2016/04/15

كتاب "الخليج العربي.. أم الخليج الفارسي؟!"/ 47/ تمهيداً للخوض في تسمية الخليج العربي بالخليج الفارسي (47)/ السفير الأميركي في طهران وليام سوليفان هو الذي أشعل الثورة الإيرانية ضد الشاه!



لقد وصل السفير الأميركي ويليام سوليفان إلى طهران في ربيع عام 1977 وبصحبته المئات من الخبراء الأميركيين المختصين بكافة الشؤون الإيرانية والذين يعملون في وكالة الإستخبارات المركزية الأميركية السي آي إي، وفور وصوله إلى طهران شرع سوليفان وفريق عمله في إجراء الإتصالات مع كافة أطياف المعارضة الإيرانية، العلمانية منها والدينية على حدٍّ سواء .. ثم فجأةً، وبعد أشهرٍ معدودة على وصول سوليفان، بدأ هؤلاء المعارضون يخرجون في تظاهراتٍ معادية للشاه منذ صيف 1977!! وشيئاً فشيئاً بدأت حدة التظاهرات تزداد حتى بلغت أوجها في خريف عام 1978..



إنزل إلى أسفل لقراءة الموضوع كاملاً


كتاب
الخليج العربي.. أم الخليج الفارسي؟!
تأليف: حسين احمد صبرا

(الكتاب قيد التأليف)



القسم الأول


تمهيداً للخوض في تسمية الخليج العربي بالخليج الفارسي (47)

الشيعة دجاجة أميركية تبيض ذهباً
السفير الأميركي في طهران وليام سوليفان
هو الذي أشعل الثورة الإيرانية ضد الشاه!
وليام سوليفان
(آخر سفير أميركي في طهران)



حسين احمد صبرا
بعد حرب تشرين الأول/ أكتوبر عام 1973 بين العرب وإسرائيل وقيام أنور السادات إثرها بإخراج مصر من حلبة الصراع العربي الإسرائيلي والتعهُّد الذي أعطاه حافظ الأسد (ونظامه العلوي) طوعاً لأميركا وإسرائيل بمنع الشعب السوري من تحرير أرضه المحتلة في الجولان ونيله الضوء الأخضر الأميركي بإشعال الحرب الطائفية في لبنان، تلك التي جاءت كعنوانٍ عريض لبداية تصفية الصراع العربي الإسرائيلي عبر دفع العرب إلى حروبٍ أهلية وطائفية ومذهبية، أصبح شاه إيران محمد رضا بهلوي في هذه المرحلة الجديدة التي تلت حرب تشرين (أكتوبر) عائقاً أمام المشروع الأميركي الساعي إلى تغيير خارطة الصراع في الشرق الأوسط، لذا كان لا بد من الإطاحة به وبنظامه العلماني في أسرع وقتٍ ممكن والإتيان بنظامٍ ديني شيعي متطرف يتولى إشعال الفتنة المذهبية بين العرب أنفسهم عبر تحريض الشيعة منهم ضد السنَّة، ليترافق ذلك ويتماهى مع بندٍ آخر في هذا المشروع بحيث عَمِلَ الأميركيون (بعدما أنهوا الصراع العربي الإسرائيلي) على استخدام الإسلام السنِّي (وخاصةً الإخوان المسلمين) في معركة الحسم في الحرب الباردة مع الروس، وهي المعركة التي بدأت أميركا تُهَيِّىء لها ساحتها عقب انتهاء حرب تشرين (أكتوبر) وأدَّت في نهاية المطاف إلى إسقاط الإتحاد السوفياتي في أواخر ثمانينيات القرن العشرين..
مظاهرات ضد شاه إيران عام 1977-1978
أولى علامات انتهاء صلاحية نظام الشاه أميركياً كانت الضغوط المتزايدة التي مارستها أميركا على الشاه والتي دفعته دفعاً إلى إجراء إصلاحاتٍ إقتصادية كان في حصيلتها النهائية أنها "جابت أجله"، ثم راحت الضغوط الأميركية في إتجاه حض الشاه على احترام الديمقراطية وحقوق الإنسان وما شابه، حتى بات الشاه شبه مكبَّلٍ في تعاطيه مع ردات الفعل الشعبية والسياسية المعارضة.. صحيح أنَّ هذه الإصلاحات الإقتصادية قد أدت في بداية الأمر إلى استياء الشعوب الإيرانية وتململها، بيد أنها لم تتسبب في نشوب أزمة إقتصادية تستدعي قيام ثورة شعبية عارمة ضد الشاه وضد نظامه برمَّته، وبمعنى آخر فإنَّ ردود الفعل الشعبية على هذه الإصلاحات قد تمَّ استغلالها أميركياً لإشعال الثورة ضد الشاه، وبشكلٍ أوضح فإنَّ أميركا نفسها هي التي أشعلت هذه الثورة عن طريق سفيرها في طهران وليام سوليفان ومئات الخبراء الأميركيين الذين وفدوا معه تباعاً إلى إيران!

وليام سوليفان (الرابع من اليمين) في مباحثاتٍ أميركية مع الشاه عام 1977

فجأةً قرَّرت أميركا إرسال سفيرٍ جديد إلى طهران اختارته بعناية فائقة لمهمة محدَّدة ،أي وليام سوليفان، الذي سبق وأن تمَّ تكليفه في مهماتٍ عديدة لحل الأزمات الصعبة وكان أبرزها مشاركته في المفاوضات التي أدت إلى إنهاء الحرب الأميركية في فيتنام.. لقد وصل سوليفان إلى طهران في ربيع عام 1977 وبصحبته، كما ذكرنا، المئات من الخبراء الأميركيين المختصين بكافة الشؤون الإيرانية والذين يعملون في وكالة الإستخبارات المركزية الأميركية السي آي إي، وفور وصوله إلى طهران شرع سوليفان وفريق عمله في إجراء الإتصالات مع كافة أطياف المعارضة الإيرانية، العلمانية منها والدينية على حدٍّ سواء .. ثم فجأةً، وبعد أشهرٍ معدودة على وصول سوليفان، بدأ هؤلاء المعارضون يخرجون في تظاهراتٍ معادية للشاه منذ صيف 1977!! وشيئاً فشيئاً بدأت حدة التظاهرات تزداد حتى بلغت أوجها في خريف عام 1978..
روبرت دريفوس وغلاف كتابه "لعبة الشيطان"
في كتابه الهام والذي يحمل عنوان "لعبة الشيطان/ دور الولايات المتحدة في نشأة التطرف الإسلامي"، الصادر في أميركا عام 2005 والذي قام بتعريبه في مصر عام 2010 مركز دراسات الإسلام والغرب، يتناول الصحافي والباحث الأميركي روبرت دريفوس دور الولايات المتحدة في إيصال الخميني إلى السلطة، وذلك في الفصل التاسع الذي حمل عنوان "جحيم آية الله"، مع الإشارة إلى أنَّ دريفوس هو أحد تلامذة المفكر السياسي والإقتصادي الأميركي الشهير ليندون لاروش.. إذاً، في كتاب "لعبة الشيطان" نقرأ عن وليام سوليفان ما يلي:
   
تشارلز ناس
(مدير البعثة الأميركية الرسمية في طهران خلال الثورة ضد الشاه)
"تقول جوان كول، أستاذ في جامعة ميشيجان الخبيرة في الشؤون الإسلامية، إنَّ الشاه كان غاضباً جداً في أواخر السبعينيات لأنَّ شخصياتٍ من المعارضة ورجال الدين كانوا يدخلون ويخرجون من السفارة الأميركية. وأكد هذا الرأي تشارلز ناس، المسؤول السياسي المخضرم في السفارة الأميركية في طهران تحت رئاسة السفير [وليام] سوليفان. كان سوليفان من أصلٍ إيرلندي، غليظ اللهجة، خدم في عددٍ من المواقع الصعبة بما فيها لاوس خلال حرب الإستخبارات الخفية هناك. ووصل سوليفان إلى إيران عام 1977 ليحلَّ محل [يوليوس] هيلمز. ويقول [تشارلز] ناس إنَّ سوليفان سعى بجرأة إلى إجراء إتصالاتٍ مع المعارضة المناهضة للشاه. ويضيف: "عندما خرج بيل سوليفان [أي توجَّه من أميركا إلى إيران] قلت له إنني لن أعمل في بلدٍ لا أعرف شيئاً عن السياسة فيه. وعندما وصلنا إلى هناك، حسب قول ناس، بدأ [سوليفان] تشجيع القسم السياسي [في السفارة الأميركية في طهران] على الخروج وإلتقاء مزيدٍ من الناس، وقد تحدَّثوا إلى التكنوقراطيين وأعضاء الجبهة الوطنية بمن فيهم قلائل متعاطفون مع الزعماء الدينيين". ويقول [تشارلز] ناس إنَّ الشاه كان على علمٍ بأننا غيَّرنا رأينا وبدأنا تشجيع المعارضة، وكتب الشاه في مذكراته: "أراد الأميركيون إقالتي، ولم يخبرني أحدٌ أبداً بشأن النزاع داخل حكومة كارتر أو عن آمال بعض الأميركيين في الجمهورية الإسلامية لتكون حائط صدٍّ ضد الشيوعية".
نذكر أنَّ تشارلز ناس عمل مديراً لقسم الشؤون الإيرانية في الخارجية الأميركية من عام 1974 إلى عام 1978، ثم نائب رئيس البعثة الأميركية الرسمية في طهران خلال الثورة أي حتى عام 1979..
    في الحديث المقبل: لولا السفير الأميركي في طهران وليام سوليفان لكان وصول الخميني إلى السلطة مستحيلاً!

 (نُشر هذا الموضوع في مجلة "الشراع" اللبنانية في 12 تشرين الثاني/ نوفمبر 2012، العدد رقم 1569).

الحديث التالي:
الحديث السابق:


***************************************************************************
****************************************************************************
****************************************************************************
****************************************************************************
********************************************************************************
إقرأ مجلة "الشراع" اللبنانية من على موقعها الإلكتروني التالي:

www.alshiraa.comx

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق