لماذا لا
يُصِرُّ نظام الخميني على تصدير ثورته الإسلامية المزعومة إلا إلى العرب وحدهم دون
غـيرهم من خَلْقِ الله؟! فهل لم يعد يوجد مسلمون على وجه الكرة الأرضية إلا
العرب؟! وما هي طبيعة هذه الثورة التي يريد الفرس تصديرها إلينا إذا ما كان الشيخ
الراحل آية الله حسين منتظري راح يـترحَّم علناً على الفساد والإجرام والقهر
والظلم والدموية التي كانت زَمَنَ الشاه، بعد سنواتٍ عدة فقط من نشوء نظام
الخميني،
إنزل إلى
أسفل لقراءة الموضوع كاملاً
كتاب
الخليج العربي.. أم الخليج الفارسي؟!
تأليف: حسين احمد صبرا
(الكتاب قيد التأليف)
القسم الأول
تمهيداً للخوض في تسمية الخليج
العربي بالخليج الفارسي (5)
لِمَ لا
يُصدِّر نظام الخميني ثورته
إلا إلى العرب؟!
حسين احمد
صبرا
لماذا يُصِرُّ نظام الخميني على تصدير ثورته الإسلامية
المزعومة إلى العرب وحدهم دون غـيرهم من خَلْقِ الله؟! فهل لم يعد يوجد مسلمون
على وجه الكرة الأرضية إلا العرب؟! وما هي طبيعة هذه الثورة التي يريد الفرس
تصديرها إلينا إذا ما كان الشيخ الراحل آية الله حسين منتظري راح يـترحَّم علناً
على الفساد والإجرام والقهر والظلم والدموية التي كانت زَمَنَ الشاه، بعد سنواتٍ
عدة فقط من نشوء نظام الخميني، بعدما سرق هذا الأخير أحلام وتضحيات الشعب الإيراني
الثائر وجعله يرزح تحت دكتاتوريةٍ أعـتى من دكتاتورية الشاه،
ما دفع الشيخ حسين منتظري، هذا الرجل التقي والشفاف، والذي كان الخميني قد أخطأ
حينما عيَّنه خليفةً له، إلى الـترحُّم على زمن الشاه! فما كان من الخميني إلا أن
سارع قبل وفاته وصحَّح خطأه فطردَه شرَّ طَرْدٍ ووضعه في الإقامة الجبرية معزولاً
عن الناس، وأُهينَ شرَّ إهانةٍ وتمَّ الدوس على عمامته بالأرجل وأُحرقت كُتُبُه واتُّهم
بالعمالة لأميركا وإسرائيل!!!
هذه "الثورة"، الـتي هي على هذه الشاكلة، لِمَ لمْ
يَقُمْ نظامُ الخميـني هذا على مدى أكـثر من ثلاثة عقود بتصديرها إلى الدول
المحيطة جغرافياً بإيران ويرتبط الشعب الإيراني مع شعوبها بروابط عرقية وقومية
ودينية وتاريخية وثقافية ولغوية أكـثر بما لا يُقارَن من ارتباطه مع العرب؟!
لِمَ لا يُصدِّر نظام الخميـني ثورته إلى باكستان، التي تبلغ
حدود إيران معها 909 كيلومترات.. وفيها ما لا يقل عن 180 مليون نسمة.. نسبة
المسلمين منهم 96,3%، أي 173 مليون مسلم.. من بينهم ما لا يقل عن 163 مليون مسلم
سُنِّي.. وحوالى 10 ملايين شيعي على أقل تقدير؟!
ولإيران حدود مع أفغانستان تبلغ 936 كيلومتراً..وسكان أفغانستان
عددهم 25 مليون نسمة.. أكـثر من 98% منهم مسلمون (24,5 مليون).. 80% منهم سُنَّة
(19,6 مليون).. و20% منهم شيعة (4,9 مليون)..
وحدود إيران مع تركمانستان 992 كيلومتراً.. وسكان تركمانستان
عددهم5,1 مليون نسمة.. 89% منهم مسلمون سنَّة(4,54مليون).. أما الشيعة فبضعة عشر
ألفاً..
ولإيران حدود مع أذربيجان تبلغ 611 كيلومتراً.. وسكان أذربيجان
عددهم 9 ملايين نسمة.. 99,2% منهم مسلمون (8,93 مليون).. 84,2% منهم شيعة (7,52
مليون).. و15% منهم سنَّة (1,41 مليون)..
وحدود أرمينيا مع إيران تبلغ 35 كيلومتراً.. وعدد سكانها 3,250
مليون نسمة، أكثر من 98% منهم مسيحيون..
وحدود إيران مع تركيا تبلغ 499 كيلومترا.. وعدد سكان تركيا 72,5
مليون نسمة.. 98% منهم مسلمون (71,5 مليون).. أكـثر من 85% منهم سنَّة (60,775
مليون).. وحوالى 13% منهم شيعة علويون (9,3 مليون)..
وهكذا، فإنَّ إيران هذه محاطة بستِّ دولٍ غير عربية بحدودٍ برية
تبلغ 3982 كيلومتراً،ويبلغ عدد المسلمين فيها أكـثر من 282 مليون مسلم، من بينهم
ما لا يقل عن 250 مليون سنِّي، وأكـثر من 32 مليون شيعي.. أي أنَّ إيران محاطة
بمحيط مسلمٍ، زد على ذلك أنه محيطٌ سُنِّي بغالبيته الساحقة، وذلك على مسافة 4
آلاف كيلومتر من الحدود.. فلماذا لم يُصِرّ نظام الخميـني هذا على تصدير
"ثورته" إلى هذه الدول المسلمة طوال أكـثر من ثلاثة عقود ليعمل على
"تَشَيُّعِها" وبث الفتنة المذهبية بين مسلميها وتفتيت مجتمعاتها
والإطاحة بأنظمتها وإشهار العنصرية الفارسية ضد شعوبها وأن يحتل أجزاءً من أراضيها
وأن يطالب بأجزاءٍ أخرى، وأن يُنشىء فيها دويلات من الميليشيات المسلحة تَجْهَر
بتبعيَّتها للمشروع الإمبراطوري الفارسي وتستقوي بسلاحها على دولها ومجتمعاتها،
تماماً كما يفعل مع العرب وحدهم دون غيرهم؟!
فهل من المعقول أن تكون أذربيجان، الصغيرة بمساحتها والقليلة
بعدد سكانها ذوي الغالبية الشيعية، أقوى من كل الدول العربية مجتمعةً حتى يخشى
نظام الخميني أن يفعل معها ما يفعله مع العرب.. أم أنَّ المسألة هي خلاف ذلك؟! هذا
ما سنتابعه في الصفحة التالية.
الحديث التالي:
الحديث السابق:
(نُشر هذا الموضوع في مجلة "الشراع"
اللبنانية في الأول من آب/ أغسطس 2011، العدد رقم 1504).
***************************************************************************
****************************************************************************
****************************************************************************
****************************************************************************
********************************************************************************
إقرأ مجلة "الشراع" اللبنانية من على
موقعها الإلكتروني التالي:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق