2013/03/24

كتاب "الخليج العربي.. أم الخليج الفارسي؟!"/ 7/ تمهيداً للخوض في تسمية الخليج العربي بالخليج الفارسي (7)- معظم العرب الإيرانيين هم على المذهب الشيعي.. فلماذا يُصِرُّ نظام الخميني على اضطهادهم؟!

أوليس نظام الخميـني نفسه هو الذي يرفع شعار "الإسلام هو الحل"، وأليس هو الذي يُرْدِف هذا الشعار وبشكلٍ مبطَّن بشعارٍ عنصري فارسي ألا وهو "المذهب الشيعي هو الحل"؟! إذاً، لماذا هو يضطهد الشيعة العرب الإيرانيين؟! بدايةً، يبلغ عدد السكان العرب الإيرانيين في التقديرات المعتدلة حوالى 5,5 مليون نسمة، أي بما نسبته 7,7% من عدد سكان إيران، ويعيش معظمهم في المحافظات الجنوبية الواقعة على طول الساحل الشرقي للخليج العربي وبالتحديدمحافظة خوزستان (أي عربستان أو بالأحرى الأحواز، وهي متاخمة للحدود العراقية) ومحافظة هرمزكان ومحافظة بوشهر، بالإضافة إلى


إنزل إلى أسفل لقراءة الموضوع كاملاً

كتاب
الخليج العربي.. أم الخليج الفارسي؟!
تأليف: حسين احمد صبرا

(الكتاب قيد التأليف)



القسم الأول

تمهيداً للخوض في تسمية الخليج العربي بالخليج الفارسي (7)

معظم العرب الإيرانيين هم على المذهب الشيعي..
فلماذا يُصِرُّ نظام الخميني على اضطهادهم؟!



حسين احمد صبرا
أوليس نظام الخميـني نفسه هو الذي يرفع شعار "الإسلام هو الحل"، وأليس هو الذي يُرْدِف هذا الشعار وبشكلٍ مبطَّن بشعارٍ عنصري فارسي ألا وهو "المذهب الشيعي هو الحل"؟! إذاً، لماذا هو يضطهد الشيعة العرب الإيرانيين؟!
بدايةً، يبلغ عدد السكان العرب الإيرانيين في التقديرات المعتدلة حوالى 5,5 مليون نسمة، أي بما نسبته 7,7% من عدد سكان إيران، ويعيش معظمهم في المحافظات الجنوبية الواقعة على طول الساحل الشرقي للخليج العربي وبالتحديدمحافظة خوزستان (أي عربستان أو بالأحرى الأحواز، وهي متاخمة للحدود العراقية) ومحافظة هرمزكان ومحافظة بوشهر، بالإضافة إلى أعداد قليلة منهم في محافظة خراسان على الحدود مع أفغانستان، دون أن ننسى أنَّ البلّوش الإيرانيين هم من أصولٍ عربية أيضاً ويتواجدون في محافظة بلوشستان- سيستان التي تطل على بحر عُمان..
نحن هنا لن نتطرَّق إلى أحوال السنَّة العرب الإيرانيين (عددهم لا يقل عن 1,5 مليون)، فالعرب الإيرانيون جميعاً يتعرضون لإضطهاد متشابه، وهو أمرٌ نريد أن ننبِّه إليه مواطنينا في الأقطار العربية كي لا يقعوا في الفخ الفارسي فيتهيّأ لهم أنَّ الفرس إنما يضطهدون العرب فقط لأنهم سنَّة، فينزلقون عن جهلٍ وتعصبٍ أَعْوَر ضد المذهب الشيعي وضد الشيعة العرب، ما يجعل الفرسَ يحققون مبتغاهم!
فخـير دليل على أن نظام الخميـني يضطهد العرب الإيرانيين لكونهم عرباً فحسب، هو أنه يضطهد الشيعة منهم كما السنَّة على حدٍّ سواء، مع الإشارة إلى أنَّ الشيعة العرب هم الأغلبية بحيث يبلغ عددهم ما لا يقل عن 3,5 مليون نسمة ويتواجد معظمهم في إقليم الأحواز، وهو أرضٌ عربية بامتياز منذ آلاف السنين قبل أن يُوْلد أحدٌ على وجه الكرة الأرضية إسمه فُرس! (تماماً كما محافظتَيْ هرمزكان وبوشهر).
وإقليم الأحواز هذا يعيش فيه العرب منذ فجر التاريخ، وقد تناوب على حكمه قدامى العرب أمثال العيلاميين والأكاديين والبابليين والأشوريين والكلدانيين، وذلك منذ ما قبل الميلاد بأربعة آلاف عامٍ على الأقل، أي قبل وجود أحدٍ إسمه الفرس بثلاثة آلافٍ وخمسمائة عام! وكان يسكن هذا الإقليم قبل الإسلام قبائل عربية عديدة وشهيرة كَبَنِي تميم وتَغْلِب وربيعة وبكر بن وائل وبني لخم وبني حنظلة، وغيرها.
واللافت في هذا الإطار أنَّ الغزاة الفرس (وغـيرهم من الغزاة) لم يستطيعوا عـبر تاريخهم من السيطرة على أرض الأحواز لفـتراتٍ طويلة بفضل تمرُّد وانتفاضات وثورات شعبها العربي وقيام إماراتٍ عربية قوية فيها، ما كان يضطرُّهم للإنسحاب منها بفعل الهزيمة أو بإعطاء العرب فيها استقلالاً ذاتياً أو بالإعتراف بدولتهم الناشئة فيها، كما حصل مع الإمبراطورية الساسانية (الفارسية) في القرنين الثالث والرابع الميلادييَّن، على سبيل المثال.. أو كما حصل مع الحكم الصفوي (الفارسي) في القرن السادس عشر حيث فرض الشاه اسماعيل الصفوي على العرب فيها اعتناق المذهب الشيعي قهراً وأطلق على الأحواز إسم عربستان، لكنه سرعان ما اضطر للإنسحاب.. أو كما حصل مع الحكم الأفشاري (الفارسي) في القرن الثامن عشر، والسلطنة العثمانية والإستعمار البريطاني في القرن التاسع عشر.. مع الإشارة إلى أنَّ حُكماً عربياً قوياً قد نشأ في الأحواز على مدى خمسمائة عامٍ متواصلة في التاريخ الحديث (من 1436 وحتى 1925م)..
بيد أنَّ اكتشاف النفط والغاز فيها منذ عام 1908من ناحية، وقيام الدولة الشيوعية البلشفية في روسيا عام 1917 من ناحيةٍ ثانية دفع بالإستعمار البريطاني عام 1925 للتآمر مع شاه إيران رضا بهلوي لإحتلال الأحواز وضمها إلى إيران لمنع التمدد الشيوعي نحو مياه الخليج العربي..
ومنذ ذلك الحين أمعن الشاه رضا بهلوي ومن بعده إبنُه الشاه محمد رضا بهلوي في اضطهاد أبناء هذا الإقليم من العرب الذين قاوموا وما يزالون هذا الإحتلال الفارسي لأرضهم العربية.. وما أن انتصرت الثورة الشعبية في إيران ضد نظام الشاه المخلوع في شباط/ فبراير عام 1979 حـتى استبشر العرب الأحوازيون خـيراً (وكم كانوا ساذجين!)، فذهب  وفدٌ منهم وقابل الخميـني وعرض عليه قائمةً بمطالب العرب المشروعة برفع الظلم عنهم وبالعمل على إيجاد صيغةٍ ما لتقرير مصيرهم.. فرفض الخميـني رفضاً قاطعاً أيَّ بحثٍ في هذا الموضوع بحجة الحفاظ على الأمن القومي، وسرعان ما افتتح عهدَه بمجزرةٍ ضدهم بعد أقل من ثلاثة أشهر على انتصار الثورة، فارتكب ما عُرف حينها بإسم "مجزرة المحمَّرة" في أيار/ مايو عام 1979، فَقَتَلَ من المتظاهرين المحتجين الأحوازيين أكـثر من 300 مواطن شيعي عربي خلال ثلاثة أيام، ناهيك عن مئات الجرحى وآلاف المعتقلين..
إذاً، افتتح الخميني نظامَه بمجزرة ضد العرب الشيعة الإيرانيين، ومنذ ذلك الحين ونظام الخميني يفوق باضطهاده لهم ما فعله الشاه بهم، بل ويفوق ما فعله قورش نفسه بالعرب قبل ألفين وخمسمائة عام، وهو ما سنعرض له بالتفصيل في الصفحة التالية.

الحديث التالي:
الحديث السابق:

(نُشر هذا الموضوع في مجلة "الشراع" اللبنانية في 15 آب/ أغسطس 2011، العدد رقم 1506).


***************************************************************************
****************************************************************************
****************************************************************************
****************************************************************************
********************************************************************************
إقرأ مجلة "الشراع" اللبنانية من على موقعها الإلكتروني التالي:


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق