2017/04/28

إغتيالات الحشَّاشين (15)/ إغتيال حاكم دمشق تاج الملوك بوري بن طُغْتِكِين.



كرَّر الحشاشون أسلوب التنكُّر والإندساس في صفوف الهدف المنوي اغتياله، وقد أرادوا الإنتقام من حاكم دمشق تاج الملوك بوري بن طُغْتِكين، الذي اقتلع الحشاشين من جذورهم في دمشق وقتل منهم 6 آلاف نفر عام 523ه/ 1128م. فقد نَدَبَ الحشاشون في قلعة أَلَمُوت الفارسية اثنين من الحشاشين لاغتيال بوري، وتنكَّرا في زي الأتراك...




إنزل إلى أسفل لقراءة الموضوع كاملاً



كتاب
حزب الله والحشاشون
مرتزِقة غِبَّ الطلب

(بحث تاريخي عن الشيعة  الإسماعيليين الحشاشين والتوأمة بينهم وبين حزب الله)

تأليف: حسين احمد صبرا

(2015)


الإهداء
إلى أبطال الثورة السورية، الذين يقاومون احتلال الحشَّاشين الجدد لأرضهم.



الباب الثاني

الفصل الثاني – الجزء الأول

إغتيالات الحشَّاشين (15)

إغتيال حاكم دمشق تاج الملوك بوري بن طُغْتِكِين


حسين احمد صبرا
وكرَّر الحشاشون أسلوب التنكُّر والإندساس في صفوف الهدف المنوي اغتياله، وقد أرادوا الإنتقام من حاكم دمشق تاج الملوك بوري بن طُغْتِكين، الذي اقتلع الحشاشين من جذورهم في دمشق وقتل منهم 6 آلاف نفر عام 523ه/ 1128م. فقد نَدَبَ الحشاشون في قلعة أَلَمُوت الفارسية اثنين من الحشاشين لاغتيال بوري، وتنكَّرا في زي الأتراك وتدرَّجا إلى أن أصبحا في عداد مرافقيه وظلّا يترقَّبان الفرصة إلى أن تمكَّنا منه. لقد "وصل هذان الرجلان إلى دمشق في زيّ الأتراك بالقباء (القنباز) والشربوش (الطربوش)، وحضرا إلى معارفَ لهما من الأتراك وسألوهما الوساطة في استخدامهما (في عسكر بوري) وتقرير الواجب لهما، وخدعاهم ولم يرتابوا بهما، وتدرَّجا بالحيلة والمكر إلى أن صارا في الجملة من الخراسانية المرتّبين لحِفْظِ رِكَاب تاج الملوك (أي من مرافقيه وحرّاسه الشخصيين)، وتمكَّنا وسَكَنَت القلوبُ إليهما لأنهما ضُمِنا (أي وُثق بهما). ورَقَبَا الفرصة في تاج الملوك إلى أن دخل الحمّام وعاد منه ووصل إلى باب داره من القلعة بدمشق وتفرَّق عنه مَنْ كان في ركابه من الخراسانية والدَيْلَم والأحداث الحَفَظَة له، فوثبا عليه في يوم الخميس لخمسٍ خَلَوْنَ من جمادى الآخرة سنة 525 (ه/ 1130م) وضَرَبَهُ أحدُهما بالسيف طالباً لرأسه فجرحهُ في رقبته جرحاً لم يتمكَّن منه، وضَرَبَهُ بسكّين عند خاصرته نَفَذَت بين اللحم والجلد، ورمى (تاجُ الملوك بوري) بنفسه في الحال عن فرسه سليماً وتكاثرت الرجال عليهما فقطَّعوهما بالسيوف، وأُحضر أهل الخبرة بمداواة الجراح من الأطباء والجرّائحيين، وعولجا (أي الجُرحَين)، فبَرَأَ (أي شُفِيَ) أحدُهما الذي عند الرأس، وتنَسَّرَ (تورَّم وتقيَّح) الذي في الخاصرة، وصَلُحَت الحال في ذلك ورَكِبَ (بوري) وأقامَ مدّةً يحضُرُ مجلسَه الخواصُّ والعسكرية والأجناد للسلام والشراب على الرسم المعتاد"(1). ثم ما لبث أن توفي بوري متأثراً بهذا الجرح في العام التالي (526ه/ 1131م).
_____________________________________
(1) إبن القلانسي/ الذيل/ ص230.
_____________________________________
الحديث التالي:
الحديث السابق:







 x

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق