2017/04/28

إغتيالات الحشَّاشين (19)/ المحاولة الأولى لاغتيال صلاح الدين الأيوبي.



مع نجاح صلاح الدين الأيوبي في السيطرة على الحكم في مصر ومن ثم في بلاد الشام، لم يبق إلا حلب خارج سيطرته.. وأثناء حصار صلاح الدين حلبَ عام 570ه/ 1174م قرَّر زعيمُ الحشاشين (الملقَّب بشيخ الجبل) سِنان راشد الدين اغتيالَه، وتلك كانت محاولتهم الأولى: ...






إنزل إلى أسفل لقراءة الموضوع كاملاً



كتاب
حزب الله والحشاشون
مرتزِقة غِبَّ الطلب

(بحث تاريخي عن الشيعة  الإسماعيليين الحشاشين والتوأمة بينهم وبين حزب الله)

تأليف: حسين احمد صبرا

(2015)


الإهداء
إلى أبطال الثورة السورية، الذين يقاومون احتلال الحشَّاشين الجدد لأرضهم.



الباب الثاني

الفصل الثاني – الجزء الأول

إغتيالات الحشَّاشين (19)

المحاولة الأولى لاغتيال صلاح الدين الأيوبي

حسين احمد صبرا
مع نجاح صلاح الدين الأيوبي في السيطرة على الحكم في مصر ومن ثم في بلاد الشام (وخاصةً بعد وفاة نور الدين محمود بن زنكي وأفول نجم الدولة الزنكية وصعود نجم الدولة الأيوبية)، لم يبق إلا حلب خارج سيطرته.. وأثناء حصار صلاح الدين حلبَ عام 570ه/ 1174م قرَّر زعيمُ الحشاشين (الملقَّب بشيخ الجبل) سِنان راشد الدين اغتيالَه، وتلك كانت محاولتهم الأولى: لقد اندسَّت جماعةٌ من الحشاشين في صفوف عسكر صلاح الدين تمهيداً لاغتياله، إلا أنَّ أحد الأمراء المقاتلين في صفوف صلاح الدين رآهم وعرفهم وفضح أمرهم.. وقد نقل المؤرِّخ أبو شامة روايةً تفصيلية لِما حدث نقلاً عما رواه المؤرِّخ الحلبي الشيعي يحيى ابنُ أبي طَيّ (575ه- 630ه/ 1179م- 1232م) في كتابه "السيرة الصلاحية" (وهو كتابٌ مفقود)، حيث قال ابنُ أبي طَيّ: "فأرسل سنانُ جماعةً من فُتَّاك أصحابه لإغتيال السلطان (صلاح الدين)، فجاؤوا إلى جبل جَوْشَن (وهو جبلٌ مُطِلٌّ على حلب) واختلطوا بالعسكر، فعرفهم صاحبُ (قلعة) بوقُبيس (الأميرُ ناصح الدين خمارتكين) لأنه كان مثاغراً لهم (أي في موقعٍ متاخمٍ لهم كأعداء)(1)، فقال لهم: يا ويلكم، كيف تجاسرتم على الوصول إلى هذا العسكر ومثلي فيه! فخافوا غائلَتَه فوثبوا عليه، فقتلوه في موضعه، وجاء قومٌ للدفع عنه فجَرحوا بعضهم وقتلوا البعض، وبَدَرَ  (أَسْرَعَ) من الحشيشيةِ أحدُهُم وبيده سكِّينة مشهورة ليقصد السلطان (صلاح الدين) ويهجم عليه، فلما صار إلى باب الخيمة اعترضه طغريلُ، أميرُ جاندار، فقتله (أي طغريلُ قتلَ الحشّاشَ)، وطُلب الباقون (من الحشّاشين) فقُتلوا بعد أن قَتَلوا جماعةً (من عسكر صلاح الدين وأمرائه)"(2).
_____________________________________
(1) أورد ابنُ الأثير تفاصيل ما جرى في "الكامل" (ج10، ص67- 68) كما يلي: "فلما وصلوا (أي الحشاشين) رآهم أميرٌ إسمه خمارتكين، صاحبُ قلعة بوقَيس، فعرفهم لأنه جارُهم في البلادِ كثيرُ الإجتماع بهم والقتال لهم، فلما رآهم (خمارتكين) قال لهم: ما الذي أقدمكم وفي أي شيءٍ جئتم؟  فجرحوه جراحاتٍ مثخنة وحَمَلَ أحدُهم على صلاح الدين ليَقْتُلَهُ فقُتل دونَه، وقاتَلَ الباقون من الإسماعيلية فقَتَلوا جماعةً (من حرّاس صلاح ادين) ثم قُتلوا".
(2) أبو شامة/ كتاب الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية/ ج2، ص229.
_____________________________________
الحديث التالي:
الحديث السابق:












 x

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق