يختلف نظام الشاه عن نظام الخميني في التالي:
1-أنَّ نظام الشاه كان يسعى لإقامة إمبراطورية فارسية ذات طابع دنيوي تتَّسع
رقعتُها أو تضيق وفق الظروف بعيداً عن أي تنظـير عقائدي.. أما نظام الخميـني فيسعى
إلى إقامة إمبراطورية فارسية عقائدية ذات
طابع إلهـي تشمل الكونَ كلَّه.. وهذا ما انعكس على رقعة الصراع الفارسي ضد العرب
وحدهم دون غـيرهم من خّلْق الله!
إنزل إلى
أسفل لقراءة الموضوع كاملاً
كتاب
الخليج العربي.. أم الخليج الفارسي؟!
تأليف: حسين احمد صبرا
(الكتاب قيد التأليف)
القسم الأول
تمهيداً للخوض في تسمية الخليج
العربي بالخليج الفارسي (2)
نظام الشاه كان أقلَّ إجراماً
من نظام الخميني!
حسين احمد صبرا
يختلف نظام الشاه عن نظام
الخميني في التالي:
1- أنَّ نظام الشاه
كان يسعى لإقامة إمبراطورية فارسية ذات طابع دنيوي تتَّسع رقعتُها أو تضيق وفق
الظروف بعيداً عن أي تنظـير عقائدي.. أما نظام الخميـني فيسعى إلى إقامة
إمبراطورية فارسية عقائدية ذات طابع إلهـي
تشمل الكونَ كلَّه.. وهذا ما انعكس على رقعة الصراع الفارسي ضد العرب وحدهم دون
غـيرهم من خّلْق الله! ففي حين اكتفى الشاه بلعب دور شرطي أميركا في الخليج (ضد
العرب طبعاً)، حيث منابع النفط الرئيسة في العالم، فإن نظام الخميـني يريد أن يلعب
دور شرطي أميركا من المحيط إلى الخليج (ضد العرب أيضاً)..
2- أن شاه إيران
جَهِدَ كثـيراً في إقامة علاقات طيبة مع المرجعيات الدينية الشيعية العربية وخاصةً
في لبنان وفي العراق.. أما نظام الخميـني فلقد وضع في رأس أولوياته محاربة أي
مرجعية دينية شيعية عربية وذلك بغية حصر هذه المرجعية بيد رجال الدين الإيرانيين،
والفرس منهم بالتحديد.. وخـير مثال على ذلك ما تعرَّض له المرجع الشيعي اللبناني
الراحل السيد محمد حسين فضل الله من تهديد صريح في أواسط التسعينيات من قبل نظام
الخميني لثنيه عن إعلان مرجعيته الدينية، وما أن أعلن عن مرجعيته غيرَ آبهٍ بهذا
التهديد حتى تعرَّض لحملةٍ شعواء من قبل نظام الخميني وأتباعه من الشيعة العرب
وصلت إلى حد تكفيره.. دون أن ننسى الإشارة إلى أن السيد فضل الله هو مَنْ أسَّس
السلفية الشيعية في لبنان، وكان –حـتى إعلان مرجعيته- بمثابة المرشد الروحي
لأَتباع الفرس من الشيعة العرب (اللبنانيين منهم بالتحديد)، إلا أنَّ ذلك لم يشفع
له عند الفرس!
3- كان الشاه مسالماً وملاكاً
يرفرف بجناحين في تعاطيه مع الثورة الشعبية الـتي اندلعت ضده على مدى عامين كاملين
(1977- 1979) مقارنةً مع نظام الخميني الذي سارع بعد انتصار الثورة بأشهر معدودة إلى تصفية معارضيه (ممَّن كان لهم الفضل
في بدء الثورة والإسهام الأكـبر في نجاحها) في حمامٍ من الدم شبيه بما فعله شاه
إيران اسماعيل الصفوي بشعبه في القرن السادس عشر حينما فرض عليهم قهراً التحوُّل
عن المذاهب السُنِّية واعتناق المذهب الشيعي الإثـني عشري،
مُريقاً دَمَ نحو مليون إيراني، قائلاً لهم: إما الموت وإما التشيُّع.. وكم كان
نظام الخميـني صريحاً في
الإعـتراف بـ"ملائكية" الشاه محمد رضا بهلوي حينما خطب خامنئي بالصوت
وبالصورة في مناصريه أثناء اندلاع الثورة الشبابية الخصراء في إيران في حزيران/
يونيو 2009 بعد تزوير الإنتخابات الرئاسية، متوجهاً إلى الشباب الإيراني الثائر ضد
نظامه بتهديدٍ صريحٍ كلَّ الصراحة، إذ قال لهم مهدداً: لو أن الشاه قتل مليوناً من
المتظاهرين ضدَّه لما نجحت الثورة عام 1979.. وهذا يعـني أن نظام الخميـني على
استعداد تام لقتل مليون إيراني لكي يبقى في السلطة، تماماً كما تسبَّب الخميـني
نفسه في إراقة دماء نحو مليون إيراني في حربه العبثية مع العراق، والـتي أرادها
بمثابة ملهاة للشعب الإيراني هَدَفَ منها إلى الحفاظ على نظام ولاية الفقيه بجعل
الشعب يلتفّ حوله ضد عدوٍّ وهـمي، وفي الوقت نفسه التوسع الإمبراطوري الفارسي في
أرض العرب..
4- أن الشعب
الإيراني المسكين، الذي ثار ضد الشاه نتيجة الفقر من ناحية وقمع الحريات من ناحيةٍ
أخرى، فإنه وخلال 32 عاماً من حكم نظام الخميـني بات أكـثر فقراً وأكـثر تعرُّضاً
لقمعٍ لا تمارسه إلا أعـتى الدكتاتوريات وأكثرها دموية.. إنَّ الإحصاءات الإيرانية
الرسمية نفسها هي التي تشير إلى أنَّ أكـثر من 50% من الشعب الإيراني هم من
الفقراء، وأن أكثر من 20% من الشعب الإيراني يعيش تحت خط الفقر (14 مليون نسمة حسب
إحصاءات المصرف المركزي الإيراني لعام 2008).. فأين تذهب ثروة النفط الـتي بلغت
عام 2008 حوالى 61 مليار دولار؟! والأنكى
أن الشعب الإيراني المسكين بات في ظل نظام "روح الله" الخميني يعيش خارج
"روح" العصر! ولكُم أَنْ تتخيَّلوا أن الشعب الإيراني الذي كان يبلغ
تعداده 64,6 مليون نسمة عام 1997 لم يكن يبلغ عدد الذين يمتلكون منهم جهازَ راديو
سوى 17 مليون مواطن (26,3%)، ولم يكن يبلغ عدد الذين يمتلكون منهم جهازَ تلفاز سوى
4,61 مليون مواطن (7,1%)!! وهكذا، فإنَّ نظام الخميني الذي رفع شعار "الإسلام
هو الحل"، لم يأْبَهْ بأَنْ يُطْعِمَ شعبَه مِنْ جُوْعٍ ولا بأَنْ يأْمَنَهُ
مِنْ خَوْف، وإنما استمات لفرض الحجاب عنوةً (الشادرو الذي كان يفرضه المجوس،
عَبَدَة النار)، وتحريم الموسيقى وفوائد البنوك، وجلد الزاني والزانية... إلى آخر
الأسطوانة.
وكما تلاحظون، فإنَّ المقارنة بين
"سلمية" الشاه ودموية نظام الخميني تجاه الشعبين الإيراني والعربي تكاد
لا تنتهي.. لذا نتابع الحديث في الصفحة التالية.
الحديث التالي:
الحديث السابق:
(نُشر
هذا الموضوع في مجلة "الشراع" اللبنانية في 11 تموز/ يوليو 2011، العدد رقم 1501).
***************************************************************************
****************************************************************************
****************************************************************************
****************************************************************************
********************************************************************************
إقرأ مجلة
"الشراع" اللبنانية من على موقعها الإلكتروني التالي:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق