2016/04/15

كتاب "الخليج العربي.. أم الخليج الفارسي؟!"/ 12/ تمهيداً للخوض في تسمية الخليج العربي بالخليج الفارسي (12)/ إذا ما حرَّر العربُ أرضَ الأحواز



إنَّ الأرض العربية "الأحواز" (تلك التي يحتلها الفرسُ منذ 86 عاماً، تماماً كما يحتل اليهودُ أرضَ فلسطين منذ 63 عاماً)، نستطيع أن نُطلق عليها بكل وثوق تسمية "أهراءات إيران"، تماماً كما كان يُطْلَق على سهل حوران في سوريا (إلى جانب سهل البقاع في لبنان) تسمية "أهراءات روما" زَمَنَ الإمبراطورية الرومانية الـتي استعمرت جزءً من المشرق العربي (سوريا ولبنان) قبل أكثر من ألفي عام...


إنزل إلى أسفل لقراءة الموضوع كاملاً


كتاب
الخليج العربي.. أم الخليج الفارسي؟!
تأليف: حسين احمد صبرا

(الكتاب قيد التأليف)




القسم الأول



تمهيداً للخوض في تسمية الخليج العربي بالخليج الفارسي (12)
إذا ما حرَّر العربُ أرضَ الأحواز
فإنَّ الفرسَ سيتضوَّرون جوعاً!


حسين احمد صبرا
إنَّ الأرض العربية "الأحواز" (تلك التي يحتلها الفرسُ منذ 86 عاماً، تماماً كما يحتل اليهودُ أرضَ فلسطين منذ 63 عاماً)، نستطيع أن نُطلق عليها بكل وثوق تسمية "أهراءات إيران"، تماماً كما كان يُطْلَق على سهل حوران في سوريا (إلى جانب سهل البقاع في لبنان) تسمية "أهراءات روما" زَمَنَ الإمبراطورية الرومانية الـتي استعمرت جزءً من المشرق العربي (سوريا ولبنان) قبل أكثر من ألفي عام، مع التذكير بأنَّ الأهراء (كلمة من أصل لاتيني) هو عبارة عن مخزن ضخم كان الرومان يخزِّنون فيه حبوبَ القمح (إلى جانب بعض الحبوب الأخرى)، وقد دخلت هذه الكلمة إلى لغة العرب منذ ذلك الحين حيث كان الرومان يخزِّنون في أهراءاتهم الحبوبَ التي كانت تُزرع في السهلَين المذكورَين، ولولاهما لتضوَّر الرومان جوعاً..
إليكم أهمية "أهراءات" الأحواز بالنسبة إلى إيران:
من ناحية أولى، فإنَّ الأحواز (هذه الأرض العربية الـتي يغتصبها الفرس)، هي من أخصب الأراضي الزراعية في إيران على الإطلاق، ويستحيل أن تجد في بلاد الفرس أيَّ أرضٍ أخرى تضاهيها في خصوبتها.. هذه الميزة التي تتمتع بها ارض الأحواز العربية إنما تتضاعف أهميتها بشكلٍ مذهل حينما نعي أنَّ مشكلة المشاكل التي يعاني منها الفرس هي في أنَّ إيران تقع في مناطق جافة وشبه جافة وبالتالي فإنَّ الأراضي الصالحة فيها للزراعة مبدئياً لا تتجاوز 18% من مساحتها (30 مليون هكتار)، وأنَّ هذه الـ 18%لا تستطيع إيران الزراعة سوى في نصفها أو ما يزيد بقليل (18 مليون هكتار) نظراً لندرة المياه.
ومن ناحية ثانية، فإنَّ في الأحواز أهم الأنهار الإيرانية على الإطلاق وأكثرها غزارة، وهي من الأهمية بمكان إلى درجة أنها تشكِّل نصف المخزون المائي في إيران (تبلغ مساحة الأحواز 375 ألف كيلمتر مربع أي ما يعادل 22،75% من مساحة إيران الحالية)، ويُعتبر سد الكرخة الذي أنشأه نظام الخميني في الأحواز في التسعينيات واحداً من أكبر السدود في الشرق الأوسط، مع الإشارة إلى أنَّ باقي الأنهار الإيرانية تكاد تنحصر في شمال البلاد وهي غير كافية للأغراض الزراعية، ناهيك عن أنها تشحُّ صيفاً فيما تميل البحيرات التي تتشكَّل منها إلى الملوحة.
الآن، وبفضل استغلال خيرات الأحواز المنهوبة على مدى العقود الثلاثة الماضية، بات نظام الخميني يصدِّر إلى الخارج كميات ضخمة من المحاصيل الزراعية بعدما كانت إيران أيام الشاه المخلوع محمد رضا بهلوي تستورد معظم المحاصيل الزراعية.. فلقد سعى نظام الخميني خلال تلك المدة إلى الإكتفاء الذاتي في المواد الغذائية، فعمل على الإستفادة القصوى من الأراضي الصالحة للزراعة، إلى أنْ بلغت مساحة الأراضي المستغلَّة زراعياً حتى وقتنا الراهن 123،5 ألف كيلمتر مربَّع (أي ما يعادل تقريباً مساحة الأردن وفلسطين ولبنان مجتمِعةً)، الجزءُ الأكبر منها على الإطلاق هو في أرض الأحواز العربية المغتصَبة، وهذا ما أتاح لنظام الخميني أنْ يصدِّر عام 2006 حوالى 100 مليون طن من المحاصيل الزراعية وهي التي زُرع معظمها في أرض الأحواز المغتصَبة.
حالياً، إنَّ حوالى 40% من الحبوب التي تُنتجها الزراعة في إيران إنما مصدَرُها الأحواز، وفي مقدَّمها القمح والأرُز والشعير، مع الإشارة إلى أنَّ هذه الحبوب هي من المحاصيل الزراعية الرئيسة التي تزرعها إيران ويعتمدها الإيرانيون كغذاءٍ أساسي لهم (الإيرانيون على سبيل المثال يحتلون المرتبة 13 عالمياً في استهلاك الأرز)..
إنَّ حوالى 50% من القمح الإيراني يتم إنتاجه في الأحواز، مع الإشارة إلى أنَّ القمح هو الغذاء الرئيس للإيرانيين بحيث يبلغ استهلاكهم السنوي منه 11 مليون طن.. وقد أدى استغلال الأراضي العربية الأحوازية الخصبة في زراعة القمح إلى جعل إيران تحقِّق اكتفاءً ذاتياً في الأعوام 2005- 2006- 2007 بحيث بلغ إنتاج القمح بمعدَّل 15 مليون طن سنوياً، مما دفع نظام الخميني إلى تصدير كميات منه إلى الخارج..
والأحواز هي أكبر منتج لقصب السكَّر حيث يتم إنتاج أجود وأفضل أنواع السكَّر في العالم، إلى درجة أنَّ الفرس أنفسهم يُطلِقون على خوزستان تحديداً تسمية "موطن السكَّر"..
والأحواز هي المنتج للتمور الإيرانية وفيها 14 مليون شجرة نخيل، وهي التي تجعل من إيران تحتل المرتبة الأولى عالمياً من حيث المساحة المزروعة، والمرتبة الثانية عالمياً بعد مصر من حيث كمية الإنتاج بحيث تبلغ حصة إيران العالمية 21% من التمور المنتَجة (عام 2010 أنتجت إيران نحو مليون طن أما مصر فبلغ إنتاجها 1،3 مليون طن)..
والأحواز هي مصدَرٌ أساسي لمنتجات الأشجار المثمرة كالتين والزيتون والعنب والرمان واللوز والجوز والتوت والمشمش والخوخ والحمضيات، هذا إلى جانب البقوليات والخضروات على أنواعها (إضافةً إلى الزراعات الصناعية كالسكَّر ، كما ذكرنا قبل قليل، والشاي والقطن...).
فبالله عليكم، من أين سيأكل الفرسُ إذا ما حرَّر العربُ أرضَ الأحواز المغتصَبة.. فهل سَتَراهُم يعتاشون من العنجهية والعنصرية والغطرسة والنفخة الكذَّابة أم سَتَراهُم يتضوَّرون جوعاً!!
ولكن عفواً.. نحن تحدَّثنا عن المأكولات الزراعية التي تنتجها أرضُ الأحواز العربية المغتصَبة ونسينا التحدث عن اللحوم الأحوازية، الحمراء منها والبيضاء.. فإلى الحديث المقبل.

(نُشر هذا الموضوع في مجلة "الشراع" اللبنانية في 10 تشرين الأول/ أكتوبر 2011، العدد رقم 1513).
الحديث التالي:
الحديث السابق:


***************************************************************************
****************************************************************************
****************************************************************************
****************************************************************************
********************************************************************************
إقرأ مجلة "الشراع" اللبنانية من على موقعها الإلكتروني التالي:

www.alshiraa.comx

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق