على أنَّ المعلومة الخطيرة التي كشف
عنها الدكتور إبراهيم يزدي وردت في قوله التالي: "في المناظرة التي نظَّمها
إتحاد الطلبة المسلمين في جامعة "أمير كبير" في صيف عام 1999 والتي
جمعتني مع السيد المهندس عباس عبدي [أحد زعماء الطلبة الإيرانيين الذين احتجزوا
الرهائن في السفارة الأميركية في طهران خريف عام 1979]، قلت له: لقد احتلَّيتم
السفارة الأميركية، حسناً، ولكن أين وثائق مباحثات بهشتي مع الأميركان؟!".. يتابع
يزدي: "ولم يُجِبْ السيد عبدي في حينها إجابة واضحة عن هذا السؤال، إلا أنه
وفي مكانٍ آخر أجاب وقال: إنَّ ما يقوله فلان [أي إبراهيم يزدي] كان صحيحاً، فعلاً
لقد حصلنا على وثائق مباحثات السيد بهشتي مع [السفير الأميركي] سوليفان، وقد
عرضناها على السيد الخميني حيث نظر إليها وقال: "السيد بهشتي الآن عضوٌ في
مجلس قيادة الثورة وليس من الصلاح إفشاؤها في الوقت الراهن"!!!
إنزل إلى أسفل لقراءة الموضوع
كاملاً
كتاب
الخليج العربي.. أم الخليج الفارسي؟!
تأليف: حسين احمد صبرا
(الكتاب قيد التأليف)
القسم الأول
تمهيداً للخوض في تسمية الخليج العربي بالخليج الفارسي
(46)
الشيعة دجاجة أميركية تبيض ذهباً
العداء بين الخميني وأميركا
أسخف نكتة في العالم!
حسين احمد صبرا
إنه لمن دواعي السخرية أنَّ الخميني
(وخامنئي من بعده طبعاً) قد درج على إتِّهام معارضي تسلُّطه على خَلْقِ الله بإسم
الدين وبإسم الإله بأنهم عملاء لأميركا..
إنَّ الدكتور إبراهيم يزدي (المسجون الآن
في سجن ولاية الفقيه منذ 28/ 12/ 2011 بعد الحكم عليه بالسجن لمدة ثماني سنوات
بتهمة تهديد الأمن القومي، والذي كان وزيراً للخارجية في حكومة بازركان المؤقتة
عام 1979 ويتزعَّم حالياً "حركة الحرية في إيران"، تلك التي أسسها
بازركان مطلع الثمانينيات/ توفي إبراهيم يزدي في 27 آب/ أغسطس عام 2017)، كان واحداً من أهم أربع شخصيات إيرانية أحاط الخميني
نفسَه بها في الأشهر العدة التي قضاها لاجئاً في باريس في ضاحية نوفل لوشاتو منذ
أواخر عام 1978 وحتى عودته إلى إيران في الأول من شباط/ فبراير 1979: مهدي بازركان
وأبو الحسن بني صدر وصادق قطب زادة بالإضافة إلى إبراهيم يزدي.. ونلاحظ أنَّ أوَّل
ثلاثة قد درسوا في فرنسا، أما إبراهيم يزدي فقد درس في الولايات المتحدة
الأميركية.. وجميعهم كانوا ضد إقامة حكم ديني، وهذا ما اتفقوا عليه مع الخميني
كشرطٍ للتعاون معه..
إبراهيم يزدي |
غلاف كتاب إبراهيم يزدي "آخر محاولات في الأيام الأخيرة - محتوى غير مُدْرَك حول الثورة الإسلامية في إيران" |
محمد بهشتي |
جون استمبل وكتابه "في داخل الثورة الإيرانية" |
عباس عبدي |
يتابع يزدي: "ولم يُجِبْ السيد
عبدي في حينها إجابة واضحة عن هذا السؤال، إلا أنه وفي مكانٍ آخر أجاب وقال: إنَّ
ما يقوله فلان [أي إبراهيم يزدي] كان صحيحاً، فعلاً لقد حصلنا على وثائق مباحثات
السيد بهشتي مع [السفير الأميركي] سوليفان، وقد عرضناها على السيد الخميني حيث نظر
إليها وقال: "السيد بهشتي الآن عضوٌ في مجلس قيادة الثورة وليس من الصلاح
إفشاؤها في الوقت الراهن"!!!
محمد بهشتي (الأول من اليمين) مع الخميني |
ولكن قبل ذلك دعونا نشير إلى أمرٍ بالغ
الأهمية ألا وهو أنَّ الخميني لم يكن غافلاً البتة عن كل المباحثات التي كلَّف هو
نفسُه أعوانَه والمحيطين به بإجرائها مع الولايات المتحدة الأميركية منذ ما قبل
إطاحة أميركا بالشاه وحتى رحيله عام 1988، لا بل كان مهتماً بمعرفة أدق تفاصيلها،
إلى درجة أنَّ الخميني كان حريصاً على معرفة أدق التفاصيل في اللقاء المطوَّل الذي
تمَّ صدفةً في الجزائر في تموز/ يوليو 1979 (أثناء الإحتفالات بالذكرى السابعة
والعشرين لإنتصار الثورة الجزائرية) بين مستشار الأمن القومي الأميركي زبيغنيو
بريجنسكي وكلٍّ من رئيس الحكومة المؤقتة مهدي بازركان ووزير الدفاع مصطفى جمران
ووزير الخارجية إبراهيم يزدي، حتى أنَّ الخميني غضب من إبراهيم يزدي لعدم إطلاعه
على كل تفاصيل هذا اللقاء، وذلك بعدما لخَّص له يزدي خلال عشر دقائق ما دار من
أحاديث مع بريجنسكي، فقال له الخميني غاضباً: "أنتم جلستم مدة ساعة ونصف
الساعة، لكنك تكلَّمتَ مدة عشر دقائق فقط!!".. فما بالكم إذا كان مَنْ يُجري
مباحثاتٍ سرية مع الأميركيين في طهران هو واحدٌ من أقرب المقرَّبين من الخميني ألا
وهو محمد بهشتي وبتكليفٍ شخصي منه، وبالتالي كان الخميني على علمٍ كافٍ بما جرى
بين بهشتي وسوليفان وأبقى ما دار بينهما من إتفاقاتٍ طيَّ الكتمان، وكذلك فعل
الأميركيون..
من هو سوليفان؟!
وليام سوليفان (آخر سفير أميركي في طهران) |
وليام سوليفان مع جيمي كارتر في البيت الأبيض |
وليام سوليفان في طهران مع حراسه (الثالث من اليمين بالبدلة الزرقاء) |
"إنَّ إشغال سوليفان لمنصبه
كسفيرٍ في طهران كان – وما يزال – مثيراً للجدل إلى أبعد حد. فمن ناحيةٍ أولى،
فإنَّ منتقديه – إبتداءاً من مستشار الأمن القومي بريجنسكي ورئيس خبراء مجلس الأمن
القومي في الشؤون الإيرانية غاري سيك – إتهموا السفير بتضليل البيت الأبيض من خلال
تقديمه تقارير تفاؤلية حول إيران وحول ضعف إرادة الشاه في المقاومة في الوقت الذي
كان يجب على [سوليفان] تشجيع الإمبراطور على أخذ موقفٍ صلب ضد المتظاهرين. عام
1978، وفي عدة مناسبات، حذَّر [غاري] سيك السفارة [الأميركية في طهران] من أنَّ
الأحوال السياسية في إيران تتضعضع ومن أنَّ الشاه معرَّضٌ لخطر الإطاحة به بالقوة
من قبل المتعصبين الإسلاميين المعادين للولايات المتحدة بقيادة آية الله روح الله
الخميني. بيد أنَّ سوليفان لم يدرك أنَّ الشاه كان في أزمة إلا لغاية الخريف [من
عام 1978]".
"في 28 تشرين الأول/ أكتوبر 1978
كتب سوليفان برقيةً إلى وزارة الخارجية [الأميركية] لاحظ فيها "أنَّ الشاه هو
العنصر الوحيد الذي يستطيع، من ناحيةٍ أولى، أن يكبح جماح الجيش، ومن ناحيةٍ أخرى
أن يقود الإنتقال [السلمي] للسلطة". وأضاف: "أنا سوف أقاوم بشدة أيَّ
إنفتاحٍ على الخميني". إلا أنه عاد وأرسل برقيةً مطوَّلة إلى الإدارة الأميركية
في 9 تشرين الثاني/ نوفمبر [أي بعد 12 يوماً] مطالباً الحكومة [الأميركية] بإلحاح
"أن تخطِّط لما هو بعيد الإحتمال"، لتتصرَّف في حال نجحت الثورة،
ولتتجهَّز لإنتقال السلطة من الشاه إلى حكومة إئتلافية من أتباع الخميني والجيش. وبعد سقوط الشاه على يد المتظاهرين الإسلاميين الموالين للخميني نَصَحَ سوليفان
بالسعي إلى التوصُّل إلى تفاهمٍ بين الجيش والموالين للخميني".
"بدعمٍ من الرئيس كارتر، الذي كان
يأخذ معظم نصائحه من بريجنسكي والجنرال روبرت هوايزر، فإنَّ نائب قائد القوات
الأميركية في أوروبا [روبرت هوايزر] هو ووزير الدفاع هارولد براون قد تمَّ
إرسالهما إلى إيران ليشدّا من عزيمة القوات العسكرية [الإيرانية]، ورَفَضَ
بريجنسكي نصيحة سوليفان. لقد رفض تشكيل حكومة إئتلافية كشكلٍ من التهدئة، مفضلاً
نظاماً عسكرياً حتى بعدما فرَّ الشاه إلى خارج البلاد في كانون الثاني/ يناير
1979. لاحقاً، كان الرئيسُ كارتر ناقداً بشدة لسوليفان ولوزارة الخارجية
لمعارضتهما توجيهات البيت الأبيض: "كانت تعليماتي بأن يُصار إلى عمل أي شيءٍ
ممكن لتقوية الشاه، ولكني خلال تلك الأيام (قبل أن يهرب الشاه من البلاد مباشرةً)
أصبحت قلقاً بشكلٍ متزايد جراء مواقف السفير سوليفان، الذي بدا منشغل البال بضرورة استقالة الشاه دون تأخيرٍ
إضافي. لقد بات عصبياً جداً، ويقدَّم تقاريرَ في بعض الأحيان بأنَّ الشاه لا
يَوَدُّ رؤيتَه. وكنت ما أزال أعتمد على بعض تقاريره، التي أدركتُ لاحقاً بأنها لم
تكن دقيقة أو متَّزنة. لقد أصرَّ سوليفان على أنه ينبغي علينا دعم الخميني حتى ولو
كان ذلك يعني إضعافَ [شاهبور] بختيار وحكومتَه الإئتلافية التي كان يحاول تشكيلها".
في الحديث المقبل: السفير الأميركي في
طهران وليام سوليفان هو الذي أشعل الثورة الإيرانية ضد الشاه!
(نُشر هذا الموضوع في مجلة "الشراع"
اللبنانية في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 2012، العدد رقم 1568).
الحديث التالي:
الحديث السابق:
- بالأمس قال الأذري صادق قطب زادة: الخليج فارسي.. واليوم يهتف الأذريون الإيرانيون في ملعبٍ لكرة القدم: الخليج عربي.. الخليج عربي!
***************************************************************************
****************************************************************************
****************************************************************************
****************************************************************************
********************************************************************************
إقرأ مجلة "الشراع" اللبنانية من
على موقعها الإلكتروني التالي:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق