2016/04/15

كتاب "الخليج العربي.. أم الخليج الفارسي؟!"/ 13/ تمهيداً للخوض في تسمية الخليج العربي بالخليج الفارسي (13) إذا ما حرَّر العربُ أرضَ الأحواز فإنَّ الإيراني سيأكل فرْخَ سمكٍ واحداً كل ستة أشهر ووِرْكَ فَرْخَةٍ في العام!



الآن سَنَبْعُد عن المزروعات ولكن سنبقى في المأكولات الغذائية، ونبدأ باللحوم الحمراء لنشير إلى أنَّ الأحواز هي أكـبر منتج للـثروة الحيوانية في إيران بحيث يوجد فيها العدد الأكبر من المواشي والدواجن والكمية الأكـبر من الـثروة السمكية والكمية الأكـبر من الأعلاف وبالتالي هي المنتج الأكـبر للمنتوجات الحيوانية الإيرانية من لحومٍ حمراء وبيضاء والحليب  (اللبن) ومشتقاته والبيض، بالإضافة إلى الجلود والصوف...

إنزل إلى أسفل لقراءة الموضوع كاملاً


كتاب
الخليج العربي.. أم الخليج الفارسي؟!
تأليف: حسين احمد صبرا

(الكتاب قيد التأليف)



القسم الأول


تمهيداً للخوض في تسمية الخليج العربي بالخليج الفارسي (13)
إذا ما حرَّر العربُ أرضَ الأحواز فإنَّ الإيراني
سيأكل فرْخَ سمكٍ واحداً كل ستة أشهر
ووِرْكَ فَرْخَةٍ في العام!


حسين احمد صبرا
الآن سَنَبْعُد عن المزروعات ولكن سنبقى في المأكولات الغذائية، ونبدأ باللحوم الحمراء لنشير إلى أنَّ الأحواز هي أكـبر منتج للـثروة الحيوانية في إيران بحيث يوجد فيها العدد الأكبر من المواشي والدواجن والكمية الأكـبر من الـثروة السمكية والكمية الأكـبر من الأعلاف وبالتالي هي المنتج الأكـبر للمنتوجات الحيوانية الإيرانية من لحومٍ حمراء وبيضاء والحليب (اللبن) ومشتقاته والبيض، بالإضافة إلى الجلود والصوف... حـتى أنَّ محافظ خوزستان جعفر حجازي تباهى في مقابلة تلفزيونية مع قناة الكوثر الإيرانية قبل عدة أعوام بالأهمية الغذائية التي تمتاز بها خوزستان (وهي جزء من أرض الأحواز العربية كما ذكرنا مراراً) حينما قال بالحرف الواحد: "نحن (أي محافظة خوزستان لوحدها) أكبر منتج للمحصولات الزراعية والمواشي وطبعاً الحيوانات البحرية" (النص الحرفي للمقابلة منشور على الإنترنت)..
وهكذا فإن الأحواز (خوزستان وبوشهر وهرمزكان) بما تنتجه من مواشٍ، هي التي تجعل معدل الإستهلاك السنوي للفرد الإيراني من اللحوم الحمراء يصل إلى 11،5 كيلوغرامٍ، مع الإشارة إلى أنَّ هذا الرقم هو أقل بكثير من المعدل العالمي البالغ 26 كيلوغراماً.
والأحواز، بما تنتجه من دواجن وتحديداً الدجاج، هي الـتي تجعل معدل استهلاك الفرد الإيراني للحم الدجاج يرتفع ليصل إلى نحو 15،2 كيلوغرامٍ سنوياً (مقابل  17،8 كيلوغرامٍ في أوروبا مع الإشارة إلى أنَّ المعدل العالمي يبلغ 11،2 كيلوغرام).
والأحواز، بما فيها من أرضٍ هي الأكثر خصوبة والأوفر  مياهاً على مدار العام، هي أكبر منتج للأعلاف في إيران والتي بدونها ستموت معظم المواشي الإيرانية من الجوع.
والأحواز، بما فيها من ثروة حيوانية هي التي تساهم مساهمة كبـيرة في إيصال إنتاج إيران من الحليب (اللبن) إلى 6،5 مليون طن ليصل معدَّل استهلاك الفرد الإيراني من الحليب سنوياً إلى 95 كيلوغراماً، على الرغم من أنه رقمٌ ضئيل جداً مقارنةً بمعدَّل استهلاك الفرد من الحليب في الدول الصناعية الكبرى والبالغ 250 كيلوغراماً سنوياً (إيران بحاجة عملياً إلى 12،5 مليون طن من الحليب سنوياً لكنها لا تستطيع إنتاج سوى نصف هذه الكمية كما رأينا).
هذا من ناحية المواشي والدواجن ومشتقاتها.. والآن لننتقل إلى الـثروة السمكية: فعلى الرغم من أنَّ لإيران حدوداً ساحلية مطلة على بحر قزوين (بحر الخزر) تبلغ 740 كيلمتراً، إلا أنَّ الثروة السمكية فيه قد تضاءلت في السنوات العشرين الأخـيرة بالإضافة إلى عدم صلاحية الجزء الأكـبر منها للإستهلاك، وذلك نظراً للملوثات الصناعية والزراعية من ناحية، ولتزايد أعمال الصيد من قِبَل الدول المطلة على هذا البحر من ناحيةٍ أخرى.. وهذا ما أدى إلى انخفاض حاد في كمية الصيد التي تصطادها إيران من بحر قزوين وقد بلغ هذا الإنخفاض بنسبة 67% ما بين عامي 1990 و2004، فبعد أن بلغت كمية الأسماك الـتي اصطادتها إيران من هذا البحر 98،5 ألف طن عام 1990 انخفضت هذه الكمية لتصل إلى 32،5 ألف طن عام 2004، وهي كمية تعادل حالياً 7،3% من الـثروة السمكية في إيران.. وهذا يعني أنَّ نسبة الـ 92،7% من الثروة السمكية الإيرانية إنما يتم إنتاج الجزء الأغلب منها من الأحواز.. كيف؟
هناك ناحيتان تجعلان من الأحواز المصدَرَ الأساسي للثروة السمكية في إيران: الناحية الأولى، أنَّ كل سواحل إيران المطلة على الخليج العربي هي سواحل أحوازية (من شط العرب وحتى مضيق هرمز) ويبلغ طولها ما يزيد على 1300 كيلمـتر (المسافة المتبقية والبالغة حوالى 350 كيلمـتراً تعود لسواحل بلوشستان الـتي احتلَّها شاه إيران محمد رضا بهلوي في الأربعينيات وضمَّها إلى إيران، ومعلومٌ للقاصي والداني أنَّ البلُّوش هم من أصولٍ عربية).. وقد بلغ إنتاج إيران من الثروة السمكية من الخليج العربي عام 2004 حوالى 300 ألف طن (يُتوقَّع أن تصل مستقبلاً إلى 700 ألف طن)، أي ما يعادل 67،8% من إنتاج إيران الإجمالي من الأسماك والبالغ 442،5 ألف طن (حسب إحصاءات عام 2004).
أما من الناحية الثانية فإنَّ أعمال الصيد من المياه الداخلية تتم بمعظمها في الأنهار الأحوازية بفضل طول أنهارها وغزارة مياهها وعمق أغوارها، فيما تعاني باقي الأنهار الإيرانية من قِصَرِها وقلَّة المياه فيها وسطحيَّتها.. وقد بلغ إنتاج إيران من الثروة السمكية النهرية 110 آلاف طن عام 2004.
وهكذا، وبفضل الأحواز (الأرض العربية التي يغتصبها الفرس منذ 86 عاماً)، تصل حصة إيران من صيد الـثروة السمكية عالمياً إلى 0،36%.. وبفضل الأحواز وصل معدَّل استهلاك الفرد الإيراني من الـثروة السمكية عام 2003 إلى 6 كيلوغرامات والذي من المتوقَّع أن يصل إلى رقم أعلى من ذلك بكثير مستقبلاً..
ولكن، إذا ما حرَّر العربُ أرضَ الأحواز فإنَّ اللحوم الحمراء (والحليب ومشتقاته) واللحوم البيضاء ستصبح في إيران من العملة النادرة، وسيصل حينها معدَّل ما سيتاح للفرد الإيراني استهلاكه هو أوقيةٌ واحدة من اللحم الأحمر في الشهر، وفَرْخُ سمكٍ واحد كل ستة أشهر، ووِرْكُ فَرْخة في العام!!
(نتابع في الحديث المقبل).

(نُشر هذا الموضوع في مجلة "الشراع" اللبنانية في 17 تشرين الأول/ أكتوبر 2011، العدد رقم 1514).

الحديث التالي:
الحديث السابق:


***************************************************************************
****************************************************************************
****************************************************************************
****************************************************************************
********************************************************************************
إقرأ مجلة "الشراع" اللبنانية من على موقعها الإلكتروني التالي:

www.alshiraa.comx

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق