2017/03/24

كتاب "حزب الله والحشَّاشون"/ إستيلاء الحشَّاشين على القلاع والحصون.



كان من ضمن استراتيجية الحشَّاشين الأساسية منذ أواخر القرن الهجري الخامس السيطرة على القلاع والحصون المنيعة، وذلك في بلاد فارس وما حولها بدايةً لتمتد في القريب العاجل إلى بلاد الشام، لتتحوَّل هذه القلاع وما يحيط بها من أراضٍ صالحة للزراعة إلى مستقرٍّ لهم، يتحصَّنون بها ويدافعون عنها وينشرون مذهبهم منها، وينطلقون منها لتنفيذ عمليات الإغتيال والتعدي على الناس وقطع الطرقات وسفك الدماء. ولم يدع الحشَّاشون وسيلةً للسيطرة على القلاع والحصون إلا واستخدموها...



إنزل إلى أسفل لقراءة الموضوع كاملاً



كتاب
حزب الله والحشاشون
مرتزِقة غِبَّ الطلب

(بحث تاريخي عن الشيعة  الإسماعيليين الحشاشين والتوأمة بينهم وبين حزب الله)

تأليف: حسين احمد صبرا

(2015)


الإهداء
إلى أبطال الثورة السورية، الذين يقاومون احتلال الحشَّاشين الجدد لأرضهم.



الباب الثاني

الفصل الخامس

إستيلاء الحشَّاشين على القلاع والحصون



حسين احمد صبرا
كان من ضمن استراتيجية الحشَّاشين الأساسية منذ أواخر القرن الهجري الخامس السيطرة على القلاع والحصون المنيعة، وذلك في بلاد فارس وما حولها بدايةً لتمتد في القريب العاجل إلى بلاد الشام، لتتحوَّل هذه القلاع وما يحيط بها من أراضٍ صالحة للزراعة إلى مستقرٍّ لهم، يتحصَّنون بها ويدافعون عنها وينشرون مذهبهم منها، وينطلقون منها لتنفيذ عمليات الإغتيال والتعدي على الناس وقطع الطرقات وسفك الدماء. ولم يدع الحشَّاشون وسيلةً للسيطرة على القلاع والحصون إلا واستخدموها، منها ما كان عبر الحيلة، ومنها عبر الغدر، ومنها عبر تَحَيُّن الفرص، ومنها عبر الشراء والتملُّك، ومنها عبر مداهنة الحكَّام الذين كان الحشَّاشون مرتزقةً غِبَّ الطلب لديهم.
إليكم في ما يلي عيِّنة من الأساليب التي اتَّبعها الحشاشون للإستيلاء على القلاع والحصون:
إنَّ "أوَّل قلعة تملَّكتها الباطنية (الحشَّاشون) قلعةٌ في ناحيةٍ يُقال لها: الروذناذ من نواحي الديلم (في بلاد فارس)"(1)، وهي قلعة أَلَمُوت، زَمَنَ الحسن بن الصبَّاح عام 483ه/ 1090م، "وكانت لملوك الديلم من قبل ظهور الإسلام، وهي من الحصانة في غايةٍ"(2). "وكانت هذه القلعة لأحد أصحاب حاكم إيران آنذاك السلطان السلجوقي ملكشاه، وكان الموكل بالحفاظ عليها "متَّهَماً بمذهب القوم (أي المذهب الإسماعيلي الحشَّاشي)، فأخذ ألفاً ومائتي دينار (من الحشَّاشين) وسلَّم إليهم القلعة"(3). ويروي ابنُ
_____________________________________
(1) إبن الجوزي/ المنتظَم في تاريخ الملوك والأمم/ ج17، ص63.
(2) المقريزي/ إتِّعاظ الحُنَفَا بأخبار الأئمة الفاطميين الخُلَفَا/ ج2، ص323.
(3) إبن الجوزي/ المنتظَم/ ج17، ص63.
_____________________________________
الأثير روايةً أكثر تفصيلاً، فيذكر أنَّ المُوْكَلَ بحفظ قلعة أَلَمُوت كان "رجلاً علوياً فيه بَلَهٌ وسلامةُ صَدر، وكان الحسن بن الصباح رجلاً شهماً (أي سيِّداً نافذَ الحُكْم) كافياً عالماً بالهندسة والحساب والنجوم والسحر وغير ذلك (...)، فلمَّا رأى قلعة أَلَمُوت واخْتَبَرَ أهلَ تلك النواحي أقامَ عندهم وطَمِعَ في إغوائهم، ودَعاهم في السر وأظهرَ الزهدَ ولَبِسَ المِسْحَ (ثوباً من الشَعْر، تقشُّفاً)، فتَبِعَهُ أكثرُهم، والعلويُّ صاحبُ القلعة حَسَنُ الظن فيه يجلس إليه يتبرَّك به، فلما أحكم الحسن (بن الصبّاح) أمرَهُ دَخَلَ يوماً على العلوي بالقلعة فقال له إبن الصبّاح: أُخْرُجْ من هذه القلعة، فتبسَّم العلويُّ وظنَّه يمزح، فأمر إبنُ الصبّاح بعضَ أصحابه بإخراج العلوي فأخرجوه إلى دامغان (جنوب بحر قزوين) وأعطاه مالَهُ ومَلَكَ (ابنُ الصبّاح) القلعة"(4). (بقيت قلعة أَلَمُوت بيد الحشَّاشين 171 سنةً، أي من سنة 483ه/ 1090م وحتى سقوطها بيد هولاكو سنة 654ه/ 1256م).
____________________________________
(4) إبن الأثير/ الكامل في التاريخ/ ج9، ص38 – 39.
____________________________________
وإليكم رواية أخرى مشابهة عن احتلال الصبّاح لقلعة أَلَمُوت: "قال الغزالي في كتاب "سر العالمين": شاهدتُ قصة الحسن بن الصبّاح لمّا تزهَّد تحت حِصْن أَلَمُوت، فكان أهلُ الحِصْن يتمنّون صعودَه إليهم، ويمتنع ويقول: أما تَرَوْنَ المُنْكَرَ كيف فَشَا وفَسُدَ الناسُ؟ فصار إليه خَلْقٌ. فخرج أميرُ الحصن يتصيَّد، وكان أكثر تلامذته في الحصن، فأَصْعَدُوه (أي أَصْعَدوا حسنَ الصبّاح) إليهم ومَلَّكوه، وبَعَثَ (الصبّاحُ) إلى الأمير مَنْ قَتَلَهُ. ولمّا كَثُرَت قلاعُهم واشتغل عنهم أولادُ مَلِكشاه باختلافهم اغتالوا جماعةً من الأمراء والأعيان"(5).
____________________________________
(5) الذهبي/ تاريخ الإسلام/ ج10، ص676.
____________________________________
ولمَّا كان الحشَّاشون مرتزقةً بيد السلطان السلجوقي ملكشاه كما سبق أن بَيَّنَّا في فصلٍ سابق، فإنَّ الأخيرَ غَضَّ الطرف عن تنامي قوَّتهم "وتَرَكَ كلامَهم، وصار بأيديهم قلاعٌ كثيرة، فمنها قلعة (خالنجان) على خمسة فراسخ من أصبهان، كان حافظُها تركياً، فصادقَهُ نجارٌ باطنيٌّ، وأهدى له جاريةً وفرساً ومركباً، فوَثِقَ (حافظُ القلعة التركي) به واستنابه في حفظ المفاتيح، فاستدعى النجارُ ثلاثين رجلاً من أصحاب (زعيم الحشَّاشين أحمد بن عبد الملك) ابن عَطَّاش، وعمل دعوةً، ودعا التركيَّ وأصحابَه، وسقاهم الخمرَ، فلمّا سَكِروا دَفَعَ الثلاثين (رجلاً) بالحبال إليه (أي جعلهم يتسلَّقون أسوار القلعة بالحبال)، وسلَّم إليهم القلعة، فقَتَلوا جماعةً من أصحاب التركي، وسَلُمَ التركيُّ وحدَهُ فهرب، وصارت القلعة بحكم ابن عَطَّاش"(6).
_____________________________________
(6) إبن الجوزي/ المنتظَم/ ج17، ص64.
_____________________________________
ومن جملة القلاع التي ملكوها في بلاد فارس ومحيطها "خورخوسف وزوزن وتون وتلك الأطراف المجاورة لها. ومنها قلعة وسنمكوه، ملكوها وهي بقرب أبهر (بين قزوين وزنجان) سنة أربعٍ وثمانين (484ه/ 1091م)"(7). كما استولى زعيمُ الحشَّاشين أحمدُ بنُ عبد الملك بنُ عَطَّاش على قلعةٍ "بالقرب من أصفهان، واسمها شاهدز (...) وكانت هذه القلعة قد بناها (السلطان السلجوقي) ملكشاه، واستولى عليها بعده (أي بعد وفاته) أحمد بن عبد الملك بن عَطَّاش، وسببُ ذلك أنه (أي ابنَ عَطَّاش) اتَّصل بدزدار كانَ لها (أي استمال ابنُ عَطَّاش إليه حافِظَ القلعة)"(8)، "فاستولى عليها ابن عطاش اثنتي عشرة سنة"(9). (أي من عام 488ه/ 1095م وحتى عام 500ه/ 1106م، عام مقتل ابن عَطَّاش).
_____________________________________
(7) إبن الأثير/ الكامل/ ج9، ص39.
(8) المرجع السابق/ ج9، ص107.
(9) إبن الجوزي/ المنتظَم/ ج17، ص101.
_____________________________________
"ومن قلاعهم المذكورة استوناوند، وهي بين الري وآمل، مَلَكُوها بعد (وفاة) ملكشاه. نزل منها صاحبُها فقُتل وأُخذت منه. ومنها (قلعة) أردهن، ومَلَكَها أبو الفتوح، ابن أخت الحسن بن الصبّاح. ومنها (قلعة) كردكوه، وهي مشهورة. ومنها قلعة الناظر بخوزستان وقلعة الطنبور وبينها بين أرجان فرسخان، أخذها أبو حمزة الإسكاف وهو من أهل أرجان، سافر إلى مصر وعاد داعيةً لهم (أي للمذهب الإسماعيلي). وقلعةُ خلادخان، وهي بين فارس وخوزستان (الأحواز) (...) فلمَّا صارت الدولة لملكشاه أَقْطَعَها الأميرَ أنز فجعل بها دزداراً (أي حافِظاً)، فأَنْفَذَ إليه (أي إلى حافظ القلعة) الباطنيةُ (الحشَّاشون) الذين بأرجان يطلبون منه بيعَها، فقالوا له (أي لحافظ القلعة): نحن نرسل إليك مَنْ يناظرك حتى يُظْهِرَ لكَ الحقَّ، فأجابهم إلى ذلك، فأرسلوا إليه إنساناً ديلمياً يناظره، وكان للدزدار (أي لحافظ القلعة) مملوكٌ قد ربّاه وسلَّم إليه مفاتيح القلعة، فاستماله الباطنيُّ فأجابه إلى القبض على صاحبه (حافِظِ القلعة) وتسليم القلعة إليهم (أي إلى الحشَّاشين)، فقَبَضَ عليه وسلَّم القلعةَ إليهم، ثم أطلقه واستولوا بعد ذلك على عدة قلاعٍ هذه أشهرُها"(10).
_____________________________________
(10) إبن الأثير/ الكامل/ ج9، ص39 – 40.
_____________________________________
كما استولى الحشَّاشون على بعض المدن في خراسان، ومنها طبس وجزءٌ من قهستان، "وكان سبَبَ مُلْكِهِم لها أنَّ قهستان كان قد بقي فيها بقايا من بني سيمجور – أمراءِ خراسان أيام  (الدولة) السامانية – وكان قد بقي من نسلهم رجلٌ يُقال له المنوّر، وكان رئيساً مطاعاً عند الخاصة والعامة"(11). ثم وَلِيَ قهستانَ وَالٍ "ظَلَمَ الناسَ وعَسَفَهُم وأرادَ أختاً للمنوّر بغير حِلٍّ، فحَمَلَ ذلك المنوّرَ على أن التجأ إلى الإسماعيلية (الحشَّاشين) وصار معهم، فعَظُمَ حالُهم في قهستان واستولوا عليها"(12).
_____________________________________
(11) إبن الأثير/ الكامل/ ج9، ص39.
(12) المرجع السابق/ ج9، ص39.
_____________________________________
نذكر أنَّه أثناء الغزو المغولي لبلاد فارس وخراسان أواسط القرن الهجري السابع سيطر هولاكو على كل قلاع الحشَّاشين، "وقد بلغ عدد هذه القلاع نحو المائة"(13).
وسرعان ما امتدَّ نفوذ الحشَّاشين إلى بلاد الشام بعدما قَرَّبهم منه حاكمُ حلب السلجوقي رضوان بن تُتُش، وكان أول حصن استولوا عليه هو حصن أفامية (شمال غرب محافظة حماة) عام 499ه/ 1105م بعدما تآمروا على صاحب الحصن خَلَفِ بن ملاعب. فلقد جاءه القاضي الشيعي أبو الفتح السرميني لاجئاً إليه في الحصن بعدما شرَّد الصليبيون أهالي سرمين (من أعمال حلب)، "فأكرَمَهُ (خَلَفُ بن ملاعب) وأحبَّه ووثق به"(14). فما كان من هذا القاضي إلَّا أن راسَلَ زعيمَ الحشَّاشين في حلــــــــــــــــــــب
_____________________________________
(13) رشيد الدين الهمذاني/ جامع التواريخ/ ج2، قسم1، ص255.
(14) إبن الأثير/ الكامل في التاريخ/ ج9، ص94.
______________________________________
أبا طاهر الصائغ العجمي وأَطْمَعَهُ بالحصن واتَّفَقَا على الفتك بابن ملاعب. وتم وضع خطة سَبَقَ وأن أوردناها في الفصل الذي تحدَّثنا فيه عن الإغتيالات، وتمثَّلت بالتالي: أنْ يُرْسِلَ أبو طاهر العجمي من أهل سرمين الشيعة (بالإتفاق مع حاكم حلب الملك رضوان) ثلاثمائة رجل إلى خَلَف بن ملاعب يتظاهرون أمامه بأنهم فَرُّوا من حلب بسبب سوء معاملة حاكم حلب الملك رضوان بن تُتُش لهم، على أن يجلبوا معهم "خيلاً من خيول الفرنج (الصليبيين) وسلاحاً من أسلحتهم ورؤوساً (مقطوعة) من رؤوس الفرنج"(15)، ويتظاهر هؤلاء بأنهم من الغزاة يحاربون الصليبيين ويطلبون من ابن ملاعب أن يسمح لهم بالإقامة عنده. "ففَعَلَ (زعيمُ الحشَّاشين) ابنُ الصائغ ذلك، ووصل القومُ إلى أفامية وقَدِمُوا إلى ابن ملاعب بما معهم من الخيل وغيرها، فقَبِلَ ذلك منهم وأمرهم بالمقام عنده وأنزَلَهُم في رَبَض أفامية (ما حَوْلَ الحصن)"(16). وفي إحدى الليالي "نام الحُرَّاسُ بالقلعة، فقام القاضي (أبو الفتح السرميني) ومَنْ بالحصن من أهل سَرْمِين ودَلُّوا الحِبَالَ وأَصعدوا أولئك القادمين جميعَهم، وقَصَدَ (القاضي ومَنْ معه) أولادَ ابن ملاعب وأصحابه فقتلوهم، وأتى القاضي وجماعةٌ معه إلى ابن ملاعب وهو مع امرأته فأحسَّ بهم، فقال (ابنُ ملاعب): مَنْ أنتَ؟ فقال (القاضي): مَلَكُ الموت جئتُ لقَبْضِ روحك، فناشده (ابنُ ملاعب) اللهَ فلم يرجع عنه وجَرَحَهُ وقَتَلَ أصحابَه"(17).
____________________________________
(15) إبن الأثير/ الكامل في التاريخ/ ج9، ص94.
(16) المرجع السابق/ ج9، ص94.
(17) المرجع السابق/ ج9، ص94 – 95.
____________________________________
وفي سنة 507ه/ 1113م، وبعد طردهم من حلب عقب وفاة الملك رضوان، جرت محاولةٌ فاشلة من قبل الحشَّاشين لاحتلال حصن شَيْزَر (شمال غرب مدينة حماة)، ذلك "أنَّ جماعةً من الباطنية من أهل أفامية وسَرْمِين ومعرَّة النُعْمَان (ومعرَّة) نَصْرِين، في فصح النصارى، وَثَبُوا في حصن شَيْزَر على غفلةٍ من أهله في مائة راجلٍ فملكوه وأخرجوا جماعةً وأغلقوا بابَ الحصن وصعدوا إلى القلعة فملكوها وأبراجَها. وكان بنو منقذ، أصحابُها، قد خرجوا لمشاهدة عيد النصارى"(18). فبادر أهلُ شيزر ورفعوا النساء بالحبال من الطاقات "وأَدْرَكَهُم الأمراءُ بنو منقذٍ – أصحابُ الحصن – وصعدوا إليهم وكبَّروا عليهم (على الحشَّاشين) وقاتلوهم حتى ألجأوهم إلى القلعة فخُذلوا (أي الحشَّاشون) وذُلُّوا، وهجموا إليهم (أي إلى الحشَّاشين) وتكاثروا عليهم وتحكَّمت سيوفهم فيهم فقتلوهم بأَسْرِهِم"(19). مع الإشارة إلى أنَّ مؤامرة الحشَّاشين للإستيلاء على حصن شَيْزَر لم تكن بنت ساعتها، وإنما "كان هذا أمرٌ قد رُتِّبَ في المدة الطويلة"(20).
_____________________________________
(18) إبن القلانسي/ ذيل تاريخ دمشق/ ص190.
(19) المرجع السابق/ ص191.
(20) المرجع السابق/ ص190 – 191.
_____________________________________
وفي سنة 527ه/ 1132م "اشترى الإسماعيلية (الحشَّاشون) بالشام حصنَ قدموس(21) من صاحبه (سيف الملك بن) عمرون"(22)، "اشتراه أبو الفتح -الداعي الباطني- منه"(23).
وفي سنة 520ه/ 1126م قام حاكم دمشق الأتابك طُغْتِكِين و"سلَّم لهم (أي للحشَّاشين) ثغرَ بانياس"(24)، الواقع على الحدود بين لبنان وفلسطين وسورية. ثم  ما لبث أن تآمر الحشَّاشون مع الصليبيين في العام نفسه لاحتلال دمشق مقابل أن يعطيهم الصليبيون مدينة صور، إلا أن هذه المؤامرة تمَّ كشفها وتعرَّضوا بسببها إلى مذبحة على يد طُغْتِكِين وأهالي دمشق، الأمر الذي دفع بالحشَّاشين إلى أن يسلِّموا حصن بانياس إلى الصليبيين.
_____________________________________
(21) حصن قدموس: يقع شرق مدينة بانياس على الساحل السوري.
(22) إبن الأثير/ الكامل/ ج9، ص272.
(23) إبن العديم/ زبدة الحلب من تاريخ حلب/ ص308.
(24) إبن القلانسي/ ذيل تاريخ دمشق/ ص215.
_____________________________________
ويعدِّد المقريزي الحصون التي ملكها الحسن بن الصباح في بلاد الشام، فيقول إنه "مَلَكَ من الشام جبلَ عاملة(25)، وحصن العليق، والكهف، ومصياث (مصياف)، والخوابي، وحصن الأكمة، وقلعة العبدين؛ ثم امتدَّت مملكتُهُ بعد موته (عام 518ه/ 1124م) إلى حدِّ شرق آذربيجان وبحر طبرستان وجرجان"(26).
____________________________________
(25) جبل عاملة: الواقع عند ملتقى الطرق بين صفد وتبنين وبانياس، وفق شرح ابن القلانسي في "ذيل تاريخ دمشق" ص178 و184، مع الإشارة إلى أنَّ الحشاشين لم يملكوا في تلك المنطقة سوى حصن بانياس الواقع عند سفح جبل الشيخ قرب نهر بانياس على الحدود بين لبنان وسورية وفلسطين.
(26) المقريزي/ إتعاظ الحنفا/ ج3، ص109.
_____________________________________
وفي سنة 535ه/ 1140م "ورد الخبرُ من ناحية الشمال بتملُّك الباطنية (الحشَّاشين) حصن مصياث (مصياف)(27) بحيلةٍ دُبِّرَت ومكيدةٍ نُصِبَت له"(28)، "وكان وَالِيهِ مملوكاً لبني منقذ أصحاب شَيْزَر، فاحتالوا (أي الحشَّاشون) عليه ومكروا به حتى صعدوا إليه وقتلوه وملكوا الحصنَ وهو بأيديهم الآن"(29).
____________________________________
(27) حصن مصياف: يقع بين دمشق وطرابلس في منطقة جبل اللكام.
(28) إبن القلانسي/ ذيل تاريخ دمشق/ ص273 – 274.
(29) إبن الأثير/ الكامل/ ج9، ص318.
____________________________________
وانتشر الحشَّاشون في أعمال حلب (معظمها في محافظة إدلب اليوم) مثل سرمين والجزر وجبل السماق، وحصلوا على قلعة المرقب قرب مدينة بانياس على الساحل السوري، وقلعة العلَّيْقة في محافظة طرطوس، وحصن القدموس شرق مدينة بانياس الساحلية، وحصن المَيْنَقَة بين جبال اللاذقية وطرطوس، وقلعتي الكهف والخوابي في محافظة طرطوس، وقلعة الرصافة في بادية تدمر، والخريبة في جبال البهرة، هذا بالإضافة إلى مصياف في جبل اللكام..

الفصل التالي:
الفصل السابق:










 x

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق