2017/04/27

إغتيالات الحشَّاشين (1)/ إغتيال الوزير نظام المُلك.



    أوَّل اغتيالٍ سياسيّ قام به الباطنية الحشاشون كان قَتْلُهم للوزير نظام المُلك، الذي كان وزيراً للسلطان السلجوقي ملكشاه، الملقَّب بجلال الدولة، وهو السلطان الذي بلغت الدولة السلجوقية في زمنه أقصى قوَّتها.. وقد تمَّ الإغتيال عام 485ه/ 1092م، أي بعد عامين من احتلال حسن الصبّاح قلعة أَلَمُوت في جبال الديلم...






إنزل إلى أسفل لقراءة الموضوع كاملاً



كتاب
حزب الله والحشاشون
مرتزِقة غِبَّ الطلب

(بحث تاريخي عن الشيعة  الإسماعيليين الحشاشين والتوأمة بينهم وبين حزب الله)

تأليف: حسين احمد صبرا

(2015)

الإهداء
إلى أبطال الثورة السورية، الذين يقاومون احتلال الحشَّاشين الجدد لأرضهم.



الباب الثاني

الفصل الثاني – الجزء الأول

إغتيالات الحشَّاشين (1)

إغتيال الوزير نظام المُلك

حسين احمد صبرا
نقدِّم لكم الآن نماذج من خطط وأساليب الإغتيالات، تلك التي طالت أبرز الشخصيات وأرعبت حكّام وقادة تلك الفترة في بلاد فارس وخراسان والعراق والشام ومصر، بمن فيهم الصليبيون أنفسهم، وقد بذلنا جهدنا لإحصائها كلِّها تقريباً، وقَصَدْنا عَرْضَها وفق ترتيبها الزمني لتبيان مدى تطوُّر الخطط والأساليب:

إغتيال الوزير نظام المُلك

فأوَّل اغتيالٍ سياسيّ قام به الباطنية الحشاشون كان قَتْلُهم للوزير نظام المُلك (1)، الذي كان وزيراً للسلطان السلجوقي ملكشاه، الملقَّب بجلال الدولة، وهو السلطان الذي بلغت الدولة السلجوقية في زمنه أقصى قوَّتها.. وقد تمَّ الإغتيال عام 485ه/ 1092م، أي بعد عامين من احتلال حسن الصبّاح قلعة أَلَمُوت في جبال الديلم (الواقعة على بعد 100 كلم شمال غربيّ طهران) وبدء دعوته الإسماعيلية النزارية من هناك وتأسيسه فيلق الفداوية المختص بالإغتيالات.. وقد تمَّ اغتيال الوزير نظامَ المُلك في قريةٍ قريبةٍ من نهوند في بلاد فارس أثناء عودته إلى بغداد قادماً من أصبهان، التي التقى فيها السلطان ملكشاه.. وأثناء توقُّفه في هذه القرية وبعد تناوله طعام الإفطار خرج نظام المُلك في محفَّتـــــــــــــه (أي السريـــــر
_____________________________________
(1) أبو علي الحسن بن علي بن إسحاق، الملقَّب بنظام الملك (408ه- 485ه/ 1017م – 1092م).
_____________________________________
الذي يُحْمَل عليه المسافر) متَّجهاً إلى خيمة زوجه، فأتاه صبيٌّ ديلمي (فارسي) من الحشاشين.. ووفق ما أورده إبن الجوزي فإنَّ الصبيَّ كان يرتدي زيَّ الصوفية ومعه قصّة (خصلة شعر)، وأنَّ الصبيَّ دعا له وسأله أن يأخذ القصة، وما أن مدَّ نظامُ المُلك يدَه ليتناولها حتى ضربه الصبيُّ بسكِّينٍ في فؤاده، فحُمِلَ نظامُ المُلك إلى خيمته وما لبث أن مات.. أما الصبيُّ فقد فرَّ هارباً لكنه تعثَّر بحبل خيمةٍ فأُلقي القبض عليه وتمَّ قَتْلُه على الفور(2).
______________________________________
 (2) إبن الجوزي/ المنتظَم/ ج16، ص305. وقد أورد ابن الأثير  أنَّ الصبي كان في "صورة مستميحٍ أو مستغيث" (راجع "الكامل في التاريخ"/ ج8/ ص478).
_______________________________________
الحديث التالي:
الفصل السابق:














 x

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق