
يومها قال عبد الناصر لحسن الهضيبي (وقد كان الإثنان جارَين في السكن قبل الثورة حيث كانا يسكنان في العمارة نفسها): -يا أستاذ، إنتَ ليك بنت في كلية الطب مش لابسة طرحة ولا حاجة، ما لبِّستهاش ليه؟! إذا كنت إنتَ مش قادر تلبِّس بنت واحدة اللي هيَّ بنتك طرحة، عايزني أنزل أَلَبِّس 10 مليون طُرَح في البلد!!!".
إنزل إلى أسفل لقراءة الموضوع كاملاً
كتاب
حوار مع صديقي الإسلامجي
تأليف: حسين احمد صبرا
كي لا يتحوَّل الربيع العربي إلى خريف إسلامجي (2)
غداً ستغنِّي نانسي عجرم في مهرجان قرطاج:
"البيكيني" آه.. و"البورنو" لأ!
حسين احمد صبرا
في أعقاب قيام ثورة 23 تموز/ يوليو عام 1952 قام المرشد العام للإخوان المسلمين حينها الشيخ حسن الهضيبي بزيارةٍ إلى قائد الثورة جمال عبد الناصر للبحث في كيفية تعاون الإخوان مع الثورة ولطرح وجهة نظرهم في كيفية النهوض بمصر وحل المشاكل المختلفة التي يعاني منها الشعب المصري..
لقد كان المطلب الأساسي الذي طلبه حسن الهضيبي من عبد الناصر هو فرض الحجاب في مصر!!
يومها قال عبد الناصر لحسن الهضيبي (وقد كان الإثنان جارَين في السكن قبل الثورة حيث كانا يسكنان في العمارة نفسها):
-يا أستاذ، إنتَ ليك بنت في كلية الطب مش لابسة طرحة ولا حاجة، ما لَبِّسْتهاش ليه؟! إذا كنت إنتَ مش قادر تلبِّس بنت واحدة اللي هيَّ بنتك طرحة، عايزني أنزل أَلَبِّس 10 مليون طُرَح في البلد!!!".

الآن تشهد بعض أقطار الوطن العربي ربيعاً عربياً هو عبارة عن ثوراتٍ شعبية ضد الأنظمة العربية الطاغية، منها مَنْ ينتصر ومنها مَنْ ينتظر.. أما البلدان التي انتصرت فيها الثورات الشعبية فإنَّ ربيعها مهدَّدٌ بأن يتحوَّل إلى خريفٍ أسودٍ قاتم بعدما أدَّت الإنتخابات النيابية في بعض تلك البلدان إلى فوزٍ ساحقٍ للإسلامجية، الأمر الذي لا يبشِّر بالخير، وكما ذكرنا قبل قليل فإنَّ المكتوب يُقرأ من عنوانه..
![]() |
![]() |
المخرجة التونسية نادية الفاني |
في تونس، وهي خير مثال والتي منها انطلقت شرارة الربيع العربي، وبعد أقل من خمسة أشهرٍ أعقبت سقوط زين العابدين بن علي وقبل تحقيق أي إنجازٍ حقيقي على صعيد التغيير المنشود، جاء قرار حظر المواقع الإباحية من على شبكة الإنترنت في 28 أيار/ مايو 2011 ليدلَّ بوضوح على مدى التأثير الإسلامجي على طبيعة نظام الحكم المقبل وأولوياته، وعلى أنَّ المكتوب بات مقروءاً من عنوانه بكل وضوح.. وتوالت الدلائل على الخريف الإسلامجي المرتقب حينما أصبحت حرية الإبداع وحرية التعبير على المحك.. لقد قامت مجموعات من الإسلامجية في أواخر حزيران/ يونيو 2011 باقتحام قاعة سينما "أفريقيا آرت" في العاصمة التونسية وهي تعرض فيلماً للمخرجة التونسية نادية الفاني بعنوان "لا الله ولا سيِّدي"، فهشَّموا الأبواب الزجاجية وحطَّموا أجهزة العرض واعتدوا بالضرب على جمهور المتفرِّجين تحت شعار الدفاع عن الإسلام والمقدسات الدينية.. أَيْ نَعَم العنوان جريء، والمخرجة سبق وأن أعلنت إلحادها صراحةً عبر محطة تلفزيونية تونسية خاصة (قناة هنيبعل) بقولها: "أنا لا أؤمن بربِّي، وهذا حقي"، إلا أنَّ ذلك استُغِلَّ في الظاهر من قبل الإسلامجية للتعدّي على الصالة التي يُعرض فيها الفيلم ولتكفير المخرجة وهدر دمها على صفحات الفيس بوك، في حين أنَّ الإستفزاز الحقيقي الذي أشعل غضب هؤلاء الملتحين هو مضمون الفيلم الذي يدعو إلى العلمانية وحرية المعتقَد ويفضح الإزدواجية الدينية والأخلاقية التي يعيشها المجتمع التونسي، فهو يصوِّر مشاهد حقيقية عن تدافع التونسيين أمام محالّ بيع الخمور قبل بدء شهر رمضان ليشتروا أكبر كمية منها قبل إغلاقها مع بدء شهر الصوم، كما يصوِّر المقاهي في رمضان وهي مكتظة بالرواد خلال النهار وهم يحتسون القهوة ويدخنون السجائر، مع فارق أنهم يجلسون في داخل تلك المقاهي وليس على أرصفتها كي لا يراهم أحد وهم مفطرون.. والمخرجة نادية الفاني، وبعد اضطرارها إلى تغيير عنوان فيلمها إلى "العلمانية إن شاء الله"، أشارت إلى أن شهر رمضان هو مثالٌ فحسب وأنَّ هذا المثال يُبرز أهمية إجراء نقاش حول العلمانية حتى لا يفعل الناس في الخفاء ما يفعلونه خلف الأبواب المُغلقة.
![]() |
المفكر المستنير محمد الطالبي |
أما السبب الحقيقي لهذه الهجمة على الدكتور محمد الطالبي فهو أنَّ الأخير يدعو إلى "ضرورة إلغاء الشريعة الإسلامية"، حيث يعتبر أنَّ "الشريعة الإسلامية هي أحد أسباب القهر الذي عاشه المسلمون.. لأنها تخضَع لدكتاتورية الفقهاء وليست تنزيلاً من الله".. وأن "لاشريعة إلا القرآن، والقرآن هداية وليس مجلة قوانين".. أما الشريعة فهي ليست سوى "فَهْم بشري لمجموعة من الفقهاء للقرآن والسنّة، في حين أنَّ الواجب إتِّباع القرآن".. كما يتَّهم الشريعة الإسلامية بأنها السبب المباشر في تكريس التسلُّط والدكتاتورية التي نعيش تحت وطئتها، ويرى أنَّ قيم الحرية والديمقراطية "مفقودة في الشريعة، وكل القيم في الشريعة تؤسس للدكتاتورية التي نعيشها في كل العالم العربي والإسلامي".
![]() |
فيلم "بيرسي بوليس" الذي عرضته قناة "نسمة" |
ثم حدث مطلع تشرين الأول/ أكتوبر 2011 أن أعادت قناة "نسمة" التونسية عرض فيلم الرسوم المتحركة الفرنسي – الإيراني "بيرسي بوليس" (مدينة الفُرس) بعدما كان قد عُرض سابقاً عدة مرات في صالات السينما في تونس دون أن يثير أي اعتراض، وهو من إخراج إمرأة فرنسية من أصل إيراني تناولت فيه رؤية أُمٍّ إيرانية تريد تحرير طفلتها من القمع بإسم الإسلام في ظل نظام الخميني وفي طليعته فرض ارتداء الحجاب، فيقرِّر والدُها تحريرَها بإرسالها إلى النمسا.. فتقدَّم أكثر من 140 محامياً تونسياً بشكوى إلى القضاء لمنع عرض الفيلم بسبب تجسيده للذات الإلهية في أحد مشاهد الفيلم.. على أنَّ الإسلامجية سيَّروا مظاهرات صاخبة في طول البلاد وعرضها رافعين شعاراتٍ معادية للعلمانية، ثم قاموا بمحاولة لإقتحام مبنى المحطة التلفزيونية، كما هدَّدوا مديرها نبيل القروي بالحرق وبالقتل رغم تقديمه اعتذاراً عن المشهد المذكور، ولاحقاً قاموا بالإعتداء على منزله.

ويبدو أن الأمور ستزداد تفاقماً في المستقبل القريب مع تأسيس ما يسمَّى بـ "لجنة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، وهي عبارة عن شرطة "دينية" أو شرطة "أخلاق"، وقد بات عناصرها الملتحون يجوبون في مختلف الولايات والمناطق والشوارع التونسية وهم يحملون العصي ويطالبون المارة من النساء بلبس الحجاب والرجالَ بإطالة اللحى ويعتدون بالضرب على أي شخصٍ يرون أنه يخالف "تعاليم الإسلام"!
![]() |
سلفيون اقتحموا جامعة منوبة لفرض النقاب على الطالبات |
وإلى جانب الإعتداء على مركبٍ سياحي في مدينة الحمامات التي هي مركز الثقل السياحي في تونس، والإعتداءات المتكررة على الحانات، والسعي المتواصل لغلق بيوت الدعارة، فإنَّ الجامعات التونسية ومع بدء العام الدراسي في تشرين الأول/ أكتوبر 2011 تحوَّلت إلى ساحة صراعٍ دامٍ بين الإسلامجية والعلمانيين وفي طليعة أسبابها الخلاف حول النقاب.. فمع بدء العام الدراسي اندلعت أعمال عنفٍ في جامعة سوسة (في ولاية سوسة جنوب شرق العاصمة التونسية) تسبَّب بها حوالى 200 عنصر من الإسلامجية قاموا باقتحام حرم الجامعة والإشتباك مع طلابها وهيئتها التعليمية والإدارية بعدما رفضت إدارة الجامعة قبول طالبة بسبب ارتدائها النقاب، حيث يتعذَّر تمييز المنقبات ومعرفة شخصياتهنَّ الحقيقية وخاصةً في الإمتحانات.. والأمر نفسه حدث في جامعة منوبة (في ولاية منوبة غرب العاصمة) في أواخر تشرين الثاني/ نوفمبر 2011 حيث اقتحمت حرم الجامعة مجموعات من الإسلامجية يرتدون اللباس الأفغاني قاموا بالتعدّي على عميد كلية الآداب والفنون والإنسانيات بالشتم والضرب ثم احتجزوه في مكتبه واعتصموا في الكلية إلى حين تحقيق مطالبهم الداعية إلى تمكين الطالبات المنقَّبات من الإلتحاق بقاعات الإمتحانات، بالإضافة إلى بناء مسجد وسط الحرم الجامعي، وفصل الطالبات عن الطلبة أثناء الدروس، وحظر الرجال من تدريس البنات وكذلك النساء من تدريس الشباب!

هذه اللجنة التي على وشك أن يتقدَّم مؤسسوها بطلبٍ لترخيصها قانونياً، فإنها وفي حال حصلت على ترخيصٍ قانوني ستتحوَّل إلى دولة ضمن الدولة.. إليكم ما يقوله مؤسسُها عادل العلمي: "سيكون مجالُ عملنا إجتماعياً وسنحاول إيجاد الحلول للمشاكل قبل إحالتها إلى المحاكم، كما سنعمل على رفع المظالم والدفاع عن المظلومين، وانطلاقاً من ذلك سنبدأ في اتِّباع سياسة التدرُّج والموعظة"!
![]() |
إشتباكات بين العلمانيين والسلفيين في تونس بسبب النقاب |
دعوة صريحة إلى القتل!


![]() |
النائبة سعاد عبد الرحيم |
هل لاحظتم جملة "لا حقَّ لهنَّ في الحياة"؟! إنها دعوة صريحة إلى القتل!!
راشد الغنُّوشي.. لحمة يا دنيا لحمة و"البيكيني" الحلال!


السؤال الآن: على أي أساس يفتي راشد الغنُّوشي اليوم بأنَّ "البيكيني" حلال؟! وعلى أي أساس أفتى البارحة (أي على مدى كل السنين الماضية) بأنَّ "البيكيني" حرام؟! مَنْ سمح له بأن يحلِّل.. ومَنْ سمح له بأن يحرِّم؟!
ثم كيف يتوافق تحليل لباس "البيكيني" على الشواطىء وفي الوقت نفسه تحريم أفلام "البورنو" على شاشات الإنترنت؟! أي أنَّ النظر إلى اللحم الحي وجهاً لوجهٍ حلالٌ والنظر إلى اللحم المصوَّر عبر الشاشة حرام؟! يعني احترنا يا لحمة منين بدنا نبوسك!

حديثنا التالي:
-غداً سيغنّي عمرو دياب في ليالي القاهرة: شوَّقنا أكتر "بالجزمة"!
الحديث السابق:
(نُشر هذا الموضوع في مجلة "الشراع" اللبنانية في 16 كانون الثاني/ يناير 2012، العدد 1526).
ترقبوا قريباً كتاب:
"الخليج العربي.. أم الخليج الفارسي؟!"
(تأليف: حسين احمد صبرا)
************************************************************************************
***********************************************************************************
***********************************************************************************
***********************************************************************************
فهرس دراسة في اللغة والموسيقى:
"لهذه الأسباب اللهجة المصرية محبوبة"
(قيد الطبع)
***************************************************************************************
إقرأ مجلة "الشراع" اللبنانية من على موقعها الإلكتروني التالي:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق