2017/04/27

إغتيالات الحشَّاشين (14)/ إغتيال الخليفة الفاطمي الآمر بأحكام الله.



في عام 524ه/ 1129م كَمَنَ الحشاشون للخليفة الفاطمي الآمر بأحكام الله بعد خروجه من القاهرة، وذلك على جسرٍ خشبي وهو يعبر جزيرة الروضة...







إنزل إلى أسفل لقراءة الموضوع كاملاً



كتاب
حزب الله والحشاشون
مرتزِقة غِبَّ الطلب

(بحث تاريخي عن الشيعة  الإسماعيليين الحشاشين والتوأمة بينهم وبين حزب الله)

تأليف: حسين احمد صبرا

(2015)


الإهداء
إلى أبطال الثورة السورية، الذين يقاومون احتلال الحشَّاشين الجدد لأرضهم.



الباب الثاني

الفصل الثاني – الجزء الأول

إغتيالات الحشَّاشين (14)

إغتيال الخليفة الفاطمي الآمر بأحكام الله

حسين احمد صبرا
وفي عام 524ه/ 1129م كَمَنَ الحشاشون للخليفة الفاطمي الآمر بأحكام الله بعد خروجه من القاهرة، وذلك على جسرٍ خشبي وهو يعبر جزيرة الروضة.. والخليفة الآمر هو ابن الخليفة المستعلي، والأخير هو الذي ولّاه الوزيرُ الأفضلُ الخلافة بدلاً من أخيه نزار، وعندما اعترض نزار على ذلك قام المستعلي بقتله، وقد سبقت الإشارة إلى أنَّ الحشاشين وَالُوا نزاراً وسُمُّوا "النزاريين".. وقد دخل الآمر بأحكام الله في السنوات الأخيرة من حكمه في صراعٍ عقائدي وحربٍ إعلامية ضد الحشاشين وألَّف كتاباً بهذا الخصوص بعنوان "الهداية الآمرية في إبطال الدعوى النزارية"، هاجم فيه الإسماعيليين الحشاشين ودافع عن إمامة أبيه المستعلي.. فما كان من الحشاشين إلا أن قرروا اغتياله، الأمر الذي دفع بالآمر إلى اتخاذ تدابير أمنية مشدَّدة وصارمة في طول مصر وعرضها(1)، إلى أن تمكَّنوا منه عام 524ه/ 1129م.. ويورد المؤرِّخ ابن تَغْري بَرْدي رواية مستفيضة لما جرى ويقول إنَّ معلوماتٍ وصلت للآمر تفيد بأنَّ "جماعةً من النزارية (الحشاشين) حصلوا (أي أتوا واستقرّوا) بالقاهرة ومصر يريدون قتلَهُ، فاحترز الآمر على نفسه وتحيَّل في قبضهم، فلم يُقَدَّر له ذلك لِمَا أراده الله.
_____________________________________
_____________________________________
وفشا أمرُ النزارية وكانوا عشرة، فخافوا أن يقع عليهم (الخليفة) الآمر فيقتلهم قبل قتله، فاجتمعوا في بيتٍ وقال بعضهم لبعض: قد فشا أمرُنا ولا نأمَنْ أن يظفَرَ بنا فيقتلَنا، ومن المصلحة والرأي أن نقتل واحداً منّا ونُلقي رأسَه بين القصرين (...) فإنْ عرفوه فلا مُقامَ لنا عندهم، وإنْ لم يعرفوه تمَّ لنا ما نريد، لأنَّ القوم في غفلة. فقالوا للذي أشار عليهم: ما يتَّسع لنا قتلُ واحدٍ منا، يَنْقُصُ عددُنا وما يتمُّ بذلك أمرُنا، فقال الرجل: أليس هذا من مصلحتنا ومصلحة مَنْ تلزمنا طاعتُهُ؟ فقالوا نعم. فقال: وما دللتكم إلا على نفسي، وشرع في قتل نفسه بيده بسكِّين في جوفه فمات من وقته. فأخذوا رأسَه فرَمَوْهُ في الليل بين القصرين، وأصبحوا (أي الحشاشين) متفرِّقين ينظرون ما يجري في البلد بسبب الرأس. فلمّا وُجد الرأسُ اجتمع عليه الناس وأبصروه، فلم يَقُل أحدٌ منهم أنا أعرفه. فحُمل إلى الوالي، فأَحْضَرَهُ الوالي (أي أتاهم به) عُرفاءَ الأسواق وأربابَ المعايش فلم يُعرف؛ ففرح التسعةُ بذلك ووَثَقوا بالمُقام بالقاهرة لقضاء مرادهم. واتَّفق للخليفة الآمر أنْ يمضي إلى الروضة (...) وأنه يَجُوز (أي يسير) على الجسر الذي من مصر إلى جزيرة الروضة للمقام بها أياماً للفُرجة. وكان من شأن الخلفاء أنهم يُشِيْعُون الركوبَ في أرباب خِدْمتهم حيثما قصدوا حتى لا يتفرَّقوا (أي الخَدَم) عنه، وأيضاً لا يتخلَّف أحدٌ عن الركوب؛ فعلم النزارية التسعة بركوبه فجاؤوا إلى الجزيرة، ووَجَدوا قُبالة الطالع من الجسر فُرناً، فدخلوا فيه قبل مجيء الخليفة الآمر، ودفعوا إلى الفَرّان دراهمَ وافرةً ليعمل لهم بها فَطِيراً بسمنٍ وعسل؛ ففرِح الفَرّانُ بها وعمِل لهم الفَطِيرَ؛ فما هو بأكثر مما أكلوه، ولم يُتِمّوا أكلهم إذ طلع الخليفةُ الآمرُ من آخر الجسر وقد تفلَّل (أي تفرَّق وابتعد) عنه الرِّكابية ومَنْ يَصُونُهُ لحَرَجِ الجَوَاز على الجسر لِضِيْقِهِ، فلمّا قابلوه (فور اجتيازه الجسر) وثبوا عليه وَثْبَةَ رجلٍ واحدٍ وضربوه بالسكاكين حتى إنَّ واحداً منهم ركب وراءه وضربه عدة ضَرَبات؛ وأدركهم الناسُ فقُتل التسعة. وحُمل الآمرُ في عُشَارِيٍّ (مَرْكِب يسير في النيل) إلى قصر اللؤلؤة، وكان ذلك في أيام النيل، ففاضت نفسُ الآمر قبل وصوله إلى اللؤلؤة"(2).
____________________________________
(2) إبن تغري بردي/ النجوم الزاهرة /ج5، ص182- 183.
____________________________________
الحديث التالي:
الحديث السابق:











 x

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق