2017/04/27

إغتيالات الحشَّاشين (3)/ إغتيال صاحب حصن أفامية خَلَف بن ملاعب.



عام 499ه/ 1105م تمَّ اغتيال خَلَف بن ملاعب، صاحب حصن أفامية الواقع شمال غرب محافظة حماة، "قَتَلَهُ قومٌ من الباطنية (الحشَّاشين)، نَفَذَهُم (أرسلهم) إليه (زعيمُ الحشَّاشين في بلاد الشام) المعروفُ بأبي طاهر الصائغ العجمي من حلب"...







إنزل إلى أسفل لقراءة الموضوع كاملاً



كتاب
حزب الله والحشاشون
مرتزِقة غِبَّ الطلب

(بحث تاريخي عن الشيعة  الإسماعيليين الحشاشين والتوأمة بينهم وبين حزب الله)

تأليف: حسين احمد صبرا

(2015)


الإهداء
إلى أبطال الثورة السورية، الذين يقاومون احتلال الحشَّاشين الجدد لأرضهم.



الباب الثاني

الفصل الثاني – الجزء الأول

إغتيالات الحشَّاشين (3)

إغتيال صاحب حصن أفامية خَلَف بن ملاعب


حسين احمد صبرا
عام 499ه/ 1105م تمَّ اغتيال خَلَف بن ملاعب، صاحب حصن أفامية الواقع شمال غرب محافظة حماة، "قَتَلَهُ قومٌ من الباطنية (الحشَّاشين)، نَفَذَهُم (أرسلهم) إليه (زعيمُ الحشَّاشين في بلاد الشام) المعروفُ بأبي طاهر الصائغ العجمي من حلب"(1). وكان خَلَف بن ملاعب "قد أقامَ بأفامية يُخيف السبيلَ ويقطع الطريق، واجتمع عنده كثيرٌ من المفسدين فكَثُرَت أموالُهُ"(2). وكان الصليبيون قد "مَلَكوا سَرْمِين، وهي من أعمال حلب، وأهلُهُ غُلاة الشيعة، فلمَّا مَلَكَهُ الفرنجُ تفرَّق أهلُهُ، فتوجَّه القاضي الذي به (أي القاضي الذي بسَرْمِين وهو أبو الفتح السرميني) إلى (خَلَف) ابن ملاعب وأقام عنده فأكرمه وأحبَّه ووثق به"(3). لكنَّ القاضي
_____________________________________
(1) إبن القلانسي/ ذيل تاريخ دمشق/ ص149.
(2) إبن الأثير/ الكامل في التاريخ/ ج9، ص94.
(3) المرجع السابق/ ج9، ص94.
_____________________________________
أبو الفتح السرميني تآمر على ابن ملاعب وراسل زعيمَ الحشَّاشين في حلب أبي طاهر، المعروف بابن الصائغ العجمي، واتفقا على الفتك بابن ملاعب والسيطرة على حصن أفامية. وأشار القاضي السرميني على أبي طاهر أن يُرسل من أهل سرمين الشيعة ثلاثمائة رجل إلى خلف بن ملاعب يتظاهرون أمامه بأنهم فَرُّوا من حلب بسبب سوء معاملة حاكم حلب الملك رضوان بن تُتُش لهم، على أن يجلبوا معهم "خيلاً من خيول الفرنج (الصليبيين) وسلاحاً من أسلحتهم ورؤوساً (مقطوعة) من رؤوس الفرنج"(4)، ويتظاهر هؤلاء بأنهم من الغزاة يحاربون الصليبيين ويطلبون من ابن ملاعب أن يسمح لهم بالإقامة عنده. "ففَعَلَ (زعيمُ الحشَّاشين) ابنُ الصائغ ذلك، ووصل القومُ إلى أفامية وقَدِمُوا إلى ابن ملاعب بما معهم من الخيل وغيرها، فقَبِلَ ذلك منهم وأمرهم بالمقام عنده وأنزَلَهُم في رَبَض أفامية (ما حَوْلَ الحصن)"(5). وفي إحدى الليالي "نام الحُرَّاسُ بالقلعة، فقام القاضي (أبو الفتح السرميني) ومَنْ بالحصن من أهل سَرْمِين ودَلُّوا الحِبَالَ وأَصعدوا أولئك القادمين جميعَهم، وقَصَدَ (القاضي
___________________________________
(4) إبن الأثير/ الكامل في التاريخ / ج9، ص94.
(5) المرجع السابق/ ج9، ص94.
_____________________________________

ومَنْ معه) أولادَ ابن ملاعب وأصحابه فقتلوهم، وأتى القاضي وجماعةٌ معه إلى ابن ملاعب وهو مع امرأته فأحسَّ بهم، فقال (ابنُ ملاعب): مَنْ أنتَ؟ فقال (القاضي): مَلَكُ الموت جئتُ لقَبْضِ روحك، فناشده (ابنُ ملاعب) اللهَ فلم يرجع عنه وجَرَحَهُ وقَتَلَ أصحابَه"(6)
_____________________________________
(6) إبن الأثير/ الكامل في التاريخ / ج9، ص94 – 95.
_____________________________________
الحديث التالي:
الحديث السابق:







 x

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق