2017/05/25

جمال إلهي.. وسلاح إلهي/ بين محمد رعد.. وشاكيرا قدَّس الله سِرَّها!



نص مقال حسين احمد صبرا، والذي أحدَثَ ضجَّةً في لبنان صيف عام 2008، وجَعَلَ رئيس كتلة نواب حزب الله في مجلس النواب اللبناني محمد رعد يصمت عن الكلام لمدة شهرٍ كامل، ودَفَعَ بأمين عام حزب الله حسن نصر الله إلى أن يقول في خطابه: "تعالوا يا إخوان نتحدَّث عن سلاح حزب الله بعيداً عن لغة التهكُّم".


إنزل إلى أسفل لقراءة الموضوع كاملاً


كتاباتي ضد حزب الله
بإسمٍ مستعار
(2008)



جمال إلهي.. وسلاح إلهي
بين محمد رعد.. وشاكيرا
قدَّس الله سِرَّها!



كلمة لا بدَّ منها قبل قراءة هذا المقال:
(في 7 أيار/ مايو 2008 اجتاحت ميلشيا حزب الله العاصمة اللبنانية بيروت، حيث استخدم هذا الحزب فائضَ قوَّته العسكرية من أجل تحقيق أهدافٍ سياسيةٍ الغايةُ منها سيطرته على صنع القرار في لبنان، وخاصةً أنه القوة الوحيدة التي تعمَّد النظام العلوي السوري الإبقاء على سلاحها في لبنان.. وشكَّل هذا الإجتياح الشيعي لمدينة بيروت صدمةً واستهجاناً واستنكاراً في الشارع المعادي لسياسات الهيمنة والإرهاب وسفك الدماء التي يمارسها حزب الله والشيعة عموماً ضد الأغلبية اللبنانية المعارضة له.
وبطبيعة الحال كنتُ أنا واحداً ممَّن صَدَمَهُم هذا العدوان، فشَرَعْتُ في كتابة سلسلة من المقالات اتَّسمت غالبيتها بروح الإستهزاء والتهكُّم، في وقتٍ كان الرعب والهلع والإستنكار يسود الشارع اللبناني العريض المعادي لحزب الله، مع لفت الإنتباه إلى أنني استخدمت في تلك الفترة إسماً مستعاراً هو "د. إحسان الأحمد"، حيث أنَّ نشر إسمي الصريح كان سيشكِّل خطراً حقيقياً على حياتي أو على الأقل أمني الشخصي في تلك الفترة.
أول هذه المقالات ظهر بعد شهرٍ كامل من اجتياح حزب الله لبيروت، وجاء تحت عنوان: "هيفاء وهبي بين حسن نصر الله ووليد جنبلاط" (9/ 6/ 2008).. والثاني: "صلاح السعدني بين السيد حسن وطفلي الرضيع حسن" (16/ 6/ 2008، وهو المقال الوحيد الذي ورد فيه إسمي الصريح حيث أنني أتيتُ فيه على ذكر طفلي الرضيع حسن).. والثالث: "هذا هو وجه السَحَّارة في ميليشيا حزب الله" (7/ 7/ 2008).. والرابع: "بين السيد حسن نصر الله والسيد علي الأمين" (14/ 7/ 2008).. والخامس: "النبي محمد هو المهدي المنتظر" (في التاريخ نفسه).. والسادس: "الأنبياء أنفسهم لم يكونوا معصومين.. فمن أين للولي الفقيه العصمة؟!" (21/ 7/ 2008).. والسابع: "البطريرك صفير.. ونِعْمَ الرجال الصالحين" (4/ 8/ 2008).. والثامن والأخير: "بين محمد رعد وشاكيرا قدَّس الله سرَّها" (18/ 8/ 2008).
هذه المقالات لاقت صدىً واسعاً عند شريحة كبيرة من القراء اللبنانيين، ودفعت بالكثيرين إلى أن يسألوا: "مَنْ هو الدكتور إحسان الأحمد؟! لم نسمع به من قبل!".. وأرسل إليَّ شقيقي الحبيب علي صبرا من فرنسا رسالةً شفهية قال لي فيها: "إنتبه، فأنتَ تعيش في بَطْنِهِم!" (في إشارةٍ إلى أنني أعيش في جنوب لبنان منذ نهاية العام 1998).. وقال لي أحد أصدقائي المقرَّبين، والذي سبق أن سُجِنَ في إيران لمدة 11 عاما أثناء الحرب العراقية - الإيرانية، قال لي محذِّراً بشيءٍ من المزاح: "إنتبه يا حسين، فأنت ساقط عسكرياً!"..
على أنَّ المقال الذي قصم ظهر البعير وأحدث ضجةً في لبنان كان المقال الأخير (بين محمد رعد وشاكيرا).. لقد أمضى رئيس كتلة حزب الله في مجلس النواب اللبناني محمد رعد شهرَي تموز/ يوليو وآب/ أغسطس من عام 2008 وهو يقرع طبول الحرب ويهدِّد اللبنانيين ويرهبهم ويتوعَّدهم بالقتل والسحل والتنكيل واستخدام السلاح وتكرار اجتياح بيروت، وذلك يومياً، حتى بات كلام محمد رعد التهديدي والإرهابي يتصدَّر يومياً عناوين نشرات الأخبار في التلفزيونات والإذاعات وعناوين الصفحات الأولى من الصحف اللبنانية، وقد بثَّ الرعبَ في صفوف غالبية اللبنانيين المعارضين لسلاح حزبه وسياساته الإرهابية..
   هذا الأمر دفعني إلى أن أكتب المقال الذي بين أيديكم الآن بلهجةٍ مليئة بالسخرية والتهكُّم وقد قارنتُ النائب محمد رعد بالمغنية الأميركية الأشهر من أن تُعَرَّف شاكيرا.. وما أن ظهر هذا المقال حتى أحدث ضجةً واسعة في طول لبنان وعرضه، وبات الكثير من الناس في الشارع اللبناني (مواطنين وسياسيين) يطلقون على محمد رعد لَقَب "شاكيرا"، وازداد فضول الكثيرين وخاصةً من السياسيين لمعرفة مَنْ هو الدكتور إحسان الأحمد..  
أما وقد جَعَلْتُ النائبَ محمد رعد أضحوكة الناس، فإليكم ما حصل: لقد اختفى محمد رعد عن الأنظار وغاب عن الأسماع لمدة شهرٍ كامل عقب ظهور مقالي هذا، إذ لم يعد يدلي بأي تصريح ولم يعد يظهر في أي لقاءٍ علني في أي مناسبة من المناسبات واختفى إسمه كلياً من نشرات الأخبار في التلفزيونات والإذاعات ومن الصحف اللبنانية، ولا أشك في أنَّ أمين عام حزب الله حسن نصر الله طلب منه الإمتناع عن أي ظهورٍ إعلامي حتى لا يثير المزيد من تهكُّم الناس عليه وعلى حزبه وسلاحه.. وخير دليل على ذلك هو ما قاله حسن نصر الله في الظهور الإعلامي الأول له بعد هذا المقال، وكان ذلك يوم الخميس في 13/ 11/ 2008 بمناسبة "يوم الشهيد"، حيث قال: "تعالوا يا إخوان نتحدَّث عن سلاح حزب الله بعيداً عن لغة التهكُّم"..
والآن أترككم مع المقال).


حسين احمد صبرا
الإثنان يمتهنان مهنةً واحدة:
شاكيرا راقصة ومغنِّية.. ومحمد رعد (النائب في مجلس النواب اللبناني عن ميليشيا حزب الله) يقرع طبول الحرب ويرقص عليها.
على أنَّ الإثنين ينتميان كُلٌّ إلى عالمٍ متناقض:
شاكيرا تنتمي إلى عالم الموسيقى والرقص والغناء.. ومحمد رعد ينتمي إلى عالم الحرب والقتل والتدمير.
شاكيرا ترقص وتغنِّي على خشب المسارح.. ومحمد رعد يرقص ويغنِّي على خشب المنابر.
هي ترقص وتغنِّي على أنغام طبول الموسيقى.. وهو يرقص ويغنِّي على أنغام طبول الحرب.
هي ترقص وتغنِّي لمجتمع الحضارة لصالح البشرية جمعاء ضد مصلحة أرباب الحرب.. وهو يرقص ويغنِّي لمجتمع المقاولة لصالح الفُرس ونظام آل الأسد ضد مصلحة أبناء وطنه وضد العرب أجمعين.
وتكون النتيجة:
هي تُقَدِّم لوحة فنية راقصة.. وهو يُقَدِّم لوحة دموية راقصة.
والإثنان تجمعهما العالمية:
شاكيرا جندية من جنود الفنون العالمية.. ومحمد رعد (وأمثاله) جندي من جنود ولاية الفقيه العالمية.
وهكذا فإنَّ الإثنين يؤمنان بولاية الفاء:
شاكيرا تؤمن بولاية الفن.. ومحمد رعد يؤمن بولاية الفقيه.
على أنَّ فن شاكيرا يشمل الكرة الأرضية، ولا يتخطاها.. أما الولي الفقيه (الذي يؤمن به محمد رعد وأمثاله) فيدَّعي أنَّ الشمس والقمر لَهُ يسجدان.
الإثنان يذكِّراننا بالأسطورة:
شاكيرا تذكِّرنا بأسطورة حورية البحر.. ومحمد رعد يذكِّرنا بأسطورة دراكولا مصَّاص الدماء.
تلك وجهُهَا يقول للقمر قُمْ لأجلس مكانك.. وذاك (وأمثاله) لا يضحك وجهُهُ للرغيف الساخن.
إذا ما ابتسَمَتْ شاكيرا أمام عدسات التصوير فإنَّ أسنانها تبدو كحبَّات اللؤلؤ المكنون.. أما إذا ما ابتسم محمد رعد (وأمثاله) أمام عدسات التصوير فسيبدو له نابان طويلان تتقطَّر منهما قطرات الدم المسفوك.
لا تستطيع حورية البحر هذه أن تعيش دون رقصٍ أو غناء.. ولا يستطيع دراكولا أن يعيش دون سفكٍ للدماء.
سِرُّ شاكيرا: جمالُها الإلهي.. وسِرُّ محمد رعد (وأمثاله): سلاحُهُ الإلهي.
فلو لم تكن شاكيرا تمتلك جمالاً وكان كِرْشُهَا مثل كِرْش السيد بدير وفخذُها مثل فخذ البِتِلُّو في اللحمة الضاني لَـمَا اهتزَّت رقصاً على إيقاع طبول الموسيقى.. ولم لم يكن محمد رعد يمتلك سلاحاً وكان كل ما في جيبه "مَطْوَى" أو "شِبْرِيَّة" أو سكينة "سِت تَكَّات" لَــمَا اهتزَّ رقصاً على إيقاع طبول الحرب.
حين يرى الناس شاكيرا على شاشة التلفاز يُصابون بالتفاؤل والإنشراح، فهي حين ترقص على أنغام طبول الموسيقى تذكِّرُهُم بحوريات الجنة.. أما حين يرى الناس أمثال محمد رعد على شاشة التلفاز فإنهم يُصابون بالتشاؤم والإنقباض، فهو حين يرقص على أنغام طبول الحرب يُذَكِّرُهُم بغراب البين.
ولا يفوتُكُم أن تلاحظوا أنَّ شاكيرا مسرورة جداً من مهنتها لأنها تجد فيها نفسَها، فهي في هذه المهنة تعبِّر عن طموحاتها في إسعاد أكبر عدد ممكن من البشر بغية الحصول على شهرة لا حدود لها.. ومحمد رعد مسرور أيضاً من مهنته لأنه يجد فيها نفسَهُ، فهو في هذه المهنة يعبِّر عن طموحاته في سفك دماء أكبر عدد ممكن من البشر بغية الحصول على سلطة لا حدودَ لها.
والإثنان لديهما شهوة عارمة:
لدى شاكيرا شهوة الجنس والإغراء.. ولدى محمد رعد (وأمثاله) شهوة الحرب والقتل.
شاكيرا تحرِّك في جمهورها الغريزة الجنسية حتى لا تصدأ مخيِّلاتهم فيصابوا بالضَعْف الجنسي (أو البرود الجنسي) فتضيع من بين أيديهم الفحولة (أو الأنوثة).. ومحمد رعد يحرِّك في جمهوره غريزة مص الدماء حتى لا يصدأ سلاحُهُم المقدَّس فتضيع من بين أيديهم السلطة.
وتكون النتيجة:
هذه تُسَاهِمُ في زيادة النسل.. وهذا يُسَاهِمُ في قطع النسل.
شاكيرا توقظ في نفوس جمهورها الفتنة الجنسية حتى لَيكاد المرء أن يَخَالَ نفسَهُ حينما يحتضن زوجته أنه يحتضن شاكيرا نفسها.. ومحمد رعد (وأمثاله) يوقظ في نفوس جمهوره الفتنة المذهبية حتى لَيكاد المرء أن يَخَالَ أنه هو نفسُهُ في أحضان شَمْهُورَش ملك الجان والعفاريت.
والإثنان من قُطَّاع الطُرُق:
شاكيرا قاطعةُ طريقٍ تَسْلُبُ الرجالَ أَلبابَهُم.. ومحمد رعد (وأمثاله) قاطعُ طريقٍ يَسْلُبُ الرجالَ والنساءَ والكبيرَ والصغير والطفلَ المُقَمَّط في السرير أرواحَهم.
هي لديها جرأةٌ لا متناهية في أن تُعَرِّي ما في جسدها من مفاتن، كاشفةً عن أنَّ هدفها الحقيقي هو "السكس".. وهو لديه (وأمثاله) جرأة لا متناهية في أن يُعَرِّي ما في نفسه من مقابح، كاشفاً عن أنَّ هدفَهُ الحقيقي هو القتل.
والإثنان شخصيَّتان مركَّبتان:
شاكيرا شخصية إستعراضية شعارُها: أنا نجمتُكُم الأولى فأَحِبُّوني.. ومحمد رعد (وأمثاله) شخصية بارانُويدِيَّة شعارُها: أنا ربُّكُم الأعلى فاعبُدوني.
ستقف شاكيرا، قدَّسَ اللهُ سِرَّها، يومَ القيامة بين يَدَي الله لتقول له:
"يا رب، لقد أَسْعَدْتُّ أكبَرَ عددٍ ممكنٍ من عبادك".
وسيقف عضو ميليشيا حزب الله محمد رعد (وأمثاله) بين يَدَي الله يومَ القيامة ليقول له:
"يا رب، لقد ساهَمْتُ في سفك دَمِ أكبر عددٍ ممكنٍ من عبادك".
تُرَى، مَنْ برأيكم الأجمل في عالم الرقص والغناء على سطح الكرة الأرضية في وقتنا الحالي:
حورية البحر.. أم دراكولا مصَّاص الدماء؟!

(نُشر هذا الموضوع في مجلة "الشراع" اللبنانية بتاريخ 18 آب/ أغسطس 2008 – رقم العدد 1354).

أُنظر في الأسفل مجموعة صور لشاكيرا
صورة عن المقال:







 مجموعة صور لشاكيرا:







































































































 x

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق