أما في النظرة إلى العرب، فإنَّ هاشمي
رفسنجاني هو أكبر حاقد على العرب، حتى أننا نخال أنه يكاد ينافس الخميني في ذلك..
لقد روى أستاذُنا الكبير حسن صبرا في "الشراع" مطلع التسعينيات بعضاً من
ذكرياته عن الثورة الإيرانية، وما زلنا نذكر أنه أشار في فقرة تحت عنوان
"أوَّل لقاء وصِدام مع رفسنجاني" أنه وحينما إلتقى رفسنجاني في طهران
عام 1979 فإنَّ الأخير راح يهاجم العرب والقومية العربية هجوماً شديداً، وهذا ما
أدى إلى حصول صِدامٍ كلامي بين الرجلين...
إنزل إلى أسفل لقراءة الموضوع
كاملاً
كتاب
الخليج العربي.. أم الخليج الفارسي؟!
تأليف: حسين احمد صبرا
(الكتاب قيد التأليف)
القسم الأول
تمهيداً للخوض في تسمية الخليج العربي بالخليج الفارسي
(31)
الملياردير هاشمي رفسنجاني وصف عربَ الأحواز بـالغجر..
فاندلعت إنتفاضة شعبية عام 1985!
حسين احمد صبرا
علي أكبر هاشمي رفسنجاني هو حالياً
أكبر وأهم شخصية إيرانية معارضة لنظام الخميني على الإطلاق.. وهو قبل ذلك وبعده
أهمُّ شخصية عرفتها إيران في العقود الثلاثة الأخيرة بعد الخميني على الإطلاق.. كان
الخميني يصفه بأنه "عقل الثورة"، أما هو فيصف نفسه بأنه "أحد أعمدة
الثورة"، فيما يصفه المثقفون الإيرانيون بـ"كاردينال السياسة الإيرانية
الأشيب"، ويصفه خصومه بـ "سمك القرش"، ويهتف ضدَّه أنصارُ أحمدي
نجاد "الموت لرفسنجاني".. أما الشارع الإيراني فيطلِق عليه لقب
"أكبر شاه"، ليُصبح بالإمكان قراءة إسمه على هذا النحو: علي أكبر شاه
رفسنجاني.. أما نحن فنَصِفُهُ بأنه المستفيد الفوري الأول من الثورة!
إنَّ الملياردير هاشمي رفسنجاني هو
حالياً ومنذ أكثر من عقدين من الزمن أغنى رجل في إيران على الإطلاق، تفُوقُ ثروتُه
ثروةَ المليارديرات من المراجع في الحوزات الدينية الشيعية الإيرانية، ويضع أباطرة
المليارديرات في الحرس الثوري الإيراني في جيبه الصغرى.. فهل عرفتم لماذا يَصِفُهُ
الشارع الإيراني بـ "أكبر شاه"!
في الغرب، حينما يتحدَّثون عنه،
يستشهدون بنبؤة دانيال الواردة في التوراة والتي تقول: "في الأيام المقبلة
سيظهر في بلاد فارس ثلاثة ملوك، ومن بعدهم سيظهر الملك الرابع (يقصدون هنا
رفسنجاني) والذي سيكون أكثر منهم ثراءً بكثير".. حتى أنَّ مجلة
"فُورِبْس" الأميركية وصفته في 23/7 /2003 بأنه واحد من أغنى أغنياء
العالم، وهي المجلة المختصة بتتبُّع نشاط الأثرياء من أصحاب المليارات على الصعيد
العالمي..
للوهلة الأولى يشتهر "أكبر شاه" هاشمي رفسنجاني بأنه من
كبار مزارعي الفستق في إيران، وهو الذي ورث عن أهله بساتينَ في محافظة كرمان.. بيد
أنَّ باستطاعتنا اعتبارَه أكبر تاجر فستق على صعيد الكرة الأرضية وليس في إيران
فحسب، ولا نظن أنَّ له من منافسٍ (في تسمية الفستق) إلا الرئيس الأميركي الأسبق
جيمي كارتر، مع فارقٍ جوهري وجيه أنَّ رفسنجاني هو شاهُ الفستق الحلبي، فيما كارتر
هو شاه الفول السوداني..
إن كان على الثراء من الفستق الحلبي
فإنَّ هذه التجارة مش جايبة همَّها.. فبالكاد يبلغ مجموع ما يُصدَّر من إيران من
الفستق الحلبي مليار دولار سنوياً، ونستطيع أن نخمِّن أنَّ لرفسنجاني نصفُها على
الأقل.. من هنا نقول إنَّ هذه التجارة مش جايبة همَّها، فما معنى نصف مليار
دولار!!
في إيران أقاويل بأنَّ أساس ثروة
رفسنجاني الطائلة هو من السمسرات التي حصل عليها من صفقات الأسلحة التي ورَّدتها
الولايات المتحدة الأميركية إلى إيران عن طريق إسرائيل طوال الحرب الإيرانية
العراقية.. والأقاويل في إيران تشير أيضاً إلى سيطرة رفسنجاني على واحدة من أكبر
الشركات الهندسية النفطية في إيران، وعلى مصنع تجميع سيارات "دِيُو"،
وأنه يمتلك شركة طيران إيرانية خاصة، وأنه يسيطر على مساحاتٍ واسعة في المناطق
الإقتصادية الحرة الواقعة على الواجهة البحرية من الأحواز، أي المطلة على الخليج
العربي، وأنه يمتلك منتجعاتٍ بحرية على شواطىء دبي وتايلند وغُوا (أشهر مدينة
سياحية في الهند)، رغم أنَّ رفسنجاني ينفي ذلك.. وتتداول الشعوب الإيرانية شائعات
مفادها أنَّ رفسنجاني يملك جميع الأراضي الخصبة الواقعة شمال إيران قرب بحر قزوين
بالإضافة إلى جزيرة كيش الأحوازية المحتلة في الخليج العربي.. وإلى جانب الأقاويل
والشائعات هناك إتهامات تطاله علناً كإتهام أحمدي نجاد له بالإستيلاء على الشركات
المملوكة للحكومة..
ولكن بعيداً عن الأقاويل والشائعات
والإتهامات، فإنَّ مما لا شكَّ فيه أنَّ إمبراطورية رفسنجاني قائمة على : التجارة
الخارجية (في طليعتها الفستق الحلبي).. وملكية الأراضي الواسعة (في محافظة كرمان
قبل الثورة وفي محافظة أصفهان أيضاً بعد الثورة).. والأهم ملكيته لشبكة من
الجامعات التعليمية الخاصة المعروفة بإسم "جامعة آزاد الإسلامية"..
لقد أسَّس رفسنجاني جامعة آزاد
الإسلامية في طهران عام 1982، ثم راح يتوسَّع في فروعها حتى بات لها الآن أكثر من
400 فرع في إيران وفي الخارج، ومنها فروع في الإمارات العربية المتحدة ولبنان
وبريطانيا وأرمينيا وتنزانيا والحبل على الجرار.. في هذه الجامعة يدرس حوالى 1،5
مليون طالب، وبعض التقديرات تقدِّرهم بـ 3 ملايين طالب، وفيها 46 ألف موظف
أكاديمي.. إنها تُعتبر ثالث أكبر جامعة في العالم وتُقدَّر عقاراتُها ومحتوياتها
بحوالى 25 مليار دولار!!
في السياسة، كان رفسنجاني أهم شخصية في
إيران أيَّدت الخميني على طول الخط، حتى أنَّ الخميني لم يكن يستطيع الإستغناء عنه
لما يملكه من ذكاءٍ سياسي ونفوذٍ إقتصادي، فانعكس ذلك على ما تبوَّأه من مناصب في
وجود الخميني ومن بعده: فهو رئيس البرلمان من 1980 إلى 1989.. وهو رئيس الجمهورية
من 1989 إلى 1997.. وهو رئيس تشخيص مصلحة النظام منذ العام 1989 (الهيئة الدستورية
الموكلة حل الخلاف بين البرلمان ومجلس صيانة الدستور).. وهو رئيس مجلس الخبراء منذ
العام 2007 (المؤسسة الدينية الموكلة إنتخاب المرشد الأعلى ومراقبة أدائه)..
والأهم أن رفسنجاني هو صانع زميله في الدراسة والسجن أيام الشاه وصديق عمره علي
خامنئي، كرئيسٍ للجمهورية بين عامي 1981 و1989، وكمرشدٍ أعلى عقب وفاة الخميني عام
1989.. ولا يجد رفسنجاني حرجاً في أن يروي أنه وفي اللقاء الأخير الذي جمعه مع
الخميني وهو على فراش الموت في المستشفى في حزيران/ يونيو 1989 قال للخميني وهو
يتباحث معه حول من سيكون خليفته: "لا أحد يملك أن يملأ مقام حذائك"..
ويتابع رفسنجاني بأنَّ الخميني أجابه قائلاً: "ولكن لِمَ لا؟! خامنئي هو واحد
منهم"..
على أنَّ الصِدام بين رفسنجاني وخامنئي
برز إلى العلن بعد عملية تزوير الإنتخابات الرئاسية عام 2009.. إنَّ مدى نفوذ
رفسنجاني داخل إيران جعل خامنئي لا يجرؤ على مضايقته طويلاً.. لقد عزله من منصبه
كرئيس لمجلس الخبراء في 8 آذار/ مارس 2011 ثم ما لبث أن أعاده إليه في 7 آذار/
مارس 2012.. وكذا الحال مع المضايقات التي يتعرَّض لها أبناء رفسنجاني من حينٍ
لآخر ولاسيما إبنته فايزة..
أما في النظرة إلى العرب، فإنَّ هاشمي
رفسنجاني هو أكبر حاقد على العرب، حتى أننا نخال أنه يكاد ينافس الخميني في ذلك..
لقد روى أستاذُنا الكبير حسن صبرا في "الشراع" مطلع التسعينيات بعضاً من
ذكرياته عن الثورة الإيرانية، وما زلنا نذكر أنه أشار في فقرة تحت عنوان
"أوَّل لقاء وصِدام مع رفسنجاني" أنه وحينما إلتقى رفسنجاني في طهران
عام 1979 فإنَّ الأخير راح يهاجم العرب والقومية العربية هجوماً شديداً، وهذا ما
أدى إلى حصول صِدامٍ كلامي بين الرجلين..
وعلى العموم فإنَّ هاشمي رفسنجاني أدلى
في نيسان/ إبريل من عام 1985 بتصريح عنصري إلى جريدة "إطلاعات"
الإيرانية وصف فيه العربَ الأحوازيين بالغجر (كواولة) والرُحَّل وبأنهم حفاة
الأقدام!! وهذا ما أثار موجة غضبٍ عربي عارم فانطلقت مسيراتٍ شعبية حاشدة عمَّت
جميع أنحاء الأحواز رافعةً شعار "الأحواز حرة حرة، والعجمي (أي الفارسي) يطلع
برّا".. وما كان من نظام الخميني إلا أن فعل معهم ما يفعله بشار الأسد بالشعب
السوري البطل، فأطلق على المتظاهرين العرب الرصاص الحي لتفريقهم ما أدى إلى سقوط
المئات من القتلى والجرحى، ناهيك عن آلاف المعتقَلين..
الأنكى أنَّ رفسنجاني الحاقد على العرب
عموماً وعلى الأحوازيين خصوصاً وهو الذي يغتصب أرضهم، يقوم بسرقة مياه الأحوازيين
ولا سيما من نهر كارون ليسقي بساتين الفستق التابعة له في أصفهان، فيتسبَّب بتعطيش
أهلنا العرب أصحاب الأرض وأصحاب المياه!
في الحديث المقبل سنلتقي مع معارضٍ
إيراني آخر معادٍ للعرب ألا وهو مسعود رجوي ليس إلاه.
(نُشر هذا الموضوع في مجلة
"الشراع" اللبنانية في 16 نيسان/ إبريل 2012، العدد 1539).
الحديث التالي:
- مسعود رجوي يستهزىء بقضية عرب الأحواز ولا يؤيد الحكم الذاتي إلا للأكراد لأنهم مثل الفرس من العرق الآري!
الحديث السابق:
- ماذا قال خامنئي ورفسنجاني لروبرت ماكفرلين أثناء احتفالهما بعيد ميلاده في طهران عام 1986: عيد ميلاد سعيد.. أم ثكلتك أمُّك؟!
***************************************************************************
****************************************************************************
****************************************************************************
****************************************************************************
********************************************************************************
إقرأ مجلة "الشراع" اللبنانية من
على موقعها الإلكتروني التالي:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق