هذه الجرائم بحق الإنسانية أي ميليشيا لبنانية على الإطلاق.
والسيد علي الأمين هو على مذهب الشيعية الوطنية العروبية (من باب التنوع والإستزادة في العطاء الديني والفكري والسياسي) وهو مذهبٌ متآخٍ مع مذهب السُنِّيَّة الوطنية العروبية.. والسيد حسن نصر الله هو على مذهب الشيعية الفارسية الساعية دون كللٍ أو مللٍ أو وازعٍ ديني أو أخلاقي إلى تشييع السُنَّة وتفريسهم كما لو أنَّ السُنَّة العرب ليسوا بمسلمين ولا قومية لديهم ينتمون إليها.
يحلم السيد علي الأمين بقيام دولة واحدة موحَّدة حرَّة مستقلة لا سلاحَ فيها إلا سلاح الشرعية اللبنانية ولا يحدِّدُ أو يقرِّرُ مسارَها ومصيرَها ومستقبلَها إلا أبناؤها.. ويحلم السيد حسن نصر الله (ومَنْ وراءه) أن يكون في لبنان هو الدولة وهو الأوَّل وهو الآخِر وهو الظاهر وهو الباطن.
يعتذر السيد علي الأمين من أهل بيروت السُنَّة لِـمَا ذاقُوهُ ويذوقونه من سوم العذاب على يد ميليشيا حزب الله الشيعية جرَّاء اجتياح بيروت في 7/ 5/ 2008 وما تلى ذلك من تعدياتٍ مستمرة وتهديداتٍ وهدرٍ للكرامات وإشعالٍ للفتن المذهبية البغيضة.. ويأبى السيد حسن نصر الله الإعتذار، فهو لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وهو لا يُسأل عمَّا يفعل وهم يُسألون.
ختاماً،
سين سؤال: تُرى مَنْ مِنْ هذين الرجلين الأقرب إلى الله؟
جيم جواب: السيد حسن نصر الله طبعاً.

(نُشر هذا الموضوع في مجلة "الشراع" اللبنانية بتاريخ 14 تموز/ يوليو 2008 – رقم العدد 1349).

مواضيع ذات صلة:

صورة عن المقال:










 x

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق