2016/04/15

كتاب "الخليج العربي.. أم الخليج الفارسي؟!"/ 14/ تمهيداً للخوض في تسمية الخليج العربي بالخليج الفارسي (14)/ شاه إيران رضا بهلوي منع عربَ الأحواز من التحدُّث باللغة العربية في الشارع!



بالتآمر مع المحتلّ البريطاني تمكَّن شاه إيران رضا بهلوي (والد الشاه المخلوع محمد بهلوي) من احتلال أرض الأحواز العربية في 20 نيسان/ إبريل عام 1925، وقد إتَّبع مع العرب في الأحواز أسلوب كمال أتاتورك مع الأتراك في تركيا، مع فارق أنَّ أتاتورك إنما هَدَفَ إلى إجبار الأتراك على التوجه غرباً للَّحاق بركب الحضارة الأوروبية لما فيه خـير تركيا من وجهة نظره.. أما شاه إيران فلقد هدف إلى نزع الهوية العربية عن الأحواز وإبدالها بالهوية الفارسية لجعلها أرضاً إيرانية في عملية تزوير فاضحة وإبادة عنصرية غير مسبوقة.


إنزل إلى أسفل لقراءة الموضوع كاملاً


كتاب
الخليج العربي.. أم الخليج الفارسي؟!
تأليف: حسين احمد صبرا

(الكتاب قيد التأليف)



القسم الأول


تمهيداً للخوض في تسمية الخليج العربي بالخليج الفارسي (14)
شاه إيران رضا بهلوي منع عربَ الأحواز
من التحدُّث باللغة العربية في الشارع!


حسين احمد صبرا
بالتآمر مع المحتلّ البريطاني تمكَّن شاه إيران رضا بهلوي (والد الشاه المخلوع محمد بهلوي) من احتلال أرض الأحواز العربية في 20 نيسان/ إبريل عام 1925، وقد إتَّبع مع العرب في الأحواز أسلوب كمال أتاتورك مع الأتراك في تركيا، مع فارق أنَّ أتاتورك إنما هَدَفَ إلى إجبار الأتراك على التوجه غرباً للَّحاق بركب الحضارة الأوروبية لما فيه خـير تركيا من وجهة نظره.. أما شاه إيران فلقد هدف إلى نزع الهوية العربية عن الأحواز وإبدالها بالهوية الفارسية لجعلها أرضاً إيرانية في عملية تزوير فاضحة وإبادة عنصرية غير مسبوقة.
كانت أوَّل خطوة خطاها الشاه رضا بهلوي هي مصادرة جميع أراضي وممتلكات رؤساء العشائر العربية الأحوازية وتجريدها من السلاح سعياً للقضاء على هذه الزعامات بغية حرمانها من أي سلطة أو نفوذ أو تأثير مادي أو معنوي على الشعب العربي الأحوازي لشلِّ أي قدرة على مقاومة الإستعمار الفارسي وتحرير الأحواز، كما تمَّت مصادرة الجزء الأكبر من أراضي المواطنين العرب الأحوازيين.
ولم يكد يمضي عامٌ واحد على احتلال الأحواز حتى أصدر الشاه عام 1926 إجراءاتٍ قانونية ، هي عبارة عن إبادة عنصرية، سعى من خلالها إلى نزع الهوية العربية عن الأحواز وشعبها العربي وإفقاره وتهجيره من أرضه، وقد تمثَّلت بالتالي:
أولاً، منع التحدُّث باللغة العربية في الأماكن العامة والإستعاضة عنها باللغة الفارسية تحت طائلة التعرُّض للسجن والغرامات والتنكيل.
ثانياً، منع تسمية المواليد الجدد بأسماءٍ عربية واستبدالها بأسماءٍ فارسية.
ثالثاً، منع التزيّي بالزيّ العربي واستبداله بالزيّ الفارسي.
رابعاً، إلغاء المناهج الدراسية في المدارس الأحوازية باللغة العربية والإستعاضة عنها بمناهجَ باللغة الفارسية.
خامساً، منع قراءة القرآن الكريم في الجوامع والأماكن العامة والبيوت سعياً للحد من انتشار اللغة العربية وتمهيداً لنسيانها نهائياً.
سادساً، تحريم الإستماع إلى الإذاعات العربية حتى داخل المنازل.
سابعاً، إغلاق جميع "الكتاتيب" (المكاتب) الـتي تعلِّم أطفال الأحوازيين قراءة القرآن، وتعطيل حلقات الدروس العربية الفقهية في المدارس الدينية، وقد تمَّ إغلاق جميع هذه المدارس وتحويلها إلى مخازن لحفظ البضائع.
ثامناً، مصادرة جميع الكتب العربية الموجودة في الأحواز سواء الموجود منها في المكتبات العامة أو المحالّ التجارية أو الـتي يمتلكها الأفراد في بيوتهم، وقد تمَّ رمي الجزء الأكـبر منها في مياه نهر قارون (الأحوازي) فيما نُقل الجزء الآخر إلى داخل إيران، وقد تعرَّض للتنكيل كلُّ مَنْ عُثر على كتابٍ عربي في منزله أو محلِّه التجاري.
تاسعاً، غلق المطابع العربية ومنع طباعة وتداول أي صحيفة أحوازية منعاً باتاً، وقد قام الشاه بإصدار جريدة باللغة الفارسية حملت إسم "خوزستان" وأَلزَمَ العرب الأحوازيين على شرائها وقراءتها.
عاشراً، تحريم المناظرات الأدبية والشعرية التي كانت أشبه بسوق عكاظ والتي كانت تمارَس يومَي الخميس والجمعة من كل أسبوع وكذلك في العُطَل وأيام شهر رمضان.
حادي عشر، تغيـير كل أسماء المدن والقرى والحارات والشوارع الأحوازية إلى أسماء فارسية، ومنها على سبيل المثال: الأحواز الـتي أصبحت الأهواز.. المحمَّرة: خورم شهر.. الفلاحية: شادكان.. الحويزة: دشت ميشان.. عُبَدان: آبادان.. الصالحية: أندميشك.. الخفاجية: سوسنكرد.. تستر: شوشتر.. الأحجار السبعة: هفت كل.. الحميدية: فرح آباد.. التميمية: هنديجان.. ميناء خور عبد الله: بندر شاهبور (الآن بندر خميني).. قنطرة القلعة: ديزفول.. عسكر مكرم: بندقير.. الشارع الخزعلي في المحمَّرة: شارع بهلوي.. الشارع الجاسبي في المحمَّرة: شارع فخر الرازي.. منطقة الأمنية في مدينة الأحواز: الديزل... إلى آخره.
ثاني عشر، رفض جميع المعاملات المقدَّمة من قِبَل العرب الأحوازيين إلى الدوائر الحكومية ما لم تكن باللغة الفارسية، لا بل مُنع التحدُّث مع الموظفين في تلك الدوائر بغـير اللغة الفارسية أثناء مراجعتهم.
ثالث عشر، منع أي عربي أحوازي من الإلتحاق بالوظائف الحكومية ما لم يكن يُتقن اللغة الفارسية.
رابع عشر، رفض قضية أو شهادة أي عربي في المحاكم القضائية إن لم يتكلَّم باللغة الفارسية، ومَنْع وجود المترجمين أمامها، وكلُّ العرب الذين قصدوا المحاكم خرجوا منها مُدانين.
خامس عشر، أصبح جميع أئمة المساجد في المدن والقرى الأحوازية يُعَيَّنون من قِبَل الشاه.
سادس عشر، مَنْع الأحوازيين من السفر إلى خارج بلاد الفرس سواء أكان لغرض الحج أو الزيارة أو التجارة، وذلك لمنعهم من الإحتكاك بغـيرهم من العرب من ناحية، وللحؤول دون تكوين ثروات مادية قد تُستعمل في تمويل أي انتفاضة ضد الإستعمار الفارسي من ناحيةٍ أخرى.
سابع عشر، تغيـير الأحواز ديمغرافياً بشكلٍ واسع النطاق وذلك بتهجـير أعدادٍ كبـيرة من الشعب الأحوازي من أراضيهم وقراهم ومدنهم ليحلَّ مكانهم مهاجرون فرس، وقد أُبعد جزءٌ منهم إلى شمال إيران كما نزح جزءٌ كبير إلى العراق والكويت وبعض دول الخليج العربي.
أمام هذه الإبادة العنصرية الـتي تعرَّض لها الشعب العربي الأحوازي على يد الإستعمار الفارسي، والتي فاقت عنصرية إسرائيل ضد الفلسطينيين والعرب بما لا يُقارَن، قاومَ الشعبُ العربي الأحوازي البطل المستعمرين الفرس وما يزال مقاومةً شرسة على مدى 86 عاماً، وهو ما سنتطرَّق إليه في الحديث المقبل.

(نُشر هذا الموضوع في مجلة "الشراع" اللبنانية في 24 تشرين الأول/ أكتوبر 2011، العدد رقم 1515).


الحديث التالي:
الحديث السابق:


***************************************************************************
****************************************************************************
****************************************************************************
****************************************************************************
********************************************************************************
إقرأ مجلة "الشراع" اللبنانية من على موقعها الإلكتروني التالي:

www.alshiraa.comx

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق