2017/03/23

كتاب "حزب الله والحشَّاشون"/ الحشَّاشون مرتزِقة غِبَّ الطلب (10): سَنْجَر يوعز إلى الحشَّاشين أن يغتالوا خادمَهُ جوهر.



المؤرِّخ عماد الدين الأصفهاني يكشف عن الجهة التي أوعزت إلى الحشَّاشين أن يغتالوا الخادم جوهر الحبشي ويتَّهم مباشرةً السلطان السلجوقي سَنْجَر بقتله بعدما ملَّ عِشْقَهُ، فيقول: "ثم مَلَّ السلطانُ (سَنْجَر) طولَ مدَّته (...) فدسَّ الباطنيةَ (الحشَّاشين) لاغتياله"...






إنزل إلى أسفل لقراءة الموضوع كاملاً



كتاب
حزب الله والحشاشون
مرتزِقة غِبَّ الطلب

(بحث تاريخي عن الشيعة  الإسماعيليين الحشاشين والتوأمة بينهم وبين حزب الله)

تأليف: حسين احمد صبرا

(2015)

الإهداء
إلى أبطال الثورة السورية، الذين يقاومون احتلال الحشَّاشين الجدد لأرضهم.



الباب الثاني

الفصل الثالث

الحشَّاشون مرتزِقة غِبَّ الطلب (10)


سَنْجَر يوعز إلى الحشَّاشين أن يغتالوا خادمَهُ جوهر


حسين احمد صبرا
كان الخادم الحبشي جوهر مقرَّباً من السلطان السلجوقي سَنْجَر بن ملكشاه حتى لُقِّب بالمقرَّب، وكان مستولياً على مملكة سَنْجَر " متحكِّماً فيها، فجاءه باطنيةٌ (حشَّاشون) في زي النساء فاستغاثوا إليه فقتلوه بالري"(1) في سنة 534ه/ 1139م.
المؤرِّخ عماد الدين الأصفهاني يكشف عن الجهة التي أوعزت إلى الحشَّاشين أن يغتالوا الخادم جوهر الحبشي ويتَّهم مباشرةً السلطان السلجوقي سَنْجَر بقتله بعدما ملَّ عِشْقَهُ، فيقول:
___________________________________
(1) إبن الجوزي/ المنتظَم/ ج18، ص6.
___________________________________
"كان من عادة سَنْجَر أن يشتري غُلاماً اختارَهُ ثم يتعشَّقه ويشتهر بحبِّه، ويستهتر بقربه، ويبذل له مالَه وروحه (...) ويُمَلِّكه حُكْمَهُ، ويُوَليه سلطانَهُ، فإذا نَسَخَ الليلُ نهارَهُ (...) سَلَاهُ وقَلَاهُ، وتخلَّى عنه وخلاه، وانْتُهِيَ في مقته إلى أن لا يرضى بهجره بعد وَصْلِه، ورأى الراحةَ منه في قَتْلِهِ"(2).
يتابع الأصفهاني: "ومن جملة مَنْ حَبَاه بحبِّه، واختصَّه بقُرْبِهِ، الأميرُ المقرَّب الأجل اختيار الدين جوهر التاجي، وكان مملوكَ أُمِّه ومن خواصِّ خَدَمِها، وكانت توفِّيت أُمُّ سَنْجَر في شوال سنة 517ه (1123م)، فانتقل هذا الخادم إلى خدمة سريره (سرير سَنْجَر)، ثم غَلَبَ حُبُّه على ضميره (...) ورقَّاه إلى ذروةٍ لم يتسنَّمها أحدٌ قبله (...) وبَلَغَ عسكرُهُ ثلاثين ألفاً. ثم مَلَّ السلطانُ (سَنْجَر) طولَ مدَّته (...) فدسَّ الباطنيةَ (الحشَّاشين) لاغتياله. ونمى إلى جوهر تَعَرُّض جوهره إلى أن يصير عَرَضاً (أي زائـــــــــــــــــــــــــــــــــلاً)،
____________________________________
(2) عماد الدين الأصفهاني/ تاريخ دولة آل سلجوق (تلخيص البنداري)/ ص248).
____________________________________
وعَلِمَ أنَّ غَرَضَ السلطان أن يصير لسَهْمِ الحتف غَرَضاً، فأخفى التي عَلِمَها، وأسرَّها في نفسه وكتمها. فقال السلطانُ له يوماً: "يا جوهر إني أخشى عليك هؤلاءَ الملاعين (أي الحشّاشين) فتحرَّزْ منهم وتَحَفَّظْ، وتَحَزَّمْ لأمرك وتَيَقَّظْ". فقال له (جوهر): "لو أَمَّنْتَني من نفسك ما خِفْتُ أحداً، وما أَرَدْتُ في دَفْعِ غائلة القوم مَدَداً". فاحتَمَلَ السلطانُ مَقَالَهُ، ورأى احتِمَالَهُ. ورَكِبَ جوهرُ ضَحْوَةً (صباحاً) من داره (...) وفي ركابه ألفُ سيفٍ مسلول. فلما نزل في دهليز السلطان وكماتُهُ (جُنُودُهُ) حواليه، وحُماتُهُ من ورائه وبين يديه، قَفَزَ إليه نَفَرٌ من الباطنية (الحشَّاشين)، وضربوه بالسكاكين وأَزَارُوهُ (ساقُوهُ إلى) قادِمَ المَنِيَّة. ولمّا ارتفع الصياح قال سَنْجَر وهو في دار حَرَمِهِ: "هذا جوهرُ قد قُتِل". فعُلِمَ أنَّ ذلك بإذْنِهِ عُمِل"(3).
____________________________________
(3) عماد الدين الأصفهاني/ تاريخ دولة آل سلجوق (تلخيص البنداري)/ ص250.
____________________________________
الحديث التالي:
الحديث السابق:











 x

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق