2013/03/24

كتاب "الخليج العربي.. أم الخليج الفارسي؟!/ 6/ تمهيداً للخوض في تسمية الخليج العربي بالخليج الفارسي (6)- لِمَ لا يطالب نظام الخميني بضمّ القوقاز وباكستان وأفغانستان إلى إيران أسوةً بالبحرين؟!

إنَّ شاه إيران المخلوع بثورةٍ شعبية محمد رضا بهلوي هو أول من طالب بضم البحرين مدَّعياً بأنها أرض إيرانية.. ونظام الخميني الذي طَبَلَ المعمورة بشعار "الإسلام هو الحل"  مُصِرٌّ على أن يسير بأمانة منقطعة النظير على خطى سلفه الشاه فيطالب بدوره بضمّ البحرين (وغيرها من الأراضي العربية طبعاً) إلى إيران على اعتبار أنها من ممتلكات الإمبراطورية الفارسية زَمَنَ الوثنية المجوسية ويعتبرها إحدى المحافظات الإيرانية..



إنزل إلى أسفل لقراءة الموضوع كاملاً

كتاب
الخليج العربي.. أم الخليج الفارسي؟!
تأليف: حسين احمد صبرا

(الكتاب قيد التأليف)



القسم الأول

تمهيداً للخوض في تسمية الخليج العربي بالخليج الفارسي (6)

لِمَ لا يطالب نظام الخميـني بضمّ القوقاز وباكستان وأفغانستان
إلى إيران أسوةً بالبحرين؟!



حسين احمد صبرا
إنَّ شاه إيران المخلوع بثورةٍ شعبية محمد رضا بهلوي هو أول من طالب بضم البحرين مدَّعياً بأنها أرض إيرانية.. ونظام الخميني الذي طَبَلَ المعمورة بشعار "الإسلام هو الحل"  مُصِرٌّ على أن يسير بأمانة منقطعة النظير على خطى سلفه الشاه فيطالب بدوره بضمّ البحرين (وغيرها من الأراضي العربية طبعاً) إلى إيران على اعتبار أنها من ممتلكات الإمبراطورية الفارسية زَمَنَ الوثنية المجوسية ويعتبرها إحدى المحافظات الإيرانية..
وطالما أنَّ المسألة مع نظام الخميـني هذا هي مسألة فارسية عنصرية بامتياز والإسلامُ مما يفعله براء، إذاً لماذا يُقْصِر هذا النظام عنصريتَه الفارسية تلك على أراضي العرب وحدهم دون غـيرهم ولا تمتد هذه العنصرية ليقوم هذا النظام بالمطالبة بضم كل الأراضي الـتي سبق أن احتلتها الإمبراطورية الفارسية المجوسية والصفوية عـبر التاريخ؟!
فلماذا لايطالب نظام الخميـني باستعادة منطقة القوقاز ، على سبيل المثال، وهي المنطقة الـتي تضم كلاً من أذربيجان وأرمينيا وجورجيا؟! أَوَلَمْ يكن القوقاز هذا من ضمن المناطق الـتي سيطر عليها الفرس عـبر تاريخهم القديم (إلى حد اعتباره جزءً من العالم الإمبراطوري الفارسي)، ومكانَ نزاعٍ دموي إجرامي مع السلطنة التركية العثمانية وروسيا في القرون الوسطى؟! فلماذا يصمت نظام الخميـني ثلاثين عاماً دون أن يعتـبر أذربيجان من "إرث" المملكة الفارسية أسوةً باعتباره البحرين من ضمن هذا "الإرث"، مع العلم بأنَّ أذربيجان هذه قد وقعت تحت الإحتلال الفارسي الصفوي لما يزيد عن 300 عام متواصلة، اضطهدَ الفرسُ خلالها السكانَ الأذريين (وهم من ذوي العرق التركي) شرَّ اضطهادٍ وفرضوا عليهم اعتناق المذهب الشيعي عنوةً، ولم ينسحبوا من أذربيجان هذه إلا بعد هزيمتهم على يد الروس واضطرارهم للتوقيع على معاهدة تركمان جاي عام 1828، لتصبح أذربيجان تحت السيطرة الروسية منذ ذلك الحين وحـتى استقلالها عام 1991.. فلماذا لم نسمع نظامَ الخميـني يطالب بأذربيجان، وهي الواقعة على حدود إيران (611 كلمـتراً) وخاصة أن أكـثر من 99% من سكانها الآن هم على المذهب الشيعي، ناهيك عن أنَّ ربع سكان إيران نفسها الآن هم من الأذريين (16 مليون إيراني أذري)؟! ولماذا لا يقوم نظام الخميني –أقلُّه- باحتلال الجزر الأذرية الموجودة في بحر قزوين كجزيرة نارغين أو بيرالاهي أو بولا (مثلما هو يحتل الجزر الإماراتية الثلاث طنب الكـبرى وطنب الصغرى وأبو موسى) أو لماذا على الأقل لا يطالب بهذه الجزر الأذرية أويهدِّد ولو لفظياً باحتلالها؟!
والأمر نفسه بالنسبة إلى أرمينيا، وقد سبق للفرس أن سيطروا عليها خلال فـترات متباعدة عـبر التاريخ إلى أن عادوا وسيطروا على القسم الشرقي منها منذ عام 1639 وحتى عام 1828، أي على مدى ما يقرب من مائتي عامٍ متواصلة (الأتراك سيطروا في الفـترة نفسها على القسم الغربي منها).. فَلِمَ لا يطالب نظامُ الخميـني الآن باسترداد أرمينيا الشرقية على الأقل، وخاصةً أنَّ أرمينيا هذه هي دولة مسيحية، أو أن يعمل على "أسلمتها" (مع الإعتذار من هذا الطرح غـير الجدّي)؟! فأيهما أجدى (تماشياً مع الطرح الإسلامجي مؤقتاً): العمل على "تشيُّع" المسلمين العرب السنّة أم العمل على أسلمة المسيحيين "المشركين" (مع الإعتذار مجدداً)؟!!
والأمر نفسه في ما يتعلق بجورجيا، بحيث أننا إذا عدنا إلى التاريخ الحديث على الأقل نجد أنها قد وقعت تحت الإحتلال الفارسي الصفوي لحوالى مائتي عامٍ (من 1555 وحتى 1747)..
وبعيداً عن القوقاز، لماذا لا يطالب الإسلامجيةُ الفرسُ الآن باسترداد تركمانستان وقد سبق لهم أن سيطروا على جنوب تلك البلاد زَمَنَ الصفويين في القرن السادس عشر إلى أن سيطروا على الجزء الأكـبر منها زَمَنَ الشاه نادير في عام 1740؟!
أما باكستان، يا أحبائي، فقد كان الفرس في طليعة من تعاقبوا على السيطرة عليها منذ ظهور الإمبراطورية الفارسية الأولى في القرن السادس قبل الميلاد وحتى العام 711 ميلادي، أي على مدى ما يزيد على الألف عام! فكيف يفرِّط نظام الخميـني بباكستان وخاصةً أنَّ الحجة متوافرة بوجود القومية البشتونية فيها، والـتي تشكل أكـثر من 15% من عدد سكان باكستان (أي حوالى 21 مليون بشتوني باكستاني)، مع الإشارة إلى أنَّ هؤلاء البشتون هم من أصولٍ فارسية وينطقون باللغة الفارسية (الدارية)؟!
وتساؤلنا نفسه يتزايد  بالنسبة إلى أفغانستان.. فلماذا لا يعتـبر نظام الخميـني أفغانستان جزءً من "إرث" مملكة فارس (أسوةً بالبحرين وبالخليج العربي كله) وقد كانت عـبر تاريخ الفرس جزءً لا يتجزأ من امبراطوريتهم، بالإضافة إلى أنَّ معظم سكان أفغانستان هم من العرق الفارسي؟! فالبشتون (ومنهم حركة طالبان) عددهم أكـثر من 10 ملايين (حوالى 40%).. والطاجيك عددهم أكـثر من 6 ملايين (حوالى 25%).. واللغة الفارسية (الدارية) هي اللغة الرسمية الأولى في البلاد ويتحدَّث بها أكـثر من نصف الشعب الأفغاني! (الأمر نفسه بالنسبة إلى طاجكستان وأُزبكستان).
وكما ترون فإن قصة الفرس عويصة، لذا نتابع الحديث في الصفحة التالية.

الحديث التالي:
الحديث السابق:

(نُشر هذا الموضوع في مجلة "الشراع" اللبنانية في 8 آب/ أغسطس 2011، العدد رقم 1505).


***************************************************************************
****************************************************************************
****************************************************************************
****************************************************************************
********************************************************************************
إقرأ مجلة "الشراع" اللبنانية من على موقعها الإلكتروني التالي:



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق