2017/03/23

كتاب "حزب الله والحشَّاشون"/ الحشَّاشون مرتزِقة غِبَّ الطلب(17): تجديد تحالف الحشَّاشين مع الصليبيين زمن الملك لويس التاسع.



ظل الحشَّاشون مرتزقةً بيد الصليبيين، وقد أعادوا تجديد هذا التحالف مع تهاوي دولة الأيوبيين ونشوء دولة المماليك في مصر، وتحديداً عقب الحملة الصليبية السابعة التي قادها الملك الفرنسي لويس التاسع على مصر عام 647ه/ 1249م، حيث أرسل شيخ الجبل الداعي أبو الفتوح وفداً من الحشَّاشين إلى عكا عام 648ه/ 1250م مؤلفاً من أميرٍ ومرافقين اثنين، وقابلوا لويس التاسع، وكان الهدف عقد تحالف وثيق مع الصليبيين ضد دولة المماليك الجديدة...



إنزل إلى أسفل لقراءة الموضوع كاملاً



كتاب
حزب الله والحشاشون
مرتزِقة غِبَّ الطلب

(بحث تاريخي عن الشيعة  الإسماعيليين الحشاشين والتوأمة بينهم وبين حزب الله)

تأليف: حسين احمد صبرا

(2015)


الإهداء
إلى أبطال الثورة السورية، الذين يقاومون احتلال الحشَّاشين الجدد لأرضهم.



الباب الثاني

الفصل الثالث

الحشَّاشون مرتزِقة غِبَّ الطلب(17)


تجديد تحالف الحشَّاشين مع الصليبيين
زمن الملك لويس التاسع



حسين احمد صبرا
ظل الحشَّاشون مرتزقةً بيد الصليبيين، وقد أعادوا تجديد هذا التحالف مع تهاوي دولة الأيوبيين ونشوء دولة المماليك في مصر، وتحديداً عقب الحملة الصليبية السابعة التي قادها الملك الفرنسي لويس التاسع على مصر عام 647ه/ 1249م، حيث أرسل شيخ الجبل الداعي أبو الفتوح وفداً من الحشَّاشين إلى عكا عام 648ه/ 1250م مؤلفاً من أميرٍ ومرافقين اثنين، وقابلوا لويس التاسع، وكان الهدف عقد تحالف وثيق مع الصليبيين ضد دولة المماليك الجديدة. "وبعدما سأل الملكُ (لويس التاسع) هذا الأميرَ (الحشَّاشيَّ) أن يُخبره لماذا جاء، قدَّم هذا الأمير رسائل اعتماده وقال: "لقد بعث بي مولاي ليسألك عما إذا كنت تعرفه؟". فأجاب الملك بأنه لم يعرفه، لأنه لم يره قط، لكنه غالباً ما سمع الناس يتحدَّثون عنه، فقال الأمير: "بما أنك سمعت الناسَ يتحدَّثون عن مولاي فأنا مندهشٌ كثيراً لأنك لم ترسل إليه مبلغاً من مالِكَ حتى تستبقيه صديقاً لك، مثلما يفعل امبراطور ألمانيا، وملك هنغاريا، وسلطان القاهرة مع آخرين، سنةً إثر سنة، لأنهم يعرفون بشكلٍ مؤكَّد أنهم يمكنهم البقاء أحياءً طالما مولانا راضٍ بذلك". واستطرد الأمير يقول: "وإذا كان هذا لا يوافقك فعله، عندها يتوجَّب عليك أن ترتِّب إعفاءه من دفع الجزية التي يؤديها إلى الإِسْبِتَارِيَّة (فرسان المستشفى) وإلى الدَاوِيَّة (فرسان المعبد)، ووقتها سوف يُعِدُّكُم قد أدَّيتم واجبكم"(1).
_____________________________________
(1) جوانفيل (مؤرِّخ صليبي)/ حياة القدِّيس لويس/ ص167 (ورد ضمن الموسوعة الشامية في تاريخ الحروب الصليبية، ج35).
_____________________________________
إذاً، عرض شيخُ الجبل على لويس التاسع أن يكونا صديقين، وعلى هذا الأساس فإنَّ على الملك لويس أن يدفع للحشَّاشين مالاً مقابل استخدامهم كمرتزقة غِبَّ الطلب (وهذا هو عنوان الصداقة مع الحشَّاشين)، أو أن يكونا صديقين برفع الجزية المفروضة عليهم من قبل الميليشيات الصليبية الإِسْبِتارِيَّة والداوِيَّة.
وبالفعل، تمَّ التأكيد مرة أخرى على التحالف الوثيق بين الحشَّاشين والصليبيين، فبعد أقل من أسبوعين "عاد رُسُل شيخ الجبل إلى عكا (لثاني مرة) وجلبوا معهم قميصَ مولاهم (شيخ الجبل) إلى الملك (لويس التاسع)، وقد أخبروه باسم شيخ الجبل بأن ينظر إلى معنى ذلك، أنه كما القميص هو الأقرب إلى الجسد من بقية الملابس، هكذا ينظر مولانا (شيخ الجبل) إلى الملك ويقدِّره على أنه الأقرب إلى نفسه في الحب من أي ملكٍ آخر، كما أنه (أي شيخ الجبل) أرسل إلى الملك (لويس) خاتمه الشخصي، المصنَّع من أفضل أنواع الذهب، وقد حفر اسمه عليه، ومع هذا الخاتم رسالةً قال (شيخ الجبل) فيها أنه رُبِطَ بهذا الخاتم بتحالفٍ وثيقٍ مع الملك (لويس)، راغباً بأن يتَّحِدا من ذلك الوقت فصاعداً، وكأنهما قد خُطِبا إلى بعضهما بعضاً"(2).
____________________________________
(2) المرجع السابق/ ص168 – 169.
_____________________________________
الحديث التالي:
الحديث السابق:















 x

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق