2013/03/24

كتاب "الخليج العربي.. أم الخليج الفارسي؟!"/ 3/ تمهيداً للخوض في تسمية الخليج العربي بالخليج الفارسي (3)- نظام الخميني استخدم الأطفال الإيرانيين ككاسحات ألغام في حربه لإحتلال العراق!

إن شاه إيران هو الذي افتتح التحرُّش بالعراق منذ العام 1969 حينما ألغى اتفاقية عام1937 الخاصة بترسيم الحدود بين البلدين في شط العرب.. إلا أنَّ الشاه هذا اكتفى بإجبار العراق على الموافقة على الحدود الإيرانية الجديدة داخل شط العرب عبر الإتفاقية التي وقَّعها مع صدام حسين في الجزائر في 6 آذار/ مارس 1975 ... أما نظام الخميـني، الذي ما أن أطاحت الثورة الشعبية الإيرانية بالشاه في شباط/ فبراير عام 1979، حـتى سارع إلى التحرُّش مجدَّداًبالعراق.. وكان هدفَ الخميني من هذا التحرُّش هو إسقاطُ النظام في هذا البلد لتصبح كل الأرض العربية بعدها أرضاً مستباحة أمام الإمبراطورية الفارسية الجديدة ذات الطابع الإلهي..









إنزل إلى أسفل لقراءة الموضوع كاملاً

كتاب
الخليج العربي.. أم الخليج الفارسي؟!
تأليف: حسين احمد صبرا

(الكتاب قيد التأليف)



القسم الأول

تمهيداً للخوض في تسمية الخليج العربي بالخليج الفارسي (3)

نظام الخميـني استخدم الأطفال الإيرانيين
ككاسحات ألغام في حربه لإحتلال العراق!



حسين احمد صبرا
إن شاه إيران هو الذي افتتح التحرُّش بالعراق منذ العام 1969 حينما ألغى اتفاقية عام1937 الخاصة بترسيم الحدود بين البلدين في شط العرب، وهي الإتفاقية المجحفة أصلاً بحق العراق، مقرِّراً جعل الحدود الإيرانية في منتصف مياه الشط، وداعماً في الوقت عينه التمرد الكردي المسلَّح في شمال العراق، ومواظباً على قصف قرىً عراقية على الحدود بين البلدين... إلا أنَّ الشاه هذا اكتفى بإجبار العراق على الموافقة على الحدود الإيرانية الجديدة داخل شط العرب عبر الإتفاقية التي وقَّعها مع صدام حسين في الجزائر في 6 آذار/ مارس 1975 بوساطة من الرئيس الجزائري الأسبق هواري بومدين..
أما نظام الخميـني، الذي ما أن أطاحت الثورة الشعبية الإيرانية بالشاه في شباط/ فبراير عام 1979، حـتى سارع إلى التحرُّش مجدَّداًبالعراق، البلد الوحيد في العالم الذي استقبل الخميـني على أراضيه لمدة 14 عاماً متواصلة بعد نفيه من إيران عام 1964.. وكان هدفَ الخميني من هذا التحرُّش هو إسقاطُ النظام في هذا البلد لتصبح كل الأرض العربية بعدها أرضاً مستباحة أمام الإمبراطورية الفارسية الجديدة ذات الطابع الإلهي..
وهكذا، وفي الشهر نفسه الذي أعلن الخميـني إيران جمهوريةً إسلاميةتطبِّق نظرية ولاية الفقيه (نيسان/ ابريل 1980)، وصلت قمة تحرشات النظام الجديد في إيران ضد العراق إلى حد محاولة اغتيال واحدٍ من أقرب المقربين من الرئيس العراقي صدام حسين ألا وهو نائبه طارق عزيز أمام الباب الرئيس للجامعة المستنصرية في بغداد، لتُشكِّل محاولة الإغتيال هذه الشرارة الـتي عجَّلت باندلاع الحرب في الشهر نفسه..
وبغض النظر عن تأييدنا من عدمه لإنزلاق صدام حسين في فخ الحرب مع إيران، على الرغم من حق العراق المشروع دائماً وأبداً في استرداد الأحواز (عربستان) الـتي يحتلها الفرس زوراً وبهتاناً، وحقه في إلغاء إتفاقية الجزائر الـتي زادت الإجحاف إجحافاً، إلا أنَّ صدام حسين قرَّر في حزيران/ يونيو عام 1982 إيقاف الحرب والإنسحاب إلى الحدود الدولية (وقد قام بالإنسحاب فعلاً في نهاية ذلك الشهر) واللجوء إلى التحكيم الدولي في ما يتعلَّق بالمشاكل الحدودية بين البلدين.. لكنَّ الخميني رفض إيقاف الحرب ضد العراق رفضاً مطلقاً، لتستمر هذه الحرب لـ 6 سنوات أخرى (داخل الأراضي العراقية) مُنيت خلالها إيران بهزائم عسكرية نكراء، وبلغت خسائر الإيرانيين البشرية نحو مليون قتيل ومُقعد، من بينهم عشرات الآلاف من الأطفال الإيرانيين في سن التاسعة والعاشرة، دفع بهم نظام الخميـني إلى جبهات القتال داخل الأراضي العراقية ليتمَّ استعمالهم ككاسحات ألغام في الحقول الملغَّمة!!
في كلِّ هجومٍ كان يشنه نظام الخميني داخل الأراضي العراقية كان مقاتلوه يتكبدون خسائر في الأرواح بالآلاف.. حتى أنه، وفي شهر نيسان/ ابريل من عام 1988،  قُتل من الإيرانيين 50 ألف مقاتلٍ في أقلِّ من يومٍ واحد، وتحديداً خلال عشر ساعاتٍ من القتال شرق البصرة.. ومع ذلك أصرَّ الخميـني على استمرار حربه ضد العراق (وضد العرب أجمعين).. فهو لم يشبع من سفك دماء العرب ودماء الإيرانيين، حتى أنه حينما اضطرَّ في نهاية المطاف إلى التسليم بالهزيمة فإنه وحينما أعلن عن قبوله بإيقاف الحرب في 5 تموز/ يوليو عام 1988 وَصَفَ قبولَه هذا بأنه كما لو يتجرَّع كأسَ السُّم!!!
وهنا لا بد وأن نسأل بـ"حماس" بالغ: إذا كان هذا ما فعله نظام الخميني مع العرب طوال 32 عاماً.. فماذا فعل نظام الخميني مع أميركا وإسرائيل طوال الفترة نفسها يا ترى؟!! هذا ما سنحاول الإجابة عنه في الصفحة التالية.

الحديث التالي:
الحديث السابق:

(نُشر هذا الموضوع في مجلة "الشراع" اللبنانية في 18 تموز/ يوليو 2011، العدد رقم 1502).



*************************************************************************************
****************************************************************************
****************************************************************************
****************************************************************************
********************************************************************************
إقرأ مجلة "الشراع" اللبنانية من على موقعها الإلكتروني التالي:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق