2016/04/15

كتاب "الخليج العربي.. أم الخليج الفارسي؟!"/ 46/ تمهيداً للخوض في تسمية الخليج العربي بالخليج الفارسي (46)/ العداء بين الخميني وأميركا أسخف نكتة في العالم!



على أنَّ المعلومة الخطيرة التي كشف عنها الدكتور إبراهيم يزدي وردت في قوله التالي: "في المناظرة التي نظَّمها إتحاد الطلبة المسلمين في جامعة "أمير كبير" في صيف عام 1999 والتي جمعتني مع السيد المهندس عباس عبدي [أحد زعماء الطلبة الإيرانيين الذين احتجزوا الرهائن في السفارة الأميركية في طهران خريف عام 1979]، قلت له: لقد احتلَّيتم السفارة الأميركية، حسناً، ولكن أين وثائق مباحثات بهشتي مع الأميركان؟!".. يتابع يزدي: "ولم يُجِبْ السيد عبدي في حينها إجابة واضحة عن هذا السؤال، إلا أنه وفي مكانٍ آخر أجاب وقال: إنَّ ما يقوله فلان [أي إبراهيم يزدي] كان صحيحاً، فعلاً لقد حصلنا على وثائق مباحثات السيد بهشتي مع [السفير الأميركي] سوليفان، وقد عرضناها على السيد الخميني حيث نظر إليها وقال: "السيد بهشتي الآن عضوٌ في مجلس قيادة الثورة وليس من الصلاح إفشاؤها في الوقت الراهن"!!! 


إنزل إلى أسفل لقراءة الموضوع كاملاً


كتاب
الخليج العربي.. أم الخليج الفارسي؟!
تأليف: حسين احمد صبرا

(الكتاب قيد التأليف)



القسم الأول


تمهيداً للخوض في تسمية الخليج العربي بالخليج الفارسي (46)


الشيعة دجاجة أميركية تبيض ذهباً
العداء بين الخميني وأميركا
أسخف نكتة في العالم!



حسين احمد صبرا
إنه لمن دواعي السخرية أنَّ الخميني (وخامنئي من بعده طبعاً) قد درج على إتِّهام معارضي تسلُّطه على خَلْقِ الله بإسم الدين وبإسم الإله بأنهم عملاء لأميركا..
إبراهيم يزدي
إنَّ الدكتور إبراهيم يزدي (المسجون الآن في سجن ولاية الفقيه منذ 28/ 12/ 2011 بعد الحكم عليه بالسجن لمدة ثماني سنوات بتهمة تهديد الأمن القومي، والذي كان وزيراً للخارجية في حكومة بازركان المؤقتة عام 1979 ويتزعَّم حالياً "حركة الحرية في إيران"، تلك التي أسسها بازركان مطلع الثمانينيات/ توفي إبراهيم يزدي في 27 آب/ أغسطس عام 2017)، كان واحداً من أهم أربع شخصيات إيرانية أحاط الخميني نفسَه بها في الأشهر العدة التي قضاها لاجئاً في باريس في ضاحية نوفل لوشاتو منذ أواخر عام 1978 وحتى عودته إلى إيران في الأول من شباط/ فبراير 1979: مهدي بازركان وأبو الحسن بني صدر وصادق قطب زادة بالإضافة إلى إبراهيم يزدي.. ونلاحظ أنَّ أوَّل ثلاثة قد درسوا في فرنسا، أما إبراهيم يزدي فقد درس في الولايات المتحدة الأميركية.. وجميعهم كانوا ضد إقامة حكم ديني، وهذا ما اتفقوا عليه مع الخميني كشرطٍ للتعاون معه..
غلاف كتاب إبراهيم يزدي
"آخر محاولات في الأيام الأخيرة -
محتوى غير مُدْرَك حول الثورة الإسلامية في إيران"
نريد القول بأنَّ الدكتور إبراهيم يزدي قد ألَّف كتاباً عام 2004 باللغة الفارسية بمناسبة مرور 25 عاماً على انتصار ثورة الشعوب الإيرانية حمل عنوان "مساعي الأيام الأخيرة" أضاء فيه على قنوات الإتصال التي أجراها الخميني مع أميركا منذ لجوئه إلى فرنسا.. والخطير في كلام إبراهيم يزدي قولُه أنَّ من هذه الإتصالات ما أُعلن عنه ومنها ما بقي سرياً حتى هذه اللحظة بحيث منعَ الخميني نشرَ أي وثيقة عنها وكذلك فعلَ الأميركيون.. هذا الكتاب، وبكل أسف، لم يقم أحدٌ من العرب بتعريبه، بيد أننا نعتمد على نص مقابلة صحافية أُجريت مع يزدي قبل عدة أعوام ونُشرت في إحدى الصحف الإيرانية وقد قام بتعريبها الكاتب والباحث العربي الأحوازي الدكتور جابر أحمد..
محمد بهشتي
يقول إبراهيم يزدي: "من وجهة نظري إنَّ أهم وثيقة وحلقة مفقودة في العلاقة التي تربط الثورة [يقصد الخميني] مع الولايات المتحدة الأميركية هي تلك المباحثات التي أجراها المرحوم الدكتور آية الله [محمد] بهشتي مباشرةً مع [وليام] سوليفان في طهران [وليام سوليفان هو آخر سفير أميركي في إيران]، وفي تلك الفترة كان قادة الثورة مرتبطين بالولايات المتحدة الأميركية عبر ثلاث قنوات: الأولى في فرنسا وقد كُشفت وثائقُها [شارك فيها يزدي وبني صدر وقطب زادة]، والثانية في إيران من قبل قيادة الثورة، أي المهندس بازركان وآية الله موسوي أردبيلي والدكتور [يد الله] سحابي مع [السفير الأميركي] سوليفان"..
جون استمبل وكتابه "في داخل الثورة الإيرانية"
يتابع إبراهيم يزدي قائلاً: "أما قناة الإتصال الثالثة فهي العلاقة والمباحثات المباشرة بين الدكتور بهشتي مع [السفير] سوليفان، وقد شرح [جون] إِسْتَمْبِل في كتابه [وعنوانه: في داخل الثورة الإيرانية] قناتَي الإتصال في طهران وفرنسا، إلا أنه لم يذكر شيئاً بشأن المباحثات التي كان قد أجراها الدكتور بهشتي مع سوليفان [ملاحظة: جون إستمبل كان موظفاً سياسياً في السفارة الأميركية في طهران، وبمعنى أوضح ضابط في الإستخبارات المركزية الأميركية السي. آي. إي، وقد ألَّف لاحقاً كتاباً عن الثورة الإيرانية بعنوان "في داخل الثورة الإيرانية" وهو الكتاب الذي أشار إليه الدكتور يزدي في كلامه قبل قليل]..
عباس عبدي
على أنَّ المعلومة الخطيرة التي كشف عنها الدكتور إبراهيم يزدي وردت في قوله التالي: "في المناظرة التي نظَّمها إتحاد الطلبة المسلمين في جامعة "أمير كبير" في صيف عام 1999 والتي جمعتني مع السيد المهندس عباس عبدي [أحد زعماء الطلبة الإيرانيين الذين احتجزوا الرهائن في السفارة الأميركية في طهران خريف عام 1979]، قلت له: لقد احتلَّيتم السفارة الأميركية، حسناً، ولكن أين وثائق مباحثات بهشتي مع الأميركان؟!"..
يتابع يزدي: "ولم يُجِبْ السيد عبدي في حينها إجابة واضحة عن هذا السؤال، إلا أنه وفي مكانٍ آخر أجاب وقال: إنَّ ما يقوله فلان [أي إبراهيم يزدي] كان صحيحاً، فعلاً لقد حصلنا على وثائق مباحثات السيد بهشتي مع [السفير الأميركي] سوليفان، وقد عرضناها على السيد الخميني حيث نظر إليها وقال: "السيد بهشتي الآن عضوٌ في مجلس قيادة الثورة وليس من الصلاح إفشاؤها في الوقت الراهن"!!! 

محمد بهشتي (الأول من اليمين) مع الخميني
إذاً، هذا ما كشف عنه إبراهيم يزدي قبل عدة أعوام.. والسؤال الآن: ماذا دار في المباحثات السرية التي أجراها منفرداً ممثلُ الخميني الشخصي في طهران محمد بهشتي مع السفارة الأميركية منذ أواخر عام 1978 والتي امتدَّت حتى ما بعد احتلال السفارة في 4 تشرين الثاني/ نوفمبر 1979؟! ولماذا خشي الخميني (وخامنئي من بعده) وكذلك الأميركيون من الكشف عنها على مدى 34 عاماً، أي منذ العام 1978 وحتى وقتنا الراهن؟! ومن هو سوليفان هذا، ولماذا استمات لإيصال الخميني إلى عرش الشاه وتسليمه السلطة كاملةً على طبقٍ من ذهب، وهو ما تبيَّن لنا نتيجة البحث عن أمر هذا الرجل، مثلما سيتبيَّن لنا بوضوحٍ أكثر الهدفُ الرئيس والغايةُ الحقيقية وراء إيصال أميركا للخميني إلى السلطة في إيران كبديلٍ عن الشاه من خلال ما يستطيع أيُّ واحدٍ منا إستنتاجه من الدلائل والوقائع والأحداث التي تلت وصول الخميني إلى السلطة والتي ما تزال متواصلة إلى يومنا هذا!
ولكن قبل ذلك دعونا نشير إلى أمرٍ بالغ الأهمية ألا وهو أنَّ الخميني لم يكن غافلاً البتة عن كل المباحثات التي كلَّف هو نفسُه أعوانَه والمحيطين به بإجرائها مع الولايات المتحدة الأميركية منذ ما قبل إطاحة أميركا بالشاه وحتى رحيله عام 1988، لا بل كان مهتماً بمعرفة أدق تفاصيلها، إلى درجة أنَّ الخميني كان حريصاً على معرفة أدق التفاصيل في اللقاء المطوَّل الذي تمَّ صدفةً في الجزائر في تموز/ يوليو 1979 (أثناء الإحتفالات بالذكرى السابعة والعشرين لإنتصار الثورة الجزائرية) بين مستشار الأمن القومي الأميركي زبيغنيو بريجنسكي وكلٍّ من رئيس الحكومة المؤقتة مهدي بازركان ووزير الدفاع مصطفى جمران ووزير الخارجية إبراهيم يزدي، حتى أنَّ الخميني غضب من إبراهيم يزدي لعدم إطلاعه على كل تفاصيل هذا اللقاء، وذلك بعدما لخَّص له يزدي خلال عشر دقائق ما دار من أحاديث مع بريجنسكي، فقال له الخميني غاضباً: "أنتم جلستم مدة ساعة ونصف الساعة، لكنك تكلَّمتَ مدة عشر دقائق فقط!!".. فما بالكم إذا كان مَنْ يُجري مباحثاتٍ سرية مع الأميركيين في طهران هو واحدٌ من أقرب المقرَّبين من الخميني ألا وهو محمد بهشتي وبتكليفٍ شخصي منه، وبالتالي كان الخميني على علمٍ كافٍ بما جرى بين بهشتي وسوليفان وأبقى ما دار بينهما من إتفاقاتٍ طيَّ الكتمان، وكذلك فعل الأميركيون..

من هو سوليفان؟!

 
وليام سوليفان
(آخر سفير أميركي في طهران)
لا توجد في المصادر العربية معلومات كافية عن آخر سفير أميركي في طهران وليام سوليفان، وهذا ما دفعنا – في عملية شاقة جداً – للبحث عنه في المصادر الإنكليزية وخاصةً في الكتب الصادرة في الولايات المتحدة الأميركية ضمن ما هو مسموحٌ قراءتُهُ لبعض صفحاتها في كُتُب غوغل على الإنترنت، مع الإشارة إلى أنَّ جميعها هي كتبٌ معروضةٌ للبيع، منها ما يتاح للقارئ بعضاً من صفحاتها ومنها ما تُحجَب بالكامل، وبالتالي لم يتسنَّ لنا الإطلاع على أيٍّ من صفحات الكتابين اللذين ألَّفهما سوليفان نفسه (الكتاب الأول: مهمة في إيران، الصادر في طبعة أولى عام 1981 وطبعة ثانية عام 2010 وفيه يدافع عن إطاحته بالشاه وإيصاله الخميني إلى السلطة، والكتاب الثاني سيرتُه الذاتية عام 1984 بعنوان: ملاحظات على مهنة العمل الخارجي)، إلا أننا اطلعنا على شذراتٍ مما جاء فيهما من خلال بعض المصادر الأخرى.
وليام سوليفان مع جيمي كارتر في البيت الأبيض
وسوليفان، الذي يبلغ من العمر 90 عاماً (مواليد 1922/ توفي في 11 تشرين الأول/ أكتوبر عام 2013) ويعيش الآن في نيويورك حياةً هادئة بعيداً عن الأضواء وسط أولاده الأربعة وأحفاده الستة بعد حياةٍ دبلوماسية امتدَّت منذ عام 1947 وحتى عام 1979، يوصف في أميركا بأنه كان سفيراً مثيراً للجدل وما يزال، وخاصةً بعدما سعى إلى إيصال الخميني إلى السلطة خلافاً لتعليمات الرئيس جيمي كارتر، حتى أنَّ الأخير قال لاحقاً: "كان يجب أن أفصله من عمله!".. وقد حاول جيمي كارتر طرده من طهران بعدما تبيَّن له أنه يريد إنشاء تحالفٍ أميركي مع الخميني، إلا أنه عاد وتراجع مستجيباً لنصيحة وزير الخارجية سايروس فانس، إلى أن تمَّ سحبُه من طهران في حزيران/ يونيو عام 1979.. وفي ما يلي نبذة عنه وردت في كتاب "سنوات كارتر" من تأليف بورتون إيرا كوفمان والصادر في نيويورك عام 2006، وهو عبارة عن موسوعة تتضمَّن نبذة عن جميع الشخصيات التي خدمت في المناصب السياسية والدبلوماسية والعسكرية في سنوات رئاسة كارتر للولايات المتحدة، مع تنبيه القراء إلى عدم أخذ ما يقال عن إنتقاد بريجنسكي لسوليفان على محمل الجد لأنَّ ذلك كان مجرَّد إنتقادٍ ظاهري لإخفاء حقيقة أنَّ سوليفان إنما كان ينفِّذ مشروع بريجنسكي بأمانة، وهو المشروع الذي يُعتبر امتداداً لمشروع كيسنجر – روكفلر في منطقة الشرق الأوسط، وهو ما سنتطرَّق إليه لاحقاً:  
وليام سوليفان في طهران مع حراسه
(الثالث من اليمين بالبدلة الزرقاء)
"كان وِليَم سوليفان سفيرَ الولايات المتحدة –المثير للجدل- في إيران خلال الأحداث التي سبقت الثورة الإيرانية. وهو كموظف في الخدمة الخارجية لمدى الحياة [الوظيفية]، تولى وبإزديادٍ عدداً من المناصب ذات المسؤولياتٍ الخطيرة، وذلك قبل أن يعيَّن سفيراً في إيران [في ربيع] عام 1977. خلال الثورة الإيرانية تعرَّض سوليفان للإنتقاد بشدة من قبل مستشار الأمن القومي زبيغنيو بريجنسكي بسبب عدم مدّ شاه إيران محمد رضا بهلوي بالمساندة الكافية لدعم نظامه. ويقدِّم سوليفان – في معرض دفاعه عن نفسه – حججاً بأنه حاول التعامل مع حقيقة الوضع السياسي السائد في إيران...عُيِّن عام 1964 سفيراً في دولة لاوس [جنوب شرق آسيا]. وبعد خدمته في لاوس خلال نشوب حرب فييتنام، شارك سوليفان في المفاوضات في واشنطن و[المدينة الفييتنامية] سايغون والتي أدَّت إلى نهاية التورط الأميركي في فييتنام. عام 1973 تمَّ تعيينه في الفيليبين حيث خدم لمدة 4 سنوات قبل أن يُعاد تعيينه كسفيرٍ في إيران عام 1977".
"إنَّ إشغال سوليفان لمنصبه كسفيرٍ في طهران كان – وما يزال – مثيراً للجدل إلى أبعد حد. فمن ناحيةٍ أولى، فإنَّ منتقديه – إبتداءاً من مستشار الأمن القومي بريجنسكي ورئيس خبراء مجلس الأمن القومي في الشؤون الإيرانية غاري سيك – إتهموا السفير بتضليل البيت الأبيض من خلال تقديمه تقارير تفاؤلية حول إيران وحول ضعف إرادة الشاه في المقاومة في الوقت الذي كان يجب على [سوليفان] تشجيع الإمبراطور على أخذ موقفٍ صلب ضد المتظاهرين. عام 1978، وفي عدة مناسبات، حذَّر [غاري] سيك السفارة [الأميركية في طهران] من أنَّ الأحوال السياسية في إيران تتضعضع ومن أنَّ الشاه معرَّضٌ لخطر الإطاحة به بالقوة من قبل المتعصبين الإسلاميين المعادين للولايات المتحدة بقيادة آية الله روح الله الخميني. بيد أنَّ سوليفان لم يدرك أنَّ الشاه كان في أزمة إلا لغاية الخريف [من عام 1978]".
"في 28 تشرين الأول/ أكتوبر 1978 كتب سوليفان برقيةً إلى وزارة الخارجية [الأميركية] لاحظ فيها "أنَّ الشاه هو العنصر الوحيد الذي يستطيع، من ناحيةٍ أولى، أن يكبح جماح الجيش، ومن ناحيةٍ أخرى أن يقود الإنتقال [السلمي] للسلطة". وأضاف: "أنا سوف أقاوم بشدة أيَّ إنفتاحٍ على الخميني". إلا أنه عاد وأرسل برقيةً مطوَّلة إلى الإدارة الأميركية في 9 تشرين الثاني/ نوفمبر [أي بعد 12 يوماً] مطالباً الحكومة [الأميركية] بإلحاح "أن تخطِّط لما هو بعيد الإحتمال"، لتتصرَّف في حال نجحت الثورة، ولتتجهَّز لإنتقال السلطة من الشاه إلى حكومة إئتلافية من أتباع الخميني والجيش. وبعد سقوط الشاه على يد المتظاهرين الإسلاميين الموالين للخميني نَصَحَ سوليفان بالسعي إلى التوصُّل إلى تفاهمٍ بين الجيش والموالين للخميني".
"بدعمٍ من الرئيس كارتر، الذي كان يأخذ معظم نصائحه من بريجنسكي والجنرال روبرت هوايزر، فإنَّ نائب قائد القوات الأميركية في أوروبا [روبرت هوايزر] هو ووزير الدفاع هارولد براون قد تمَّ إرسالهما إلى إيران ليشدّا من عزيمة القوات العسكرية [الإيرانية]، ورَفَضَ بريجنسكي نصيحة سوليفان. لقد رفض تشكيل حكومة إئتلافية كشكلٍ من التهدئة، مفضلاً نظاماً عسكرياً حتى بعدما فرَّ الشاه إلى خارج البلاد في كانون الثاني/ يناير 1979. لاحقاً، كان الرئيسُ كارتر ناقداً بشدة لسوليفان ولوزارة الخارجية لمعارضتهما توجيهات البيت الأبيض: "كانت تعليماتي بأن يُصار إلى عمل أي شيءٍ ممكن لتقوية الشاه، ولكني خلال تلك الأيام (قبل أن يهرب الشاه من البلاد مباشرةً) أصبحت قلقاً بشكلٍ متزايد جراء مواقف السفير سوليفان، الذي بدا منشغل البال بضرورة استقالة الشاه دون تأخيرٍ إضافي. لقد بات عصبياً جداً، ويقدَّم تقاريرَ في بعض الأحيان بأنَّ الشاه لا يَوَدُّ رؤيتَه. وكنت ما أزال أعتمد على بعض تقاريره، التي أدركتُ لاحقاً بأنها لم تكن دقيقة أو متَّزنة. لقد أصرَّ سوليفان على أنه ينبغي علينا دعم الخميني حتى ولو كان ذلك يعني إضعافَ [شاهبور] بختيار وحكومتَه الإئتلافية التي كان يحاول تشكيلها".
في الحديث المقبل: السفير الأميركي في طهران وليام سوليفان هو الذي أشعل الثورة الإيرانية ضد الشاه!

 (نُشر هذا الموضوع في مجلة "الشراع" اللبنانية في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 2012، العدد رقم 1568).

الحديث التالي:
الحديث السابق:


***************************************************************************
****************************************************************************
****************************************************************************
****************************************************************************
********************************************************************************
إقرأ مجلة "الشراع" اللبنانية من على موقعها الإلكتروني التالي:

www.alshiraa.comx

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق