2013/03/24

كتاب "الخليج العربي.. أم الخليج الفارسي؟!"/ 4/ تمهيداً للخوض في تسمية الخليج العربي بالخليج الفارسي (4)- نظام الخميني لم يُطلق ولو رصاصة واحدة على أميركا وإسرائيل!

أوليس غريباً أنَّ نظام الخميني الذي ملأ الدنيا صراخاً وضجيجاً ونَدْباً ولَطْماً على مدى أكثر من ثلاثة عقود بشعاراتٍ من قبيل "الموت لأمريكا" و"الموت لإسرائيل" وأوصافٍ مِنْ قبيل "الشيطان الأكـبر" و"الشيطان الأصغر"،لم يُطلِق ولو رصاصة واحدة طوال هذه العقود لا على أميركا ولا على إسرائيل، وإنما كل حروبه السياسية والإستراتيجية والعسكرية والإستخباراتية والدينية والثقافية ومخططاته التدميرية منذ قيامه وإلى الآن هي ضد العرب وحدهم دون غيرهم من خَلْقِ الله؟!


إنزل إلى أسفل لقراءة الموضوع كاملاً

كتاب
الخليج العربي.. أم الخليج الفارسي؟!
تأليف: حسين احمد صبرا

(الكتاب قيد التأليف)



القسم الأول

تمهيداً للخوض في تسمية الخليج العربي بالخليج الفارسي (4)

نظام الخميـني لم يُطلق
ولو رصاصة واحدة على أميركا وإسرائيل!

·   الطائرات الإسرائيلية التي دمَّرت لبنان عام 2006 كانت تـتزوَّد بنفط إيراني خام باعه الفرس لشركة "عوفر" الإسرائيلية!


حسين احمد صبرا
أوليس غريباً أنَّ نظام الخميني الذي ملأ الدنيا صراخاً وضجيجاً ونَدْباً ولَطْماً على مدى أكثر من ثلاثة عقود بشعاراتٍ من قبيل "الموت لأمريكا" و"الموت لإسرائيل" وأوصافٍ مِنْ قبيل "الشيطان الأكـبر" و"الشيطان الأصغر"،لم يُطلِق ولو رصاصة واحدة طوال هذه العقود لا على أميركا ولا على إسرائيل، وإنما كل حروبه السياسية والإستراتيجية والعسكرية والإستخباراتية والدينية والثقافية ومخططاته التدميرية منذ قيامه وإلى الآن هي ضد العرب وحدهم دون غيرهم من خَلْقِ الله؟! مع أنَّ أميركا، يا أخي، محيطة بإيران هذه من كل جانب بأجهزتها الإستخبارية وقواعدها العسكرية وغواصاتها النووية وحاملات طائراتها القتالية ودباباتها البرية والبرمائية ومئات الآلاف من جنود مشاة المارينز البحرية إِنْ في الخليج العربي أو في تركيا أو في باكستان.. أو في أفغانستان (100 ألف جندي حالياً).. أو في العراق (40 ألف جندي حالياً)! فما هي القصة؟!
لقد كان شاه إيران (قدَّس الله سرَّه) صريحاً وواضحاً في علاقاته المتينة والوطيدة بأميركا وإسرائيل وفي تبعيَّته المطلقة للغرب، الذي كان يَعتـبر الشاهَ بمثابة طفله المدلَّل، حـتى أن محمد حسنين هيكل يذكر في كتابه "مدافع آية الله" أن الرئيس الفرنسي الأسبق فاليري جيسكار ديستان كان إذا ما شَعَرَ بالملل يستقلُّ طائرته متوجهاً إلى طهران ليشربَ فنجانَ شاي مع الشاه ثم يُقْفِل عائداً إلى باريس..
أما نظام الخميـني، فلقد استخدم نظرية "التقيّة" الشيعية، المستمدة أصلاً من الباطنية الفارسية، ليرفع في العلن شعار "الموت لأمريكا" و"الموت لإسرائيل"، ولينسج في السر علاقات استراتيجية مع أميركا وإسرائيل منذ الثمانينيات وحـتى الساعة، أوَّل ما وضحت معالمها في صفقات الأسلحة الـتي كان يحصل عليها نظام الخميـني من أميركا عن طريق إسرائيل إبّانَ حربه لإحتلال العراق في الثمانينيات، والـتي كشَفَها في "الشراع" أستاذُنا الكبـير حسن صبرا في تشرين الأول/ اكتوبر عام 1986 وعُرفت بفضيحة "إيران- غيت" (إيران- كونترا) وكادت تودي بحياة أستاذنا الحبيب حينما تعرَّض بسببها لمحاولة إغتيال فاشلة في بـيروت في 14 أيلول/ سبتمبر 1987 هَدَفَت إلى التخلص منه خشيةَ أَنْ يقومَ بكشف المزيد من أمر هذه الصفقات، وخاصةً أنَّ فضيحة "إيران- غيت" هذه قد أدت إلى خسارة إيران لهذه الحرب بعدما لم تعد تصل إلى نظام الخميـني الأسلحة الأميركية الآتية إليه عن طريق إسرائيل، الأمر الذي اضطرَّ الخميـني إلى القبول بوقف إطلاق النار في 5 تموز/ يوليو 1988 واصفاً قبولَه هذا بأنه كما لو يتجرَّع كأسَ السُّم! ومؤخراً، طفت على السطح في شهر أيار/ مايو 2011 فضيحة شركة "عوفر" الإسرائيلية، الـتي أقامت علاقات تجارية ونفطية مع نظام الخميـني منذ العام 2006 على الأقل، وهي شركة وثيقة الصلة بالإستخبارات الإسرائيلية (الموساد).. ومعـنى هذه الفضيحة أنَّ الطائرات الإسرائيلية الـتي دمَّرت لبنان في حرب تموز/ يوليو  2006 إنما كانت تـتزوَّد بنفط إيراني خام، باعه نظام الخميني لإسرائيل عن طريق شركة "عوفر"! وليس من باب الغرابة مطلقاً أن يصرِّح اسفنديار رحيم مشائي (كبـيرُ مستشاري الرئيس الإيراني أحمدي نجاد وفي الوقت نفسه صِهْرُهُ، أي بَعْلُ ابنتِه) عام 2008 بأنَّه يتعيَّن على إيران إقامة علاقات ودِّية مع الدولة اليهودية (الشيطان الأصغر)، متحدِّثاً عن أوجه الشبه بين الشعبين الإيراني والإسرائيلي (لعله يقصد أن الفرس واليهود هم شعب الله المختار)..
وهكذا فإنَّ نظام الخميـني، الذي يرفع شعار "الموت لأمريكا" و"الموت لإسرائيل" كَجَعْجَعَةٍ بدون طَحْن، والذي لم يُطلق ولو رصاصة واحدة لا على أمريكا ولا على إسرائيل طوال أكـثر من ثلاثة عقود، نجده قد قام بشن حربٍ طاحنة ضد العرب استمرَّت ثماني سنوات لم يستطع خلالها احتلالَ العراق وإخضاعه، وبالتالي إخضاع كل العرب، إلى أن جاءت أمريكا ونفَّذت للفرس مبتغاهم، ليَدخل نظامُ الخميني إلى العراق على ظهر الدبابات الأميركية وليشارك الشيطان الأكـبر احتلالَه لهذا البلد العربي الأبيّ، وليتسلَّم السلطة منه على طبقٍ من ذهب عـبر أتباعه من شيعة العراق، ولينوبَ عن أمريكا وعن إسرائيل في تفتيت أوصال ولحمة هذا البلد العريق والفتك بشعبه، ولينهبَ ثروته النفطية، وليطارد كلَّ الضباط العراقيين الشرفاء الأبطال والشخصيات الوطنية والعروبية، أولئك الذين دافعوا عن وطنهم أثناء حرب هذا النظام الفارسي ضد العراق، وليُمعن فيهم قتلاً وذبحاً وتفجيراً؟!
فعلى مَنْ يَتَأَنْزَح الفرس ويتغطرسون ويتألَّهون (كما اليهود تماماً) إلا على العرب! وضد مَنْ يمارس الفرس إجرامهم (كما اليهود تماماً) إلا ضد العرب!من هنا نسأل: هل "الثورة" في إيران هي ثورة إسلامية أم ثورة فارسية؟! هذا ما سنحاول الإجابة عنه في الصفحة التالية.

الحديث التالي:
الحديث السابق:

(نُشر هذا الموضوع في مجلة "الشراع" اللبنانية في 25 تموز/ يوليو 2011، العدد رقم 1503).

***************************************************************************
****************************************************************************
****************************************************************************
****************************************************************************
********************************************************************************
إقرأ مجلة "الشراع" اللبنانية من على موقعها الإلكتروني التالي:


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق