لقد وصل السفير الأميركي ويليام
سوليفان إلى طهران في ربيع عام 1977 وبصحبته المئات من الخبراء الأميركيين
المختصين بكافة الشؤون الإيرانية والذين يعملون في وكالة الإستخبارات المركزية
الأميركية السي آي إي، وفور وصوله إلى طهران شرع سوليفان وفريق عمله في إجراء الإتصالات
مع كافة أطياف المعارضة الإيرانية، العلمانية منها والدينية على حدٍّ سواء .. ثم
فجأةً، وبعد أشهرٍ معدودة على وصول سوليفان، بدأ هؤلاء المعارضون يخرجون في
تظاهراتٍ معادية للشاه منذ صيف 1977!! وشيئاً فشيئاً بدأت حدة التظاهرات تزداد حتى
بلغت أوجها في خريف عام 1978..
إنزل إلى أسفل لقراءة الموضوع
كاملاً
كتاب
الخليج العربي.. أم الخليج الفارسي؟!
تأليف: حسين احمد صبرا
(الكتاب قيد التأليف)
القسم الأول
تمهيداً للخوض في تسمية الخليج العربي بالخليج الفارسي
(47)
الشيعة دجاجة أميركية تبيض ذهباً
الشيعة دجاجة أميركية تبيض ذهباً
السفير الأميركي في طهران وليام سوليفان
هو الذي أشعل الثورة الإيرانية ضد الشاه!
حسين احمد صبرا
بعد حرب تشرين الأول/ أكتوبر عام 1973
بين العرب وإسرائيل وقيام أنور السادات إثرها بإخراج مصر من حلبة الصراع العربي
الإسرائيلي والتعهُّد الذي أعطاه حافظ الأسد (ونظامه العلوي) طوعاً لأميركا
وإسرائيل بمنع الشعب السوري من تحرير أرضه المحتلة في الجولان ونيله الضوء الأخضر
الأميركي بإشعال الحرب الطائفية في لبنان، تلك التي جاءت كعنوانٍ عريض لبداية
تصفية الصراع العربي الإسرائيلي عبر دفع العرب إلى حروبٍ أهلية وطائفية ومذهبية،
أصبح شاه إيران محمد رضا بهلوي في هذه المرحلة الجديدة التي تلت حرب تشرين
(أكتوبر) عائقاً أمام المشروع الأميركي الساعي إلى تغيير خارطة الصراع في الشرق
الأوسط، لذا كان لا بد من الإطاحة به وبنظامه العلماني في أسرع وقتٍ ممكن والإتيان
بنظامٍ ديني شيعي متطرف يتولى إشعال الفتنة المذهبية بين العرب أنفسهم عبر تحريض
الشيعة منهم ضد السنَّة، ليترافق ذلك ويتماهى مع بندٍ آخر في هذا المشروع بحيث
عَمِلَ الأميركيون (بعدما أنهوا الصراع العربي الإسرائيلي) على استخدام الإسلام
السنِّي (وخاصةً الإخوان المسلمين) في معركة الحسم في الحرب الباردة مع الروس، وهي
المعركة التي بدأت أميركا تُهَيِّىء لها ساحتها عقب انتهاء حرب تشرين (أكتوبر)
وأدَّت في نهاية المطاف إلى إسقاط الإتحاد السوفياتي في أواخر ثمانينيات القرن
العشرين..
![]() |
مظاهرات ضد شاه إيران عام 1977-1978 |
![]() |
وليام سوليفان (الرابع من اليمين) في مباحثاتٍ أميركية مع الشاه عام 1977 |
فجأةً قرَّرت أميركا إرسال سفيرٍ جديد
إلى طهران اختارته بعناية فائقة لمهمة محدَّدة ،أي وليام سوليفان، الذي سبق وأن
تمَّ تكليفه في مهماتٍ عديدة لحل الأزمات الصعبة وكان أبرزها مشاركته في المفاوضات
التي أدت إلى إنهاء الحرب الأميركية في فيتنام.. لقد وصل سوليفان إلى طهران في
ربيع عام 1977 وبصحبته، كما ذكرنا، المئات من الخبراء الأميركيين المختصين بكافة
الشؤون الإيرانية والذين يعملون في وكالة الإستخبارات المركزية الأميركية السي آي
إي، وفور وصوله إلى طهران شرع سوليفان وفريق عمله في إجراء الإتصالات مع كافة
أطياف المعارضة الإيرانية، العلمانية منها والدينية على حدٍّ سواء .. ثم فجأةً،
وبعد أشهرٍ معدودة على وصول سوليفان، بدأ هؤلاء المعارضون يخرجون في تظاهراتٍ
معادية للشاه منذ صيف 1977!! وشيئاً فشيئاً بدأت حدة التظاهرات تزداد حتى بلغت
أوجها في خريف عام 1978..
![]() |
روبرت دريفوس وغلاف كتابه "لعبة الشيطان" |
![]() |
تشارلز ناس (مدير البعثة الأميركية الرسمية في طهران خلال الثورة ضد الشاه) |
نذكر أنَّ تشارلز ناس عمل مديراً لقسم
الشؤون الإيرانية في الخارجية الأميركية من عام 1974 إلى عام 1978، ثم نائب رئيس
البعثة الأميركية الرسمية في طهران خلال الثورة أي حتى عام 1979..
في الحديث المقبل: لولا السفير الأميركي في طهران وليام سوليفان لكان وصول
الخميني إلى السلطة مستحيلاً!
(نُشر هذا الموضوع في مجلة "الشراع"
اللبنانية في 12 تشرين الثاني/ نوفمبر 2012، العدد رقم 1569).
الحديث التالي:
الحديث السابق:
***************************************************************************
****************************************************************************
****************************************************************************
****************************************************************************
********************************************************************************
إقرأ مجلة "الشراع" اللبنانية من
على موقعها الإلكتروني التالي:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق