2016/04/15

كتاب "الخليج العربي.. أم الخليج الفارسي"/ 28/ تمهيداً للخوض في تسمية الخليج العربي بالخليج الفارسي (28)/ الجنرال أحمد مدني وصف الأحواز بأنها قلب إيران النابض ولربما قلب العالم كله.. وقال: لولا قتلي للعرب بصورة جماعية لانفصلت الأحواز عن إيران!



إليكم ما قاله أحمد مدني في خطابٍ له في مسقط رأسه في كرمان أمام جماهير الفرس من المؤيدين له، وذلك في حملته الإنتخابية عندما كان مرشحاً لرئاسة الجمهورية مطلع عام 1980: "لولا حضوري في الوقت المناسب (إلى الأحواز عام 1979) وقمعهم وقتلهم بصورة جماعية لاستطاعت عناصر الثورة المضادة من العرب أن تفصل خوزستان (الأحواز) عن إيران"!


إنزل إلى أسفل لقراءة الموضوع كاملاً


كتاب
الخليج العربي.. أم الخليج الفارسي؟!
تأليف: حسين احمد صبرا

(الكتاب قيد التأليف)



القسم الأول


تمهيداً للخوض في تسمية الخليج العربي بالخليج الفارسي (28)
الجنرال أحمد مدني وصف الأحواز بأنها قلب إيران النابض
ولربما قلب العالم كله..
وقال: لولا قتلي للعرب بصورة جماعية
لانفصلت الأحواز عن إيران!



حسين احمد صبرا
نستطيع القول بأن الجنرال أحمد مدني كان واحداً من أهم وأبرز ضباط الجيش الإيراني الذين وقفوا مع ثورة الشعوب الإيرانية ضد الشاه.. وقد لعب مدني الدور الأساسي إلى جانب الجنرال محمود علوي في الحفاظ على تماسك وحدة القوات العسكرية البحرية، حتى أنها كانت الوحدة العسكرية الوحيدة في الجيش الإيراني التي لم تكن قد تفكَّكت لحظة انتصار الثورة عام 1979..   
كان الجنرال أحمد مدني، المنتمي إلى الجبهة الوطنية التي أسسها الزعيم الوطني الإيراني الدكتور محمد مصدّق، قائداً للقوات المسلحة التابعة للبحرية الإيرانية منذ أواخر الستينيات، إلا أنه أُعفي من مهامه عام 1972بسبب آرائه السياسية المناهضة للشاه وتنديده بالفساد في الجيش، فأقاله الشاه من منصبه وأحاله إلى التقاعد وعيَّن مكانه الجنرال محمود علوي، المذكور إسمه أعلاه، فتابع مدني دراسته للقانون والعلوم السياسية والإقتصادية وحصل على شهادة الدكتوراه..
من ضمن برنامج "قصة الثورة"، الذي أنتجته الخدمة الفارسية في إذاعة الـ"بي.بي.سي" البريطانية في التسعينيات، نورد هذا التعليق الذي أدلى به الجنرال أحمد مدني، حيث يقول: "كان في الجيش الإيراني ضباط ينتمون إلى القوى الوطنية المعتدلة مثل الجبهة الوطنية (التي أسسها محمد مصدّق)، وقد قاموا بإعداد الأرضية (لتأييد الثورة) في وقتٍ مبكر. كنت أعرف بعضهم، وأقوم بزيارتهم تحت ستار أننا أصدقاء. أنا شخصياً لعبتُ دوراً في تمهيد الطريق. وقد تمَّ تحضير هؤلاء الضباط للذهاب إلى رجال الدين وطمأنتهم بأنَّ الجيش كان بالفعل على وئامٍ مع الثورة، وأنَّ على رجال الدين أن يدركوا بأنَّ الجيش لم يكن على وشك القيام بإنقلاب. لم يكن هناك سوى عددٍ قليلٍ من وحدات الجيش ظلت مستعدة للمواجهة".
بعد انتصار الثورة عيَّن الخميني أحمد مدني مجدَّداً قائداً للقوات البحرية ووزيراً للدفاع في حكومة بازركان في شباط/ فبراير 1979، إلا أنه سرعان ما استقال من الوزارة بعد شهرين ليقوم الخميني بتعيينه محافظاً لخوزستان (الأحواز) في 10/ 4/ 1979 مع إبقائه قائداً للقوات البحرية، وقد كان مدني آنذاك العسكريَّ الوحيد من بين جميع المحافظين في إيران بعد الثورة، وكان الخميني يصفه بأنه "عيني اليمنى"، وقد سمح له الخميني بالترشح في أوَّل إنتخابات لرئاسة الجمهورية مطلع عام 1980..
كان الجنرال أحمد مدني، كما كل جنرالات الجيش أيام الشاه، على علاقة وطيدة مع الإستخبارات المركزية الأميركية "السي. آي. إي"، فاستغلَّ الخميني هذه العلاقة ليكون أحمد مدني العسكري الأبرز في مجال علاقات الخميني السرية مع "الشيطان الأكبر" أميركا، إلى جانب مدنيين آخرين مثل مهدي كروبي وصادق طباطبائي وعباس أمير إنتظام وصادق قطب زاده وعلي خامنئي وهاشمي رفسنجاني وغيرهم الكثيرون، وهي العلاقات التي بدأت قبل الثورة ونشطت بعد انتصار الثورة ووصلت إلى أوجها بعد احتجاز الرهائن في السفارة الأميركية في طهران في 4/ 11/ 1979 حيث كان البند الأول على جدول هذه العلاقات السرية بين الخميني وأميركا في ذلك الحين هو صفقات الأسلحة عن طريق إسرائيل..
إن أبرز إسمين للسماسرة الذين تولوا توريد الأسلحة الأميركية إلى إيران عن طريق إسرائيل هما: سيروس هاشمي وشقيقه الأكبر خمشيد هاشمي، وهما أميركيان من أصل إيراني.. وكان أحمد مدني على علاقة وثيقة جداً بسيروس هاشمي منذ ما قبل الثورة، فاستغلَّ الخميني هذه العلاقة في مجال إتصالاته السرية مع أميركا.. وجديرٌ بالذكر أنَّ الإستخبارات الأميركية أرسلت إلى أحمد مدني مبلغاً قدره نصف مليون دولار عن طريق سيروس هاشمي لينفقه في معركته في إنتخابات رئاسة الجمهورية، إلا أنَّ سيروس هذا لم يدفع لمدني سوى 100 ألف دولار، ولعلَّ ذلك هو السبب الأبرز في حصول أحمد مدني على ما نسبته 15% فقط من الأصوات، في حين حصل أبو الحسن بني صدر على 76% من الأصوات..
فجأةً تدهورت العلاقات بين أحمد مدني والخميني في أواسط عام 1980.. ورغم الغموض الذي شاب هذا التدهور إلا أننا نستطيع التكهن بأنَّ أحمد مدني قد وقف موقفاً معادياً لولاية الفقيه التي أعلن عنها الخميني في أواخر نيسان/ إبريل 1980.. وعلى العموم، فقد عثرنا على النص الأصلي لتقريرٍ إخباري من طهران وَرَدَ في صحيفة "ديلي نيوز" الأميركية بتاريخ 22/ 6/ 1980، يفيد بأنَّ الجنرال أحمد مدني قد أطلق في الآونة الأخيرة تصريحاتٍ علنية تعارض الإستمرار في اعتقال الرهائن الأميركيين.. وأنَّ نائبه في رئاسة البحرية الإيرانية الجنرال محمد ألافي قد اعتُقل في 26 شباط/ فبراير  1980 بتهمة  تأييد الشاه والتآمر على قلب النظام ودعم المتمردين الأكراد في كردستان إيران.. وأنه وفي مطلع حزيران/ يونيو 1980 ظهر محمد ألافي في محكمة الثورة برئاسة من يُسمى بحجة الإسلام محمد ريشهري، حيث بدأ بمحاكمته.. وأنَّ محمد ريشهري قد صرَّح قائلاً: "يجب على الجنرال أحمد مدني أن يحضر إلى المحكمة في قضية الجنرال محمد ألافي نظراً إلى أنَّ إسمَه كان يتردَّد غالباً على لسان المتَّهَم".. وواضح من هذا التقرير الإخباري أنَّ مكيدةً ما كانت على وشك أن تُحْبَك لأحمد مدني بسبب مواقفه المعارضة لسياسة الخميني (من بين الذين اعتُقلوا مع الجنرال محمد ألافي كان الجنرال محمود علوي الوارد إسمه أعلاه)..
فَهِمَ أحمد مدني ما يُحاك ضده فسارع إلى الفرار من إيران على الفور متوجهاً إلى أوروبا، إلى أن استقرَّ في فرنسا.. وعلى إثر فراره تمَّ اتهامه من قبل نظام الخميني بأنه تلقَّى أموالاً من وكالة المخابرات المركزية لتمويل جيش المتمردين الأكراد في كردستان إيران. Admiral Madani denied these allegations. وقد نفى الجنرال مدني هذه المزاعم، By 1986, the Admiral was believed to have been residing in Europe, possibly in Germany.وبقيت له بعض الإتصالات مع نظام الخميني في ظل وجود أبو الحسن بني صدر رئيساً للجمهورية عبر إرسال رسائل مفتوحة عبَّر فيها عن وجهات نظره في مختلف القضايا، إلى أن تدهورت علاقته بالنظام كلياً، فأنشأ في فرنسا مجموعة أطلق عليها إسم "الجمهوريون المستقلون" تدعو إلى فصل الدين عن الدولة في إيران وإلى إقامة نظامٍ علماني فيها.. ثم لجأ في أواخر التسعينيات إلى الولايات المتحدة الأميركية بعد أن أعطته حق اللجوء السياسي، إلى أن توفي في ولاية كولورادو في 12 شباط/ فبراير عام 2006..وتجدر الإشارة إلى أنَّ احمد مدني قد انتُخب عام 2005 أميناً عاماً لـ "الجبهة الوطنية الإيرانية"، ليصبح ثالث أقوى شخصية تتزعَّم هذه الجبهة بعد الدكتور محمد مصدّق وكريم سنجابي..
إذاً، الجنرال أحمد مدني سرعان ما تحوَّل إلى معارض لنظام الخميني منذ العام 1980 وإلى حين وفاته.. بيد أنَّ أحمد مدني هذا هو الذي ارتكب مجزرة الأربعاء الأسود في الأحواز في 30 أيار/ مايو عام 1979، الأمر الذي تحدّثنا عنه مراراً في ما سبق من أحاديث.. لقد هدَّد أحمد مدني قبلها بأيامٍ الزعيمَ الروحي للعرب الأحوازيين آية الله العظمى الإمام محمد طاهر الخاقاني قائلاً: "سأشرب من دماء العرب (الأحوازيين) كالماء إذا استمروا في الضغط لتحقيق مطالبهم".. كما صرَّح قائلاً: "إنَّ المصادمات التي حصلت في خورمشهر (المحمَّرة) ومسجد سليمان (في الأحواز) تبيَّن أنَّ أدواتها هم بقايا النظام السابق، وأنَّ الإستعمار العالمي هذه المرَّة طامعٌ في هذه المحافظة (محافظة خوزستان/ عربستان/ أي الجزء الأكبر من الأحواز) ويريد تنفيذ خططه القذرة فيها".. ثم أضاف: "إنَّ هذه المحافظة (خوزستان/ أي الأحواز) هي في الحقيقة قلب إيران النابض ولربما قلب العالم كله".
وإليكم ما قاله أحمد مدني في خطابٍ له في مسقط رأسه في كرمان أمام جماهير الفرس من المؤيدين له، وذلك في حملته الإنتخابية عندما كان مرشحاً لرئاسة الجمهورية مطلع عام 1980: "لولا حضوري في الوقت المناسب (إلى الأحواز عام 1979) وقمعهم وقتلهم بصورة جماعية لاستطاعت عناصر الثورة المضادة من العرب أن تفصل خوزستان (الأحواز) عن إيران"!
في الحديث المقبل نتابع الحديث عن المعارضة الإيرانية وموقفها من قضية الأحواز.

(نشر هذا الموضوع في مجلة "الشراع" اللبنانية في 19 آذار/ مارس 2012، العدد 1535).

الحديث التالي:
 الحديث السابق:

***************************************************************************
****************************************************************************
****************************************************************************
****************************************************************************
********************************************************************************
إقرأ مجلة "الشراع" اللبنانية من على موقعها الإلكتروني التالي:

www.alshiraa.comx

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق