2017/03/23

كتاب "حزب الله والحشَّاشون"/ إحتياطات الحكَّام تجنباً لاغتيالات الحشَّاشين.



أحدثت الإغتيالات التي قام بها الحشَّاشون على مدى 300 سنة رعباً لدى جميع الحكام دون استثناء، من العباسيين والسلاجقة والأيوبيين والمماليك والتتار والفرنجة الصليبيين وملوك الغرب المسيحي، ما جعل الكثيرين منهم يحترزون ويتَّخذون الإحتياطات الأمنية بلبس الدروع الواقية من طعنات خناجر الحشَّاشين المسمومة، والتدابير الأمنية المشدَّدة كالحذر في تنقلاتهم وسط حراسة مكثَّفة، ومنهم مَنْ صار ينام في بيوتٍ من خشب مرتفعة عن الأرض أو بيوتٍ من حديد...



إنزل إلى أسفل لقراءة الموضوع كاملاً



كتاب
حزب الله والحشاشون
مرتزِقة غِبَّ الطلب
(بحث تاريخي عن الشيعة  الإسماعيليين الحشاشين والتوأمة بينهم وبين حزب الله)
تأليف: حسين احمد صبرا
(2015)


الإهداء
إلى أبطال الثورة السورية، الذين يقاومون احتلال الحشَّاشين الجدد لأرضهم.


الباب الثاني

الفصل الرابع

إحتياطات الحكَّام تجنباً لاغتيالات الحشَّاشين




حسين احمد صبرا
أحدثت الإغتيالات التي قام بها الحشَّاشون على مدى 300 سنة رعباً لدى جميع الحكام دون استثناء، من العباسيين والسلاجقة والأيوبيين والمماليك والتتار والفرنجة الصليبيين وملوك الغرب المسيحي، ما جعل الكثيرين منهم يحترزون ويتَّخذون الإحتياطات الأمنية بلبس الدروع الواقية من طعنات خناجر الحشَّاشين المسمومة، والتدابير الأمنية المشدَّدة كالحذر في تنقلاتهم وسط حراسة مكثَّفة، ومنهم مَنْ صار ينام في بيوتٍ من خشب مرتفعة عن الأرض أو بيوتٍ من حديد.
من قبيل ذلك ما اتخذه الحكَّام والأمراء في الدولة السلجوقية في العقد الأخير من القرن الهجري الخامس حينما اشتدَّ أمرُ الباطنية الحشَّاشين "وقَوِيَت شوكتُهُم وكَثُرَ عددُهُم"(1) بإيعاز من السلطان السلجوقي بركيارُق بن ملكشاه أثناء حربه ضد أخيه السلطان محمد، وما قاموا به من سلسلة اغتيالاتٍ طالت أعوان محمد بن ملكشاه، ومن بينهم شُحْنة أصفهان، أي قائد العسكر فيها، الأمير بلكابم سرمز، الذي قتلــــــــــــــــــــــــــــــــه
_____________________________________
(1) إبن الأثير/ الكامل في التاريخ/ ج9، ص41.
_____________________________________
الحشَّاشون في دار السلطان محمد عام 493ه/ 1099م، وقد كان بلكابم "يتحرَّز منهم ويلبس درعاً تحت ثيابه، فأغفل تلك الليلة لُبْسَ الدرع وخَرَجَ إلى دار السلطان، فضربه الباطني بسكِّينٍ في خاصرته، وقَتَلَ معه اثنين"(2).
وانتسب الحشَّاشون إلى جيش بركيارُق بإذنٍ منه وقاتلوا في صفوفه، "فصاروا يتهدَّدون مَنْ لا يوافقهم بالقتل، فصار يخافهم مَنْ يخالفهم حتى أنهم لم يتجاسر أحدٌ منهم لا أمير ولا متقدّم (من جماعة بركيارُق) على الخروج من منزله حاسراً بل يلبس تحت ثيابه درعاً، حتى أنَّ الوزير الأعز أبا المحاسن كان يلبس زَرَدِيَّة (درعاً) تحت ثيابه"(3). إذاً، الخوف من خناجر الحشَّاشين هو الذي أدى إلى أن "استَشْعَرَ أصحابُ السلطان (أي لبسوا الدروع تحت ثيابهم) ولازَموا لُبْسَ السلاح"(4)، حتى أنَّ خواصَّ السلطان بركيارُق استأذنوه "في الدخول عليه بسلاحهم"(5).
_____________________________________
(2) إبن الجوزي/ المنتظَم في تاريخ الملوك والأمم/ ج17، ص54 – 55.
(3) إبن الأثير/ الكامل/ ج9، ص42.
(4) إبن الجوزي/ المنتظَم/ ج17، ص65.
(5) إبن الأثير/ الكامل/ ج9، ص42.
_____________________________________
كما امتدَّت اغتيالات الحشَّاشين إلى العراق عام 494ه/ 1100م، "واشتدَّ الخَطْبُ بهم، حتى كان الأمراءُ يلبسون الدروعَ تحت ثيابهم"(6).
وفي العقد الثاني من القرن الهجري السادس كان حاكم الموصل آقْسُنْقُر البُرْسُقي قد نجا من مؤامرة لاغتياله من قبل الحشَّاشين عام 517ه/ 1123م وتمَّ إلقاء القبض على المجموعة، ومنذ ذلك الحين "كان على غايةٍ من التيقُّظ لهم والتحفُّظ منهم بالإستكثار من السلاحيّة والحاقداريّة والسلاح الشاكّ، لكنَّ القضاءَ النازل لا يدافَع، والقدرَ النافذ لا يمانَع، وعليه مع هذا من لباس الحديد ما لا تعمل فيه مَواضي السيوف ومُرهفات الخناجر وحوله من الغلمان الأتراك والديلم والخراسانية بأنواع السلح عُدَدٌ"(7)، إذ تمكَّن منه الحشَّاشون عام 520ه/
_____________________________________
(6) السيوطي/ تاريخ الخلفاء الراشدين/ ص337.
(7) إبن القلانسي/ ذيل تاريخ دمشق/ ص214.
_____________________________________
1126م حينما دخل إلى جامع الموصل ليصلّي، "فلما بدأ بالصلاة وثبوا عليه بسكاكينهم فضربوه عدَّة ضربات لم تؤثِّر في لُبس الحديد الذي عليه وقد غفل أصحابه عنه، وانتضى (استَلَّ) سيفاً كان معه وضَرَبَ أحدهم فقتله وصاح واحدٌ منهم حين رأَوا السكاكين لا تعمل فيه شيئاً: ويلكم، أُطلبوا رأسَه وأعلاه. وقصدوا حَلْقَهُ بضرباتهم فأثخنوه إلى حين أدركه أصحابُهُ وحُماتُهُ فقُضِيَ عليه وقُتِل"(8).
ولمَّا قَوِيَ شَرُّ الحشَّاشين بدمشق عام 522ه/ 1128م، راح الأمراء فيها يحرِّضون حاكمَ دمشق بوري بن طُغْتِكين عليهم لاقتلاع شوكتهم، "وكان الحاجب يوسف بن فيروز، شُحْنة البلد، ورئيسُه الوجيه ثقة الملك أبو الذواد مفرّج بن الحسن الصوفي، قد بالغا في التحريض على هلاك هذه الطائفة الخبيثة، فأخذوا في التحرُّز والإحتياط من اغتيال مَنْ يُندب إليهما من باطنية (قلعة) أَلَمُوت، مقرّ الباطنية (في بلاد فارس)، بلبس الحديد والإستكثار من الحَفَظة حولهما بالسلاح الوافر العتيد"(9).
______________________________________
(8) المرجع السابق/ ص214.
(9) المرجع السابق/ ص224.
______________________________________
ومع نجاة صلاح الدين الأيوبي من المحاولة الأولى لاغتياله من قِبَل الحشَّاشين سنة 570ه/ 1174م في حلب، فإنه ظلَّ "محترزاً خائفاً من الحشيشية، لا ينزع الزَرَدِيّة (الدرعَ) عن بدنه، ولا صفائحَ الحديد عن رأسه"(10). من هنا فإنَّ الحشَّاشين حينما حاولوا اغتياله ثاني مرة في عزاز شمال حلب عام 571ه/ 1175م، فإنهم لم يتمكَّنوا منه، إذ "لم تَصْنَع ضربةُ الحشيشيّ شيئاً لمكان صفائح الحديد، وأحَسَّ الحشيشيُّ بصفائح الحديد على رأس السلطان فسَبَحَ يدَهُ بالسكِّينة إلى خَدِّ السلطان فجَرَحَهُ وجرى الدمُ على وجهه"(11). وبعد نجاته لثاني مرة من الإغتيال فإنَّ صلاح الدين "رَكِبَ من وقته إلى سرادقه ودَمُهُ على خدِّه سائل، وأخذ من ذلك الوقت في الإحتراس والإحتراز، وضَرَبَ حول سرادقه مثال الخَرْكاة (بيت من خشب)، ونُصب له في وسط سُرادقه برجاً من الخشب كان يجلس فيه وينام، ولا يدخل عليه إلا مَنْ يعرفه"(12)، "وجلس في بيت الخشب، وبرز للناس كالمحتجب، وما صرَّف إلا مَنْ عَرَفَهُ، ومَنْ لم يَعْرِفْهُ صَرَفَهُ، وإذا رَكِبَ وأَبْصَرَ مَنْ لا يَعْرِفُهُ في موكِبِهِ أَبْعَدَهُ ثم سأل عنه، فإن كان مُسْتَسْعِفاً أو مُسْتَسْعِداً أسعفه وأسعده"(13).
_____________________________________
(10) أبو شامة/ كتاب الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية/ ج2، ص270.
(11) المرجع السابق/ ج2، ص270.
(12) المرجع السابق/ ج2، ص270،
(13) المرجع السابق/ ج2، ص269.
_____________________________________
هذا الإحتراس والإحتراز بلبس الدروع وحمل السيوف بات حجَّةً يحتجُّ بها ذوو النوايا المبيَّتة، كما حصل في حلب عام 578ه/ 1182م، حينما طَمِعَ والي حلب مُظَفَّرُ الدين بن زين الدين "بأن يملك القلعة (...) ولَبِسَ هو زَرَدِيَّةً (درعاً) تحت قِبائه (قِمْبازِهِ) وأَلْبَسَ جماعةً من أصحابه الزَرَدَ تحت الثياب ومع كل واحدٍ منهم سيف، وأَرْسَلَ إلى (والي القلعة) شهابِ الدين، وقال له إنه وَصَلَني كتابٌ من (حاكم سنجار) أتابك عز الدين وأَمَرَني أن أَطْلَعَ (إلى القلعة)في جماعةٍ إليك ، فأمَرَهُ بالصعود"(14). وأثناء صعود مُظَفَّر الدين تمَّ اكتشاف أمره من قِبَل الحرّاس بأنه يلبس درعاً تحت ثيابه، مما يعني أنه يريد السيطرة على القلعة بقوة السلاح هو ومَنْ معه، لذا يلبسون جميعهم الدروع ليحموا أنفسهم من طعنات السيوف والخناجر أثناء المعركة المفترضة. وشاع أمرُ مُظَفَّر الدين بين الناس، فلم يكن منه إلا أن بَرَّرَ فِعْلَه بأن احتجَّ بأنَّ الحشَّاشين تَوَعَّدُوه بالقتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــل
_____________________________________
(14) إبن العديم/ زبدة الحلب من تاريخ حلب/ص385.
_____________________________________
فاحترس منهم ولبس الزَرَدِيَّة، إذ كَتَبَ مُظَفَّر الدين إلى حاكم سنجار "يعتذر ويقول: "إنَّ الإسماعيلية (الحشَّاشين) أَوْعَدُوني القَتْلَ، وما أمكنني إلا الإحتراز بالسلاح، أنا ومَنْ معي، وأَنْكَرَ الحَفَظَةُ (الحرّاسُ) بالقلعة ذلك عليَّ، ولم يكن ذلك لأَمْرٍ غير ما ذَكَرْتُهُ"(15).
وبعدما فتك الحشَّاشون بحاكم صور الصليبي كونراد دو مونتفرّات عام 588ه/ 1192م، وَجَّهَ الصليبيون أصابع الإتهام إلى ملك إنكلترا رتشارد قلب الأسد بأنه تآمر مع الحشَّاشين لاغتيال حاكم صور. وما هي إلا أيام حتى "سَرَتْ إشاعةٌ أنَّ الملك رتشارد قد تآمر مع مقدَّم الحشيشية (شيخ الجبل راشد الدين سنان) ليُرسل رجالَه للفتك بملك فرنسا (فيليب)، ولا ندري مدى صحة هذه الأخبار. وقد اطَّلع ملكُ فرنسا على هذه المؤامرة، فما كان منه بعد أن سمع بذلك إلا أن شدَّد الحراسة حول نفسه، وهكذا لم يسمح لزمنٍ طويل لرجلٍ غريبٍ أو أجنبي من الإقتراب منه"(16).
_____________________________________
(15) المرجع السابق/ ص386.
(16) ذيل تاريخ وليم الصُوْرِي/ ص424 (ورد هذا الكتاب ضمن "الموسوعة الشامية في تاريخ الحروب الصليبية"، ج8).
_____________________________________
وفي أواسط القرن الهجري السابع، أثناء الغزو المغولي لإيران، كان قاضي القضاة شمس الدين القزويني موجوداً في بلاط الخان منكوقاآن (أخي هولاكو)، "وذات يومٍ ظَهَرَ (القزويني) للخان مرتدياً الزَرَدَ (الدرع)، وأخبره أنه يلبسه تحت ثيابه خشية الملاحدة (الحشَّاشين)، كما سَرَدَ له طَرْفاً من اعتداءاتهم وغاراتهم"(17).
ويروي الراهب الفنلندي وليم أوف روبروك، الذي أرسله ملك فرنسا إلى بلاط الخان المغولي منكوقاآن في قراقورم في منغوليا في الأعوام 651ه/ 1253م – 653ه/ 1255م، أنه بُهِتَ "للإحتياطات والحراسة المُحْكَمة، التي كان سببها ما سمعه الخان (منكوقاآن) من أنَّ ما لا يقل عن أربعين من الحشيشية، في أزياء مختلفة، قد أُرسلوا لاغتياله (أي لاغتيال الخان)"(18).
_____________________________________
(17) رشيد الدين الهمذاني/ جامع التواريخ/ ج2، قسم1، ص233.
(18) برنارد لويس/ الحشيشية/ ص164.
_____________________________________

وفي النصف الأول من القرن الهجري الثامن بات الحشَّاشون طوع يد سلطان مصر المملوكي الملك الناصر محمد بن قلاوون، حتى أنَّ الرحالة ابن بطوطة وَصَفَهم بأنهم "سِهَامُ الملك الناصر (محمد بن قلاوون)"(19). ومنذ أن فرَّ الأمير المملوكي قَراسُنْقُر إلى بلاد التتار هارباً من محمد بن قلاوون عام 712ه/ 1312م وحتى وفاته هناك عام 728ه/ 1327م وسلطانُ مصر (بن قلاوون) يرسل إليه المجموعة تلو الأخرى من الحشَّاشين لاغتياله،. وفي عام 720ه/ 1320م " بَعَثَ السلطانُ (محمد بن قلاوون) ثلاثين فداوياً (حشَّاشياً) (...) للفتك بالأمير قَرَاسُنْقُر، فلمّا وصلوا إلى تبريز (في أذربيجان الإيرانية في وقتنا الحالي) نَمَّ بعضُهم لقَرَاسُنْقُر عليهم، فتتبَّعهم وقبض على جماعةٍ منهم، وقتلهم. وانفرد بــــــــــــــــــــــــــــه
_____________________________________
(19) إبن بطوطة/ تُحفة النُظَّار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار/ نسخة إلكترونية، ج1، ص47.
_____________________________________
بعضُهم (...) فقَفَزَ عليه (الحشَّاشيُّ) فلم يتمكَّن منه"(20). وقد أحدثت هذه الحادثة الذعر في نفس ملك التتار أبي سعيد بن خَرْبَنْدا، والذي كان يستضيف قَراسُنْقُر لديه، "فاحتَجَبَ أبو سعيد بالخَرْكاه (أي ببيتٍ من الخشب) أحدَ عشرَ يوماً خوفاً على نفسه"(21).
_____________________________________
(20) المقريزي/ السلوك لمعرفة دول الملوك/ ج3، ص27 – 28.
(21) المرجع السابق/ ج3، ص28.
_____________________________________
وفي المقابل، أرسل قَراسُنْقُر في العام ذاته مجموعةً من الحشَّاشين لاغتيال سلطان مصر محمد بن قلاوون، وتمَّ اكتشاف أمر أحد أفراد هذه هذه المجموعة من قبل أحد العامَّة، الذي سارع إلى إخبار رجال السلطان عنه، قتمَّ إلقاء القبض عليه و"اعترف (الحشَّاشي) أنَّ معه أربعةً من جهة قَرَاسُنْقُر بَعَثَهم لقتل السلطان (قلاوون)؛ فقُبِضَ منهم على رجلين، وفَرَّ الآخران. وحَمَلَ الوالي (بهما) إلى السلطان، فأقرَّا بأنهما من جهة قَرَاسُنْقُر؛ فأَمَرَ بهما فقُتِلا. وأخذ السلطان يحترس على نفسه، ومَنَعَ عند ركوبه إلى الميدان المتفرِّجين من الجلوس في الطرقات، وأَلْزَمَ الناسَ بغلق طاقات البيوت"(22).
____________________________________
(22) المقريزي/ السلوك لمعرفة دول الملوك/ ج3، ص29.
___________________________________
وفي عام 728ه/ 1327م وقعت مواحشة بين سلطان مصر محمد بن قلاوون وبين دمرداش بن جوبان، والأخير هو ابن نائب ملك التتار أبي سعيد بن خَرْبَنْدا وكان قد ملك بلادَ الروم جميعها (تركيا حالياً)، فراح يقيم الحرّاس على منافذ البلاد الرئيسة، "فلا يمرّ أحدٌ إلا ويعلم به خوفاً على نفسه من السلطان الملك الناصر (محمد بن قلاوون) أن يبعث إليه فداوياً (حشَّاشياً) يقتله"(23). وعلى الرغم من المصالحة التي تمَّت بين دمرداش والسلطان بن قلاوون، فإنَّ دمرداش كان يقبل الهدايا التي تأتيه من السلطان، إلا أنه بقي "مع هذا شديد التحرُّز"(24).
_____________________________________
(23) المقريزي/ السلوك لمعرفة دول الملوك/ ج3، ص106.
(24) المرجع السابق/ ج3، ص106.
_____________________________________
الفصل التالي:
الحديث السابق:















 x

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق