2016/04/15

كتاب "الخليج العربي.. أم الخليج الفارسي؟!"/ 30/ تمهيداً للخوض في تسمية الخليج العربي بالخليج الفارسي (30)/ ماذا قال خامنئي ورفسنجاني لروبرت ماكفرلين أثناء احتفالهما بعيد ميلاده في طهران عام 1986: عيد ميلاد سعيد.. أم ثكلتك أمُّك؟!



إنَّ شعار "فلتَسْقُط أمريكا" و"لتَسْقُط إسرائيل"، الذي رفعه الخميني، إنما كان معناه الحقيقي: فلتُسْقِط أمريكا ولتُسْقِط إسرائيل طائراتٍ محمَّلة بالسلاح في مطار طهران.. لقد كان الأمر وما يزال عبارة عن صلاة "إستسلاح" كان يقيمها الخميني ليلَ نهار منذ اعتلائه عرش الشاه عام 1979 في حربه المجوسية ضد العرب، على نَسَق بدعة صلاة "الإستسقاء" تماماً حين يعزّ المطر.. فلقد كان الخميني يريد تحرير القدس بسلاحٍ إسرائيلي! أوليس هو القائل بأنَّ طريق القدس تمر عبر كربلاء؟!


إنزل إلى أسفل لقراءة الموضوع كاملاً


كتاب
الخليج العربي.. أم الخليج الفارسي؟!
تأليف: حسين احمد صبرا

(الكتاب قيد التأليف)



القسم الأول


تمهيداً للخوض في تسمية الخليج العربي بالخليج الفارسي (30)
ماذا قال خامنئي ورفسنجاني لروبرت ماكفرلين
أثناء احتفالهما بعيد ميلاده في طهران عام 1986:
عيد ميلاد سعيد.. أم ثكلتك أمُّك؟!



حسين احمد صبرا
يشهدُ الله كم سَهِرَ أرييل شارون وإسحاق رابين وشمعون بيريز الليالي لتأمين السلاح لنظام الخميني منذ اللحظات الأولى لإندلاع الحرب العراقية الإيرانية في أيلول/ سبتمبر 1980، والله وحده هو الأعلم كم حَفِيَتْ أقدام تجار الأسلحة الإسرائيليين وهم يجوبون العالم شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً لتأمين قطع الغيار للسلاح الأميركي الذي كان بحوزة نظام الخميني، وللسلاح الإسرائيلي الذي أصبح بحوزة هذا النظام منذ اندلاع حربه المجوسية مع العراق..
إنَّ شعار "فلتَسْقُط أمريكا" و"لتَسْقُط إسرائيل"، الذي رفعه الخميني، إنما كان معناه الحقيقي: فلتُسْقِط أمريكا ولتُسْقِط إسرائيل طائراتٍ محمَّلة بالسلاح في مطار طهران.. لقد كان الأمر وما يزال عبارة عن صلاة "إستسلاح" كان يقيمها الخميني ليلَ نهار منذ اعتلائه عرش الشاه عام 1979 في حربه المجوسية ضد العرب، على نَسَق بدعة صلاة "الإستسقاء" تماماً حين يعزّ المطر.. فلقد كان الخميني يريد تحرير القدس بسلاحٍ إسرائيلي! أوليس هو القائل بأنَّ طريق القدس تمر عبر كربلاء؟!
لقد جُنَّ جنون رئيس الجمهورية الجديد آنذاك أبو الحسن بني صدر، الذي توجَّه إلى الخميني أواسط عام 1980 سائلاً إياه أن كيف تريد أن تجلب السلاح من أميركا وأنت تصفها بالشيطان الأكبر؟! ويروي بني صدر أنَّ الخميني لم ينْبَثّ ببنتِ شَفَة وظلَّ ينظر إليه وإلى المكان من حوله.. وتكرَّر الأمر حينما علم بني صدر أنَّ السلاح الأميركي الذي يجلبه الخميني إنما هو آتٍ من إسرائيل، فتوجَّه إليه ليسأله أنْ هل أنتَ مَنْ سمح بإستيراد السلاح من إسرائيل، فأجابه الخميني: "الإسلام يسمح بذلك، والحربُ هي الحرب"!! 
وهكذا، "سقطت" في مطار طهران في آذار/ مارس 1981 أولى الطائرات المحمَّلة بالسلاح الأميركي والإسرائيلي بعدما وضع مندوب الخميني الشخصي الشيخ مهدي كرّوبي اللمسات الأخيرة في العاصمة الإسبانية مدريد أوخر عام 1980 للإتفاق مع الجمهوريين (جورج بوش الأب ووليام كيسي)، والذي احتوى على شروط أميركية بعدم الإفراج عن الرهائن الأميركيين المعتقَلين في السفارة الأميركية في طهران إلى أن تنتهي الإنتخابات الرئاسية الأميركية، مقابل أن يقوم الجمهوريون في حال فوزهم بتأمين السلاح للخميني من البابوج إلى الطربوش لمحاربة العرب.. وبذا تمَّ حرمان جيمي كارتر (الديمقراطي) من فرصة الفوز بولاية ثانية (بسبب فشله في الإفراج عن الرهائن الأميركيين)، وقام الخميني في اليوم التالي لفوز الجمهوري رونالد ريغان بالإفراج عن الرهائن في أواخر كانون الثاني/ يناير 1981..   
أما الصفقة الثانية للسلاح الأميركي والإسرائيلي فتمت في تموز/ يوليو 1981 عبر شحنات جوية كانت تنطلق من تل أبيب إلى طهران عبر مطار لارنكا في قبرص، حيث وصلت الدفعة الأولى من السلاح في العاشر من تموز/ يوليو، والدفعة الثانية في اليوم الثاني عشر منه، والدفعة الثالثة في اليوم السابع عشر، أما الدفعة الرابعة فقد كانت على متن طائرة أرجنتينية وقد أسقطها الإتحاد السوفياتي في الثامن عشر من تموز/ يوليو بعدما دخلت أجواءه خطأً، فانكشفت علاقة الخميني بإسرائيل على الملأ منذ ذلك الحين، مع الإشارة إلى أنَّ صفقة السلاح الإسرائيلي تلك قد أدَّت إلى تغيير مجرى الحرب لصالح الفرس.. إنَّ القائم بالأعمال الإيراني في بيروت محسن موسوي قال في اليوم التالي (19 آب/ أغسطس 1981) بأنَّ إيران تشتري الأسلحة من السوق الدولية، بيد أنَّ وزير الخارجية الإيرانية آنذاك مير حسين موسوي اضطرَّ للإعتراف في 24 آب/ أغسطس بأنَّ الأسلحة التي كانت على متن الطائرة الأرجنتينية هي أسلحة إسرائيلية، متَّهماً أبو الحسن بني صدر بأنه هو مَنْ أبرم صفقات السلاح بين إيران وإسرائيل بصفته رئيساً للجمهورية وقائداً أعلى للقوات المسلحة (كانت قد تمَّت الإطاحة ببني صدر قبل أكثر من شهرين من هذا الكلام).. وقد ردَّ بني صدر على هذا الإتهام حينها بالقول: "كان من  الأفضل لنا أن نصنع السلام عوضاً عن شراء السلاح من إسرائيل من أجل مقاتلة صدّام"..
وتوالت صفقات السلاح بين نظام الخميني وإسرائيل إلى أن تسنَّى لأستاذنا الكبير حسن صبرا أن يكشف في "الشراع" في 3 تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1986 (العدد رقم 242) صفقة السلاح التي ورَّدتها الإستخبارات الأميركية إلى إيران عن طريق إسرائيل في ذلك العام وعُرفت هذه الفضيحة بـ "إيران – غيت"، وقد جرت محاولة لإغتيال أستاذنا حسن صبرا في العام التالي في 14/ 9/ 1987 بغية التخلص منه خشية الكشف عن صفقات أخرى كان يجري الإعداد لها.. ومن الضروري الإشارة هنا إلى أن "إيران – غيت" قد أدت إلى عزوف أميركا وإسرائيل عن توريد الأسلحة إلى إيران، ما أدى إلى تكبُّد الفرس خسائر فادحة على الجبهة ما اضطرَّ الخميني إلى الإعلان عن القبول بقرار وقف إطلاق النار الذي وصفه بـ "كأس السُّم"، وهو الذي كان يصف هذه الحرب بأنها "نعمة"!
من تفاصيل "إيران – غيت" أنَّ مستشار الأمن القومي الأميركي روبرت ماكفرلين قد زار طهران سراً في أيلول/ سبتمبر عام 1986 على متن طائرة أميركية محمَّلة بالسلاح وبقطع الغيار ليعقد صفقة كبرى مع الخميني وأتباعه لتوريد السلاح إلى الفرس عن طريق إسرائيل دعماً للحرب المجوسية ضد العرب..
لقد أحضر روبرت ماكفرلين معه قالب حلوى ليحتفل بعيد ميلادهفي طهران! أما الذين احتفلوا مع ماكفرلين بعيد ميلاده فكان أبرزهم على الإطلاق رئيس الجمهورية آنذاك علي خامنئي ورئيس البرلمان هاشمي رفسنجاني.. وانطلاقاً مما تناولناه في حديثٍ سابق عن حكم الإعدام الذي أصدره الخميني عام 1980بحق عباس أمير إنتظام بتهمة أنه كان يخاطب الواحد من المسؤولين الأميركيين بعبارة "يا عزيزي" بعدما كان كلَّفه الخميني بإجراء إتصالات مع الأميركيين بشأن صفقات الأسلحة، ثمَّ خُفِّض حكم الإعدام إلى السجن المؤبد حيث ما يزال "مانديلا إيران" مسجوناً حتى هذه اللحظة بهذه التهمة (فيما تهمتُه الحقيقية في الأساس هي معارضة النظام الديني)، فإننا نسأل: ماذا قال مندوبا الخميني، علي خامنئي وهاشمي رفسنجاني، لروبرت ماكفرلين ليلة احتفالهما بعيد ميلاده في طهران: عيد ميلاد سعيد.. أم ثَكَلَتْكَ أُمُّك؟! (الخميني قام باعتقال العربي العراقي المرتبط بالحرس الثوري مهدي هاشمي في أيلول/ سبتمبر 1986 بعد اعتراضه على زيارة ماكفرلين، وهو أحد المقرَّبين من آية الله حسين علي منتظري، وقد قام بعض المقرَّبين منه بتسريب فضيحة إيران – غيت إلى "الشراع".. ولاحظوا معنا التالي: في 14/ 9/ 1987 جرت محاولة إغتيال أستاذنا حسن صبرا، وبعد أسبوعين أي في 28/ 9/ 1987 أَعدمَ الخميني مهدي هاشمي، وقد كان الغرض من التصفِيَتَين منع هاشمي من تسريب إيران غيت ثانية إلى "الشراع" كانت على وشك الحدوث وتمثَّلت بمقايضة رهائن أميركيين احتجزهم حزب الله في لبنان بسلاحٍ أميركي إسرائيلي).
إنَّ علي خامنئي هذا، والذي دعا قبل عامين أطفالَ لبنان إلى منازلة أميركا (لماذا أطفال لبنان وليس أطفال الفرس أو أطفاله هو، ولماذا الأطفال بشكلٍ عام؟!)، نقول إنَّ علي خامنئي هذا، ومنذ أن عيَّنه الخميني ممثلاً له في مجلس الدفاع الأعلى عام 1980، قد حَفِيَتْ قدماه وهو يزرع الطريق ذهاباً وإياباً لمقابلة الملحق العسكري الأميركي، الذي كان من بين رهائن السفارة الأميركية في طهران، للتفاوض معه من أجل شراء الأسلحة من أميركا..
أما رفسنجاني، الذي كان متحمِّساً بشدة لحرب الخميني ضد العرب ومشاركاً رئيساً في صفقات الأسلحة مع أميركا وإسرائيل، وهو الآن المعارض الأبرز لنظام الخميني، فقد كان له موقف معادٍ لعرب الأحواز عام 1985 حينما وصفهم بـ "الغجر"، ما أدى إلى تفجُّر إنتفاضة شعبية عارمة في أرضنا الأحواز السليبة، وهو ما سنعرض له في الأسبوع المقبل.

(نُشر هذا الموضوع في مجلة "الشراع" اللبنانية في 9 نيسان/ إبريل 2012، العدد 1538).

الحديث التالي:
الحديث السابق:

***************************************************************************
****************************************************************************
****************************************************************************
****************************************************************************
********************************************************************************
إقرأ مجلة "الشراع" اللبنانية من على موقعها الإلكتروني التالي:

www.alshiraa.comx

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق