2016/04/15

كتاب "الخليج العربي.. أم الخليج الفارسي؟!"/ 48/ تمهيداً للخوض في تسمية الخليج العربي بالخليج الفارسي (48) لولا السفير الأميركي في طهران وليام سوليفان لكان وصول الخميني إلى السلطة مستحيلاً!



ونحن نبحث في أمر آخر سفير أميركي في طهران وليام سوليفان، المتَّهم بالجرم المشهود بإيصال الخميني إلى السلطة، عثرنا على مقالٍ قصير كتبه المفكر السياسي والإقتصادي الأميركي الشهير ليندون لاروش وحمل عنوان "لماذا سوليفان يحمي بريجنسكي؟"، ونشره في 23 أيلول/ سبتمبر عام 1980 في مجلته السياسية النقدية الأميركية الأسبوعية "إكزيكوتيف إنتلّيجنس ريفيو" الصادرة عن مؤسسة تحمل الإسم عينه قام بتأسيسها لاروش نفسه، ونظراً لأنَّ هذا المقال غاية في الأهمية فقد قمنا بتعريبه وإليكم نصُّه الكامل:




إنزل إلى أسفل لقراءة الموضوع كاملاً


كتاب
الخليج العربي.. أم الخليج الفارسي؟!
تأليف: حسين احمد صبرا

(الكتاب قيد التأليف)



القسم الأول


تمهيداً للخوض في تسمية الخليج العربي بالخليج الفارسي (48)

لولا السفير الأميركي في طهران وليام سوليفان
لكان وصول الخميني إلى السلطة مستحيلاً!


حسين أحمد صبرا
ونحن نبحث في أمر آخر سفير أميركي في طهران وليام سوليفان، المتَّهم بالجرم المشهود بإيصال الخميني إلى السلطة، عثرنا على مقالٍ قصير كتبه المفكر السياسي والإقتصادي الأميركي الشهير ليندون لاروش وحمل عنوان "لماذا سوليفان يحمي بريجنسكي؟"، ونشره في 23 أيلول/ سبتمبر عام 1980 في مجلته السياسية النقدية الأميركية الأسبوعية "إكزيكوتيف إنتلّيجنس ريفيو" الصادرة عن مؤسسة تحمل الإسم عينه قام بتأسيسها لاروش نفسه، مع الإشارة إلى أنَّ ليندون لاروش (البالغ حالياً من العمر 90 عاماً/مواليد 1922) هو مؤسس "حركة ليندون لاروش العالمية" التي لها أنصارها من الشباب في الولايات المتحدة وكندا وأوروبا الغربية وأستراليا وأميركا اللاتينية، وقد ترشَّح لكرسي الرئاسة ثماني مرات منذ العام 1976 (معظمها كمرشَّح ديمقراطي).. ونظراً لأنَّ هذا المقال غاية في الأهمية فقد قمنا بتعريبه وإليكم نصُّه الكامل:

"نشر سفير الولايات المتحدة السابق في إيران وليم هـ. سوليفان سلسلةً من الأكاذيب التي لا يمكن غفرانها، حيث قام بتشويه الحقائق المتعلقة بالثورة الإيرانية والتي لا يمكن السماح بمرورها دون الرد عليها. لقد قَصَدَ السفير سوليفان، في ما كتبه في العدد الحالي من مجلة وزارة الخارجية، إلى إظهار دوره الشخصي في الأحداث التي شارك فيها خلال قيام دكتاتورية الخميني في إيران. وعلى الرغم من أن المقال مليءٌ بسلسلة من الأكاذيب المتعمَّدة، فإنَّ أكاذيب السفير تنقسم بفظاظة إلى نوعين: النوع الأول، تلك الأكاذيب المقصود منها حماية [مستشار الأمن القومي] زبيغنيو بريجنسكي من الإنتقاد على دوره في تثبيت نظام الخميني؛ والنوع الثاني، تلك الأكاذيب المقصود منها تسهيل ما يبدو أنه تدعيم للتحالف الوشيك بين الولايات المتحدة وإيران. دعونا نعتبر أنَّ هاتين المسألتين منفصلتان إحداهما عن الأخرى: فوسط ذاك التساوي الشهير وغير الرسمي مع خلفية ثورة الخميني، فإنَّ من المسلَّم به عموماً أنَّ مستشار الأمن القومي بريجنسكي كان وبفاعليةٍ في حالة تنسيقٍ في كلِّ بُعْدٍ تقريباً من أبعاد ما يسمى بـ"الثورة الإسلامية". لقد أعلن الدكتور بريجنسكي في عدة مناسبات خلال عامي 1978 و1979 عن إعتقاده بأنَّ "الأصولية الإسلامية" هي "سدٌّ منيع بوجه الشيوعية". في حين ما يزال السفير سوليفان يؤكد في روايته أنَّ بريجنسكي كان يعمل على محاربة إستيلاء الخميني [على السلطة]، وأنَّ بريجنسكي كان يؤيد دعم حكومة رئيس الوزراء شاهبور بختيار، وأنَّ بريجنسكي حاول في نهاية الأمر التعجيل بإنقلابٍ عسكري من قبل قوات الجيش الإيراني ضد حكومة الخميني الثورية! بينما واقع الأمر مختلفٌ تماماً. فأولاً، إنها مسألة سِجِلٍّ علني أنَّ مستشار الأمن القومي بريجنسكي أمَّن في خريف 1978 خدماتِ جورج بول ليقود مجموعة سرِّية رسمية ذات مهمة محدَّدة في الأزمة الحاصلة في إيران والخليج الفارسي، وأنَّ مجموعة بول أوصت بأنَّ على الولايات المتحدة التخلي عن الشاه وأن تُلقي بكامل ثقلها وبوضوح خلف المعارضة بقيادة الخميني. وعلاوةً على ذلك، كلَّف بريجنسكي خلال هذه الفترة فريقاً خاصاً من لجنة التنسيق الخاصة التابعة لمجلس الأمن القومي لتحضير دراسة شاملة عن الإمكانية في إقامة تحالف بين الولايات المتحدة والأصولية الإسلامية في جميع أنحاء ما يسمى بـ"قوس الأزمة" [الممتد من شمال أفريقيا إلى أسيا الوسطى]، وهو مصطلحٌ إبتدعه بريجنسكي في كانون الأول/ ديسمبر 1978. وإضافةً إلى ذلك، فإنَّ مجلس الأمن القومي بقيادة بريجنسكي، وقبل أشهرٍ من الثورة الإيرانية، أمر الإستخبارات المركزية الأميركية الـ"سي. آي. إي" بالبدء في زيادة خطة البرامج الإذاعية الموجَّهة إلى داخل الجمهوريات المسلمة في الإتحاد السوفياتي بشكلٍ واسع على اعتقادٍ بأنَّ "الإنتعاش" الإسلامي –الذي أعلن بريجنسكي على الملأ بأنه "مرحَّبٌ به"- سيتغلغل إلى داخل الحدود السوفياتية ويُضعف سيطرة موسكو على آسيا الوسطى. ثمَّ، وبالإضافة إلى موافقة بريجنسكي، فإنَّ ديفيد آرون –من مجلس الأمن القومي والعامل مع نائب الرئيس مونديل- جمَّع فريقاً من الخبراء في الشؤون الإسلامية للإشراف على حوالى مئة مجموعة من العاملين أُرسلوا إلى إيران لِخَتْم خطة العمل التي تعهَّدت بإسقاط الشاه. لقد كتب الشاه في مذكراته، التي نُشرت مؤخراً، وبشكلٍ لا لبس فيه: "إنَّ الولايات المتحدة قد أرادتني خارجاً". وفي واقع الأمر فإنَّ بريجنسكي، وفي أقرب وقتٍ عام 1977، كان قد بدأ في عمل إتصالاتٍ مع المعارضة الدينية المناهضة للشاه، ومع الإستخبارات البريطانية المتحكِّمة بِفِرَقٍ من القوات المسلحة، ومع الجبهة الوطنية العلمانية. نعرف أنَّ الخبراء الأميركيين المختصين في الشؤون الإيرانية ممن لديهم إنحياز إلى معاداة الشاه، أمثال الدكتور مارفن زونيس من جامعة شيكاغو، والدكتور جيمس بيل من جامعة تكساس، والدكتور رتشارد كوتِّم من جامعة بيتسبورغ، كانوا أُحضروا كمستشارين ليكونوا على صلة بمستشار الأمن القومي بريجنسكي. أخيراً، إنَّ ما هو معترفٌ به الآن أيضاً وبشكلٍ عام هو أنَّ تصريحات بريجنسكي العلنية والصارخة خلال تلك المرحلة والمنحازة إلى الشاه كانت مخطَّطة بشكلٍ أساسي لبيعه بسعرٍ زهيد عبر جعله يظهر في أعين الإيرانيين على أنه دمية أميركية، وقد أرسل الشاه العديد من الطلبات إلى واشنطن سائلاً كارتر وبريجنسكي عدم إصدار مثل هكذا تصريحات في خضم هذه الأزمة [في إيران]! (في الواقع، وعلى الرغم من تصريحات الدعم السياسي، فإنَّ مجلس الأمن القومي رفض في أواخر عام 1978 الموافقة على طلبات [إيرانية] روتينية لتزويد إيران بالغاز المسيل للدموع ومعدات السيطرة على أعمال الشغب وذلك بسبب الأحكام العرفية [الإيرانية] الجديدة). أما بخصوص الجزء الثاني من تقرير سوليفان فإنَّ الأكاذيب متساوية في كثرة عددها ولكنها أكثر براعة. إنَّ سوليفان يؤكد في مقاله أنَّ رئيس الوزراء [شاهبور] بختيار، والذي كانت حكومتُه الممتدة لفترة قصيرة في كانون الثاني/ يناير وشباط/ فبراير 1979 تمثِّل الفرصة الوحيدة لحماية إيران من شناعة جماعة الخميني، "لم يكن [أي بختيار] يتمتَّع بتأييدٍ شعبي". وعوضاً عن ذلك فإنَّ سوليفان قدَّم تقريراً بأنه إستنبط تخطيطاً سوف يَدخل الجنرالاتُ الإيرانيون والقواتُ المسلَّحة بموجبه ضمن تحالفٍ مع "القوى الثورية"، وهو التحالف الذي سوف "يحصل على بَرَكة الخميني". ما لم يقله سوليفان هو أنه وخلال شهر كانون الثاني/ يناير 1979 بذل جهداً إضافياً هو وبعض أعضاء بعثة السفارة الأميركية في طهران من أجل رشوة، وبمعنى آخر إقناع وإبتزاز الشخصيات الإيرانية البارزة لعدم دعم بختيار، وبذلك أسهم الإكراه الهامشي –ربما- في أن يَحُول دون نجاح بختيار في إيقاف الخميني. وبقدر ما القواتُ المسلَّحة مهتمَّة، باستثناء مجموعة نخبة من الخونة أمثال الجنرال حسين فردوس والجنرال عباس غراباجي، فإنَّ أركان الجيش من الجنرالات قاوموا الخميني بشكلٍ مُبْرَم وكانوا فقط متحفِّظين على إطلاق قمع الثورة الدموي من عقاله عن طريق الإنذارات النهائية الصادرة من سوليفان ومن الجنرال في القوات الجوية الأميركية في حلف الناتو روبرت هوايزر[هنا يقصد ليندون لاروش الإنذارات الأميركية التي وُجِّهت إلى الشاه بضرورة ترك السلطة والتي استفزَّته وجعلته أكثر دموية]. لولا هذا الحلف بين الجيش و"الأخوَّة الإسلامية" لكان كهنوت الخميني مستحيلاً". [انتهى مقال ليندون لاروش].
في الحديث المقبل: جيمي كارتر تمنى لو فَصَلَ السفير الأميركي في طهران من عمله بسبب تحالفه مع الخميني!

(نُشر هذا الموضوع في مجلة "الشراع" اللبنانية في 26 تشرين الثاني/ نوفمبر 2012، العدد رقم 1571).

الحديث التالي:
الحديث السابق:

***************************************************************************
****************************************************************************
****************************************************************************
****************************************************************************
********************************************************************************
إقرأ مجلة "الشراع" اللبنانية من على موقعها الإلكتروني التالي:

www.alshiraa.comx

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق