2017/04/28

إغتيالات الحشَّاشين (18)/ اعتقال وقتل زعيم وادي التيم برق بن جندل ثم اغتيال أخيه الضحَّاك.



حاول الحشاشون في العقد الثالث من القرن الخامس الهجري التوسُّعَ وامتلاكَ وادي التيم، الواقع حالياً على الحدود المشتركة بين لبنان وسورية وفلسطين. وكان وادي التيم في ذلك الوقت من أعمال بعلبك ويسكنه "أصحابُ مذاهب مختلفة من النصيرية والدرزية والمجوس وغيرهم".. فقرَّر زعيم الحشاشين، ويُدعى بهرام، قَتْلَ أحد زعماء وادي التيم برقِ بن جندل...




إنزل إلى أسفل لقراءة الموضوع كاملاً



كتاب
حزب الله والحشاشون
مرتزِقة غِبَّ الطلب

(بحث تاريخي عن الشيعة  الإسماعيليين الحشاشين والتوأمة بينهم وبين حزب الله)

تأليف: حسين احمد صبرا

(2015)


الإهداء
إلى أبطال الثورة السورية، الذين يقاومون احتلال الحشَّاشين الجدد لأرضهم.



الباب الثاني

الفصل الثاني – الجزء الأول

إغتيالات الحشَّاشين (18)

اعتقال وقتل زعيم وادي التيم برق بن جندل
ثم اغتيال أخيه الضحَّاك

حسين احمد صبرا
وحاول الحشاشون في العقد الثالث من القرن الخامس الهجري (بحدود عام 522ه/ 1128م تقريباً) التوسُّعَ وامتلاكَ وادي التيم، الواقع حالياً على الحدود المشتركة بين لبنان وسورية وفلسطين (من أشهر بلداته حالياً راشيّا الوادي). وكان وادي التيم في ذلك الوقت من أعمال بعلبك ويسكنه "أصحابُ مذاهب مختلفة من النصيرية والدرزية والمجوس وغيرهم"(1)، وأتت هذه المحاولة من قبل الحشَّاشين بعد أن مَلَكوا عام 520ه/ 1136م حصنَ بانياس، الواقع عند سفح جبل الشيخ قرب نهر بانياس (أحد روافد نهر الأردن) والقريب من وادي التيم. فقرَّر زعيم الحشاشين، ويُدعى بهرام، قَتْلَ أحد زعماء وادي التيم برقِ بن جندل، وهو
____________________________________
(1) إبن الأثير/ الكامل/ ج9، ص250.
____________________________________
على ما يبدو من الإسماعيليين الدروز، "فخَدَعَهُ (أي أنَّ بهرامَ خَدَعَ ابنَ جندل) إلى أن حَصَلَ في يده (أي نجح في استدراجه وذلك عام 522ه/ 1128م) فاعتقله وقتله صبراً (أي أعدمه)"(2). وهذا ما دفع قوم برق بن جندل إلى الإستعداد للأخذ بالثأر وعلى رأسهم أخوه ضَحَّاك بن جندل، وسرعان ما تَأَتَّت الفرصةُ إذ قرَّر بهرام الهجوم على أهل وادي التيم بعد أشهرٍ قليلة من قَتْلِه زعيمهم ظناً منه أنَّ بإمكانه الإنتصار عليهم وإخضاعهم لسلطته أو ربما طردهم من تلك النواحي وضم الوادي إلى أملاك الحشَّاشين، فكان لهم التيميّون بالمرصاد: لقد هجموا على الحشَّاشين بغتةً وهم ما يزالون في مخيَّمهم الذي نصبوه حديثاً في وادي التيم استعداداً للهجوم المرتقب، فأعمل التيميون فيهم السيوفَ والخناجر حتى أتوا على الجميع بمن فيهم بهرام. وقد "قُطِعَ رأسُ بهرام ويدُهُ بعد تقطيعه بالسيوف والسكاكين، وأَخَذَهُما (مع خاتَمِهِ) واحدٌ  من الرجال (التيميين) القاتلين ومضى بهما (أي رأس بهرام ويده) إلى مصر (الفاطمية) مبشِّراً بهلاكه ومهنِّئاً ببواره"(3).
_____________________________________
(2) إبن القلانسي/ الذيل/ ص221.
(3) المرجع السابق/ الذيل/ ص222.
_____________________________________
وبعد عشرين عاماً من إنزال الضَحَّاك بن جندل وقومه الهزيمة بالحشاشين وقتلهم بهرام وقطعهم رأسه، تمكَّن الحشَّاشون من الضَحَّاك عام 543ه/ 1148م، حيث أنهم "نَدَبوا لقتل ضَحَّاكَ المذكورَ رجلين، أحدُهما قوّاساً والآخر نشّاباً، فوصلا إليه وتقرَّبا بصنعتهما إليه وأقاما عنده بُرهةً من الزمان طويلةً إلى أن وجدوا فيه الفرصة متسهِّلةً، وذاك أنَّ ضحّاك بن جندل كان راكباً مسيّراً حول ضيعةٍ له تُعرف ببيت لاهيا من وادي التيم (تقع حالياً شمال فلسطين)، فلما عاد عنها وافَقَ اجتيازُه بمنزل هذين المفسدَين، فلقياهُ وسألاه النزول عندهما للراحة وألحّا عليه في السؤال، فنزل (...)، فلما جَلَسَ أتياهُ بمأكولٍ حَضَرَهُما (أي جَهَّزا له الطعام)، فحين شرع في الأكل مع الخلوة وثبا عليه فقتلاه وأَجْفَلا (أي هَرَبَا مسرعَين)، فأدركهما رجالُه فأخذوهما وأتوا بهما إلى ضحّاك وقد بقي فيه رمقٌ، فلما رآهما أمر بقتلهما بحيث شاهدهما (وهما يَطْعَنَانَهُ)، ثم فاضت نفسُهُ في الحال"(4).
_____________________________________
 (4) المرجع السابق/ الذيل/ ص303.
_____________________________________
الحديث التالي:
الحديث السابق:








 x

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق