2013/03/24

كتاب "الخليج العربي.. أم الخليج الفارسي؟!"/ 1/ تمهيداً للخوض في تسمية الخليج العربي بالخليج الفارسي (1)- أين يلتقي نظاما الشاه والخميني وأين يختلفان؟!

قبل أن نخوض في استماتة الفرس لتسمية الخليج العربي بالخليج الفارسي، نرى من الضرورة بمكان عقد مقارنة سريعة بين نظام الشاه محمد رضا بهلوي الذي سقط بثورة شعبية عام 1979، وبين نظام الخميـني الذي قام على أنقاضه وما يزال مستمراً إلى الآن ويرفع شعار "الإسلام هو الحل"..




إنزل إلى أسفل لقراءة الموضوع كاملاً


كتاب
الخليج العربي.. أم الخليج الفارسي؟!
تأليف: حسين احمد صبرا

(الكتاب قيد التأليف)
 


القسم الأول

تمهيداً للخوض في تسمية الخليج العربي بالخليج الفارسي (1)
أين يلتقي نظاما الشاه والخميني
وأين يختلفان؟!


حسين احمد صبرا
قبل أن نخوض في استماتة الفرس لتسمية الخليج العربي بالخليج الفارسي، نرى من الضرورة بمكان عقد مقارنة سريعة بين نظام الشاه محمد رضا بهلوي الذي سقط بثورة شعبية عام 1979، وبين نظام الخميـني الذي قام على أنقاضه وما يزال مستمراً إلى الآن ويرفع شعار "الإسلام هو الحل"..
بدايةً، يلتقي نظاما الشاه والخميني في التالي:
1-  الحقد التاريخي والمزمن على العرب والناجم عن عُقَد مَرَضية لازمت الشخصية الفارسية عـبر التاريخ وما تزال.. ولا بد هنا من التوضيح بأن معـنى الحقد في اللغة العربية كما فيعلم النفس هو الغـيرة والحسد.. وأن الشخصية النرجسية وما يصاحبها من أَنْزَحة وعَنْطَزة وفَخْفَخة وفَشْخرة وتَعَبْقُر واستعلاء واستقواء، إنما هي في علم النفس شخصيةٌ عدوانية مريضة، تدَّعي ما ليس فيها، وهو ما باستطاعة كلٍّ منا أن يلمسه في حياته العادية.. والأهم، أن الشخص النرجسي هذا أشدّ ما يكون عدوانياً وشرساً (ومجرماً في كثـير من الأحيان) حينما يرى في أشخاص آخرين موهبةً حقيقية هو يفتقر إليها أصلاً وتكشف زيف ادعائه بامتلاكها، فيخوض حرباً ضروساً ضدهم سراً وعلانية.
2-  أنه وطوال فترة المد القومي العربي في الخمسينيات والستينيات لم يَدَع شاه إيران حلفاً غربياً لإعاقة أي نهضة عربية أو وحدة عربية إلا وكان أحد أعمدته الرئيسة، بدءً من مشروع دالاس عام 1953 ومروراً بحلف بغداد عام 1955 ومشروع إيزنهاور عام 1957 وانتهاءً بالحلف الإسلامي عام 1964، إلى أن تحوَّل إلى شرطي الخليج خلال السبعينيات.. ثم جاء نظام الخميـني ليكمل المسيرة، التي سرعان ما افتتحها بحرب ضروس ضد العرب على جبهة العراق ما زالت مستمرة إلى الآن عـبر تفتيت هذا البلد العربي العريق بحمايةٍ وغطاءٍ من الإحتلال الأميركي.. ناهيك عن أن نظام الخميـنيلم يَدَع باباً لِبَثِّ الفتنة المذهبية داخل المجتمعات العربية بين السنة والشيعة إلا وفتحه على مصراعيه من أجل شرذمة العرب وتفتيت مجتمعاتهم..
3-  بناء امبراطورية فارسية قائمة على النفوذ والتوسع في أرض العرب وحدهم دون غيرهم.. وقد رأينا كيف أن الشاه الأب (رضا بهلوي) قد احتلَّ أرضاً عربية هي إقليم الأحواز (عربستان) عام 1925 بالتآمر مع الإستعمار البريطاني، ثم احتلَّ الشاه الإبن (محمد رضا بهلوي) الجزر الإماراتية الثلاث عام 1971.. ثم جاء نظام الخميـني ليدعم ويؤكد ما قام به نظام الشاه البائد.. وللعلم، فإن الشاه هو أوَّل من طالب بضم البحرين إلى إيران على اعتبار أنها أرض إيرانية، وفق المزاعم نفسها التي يتبنّاها الآن نظام الخميني!
4-  أن الشاه محمد رضا بهلوي هو أوَّل مَنْ أثار الخلاف على تسمية الخليج العربي وأصرَّ على تسميته زوراً وقهراً بالخليج الفارسي، وذلك في أعقاب إعلان وزراء الإعلام في دول الخليج في أواسط السبعينيات عن تأسيس "وكالة أنباء الخليج العربي"، ما أثار عنصرية الشاه وجعله يقيم الدنيا ولا يقعدها احتجاجاً على تسمية "الخليج العربي"، مقرراً سحب جميع سفراء إيران من دول الخليج! وكان اللافت آنذاك مسارعة وزراء الإعلام في دول الخليج إلى عقد جلسة طارئة حذفوا خلالها كلمة "العربي" من إسم الوكالة! وما أن جاء نظام الخميـني حـتى كان أكـثر عنصريةً في محاولاته المستميتة والمستمرة إلى الآن لفرض تسمية "الخليج الفارسي" زوراً وبهتاناً ليس على العرب فحسب، وإنما على العالم أجمع!
5-  أنَّ شاه إيران هو أوَّل مَنْ خطَّط لإنشاء مفاعلات نووية لتوليد الطاقة مطلع السبعينيات، وتفاوض في هذا الشأن مع فرنسا.
6-  أنَّ نظام الشاه كان قائماً على نظامٍ أمني قمعي إرهابي وإرعابي، وكان بالتالي نظاماً فاسداً عَمِلَ على إفقار شعبه ونهب ثرواته وتبديدها  بالنهب وبالبذخ وببناء قوة عسكرية اعتُـبرت في حينه سادس قوة في العالم كان الهدف منها حماية نظامه في الداخل وإرهاب وإرعاب العرب في الخارج.. ولم تكن الثورة الشعبية التي أطاحت بالشاه عام 1979إلا وليدة القهر والفقر والنهب وتبديد ثروات الشعب الإيراني على ما لا يُغني ولا يُسمن.. ثم جاء نظام الخميـني ليزيد القمع قمعاً والنهب نهباً والفقر فقراً، وليورِّط الشعب الإيراني في حروبٍ عبثية مع العرب.. ولم تكن الثورة الشعبية التي اندلعت في إيران بعد تزوير الإنتخابات الرئاسية في حزيران/ يونيو 2009 إلا وليدة القهر نفسه والفقر ذاته والنهب إياه وتبديد ثروات الشعب الإيراني على ما لا يُغـني ولا يُسمن..وكان لافتاً أن شباب الثورة،الذين مزَّقوا صورَ الخميـني، قد دعوا لإسقاط نظام ولاية الفقيه هاتفين بالقول "الموت للديكتاتور" (أي خامنئي) ورافعين شعار "إيران أولاً"، وهي شعارات مطابقة في مضمونها لتلك الـتي رفعها آباؤهم إبّان ثورتهم ضد الشاه..
فهل تعتقدون بعد كل ما تقدَّم أنَّه يوجد مكان لأي اختلاف بين نظام الشاه ونظام الخميـني؟! هذا ما سنحاول الإجابة عنه في الصفحة التالية.

الحديث التالي:


(نُشر هذا الموضوع في مجلة " الشراع" اللبنانية في 4 تموز/ يوليو 2011، العدد رقم 1500).




***************************************************************************
****************************************************************************
****************************************************************************
****************************************************************************
********************************************************************************
إقرأ مجلة "الشراع" اللبنانية من على موقعها الإلكتروني التالي:


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق