2017/02/02

كتاب "تصريحات ومقالات غاري كاسباروف ضد بوتين" (23)/ كاسباروف يكتب في "الواشنطن بوست": دونالد ترامب يذكِّرني بفلاديمير بوتين وهذا أمرٌ مرعب.



                 وكتب غاري كاسباروف في "الواشنطن بوست" يقول: "إنَّ بوتين يقدِّم عرضاً قاتلاً في سورية، وترتكب القوات الروسية مجازرَ من شأنها خَلْق المزيد من ملايين المهاجرين وإلهام جيلٍ آخر من الجهاديين"...



إنزل إلى أسفل لقراءة الموضوع كاملاً


كتاب
تصريحات ومقالات غاري كاسباروف ضد بوتين
تأليف: حسين احمد صبرا
(2015 – 2017)
(قمنا بتعريب تصريحات ومقالات كاسباروف عن الإنجليزية وصغناها بأسلوب صحافي)



الإهداء:
إلى غاري كاسباروف ومنه إلى سورية الحبيبة


تصريحات ومقالات غاري كاسباروف ضد بوتين (23)

غاري كاسباروف يكتب في "الواشنطن بوست":
دونالد ترامب يذكِّرني بفلاديمير بوتين
وهذا أمرٌ مرعب



·      غاري كاسباروف:
- بوتين يقدِّم عرضاً قاتلاً في سورية، وترتكب القوات الروسية مجازرَ من شأنها خَلْق المزيد من ملايين المهاجرين وإلهام جيلٍ آخر من الجهاديين
- ترامب هو الديماغوجي الذي يودّ أن يكون طاغية



حسين احمد صبرا
قبل أربعة أشهر من انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة الأميركية كتب المعارض الروسي البارز ولاعب الشطرنج العالمي غاري كاسباروف مقالاً نشرته صحيفة "الواشنطن بوست" الأميركية في 23 تموز/ يوليو 2016 تحت عنوان "دونالد ترامب يذكِّرني بفلاديمير بوتين وهذا أمرٌ مرعب"، بيَّن فيه كاسباروف أوجه الشبه المخيفة بين ترامب وبوتين..
واللافت أننا حينما دخلنا لأول مرة (أثناء الإعداد لهذا الموضوع) صفحة مقال كاسباروف في الموقع الإلكتروني لــ"الواشنطن بوست" وجدنا أنَّ الصحيفة قد أرفقت مقال كاسباروف بفيديو عن خطاب المرشَّح الرئاسي آنذاك دونالد ترامب في مؤتمر الحزب الجمهوري في 21/ 7/ 2016، وقد كتبت الصحيفة تحت هذا الفيديو العبارة التالية: "إنَّ خطاب ترامب، والذي استغرق أكثر من ساعة، استطعنا أن نختصره إلى أقل من خمس دقائق"، وذلك في إشارةٍ غير مباشرة منها إلى أنَّ ترامب غوغائي يرغي في كلامٍ غير مفيد.. واللافت أيضاً أننا حينما دخلنا إلى الموقع نفسه وإلى الصفحة نفسها لثاني مرة (أثناء صياغة هذا الموضوع وبعدما كان ترامب قد فاز) فوجئنا بأنَّ الصحيفة قد حذفت تلك العبارة، مع إبقائها على الفيديو المذكور..
وبالعودة إلى مقال كاسباروف، فإنَّ المعارض الروسي البارز يحاول في بداية مقاله تصويب التشبيهات التي قارنت بين دونالد ترامب ودكتاتوريين سابقين، موضحاً أنَّ ترامب إنما يشبه دكتاتوراً حالياً ألا وهو فلاديمير بوتين، فيكتب قائلاً: "إنَّ خطاب دونالد ترامب المظلم والمخيف في المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري يوم الخميس (21/ 7/ 2016) قد جعل النقاد والمؤرخين يجرون المقارنات بدءاً من (السياسي الأميركي) جورج والاس في الستينيات وانتهاءً ببينيتو موسوليني في الثلاثينيات. وفي حين أنَّ مثل تلك المقارنات قد تكون صائبة، فإنَّ البرد، الذي نخر عظامي وجعلني أرتجف، لم يكن بسبب محاكاة ترامب للَّقطات الإخبارية القديمة، بل بدلاً من ذلك كان بسبب أنني رأيت نسخةً أميركية من الدعاية الوحشية الفاعلة للخوف والكراهية، تلك التي غطَّى بها فلاديمير بوتين روسيا اليوم".
ثم يوضِّح كاسباروف: "إنَّ هذا لا يعني أنَّ ترامب ينتحل شخصية بوتين حرفياً، بل إنَّ اللغة والنبرة  كانتا متماثلتين وفق طريقة العلمين الروسي والأميركي بحيث أنَّ التصميمَين مختلفان ولكنَّ الألوان – الأحمر والأبيض والأزرق – هي نفسها. كما أنَّ الأمر لم يكن مجرَّد شخصيتين مأخوذتين من نصٍّ واحد، بل إنَّ سلوكيات ترامب ولغة جسده – المخفَّفة عن التمثيل المسرحي المعتاد – كانت مشابهة بشكلٍ مذهل للإحتقار والتبجُّح اللذين يعرفهما الشعب الروسي جيداً عن بوتين بعد 16 عاماً من وجوده في السلطة. وفي كلتا الحالتين فإنَّ قَصْد المتكلِّم هو استخراج المشاعر العميقة من الخوف والإشمئزاز عند الناس قبل تسكينهم بغضب التطهير الذي يسيطر على أي شيءٍ آخر. فوحدَهُ الزعيمُ هو الذي يمكنه أن يزيل الخوف والإشمئزاز، وسوف يقوم الزعيم بإزالة كراهيتكم وإحباطكم وجعل كل شيءٍ على نحوٍ أفضل، ولكن كيف بالضبط؟ حسناً، هذا ليس مهماً الآن".
ويتابع كاسباروف، مشبِّهاً ترامب بالطاغية الذي يهدِّد الناس إن لم ينتخبوه: "إنَّ المرشَّح الديماغوجي (دونالد ترامب) يجب عليه أن يرسم صورةً قاتمة للوضع الراهن، مستشهداً بكل كارثةٍ وفشلٍ قبل أن يعرض للمستقبل المقبل والأكثر قتامةً إن لم يتم منحه السلطة للعمل، والعمل الآن. وقد تعتقد أنَّ سياسيي الحملات (الإنتخابية) يفضلون أن يثيروا المشاعر الإيجابية في عدد الناخبين المرتقَبين، ولكنَّ هذا لا يتناسب مع مكانة الرجل القوي. وبدلاً من إخبار الناس عما سيفعله إذا ما انتخبوه فإنه قام بتهديدهم إن لم يفعلوا ذلك. إنَّ الزعيم الديمقراطي يحتاج إلى الناس، في حين أنَّ الطاغية، وكذلك الذي يرغب في أن يكون طاغية، يُصِرُّ على أنَّ الناس بحاجةٍ إليه".

 ثم يقول كاسباروف: "إنَّ بوتين، الذي مضى عليه فترة طويلة في السلطة، من مصلحته التقليل من شأن الأزمة في روسيا. في حين أنَّ ترامب، الموجود خارج السلطة حتى الآن، من مصلحته أن يبالغ في شأن الأزمة في الولايات المتحدة، وقد ركَّز ترامب على ورقة رابحة هي الإرهاب والقضايا المثيرة للإنقسام الداخلي مثل الهجرة الشرعية لتأتي على رأس قائمة أعدائه. وقد ضمَّ أيضاً إلى هذه القضايا حملة بوتين ضد حلف شمال الأطلسي، وهو موقفٌ غريب لمرشح الرئاسة الأميركي في حال كان فعلاً يعتبر بشكلٍ جدي أنَّ الإرهاب العالمي يشكل تهديداً خطيراً. إنَّ التعاون الإستراتيجي في العالم الحر هو أكثر أهمية الآن من أي وقتٍ مضى، وأنا أكتبُ هذا من تالين عاصمة إستونيا، التي – من دون حلف شمال الأطلسي – ستصبح قريباً واقعةً في "ضواحي سانت بطرسبورج"، كما وصفها مؤخراً (الكاتب والسياسي الأميركي) نيوت جرينتش".
يضيف كاسباروف: "إنَّ الإرهاب هو مشكلة خطيرة جداً، وعلى الولايات المتحدة أن تكون الرائدة في إجراء محادثات دولية جدية حول كيفية التعامل معه. ولكن بدلاً من ذلك فإنَّ ترامب يبذل قصارى جهده للتأكد من أنَّ الناس مرعوبين، تماماً كما يأمل ذلك القَتَلَة. إنه يعكس بذلك خطاب بوتين المنمَّق، والذي يصنع عَرْضَهُ الخاص والقاتل في سورية بكل ما للكلمة من معنى، حيث ترتكب القوات الروسية مجازرَ من شأنها خَلْق المزيد من ملايين المهاجرين وإلهام جيلٍ آخر من الجهاديين".

ويشير كاسباروف إلى استحالة تطبيق الحلول التي ينادي بها ترامب وبوتين: "إنَّ جدار ترامب الحدودي الوهمي هو جوهر الخطاب القوي، فالعدو معروف والفوائد واضحة، في حين أنَّ العيوب والأمور غير القابلة للتنفيذ هي أكثر تعقيداً. وبالنسبة إلى ترامب، كما بالنسبة إلى بوتين، فإنَّ الحلول هي دائماً واضحة وبسيطة عندما يتناولونها، ومن غير المهم ما إذا كانت أيضاً مستحيلة أو تبقى حبراً على ورق، لأنه بحلول الوقت يصبح من الواضح أنَّ الرجل القوي قد حصل على السلطة التي يريد".   
يتابع كاسباروف: "إنَّ خطاب حملة ترامب ودعاية بوتين يتناقضان مع الخطاب المقبول لرونالد ريجان في مؤتمر الحزب الجمهوري في عام 1980. لقد كان العالم وأميركا يواجهان العديد من التهديدات الرهيبة، من الإخفاق الإقتصادي إلى أزمة الطاقة إلى المواجهة التي لا تنتهي بين القوى العظمى النووية. ولكن كان سلوك ريجان مرحاً ولغتُهُ مليئة بالإيجابيات، وكان متفائلاً بغدٍ مشرق ويومٍ جديد وبالفرص الكبرى التي كانت قاب قوسين أو أدنى من أن تبسط الحق بالنسبة لأميركا الموحَّدة على القيم المشتركة. لقد صدَّق الأميركيون رونالد ريجان، ولأنهم آمنوا به جعلوا رؤيته تحقِّق الفائدة العظيمة للأمة والعالم. والعديد من الأميركيين يؤمنون بدونالد ترامب اليوم، إذ لا يمكننا إنكار أوراق الإقتراع، ولكن في حال أصبحت رؤية ترامب حقيقةً فإنَّ ذلك سيكون كابوساً وليس حلماً".
يضيف كاسباروف: "إنه لمن المؤلم أن أعترف بذلك، إلا أنَّ بوتين فاز عام 2000 في إنتخاباتٍ نزيهة نسبياً. وقد قام بشكلٍ مطَّرد بتفكيك الديمقراطية الروسية الهشة ونجح في تحويل الروس إلى شعبٍ بعضُهُ ضد البعض الآخر وضد العالم. واتَّضح أنه يمكنك أن تُودي بالديمقراطية من خلال إقناع الغالبية بأنهم مهدَّدون من قبل أقلية، وأنك بهذه الطريقة فحسب تستطيع أن تحميهم".
ويختم كاسباروف محذِّراً من انتخاب ترامب خشية أن تكون هذه آخر انتخابات يتم إجراؤها، قائلاً: "إنَّ التشابه الأخير والأكثر  إثارة للقلق بين بوتين وترامب هو أنَّ الكثيرين غير مستعدين للإعتقاد بأنَّ واحداً مثل ترامب ممكن أن يكون في أي وقتٍ زعيماً لأقوى دولة في العالم. ونحن، عندما انهار الإتحاد السوفياتي وابتهجنا كثيراً، لم نكن نعتقد قط بأنَّ ضابط الإستخبارات السابق (أي بوتين) سيصبح رئيساً لروسيا في وقتٍ لاحق في غضون تسع سنواتٍ فقط. إنَّ المغزى مما أقول هو أن تكونوا حذرين من التصويت لشخصٍ قد تصبح الإنتخابات بعده هي آخر انتخاباتٍ يتم إجراؤها".

الحديث التالي:
الحديث السابق:









 x

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق