2012/09/22

كتاب "حوار مع صديقي الإسلامجي"/ بعدما تحوَّل الربيع العربي إلى بزرميط إسلامجي (2)- في تونس الآن: محمد البوعزيزية محروم من ممارسة العادة السرية!


إنَّ إخوانجية النهضة يمارسون في تونس الآن دكتاتوريةً أسوأ بما لا يُقارَن مع دكتاتورية بن علي، وإستهتاراً فاق استهتار النظام البائد.. يا عالم يا هو.. لقد زار الحاكمُ الدكتاتوري الفاسد زينُ العابدين بن علي الشابَّ محمد البوعزيزي (أو البوعزيزية، لا فرق) في المستشفى بعدما أحرق نفسه احتجاجاً على البطالة وسَدِّ مَنْفَذ رِزقه.. كان ذلك في 17 كانون الأول/ ديسمبر 2010.. في 12 أيار/ مايو 2012 (أي بعد عامٍ ونصف العام تماماً) يتكرَّر مشهد البوعزيزي بحذافيره حين أحرق الشابُّ التونسي محمد سرجان نفسَه إحتجاجاً على منعه من العمل كبائعٍ متجوِّل في سوق













إنزل إلى أسفل لقراءة الموضوع كاملاً

كتاب
حوار مع صديقي الإسلامجي
تأليف: حسين احمد صبرا






بعدما تحوَّل الربيع العربي إلى بزرميط إسلامجي (2)
في تونس الآن:
محمد البوعزيزية محروم
من ممارسة العادة السرية!
 


حسين احمد صبرا
إنَّ إخوانجية النهضة يمارسون في تونس الآن دكتاتوريةً أسوأ بما لا يُقارَن مع دكتاتورية بن علي، وإستهتاراً فاق استهتار النظام البائد..
يا عالم يا هو.. لقد زار الحاكمُ الدكتاتوري الفاسد زينُ العابدين بن علي الشابَّ محمد البوعزيزي (أو البوعزيزية، لا فرق) في المستشفى بعدما أحرق نفسه احتجاجاً على البطالة وسَدِّ مَنْفَذ رِزقه.. كان ذلك في 17 كانون الأول/ ديسمبر 2010..
في 12 أيار/ مايو 2012 (أي بعد عامٍ ونصف العام تماماً) يتكرَّر مشهد البوعزيزي بحذافيره حين أحرق الشابُّ التونسي محمد سرجان نفسَه إحتجاجاً على منعه من العمل كبائعٍ متجوِّل في سوق "المنصف باي" في العاصمة التونسية نفسها ويفارق الحياة في اليوم ذاته، ولا أحد من إخوانجية النهضة يكلِّف نفسه بزيارته في المستشفى أو بإصدار بيان تعاطفٍ معه أو إطلاق وعودٍ ولو فارغة وكاذبة بتأمين فرص عمل للشباب..
إنَّ زين العابدين بن علي أسرع إلى المستشفى حيث يرقد محمد البوعزيزي لأنه أحسَّ بأنَّ نظامه بات يترنَّح جراء ما أقدم عليه هذا الشاب.. بينما إخوانجية النهضة لديهم إحساس بأنَّ وجودهم في السلطة ثابت ولا يريدون أن يفهموا ما فعله الشاب محمد سرجان، وآخر همِّهم أن يفهموا..
لقد لقي محمد البوعزيزي تعاطفاً كبيراً من العالم كله إلى درجة أنَّ عمدة باريس برتران ديلانوي قرَّر في 4 شباط/ فبراير 2011 أن يقيم له تمثالاً في العاصمة الفرنسية يخلِّده، وقد وفى بالخطوة الأهم من وعده بأن أطلق إسمه على ساحة في العاصمة الباريسية وقام بتدشينها في إحتفالٍ رسمي في 30 حزيران/ يونيو 2011.. أما الشاب محمد سرجان فلقد لقي من إخوانجية النهضة كلَّ التشويه والتحقير والإساءة إلى سمعته.. لقد أشاعت أجهزة أمن  وزارة الداخلية التي يرأسها الوزير الإخوانجي علي العريِّض بأنَّ محمد سرجان خطَّط للإنتحار حرقاً منذ مدة وأنه تعمَّد الإعتداء على عدد من عناصر الأمن قبل إضرام النار في جسده!!
ولِمَ العجب، إذا كان إخوانجية النهضة قد وصلت بهم الوقاحة والإستهتار إلى حد التطاول على والدة البوعزيزي (منوبية البوعزيزي) بعدما شتمت العاملين في محكمة سيدي بو زيد بسبب مماطلتهم في منحها الوثائق التي تمكِّنها من الحصول على التعويضات التي منحتها الحكومة إلى أسر ضحايا الثورة.. أولم يكن محمد البوعزيزي هو مفجِّر الثورة وأول ضحاياها؟! فكيف تجرَّأ إخوانجية النهضة على سَوْقها مخفورةً إلى السجن ومن ثَمَّ إصدار حكم قضائي بسجنها 4 أشهر (مع وقف التنفيذ) لأنها اعتدت على "الأخلاق الحميدة"! ولولا تنبُّه الحكومة الإسلامجية في اللحظة الأخيرة إلى حفظ ماء وجهها لجعلت الحكمَ قابلاً للتنفيذ! مع التنبيه إلى أنَّ عبارة "الأخلاق الحميدة" هي الأسطوانة التي يردِّدها إخوانجية تونس هذه الأيام استعداداً لقمع كل المعارضين لهم، والعنوان الذي يتهيَّأون لأن يحكموا تحتَه تونسَ بالحديد والنار!
إنَّ أحد هواة جمع الآثار والمقتنيات التاريخية من الأثرياء العرب عرض على ذوي محمد البوعزيزي شراء عربة الخضار التي كان يملكها بعشرين ألف دولار، إلا أنَّ شقيق البوعزيزي رفض على أمل أن تقوم الحكومة بوضعها كنصبٍ تذكاري في أحد الميادين العامة، وهو أمرٌ لم يحدث ولن يحدث.. بل إنَّ حكومة إخوانجية النهضة تماطل في دفع التعويض لأسرة محمد البوعزيزي، كما رأينا قبل قليل، لماذا؟! لأنها جعلته عرضةً للمساومة: ندفع تعويضاً للبوعزيزي شرط أن ندفع تعويضاً لعشرين ألفاً من أتباع النهضة من الذين اعتُقلوا في سجون بن علي، وقد قرَّرَت تخصيص مليار دولار لهم دفعة واحدة من خزينة الدولة!
فما الذي تغيَّر بالنسبة إلى محمد البوعزيزي، مفجِّر الثورة والربيع العربي، مع التخيُّل بأنه ما يزال على قيد الحياة؟! فهو قبل الثورة كان فقيراً واضطرَّ بعد وفاة والده لأن يعمل منذ أن كان في العاشرة من عمره ليعيل والدته وأشقاءه الثمانية.. إنَّ عربة الخضار التي كان يجرُّها في شوارع سيدي بو زيد، وهو إبن السادسة والعشرين، كانت بالكاد تدرُّ عليه 200 دولار في الشهر! وكما ترون، لم يكن قادراً على الزواج.. أو قادراً على الإنفاق على فتاةٍ ممكن أن يحبَّها أو حتى يصاحبها.. أو قادراً حتى على إستئجار بائعة هوى يقضي معها بضع دقائق للمتعة الجنسية.. بل الأرجح أنه كان، كما معظم الشباب العربي المحاصَر بمجتمعٍ جاهل وبأنظمةٍ فاسدة وبتجَّار الدين، مكبوتاً وليس لديه من وسيلةٍ للتنفيث عن رغبته الجنسية سوى ممارسة العادة السرية.. على الأقل كان "البورنو" أيام زين العابدين بن علي مباحاً.. والنظر إلى الفتيات غير المحجبات في الشارع أو على شاشات التلفاز متاحاً.. ولا موانع أمام ذهابه إلى الشواطىء لينظرَ إلى اللحم البض ويَنْسَرِحَ إنسِراحاً..
الآن، ما يزال محمد البوعزيزي بعد عامٍ ونصف العام على الثورة غير قادرٍ على الزواج وقد ازداد فَقْرُه فقراً، وازداد من حوله عدد العاطلين عن العمل، والأسعار في البلد ولعت نار، ويكرِّر إخوانجية النهضة مع بائع الخضار الجوَّال محمد سرجان الإضطهادَ والإذلالَ والحصارَ الذي سبق أن تعرَّض له البوعزيزي على يد نظام زين العابدين بن علي..  مع فارقٍ وحيد هو أنَّ نظام بن علي كان دكتاتورياً فاسداً على رأس السطح، بينما إخوانجية النهضة يمارسون دكتاتوريتهم وفسادهم تحت شعار "الأخلاق الحميدة"..

زِيَاط في مَيَّه

فبإسم "الأخلاق الحميدة" تمَّ في الإنترنت إغلاق مواقع البورنو الإباحية.. وأَغلقَت المواخيرُ أبوابها خوفاً من إعتداءات الجماعات السلفية.. ومُنِعَتْ المغنِّية اللبنانية نانسي عجرم (المغرية بالنسبة للأغلبية) من الغناء في المهرجانات القرطاجية بعدما اقترحنا عليها أن تغني هناك أغنية "البيكيني آه والبورنو لأ" (راجع عدد "الشراع" في الشتويَّة)، ويومها قال الوزير بَهَبَهَا بِهِبِهِي في قرار مَنْعِها وبحنقٍ شديد جملتَه الشهيرة: "على جثِّتي يا وليَّة"..  وباتت الفتيات مجبرات على السير في الشوارع بالحجاب والنقاب واللباس "المحتشم" في الصبحية والمغربية.. وبات مقص الرقابة الإخوانجية يطال كلَّ ما تشك في أنه يبعث على الإثارة الجنسية، من صُوَرٍ في الصحف اليومية والأسبوعية، وكتبٍ في المكتبات الثقافية، ولوحاتٍ في المعارض الفنية، وألفاظٍ في الأعمال المسرحية، وإيحاءاتٍ في المسلسلات التلفزيونية، ومَشاهِدَ  في الأفلام السينمائية.. حتى لم يعد بمقدور الشاب العازب محمد البوعزيزية أن يمارس العادة السرية!

ولكن: الحمد لله صُبْحاً وعشيَّا، أنَّ الخليفة الراشد الغنوشي السادس (زعيم الخلافة الإسلامجية) قد أتى بحلولٍ سحرية، مع أنها حلولٌ تعجيزية، فلقد تعهَّد بالسماح بلباس البيكيني على الشواطىء التونسية.. وما على أخينا محمد البوعزيزية، كلما أراد أن يمارس العادة السكسيَّة، إلا أن يسافر خلسةً من سيدي بو زيد صوب شواطىء صفاقس الساحلية، ليتلصَّص على مفاتن السائحة الفرنسية وعلى ما يحتويه جسدُها من مهلَّبية، ثم يُقفِل عائداً بسرعة جنونية ليرقد في فراش العزوبية ويبدأ بتخيُّل المشاهد اللحمية.. ونشدِّد على محمد البوعزيزية أن ينتهز هذه الفرصة بصورة فورية، قبل أن يلحس راشد الغنوشي تعهُّدَه كما هو حال كل الإخوانجية!
فهل عرفتم ما الذي قدَّمته لتونس والتونسيين حكومةُ النهضة البزرميطية؟!
في تونس (كما في المجتمعات الليبية) مثلٌ يقول: "زِيَاط في مَيَّه".. والزِيَاط كلمةٌ تعني "الصياح" وهي من فصحى العربية.. ومعنى هذا المثل أنَّ الصياح في الماء كَعَدَمِهِ لأنَّ أحداً لن يسمعكَ يا عينَيَّ.. وهو رديفٌ لمثلٍ يقول: "كأنَّك يا بو زيد ما غزيت"، وهو مثلٌ يردِّده المواطن المصري كما تردِّده المواطنة المصرية.. وهو أيضاً رديفٌ لمثلٍ آخر يقول: "مثل الضراط عالبلاط"، وهو مثلٌ يردِّده المواطن اللبناني وتمتنع خجلاً عن ترداده المواطنة اللبنانية!!

الحديث السابق:
حديثنا التالي:

إقرأ أيضاً:
-الخليفة الراشد الغنوشي السادس.. رضي الله عنه يا أبلة!
-غداً ستغنِّي نانسي عجرم في مهرجان قرطاج: البيكيـني آه والبورنو لأ!
-إخوانجية النهضة ينهبون أموال الشعب التونسي ويعتبرونها كغنائم الرسول!
-حزب النهضة في تونس يطبق سيناريو حزب الله في لبنان!
-راشد الغنوشي يقود التونسيين إلى وادي العكاريت!



ترقبوا قريباً كتاب:
"الخليج العربي.. أم الخليج الفارسي؟!"
(تأليف: حسين احمد صبرا)
****************************************************************************
****************************************************************************
****************************************************************************
****************************************************************************
فهرس دراسة في اللغة والموسيقى:
"لهذه الأسباب اللهجة المصرية محبوبة"
(قيد الطبع)
******************************************************************************
إقرأ مجلة "الشراع" اللبنانية من على موقعها الإلكتروني التالي:
www.alshiraa.com

فيديو- وزير الثقافة التونسي مهدي مبروك: هؤلاء لن يشاركوا في مهرجان قرطاج!






































ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق