2017/02/02

كتاب "تصريحات ومقالات غاري كاسباروف ضد بوتين" (22)/ كاسباروف يكتب في صفحته في الفيسبوك: بوتين وترامب يشبهان هتلر العشرينيات.



في مقاله في الفيسبوك عَقَدَ كاسباروف المقارنة بين بوتين وترامب من ناحية وهتلر العشرينيات من القرن العشرين من ناحيةٍ أخرى، أظهر فيه مدى أوجه الخطر الذي يشكِّله كلٌّ من بوتين وترامب قياساً على الخطر المبكر الذي كان يشكله هتلر العشرينيات ومطلع الثلاثينيات، في وقتٍ كان الغربُ يقلِّل من شأن ما شكَّله هتلر من تهديداتٍ حقيقية وجَعَلَهُ يحظى بالدعم والإسترضاء واللامبالاة حيال خَطَره.


إنزل إلى أسفل لقراءة الموضوع كاملاً




كتاب
تصريحات ومقالات غاري كاسباروف ضد بوتين
تأليف: حسين احمد صبرا
(2015 – 2017)
(قمنا بتعريب تصريحات ومقالات كاسباروف عن الإنجليزية وصغناها بأسلوب صحافي)


الإهداء:
إلى غاري كاسباروف ومنه إلى سورية الحبيبة


تصريحات ومقالات غاري كاسباروف ضد بوتين (22)

غاري كاسباروف يكتب في صفحته في الفيسبوك:
بوتين وترامب
يشبهان هتلر العشرينيات





حسين احمد صبرا
في صفحته الشخصية في الفيسبوك كتب الزعيم الروسي المعارض ولاعب الشطرنج العالمي غاري كاسباروف مقالاً في 21 تموز/ يوليو 2016 تحت عنوان "لماذا الجميع يتحدَّث عن الإنتحال من قبل زوج ترامب في حين أنَّ المرشَّح نفسه (أي ترامب) ما يزال ينتحل كتاب هتلر "كفاحي" منذ سنة؟"، وفيه عَقَدَ كاسباروف المقارنة بين بوتين وترامب من ناحية وهتلر العشرينيات من القرن العشرين من ناحيةٍ أخرى، أظهر فيه مدى أوجه الخطر الذي يشكِّله كلٌّ من بوتين وترامب قياساً على الخطر المبكر الذي كان يشكله هتلر العشرينيات ومطلع الثلاثينيات، في وقتٍ كان الغربُ يقلِّل من شأن ما شكَّله هتلر من تهديداتٍ حقيقية وجَعَلَهُ يحظى بالدعم والإسترضاء واللامبالاة حيال خَطَره.
يستهل كاسباروف مقاله، الذي عرَّبناه عن الإنجليزية، بالقول: "بعد نكتتي القصيرة عن الإنتحال أرى أنَّ هناك فرصةً من خلال التعليقات لدحض واحدةٍ من أكثر المناقشات مللاً والتي واجهتُها في السنوات التي قضيتها وأنا أحذِّر من الدكتاتوريات. "بوتين ليس هتلر!"، "ترامب ليس هتلر!"، ياه، تهانينا! لقد فشلتم في أهم درسٍ أساسي نتعلمه من التاريخ من أجل عدم تكراره!".
يتابع كاسباروف: "لقد كتبتُ عن هذه المغالطة على نطاقٍ واسعٍ في كتابي "الشتاءُ مقبلٌ" (2015) وفي أماكن أخرى، ولكن يسعدني أن ألخص هنا ما سبق أن كتبته: بالطبع بوتين ليس هتلر، ودونالد ترامب ليس حتى بوتين، بغض النظر كم هو يودُّ أن يكون. وهذه النقطة هي أنْ لا أحد يقوم بالمقارنات مع هتلر الأربعينيات. ولكن في العشرينيات من القرن العشرين، لا بل في أكثر سنوات الثلاثينيات، لم يكن هتلر هو هتلر أيضاً! إنه لا يوجد درسٌ أهم نفهمه من درس كيفية مجيء ديماغوجيٍّ صيادِ فُرَصٍ إلى السلطة في بلد المثقفين والليبراليين مثل ألمانيا، وكيف تحولت البلاد إلى آلة موتٍ فاشية قادرة على الحرب العالمية وعلى أعمالٍ لا يمكن تصوُّرها. وكما تشهد الصور المرفقة هنا (أُنْظُر إلى الإطار في الأسفل)، فإنَّ الخطاب الحقير لهتلر تمَّ التقليل من شأنه في الخارج باستمرار في العشرينيات، وقُدِّمَت الأعذار حول شعوبيته المناهضة للسامية وتمَّ اعتباره (أي هتلر) على أنه لا يشكِّل تهديداً حقيقياً. واستمرَّ هذا الإتجاه في الثلاثينيات أيضاً حتى بعد أن اندمج النازيون تماماً في السلطة وتمَّ الإعراب من قبل هتلر بشكلٍ واضح عن كراهيته، وذلك في كتابه "كفاحي". وطبعاً فإنَّ ونستون تشرشل هو الذي كان يسمَّى داعية حربٍ لأنه قال مراراً وتكراراً أنَّ هتلر ربما، فقط ربما، ليس لديه نية في ذهنه للسلام معنا. إنه من السهل جداً اليوم وإلى أبعد حد أن نقول: "حسناً، الجميع عرف أنَّ هتلر كان مجنوناً قاتلاً"، في حين أنه احتاج للوصول إلى تلك المرحلة إلى سنواتٍ عديدة من اللامبالاة والدعم والإسترضاء".

 ويعود كاسباروف ليشدِّد على عدم صوابية مقارنة بوتين أو ترامب بهتلر الأربعينيات، قائلاً: "إنَّ مقارنة ترامب (أو بوتين) بهتلر حوالى عام 1943 هو من الغلو بالتأكيد. وصورة هتلر المجنون وما أصبح عليه من وحشٍ يرتكب الإبادة الجماعية، هي التي تجعل المقارنات دائماً غير مناسبة. وأنا لديَّ الكثير من الخبرة مع هذا الأسلوب من السخرية الذي غالباً ما يُستخدم في محاولةٍ للدفاع عن بوتين وتشويه سمعتي حتى بعد أن غزا بوتين وضمَّ بلداً مجاوراً على أسسٍ عرقية زائفة".

يتابع كاسباروف: "لقد كتب هتلر كتابَ "كفاحي" بينما كان في السجن عامي 1923 و1924، وذلك قبل وقتٍ طويل من أن يصبح هتلرُ هتلرَ. كان يجب أن يُؤخذ هذا الأمر من أجل القيام بتحذيرٍ جديٍّ مميتٍ مما يمكن أن يحدث إذا ما أتى مثل هكذا رجلٍ إلى السلطة، إذ لا يمكن أن يوجد مثالٌ أفضل من الفشل في الإستماع إلى مَنْ يودون أن يكونوا طغاةً قبل أن يصبحوا طغاة". 
ويتحدَّث كاسباروف عن الفشل الفكري الناجم عن نفي المقارنة، فيكتب قائلاً: " إنَّ الإستجابة إلى إزالة أوجه الشبه التي تجمع بوتين وترامب مع هتلر، والقول بأنَّ "بوتين ليس هتلر" و"ترامب ليس هتلر"، هي تعبيرٌ عن الفشل الفكري وعدم الرغبة في التعلم حتى من أكثر الفصول المروِّعة في تاريخنا. وحيث أنَّ المرشح الرئاسي لحزبٍ أميركي كبير كثيراً ما عبَّر عن مشاعر مماثلة واستخدم تكتيكاتٍ مطابقة، فإنَّ هذا الأمر لا يجب تجاهله وعدم المبالاة حياله أو رفضه على الإطلاق". 

ويختم كاسباروف عجالته بالقول: "يمكنكم الضحك على مثل هؤلاء الناس أو يمكنكم الإستماع إليهم. وأنا أقول أنْ ليس لدينا شيئاً نخسره من خلال الإستماع بعناية فائقة، بينما لدينا الكثير لنخسره من خلال الضحك".




إطار ورد في مقال كاسباروف
ويتضمَّن صورتين من الأرشيف

أرفق غاري كاسباروف مقاله في الفيسبوك بصورتين تحتويان على مقتطفات من صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية في النصف الأول من عشرينيات القرن العشرين، ليدعم كلامه عن تشابه بوتين وترامب مع هتلر، حيث أنَّ خطاب هتلر المعادي للسامية لم يؤخَذ في البداية على محمل الجد وتمَّ إعطاؤه فرصة ذهبية للوصول إلى السلطة ولاحقاً التسبب بالحرب العالمية الثانية وما ولَّدته من كوارث مهولة.  
إليكم أولاً ما ورد في صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية في 21 تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1922 (أي قبل عامٍ واحد من سجن هتلر لمحاولته الإنقلابية الفاشلة من أجل الإستيلاء على السلطة في بافاريا وألمانيا في 8/ 11/ 1923)، وقد ورد في تحليلٍ إخباري نستنتج منه بوضوح كيف كان يتمَّ التعاطي مع خطاب هتلر الفاشي العنصري بتساهلٍ شديد:
"ولكنَّ عدة مصادر مطلعة وموثوقة أكَّدت أنَّ الفكرة القائلة بأنَّ معاداة هتلر للسامية لم تكن فكرةً حقيقية أو حتى عنيفة كما يبدو في الظاهر، وأنَّ ذلك هو مجرد استخدامٍ للدعاية المعادية للسامية كطُعْمٍ يتم استخدامه لجمع الأتباع والإبقاء عليهم ثائرين ومتحمسين وسائرين على الخط إلى أن تستطيع منظمته أن تصبح قوية بما فيه الكفاية لاستخدامها بشكلٍ فاعل لأغراضٍ سياسية".
"إنَّ سياسياً رفيع الثقافة نسب إلى هتلر امتلاكه ذكاءً سياسياً غريباً بسبب طرحه التركيز على معاداة السامية والإفراط في التركيز عليها، قائلاً: "لا يمكنك أن تتأمل من الجماهير أن تفهم أو أن تقدِّر أَدَقَّ أهدافك الحقيقية، لذا يجب إطعام الجماهير من الفتات ومن الأفكار البسيطة مثل معاداة السامية. وسيكون من الخطأ كلياً من الناحية السياسية أن تقول لهم الحقيقة حول إلى أين أنتَ تقودهم".  
وإليكم الآن ما جاء في الصورة الثانية وهي عبارة عن خبر ورد في  صحيفة "نيويورك تايمز" في 21 كانون الأول/ ديسمبر عام 1924 من مراسلها في برلين عبر اللاسلكي عقب خروج هتلر من السجن:
"أدولف هتلر، الذي هو واحدٌ من أنصاف الآلهة المتطرفين الرجعيين، تمَّ الإفراج عنه اليوم من سجن قلعة ندسبرج في بافاريا، وغادر مباشرةً إلى ميونيخ بالسيارة. وقد كان يبدو اليوم رجلاً بالغ الحزن وأكثر حكمةً عما كان عليه في الربيع الماضي عندما وجَّهت له محكمة ميونيخ التهمة بالتآمر للإطاحة بالحكومة مع وندورف وغيره من المتطرفين".
"إنَّ سلوكه أثناء السجن أقنع السلطات بأنه لم يعد يُخشى منه، تماماً كما هو حال تنظيمه المعروف بإسم "فولكيشر". ويُعتقد أنه سيتقاعد وينصرف إلى حياته الخاصة ويعود إلى النمسا، البلد الذي وُلد فيه".

الحديث التالي:
الحديث السابق:









 x

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق