2017/02/21

كتاب "بوتين زعيم مافيا" (19)/ وفقاً لتقرير المحكمة العليا في بريطانيا عام 2016: بوتين هو الذي سمَّم ألكسندر ليتفيننكو عام 2006 بعدما اتهمه بممارسة الجنس مع الأطفال الذكور.



بعد نحو عشر سنوات من اغتيال المعارض الروسي ألكسندر ليتفيننكو بالسم في لندن، صدر في بريطانيا في 21 كانون الثاني/ يناير 2016 تقريرٌ عن المحكمة العليا برئاسة القاضي روبرت أوين، إتَّهَمَ فلاديمير بوتين شخصياً بالوقوف وراء عملية اغتيال ليتفيننكو، ورأى أنَّ هناك بعداً شخصياً للعداء بين الرجلين...



إنزل إلى أسفل لقراءة الموضوع كاملاً



كتاب
بوتين زعيم مافيا
(ملف ضخم عن فساد بوتين وإجرامه)
تأليف: حسين احمد صبرا
(2016)



الإهداء:
إلى روح الشهيد ألكسندر ليتفيننكو
(ضابط الإستخبارات المنشق، والذي اغتاله بوتين في لندن عام 2006)




الطامع في ثروة سورية النفطية (19)

وفقاً لتقرير المحكمة العليا في بريطانيا عام 2016:
بوتين هو الذي سمَّم ألكسندر ليتفيننكو عام 2006
بعدما اتهمه بممارسة الجنس مع الأطفال الذكور





حسين احمد صبرا
بعد نحو عشر سنوات من اغتيال المعارض الروسي ألكسندر ليتفيننكو بالسم في لندن، صدر في بريطانيا في 21 كانون الثاني/ يناير 2016 تقريرٌ عن المحكمة العليا برئاسة القاضي روبرت أوين، إتَّهَمَ فلاديمير بوتين شخصياً بالوقوف وراء عملية اغتيال ليتفيننكو، ورأى أنَّ هناك بعداً شخصياً للعداء بين الرجلين.
من الأعلى: ليتفيننكو على فراش الموت - أندريه لوجوفوي -
ديمتري كوفتون - فندق الميلينيوم
وكان ليتفيننكو التقى بعميلين من جهاز الإستخبارات الروسية الـ"أف. سي. بي" (الـ"كي. جي. بي" سابقاً) في "باين بار" في فندق "ميلينيوم" في نايتسبريدج في لندن في الأول من تشرين الثاني/ نوفمبر 2006، حيث قام العميلان أندريه لوجوفوي وديمتري كوفتون بتسميم إبريق الشاي بمادة البولونيوم 210 المشعَّة، وقد احتسى ليتفيننكو منه عدة رشفات أدَّت بعد عدة أيام إلى ظهور عوارض المرض، ما أدى إلى دخوله إلى المستشفى حيث ما لبث أن فارق الحياة في 23 تشرين الثاني/ نوفمبر.. وتجدر الإشارة إلى أنَّ ليتفيننكو كان من المقرَّر أن يسافر إلى أسبانيا مع لوجوفوي وكوفتون للتحري عن قضايا فساد يرتكبها كبار المسؤولين الروس والمافيا الروسية في اسبانيا، ويتَّضح من ذلك أنَّ هذين العميلين تظاهرا بتوفير معلوماتٍ لليتفيننكو عن الجريمة المنظَّمة الروسية في أوروبا.
أندريه لوجوفوي
بعد بضعة أشهر من عملية الإغتيال هذه، والتي وصفها مجلس العموم البريطاني آنذاك بأنها "هجومٌ نووي مصغَّر في شوارع لندن"، اتَّهمت السلطات البريطانية في 7 أيار/ مايو 2007 أندريه لوجوفوي بقتل ليتفيننكو، مطالبةً موسكو بتسليمها إياه.. بيد أنَّ موسكو رفضت في 5 تموز/ يوليو من العام نفسه تسليم لوجوفوي، قائلةً إنَّ دستورها لا يسمح بذلك.. إثر الرفض الروسي قامت بريطانيا بطرد أربعة دبلوماسيين روسٍ عام 2007 رداً على عملية قتل ألكسندر ليتفينينكو، وعُلِّقَت المحادثات بشأن تأشيرات الدخول بين البلدين، وفَتُرَت الروابط البريطانية مع جهاز الإستخبارات الروسية الـ"أف. سي. بي".. بيد أنَّ التحقيق في بريطانيا ظلَّ سرِّياً ويسير بخطىً بطيئة كما لو أنَّ بريطانيا قد فضَّلت طيَّ هذا الملف، إلى أنَّ صير فجأة إلى الإعلان عن لجنة تحقيقٍ علني من قبل وزارة الداخلية البريطانية في تموز/ يوليو من عام 2014، ومن جهتنا لا بد لنا أن نربط الإعلان عن هذه اللجنة بضم بوتين لشبه جزيرة القرم في الشهر نفسه وقيام العالم الغربي بفرض عقوباتٍ إقتصادية على روسيا، وما يعنيه ذلك من أنَّ بريطانيا عادت ووجدت في قضية اغتيال ألكسندر ليتفيننكو ورقة ضغط على بوتين نفسه..
روبرت أوين

   وبالفعل، ما أن حلَّ كانون الثاني/ يناير عام 2015 حتى بدأ التحقيق العام العلني في مقتل ليتفيننكو، ليتم الإعلان عن نتيجة التحقيق بعد عامٍ كاملٍ ويتَّهم بوتين بأنه وافق على عملية الإغتيال، وكان قاضي المحكمة البريطانية العليا روبرت أوين صريحاً حينما أعرب في تقريره النهائي، الصادر في 21/ 1/ 2016، عن أسفه لطول فترة التحقيق لأكثر من ثماني سنوت، مُعْزياً ذلك إلى حساسية بعض الأدلة من الناحية الأمنية الوطنية.

زوج ليتفيننكو مارينا تحمل نسخة من التقرير الختامي للمحكمة العليا البريطانية
ويبدو إبن ليتفيننكو أناتولي
في التقرير الختامي لهذا التحقيق المكوَّن من 320 صفحة، والذي بلغت تكلفته الإجمالية 2.2 مليون يورو وشارك فيه أكثر من 200 ضابط في الشرطة والإستخبارات البريطانية، أعلن القاضي روبرت أوين أنَّ بوتين "على الأرجح" أمر بقتل ليتفيننكو نتيجة "الهجمات الشخصية جداً" والتي قد تكون الدافع إلى قتله، مشيراً إلى المقالة التي كتبها ليتفيننكو في تموز/ يوليو 2006 واتَّهم فيها بوتين بممارسة الجنس مع الأطفال الذكور، واعتبرها أوين "ذروة" هجوم ليتفيننكو على بوتين..
نص مقال ليتفيننكو عن شذوذ بوتين الجنسي

   وقال أوين متسائلاً: "إنَّ الأمر يحتاج إلى أن نقول بقوة إنَّ المزاعم التي أدلى بها ليتفينينكو ضد الرئيس بوتين في هذه المقالة كانت من أكثر الأمور خطراً. فهل لهذا أي علاقة بقتله؟"..



الصحافية الشهيدة آنَّا بوليتكوفسكايا
    وتابع أوين في تقريره، مضيفاً سبباً ثانياً: "وفقط قبل أيامٍ من سمِّه، اتَّهم ليتفينينكو الرئيسَ بوتين علناً بالمسؤولية عن قتل الصحافية (الروسية) آنَّا بوليتكوفسكايا. وكما وصفتُ ذلك سابقاً، في البيان الذي أصدره (ليتفينينكو) وهو على فراش الموت، فإنه (أي ليتفيننكو) اتَّهم الرئيسَ الروسي بالمسؤولية عن جريمة قتله هو نفسه"..


ليتفيننكو وهو طفل مع والدته
     ثم يضيف أوين سبباً ثالثاً، قائلاً: "قد لا يأخذ الأمرُ قدراً كبيراً من الخيال للنظر كيف سيكون رد فعل جهاز الإستخبارات الروسية الـ"أف. سي. بي" (الـ"كي. جي. بي" سابقاً) حيال تقريرٍ يذكر أنَّ أحد ضباطه السابقين (أي ليتفينينكو) كان يعمل مع الإستخبارات البريطانية".. كما وضع أوين سبباً رابعاً وهو علاقة ليتفيننكو مع المنشقين الروس.. ورأى أنَّ كل تلك الأسباب كانت كافية لاستهداف ليتفيننكو على الأراضي البريطانية.
من اليسار: أندريه لوجوفوي وديمتري كوفتون
ووجَّه القاضي أوين الإتهام المباشر إلى أندريه لوجوفوي وديمتري كوفتون بتسميم ليتفيننكو، قائلاً: "أنا واثقٌ من أنَّ السيدين لوجوفوي وكوفتون عرفا أنهما يستخدمان السمَّ القاتل، وأنهما هَدَفا إلى قتل ليتفينينكو (...) ومع ذلك فأنا أنا لا أعتقد أنهما كانا يعرفان بالضبط ما هي المادة الكيميائية التي كانت في متناولهما أو طبيعة كل خصائصها".. ثمَّ وجَّه الإتهام إلى مَنْ يقف خلف القاتلَين قائلاً: "أنا واثقٌ من أنَّ لوجوفوي وكوفتون كانا يتصرَّفان نيابةً عن الآخرين عندما سمَّما ليتفينينكو"..
نيكولاي باتروشيف مع بوتين
وهنا قال أوين صراحةً: "مع الأخذ في الإعتبار الكامل بجميع الأدلة والتحليلات المتاحة لي، أجد أنَّ عملية الإستخبارات الروسية الـ"أف. سي. بي" لقتل ليتفينينكو ربما وافق عليها السيد (نيكولاي) باتروشيف (الذي كان مدير الـ"أف. سي. بي" عام 2006)، وكذلك الرئيس الروسي (فلاديمير بوتين)".. وأشار أوين في تقريره إلى أنَّ استخدام مادة البولونيوم 210 المشعَّة كان "على أقل تقدير مؤشراً قوياً على تدخل الدولة"، حيث أنَّ هذه المادة موجودة في المفاعلات النووية، وأنَّ الهدف من قتل ليتفينينكو بالإشعاع هو "إرسال رسالة".

ردود الأفعال

ديفيد كاميرون وبوتين
كاد تقرير المحكمة البريطانية العليا مطلع عام 2016 أن يُحدث أزمة بين بريطانيا وروسيا، وقد رفض بوتين (حتى الآن) تسليم القاتلَين، في حين يواجه رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون دعواتٍ متزايدة إلى فرض عقوباتٍ على الشخصيات الروسية البارزة إذا ما رفض الكرملين تسليم القاتلَين.. وقد أدان كاميرون عملية قتل ليتفيننكو، وذلك في منتدى دافوس الإقتصادي (يومَ صدور تقرير المحكمة)، واصفاً عملية القتل بأنها "مروِّعة تماماً"، ووصف العلاقات مع روسيا اليوم بأنها ""صعبة"، وقال إنه لا يستبعد مزيداً من الإجراءات العقابية ضد روسيا.. بيد أنه اعترف بأنه ما يزال بحاجة إلى العمل مع روسيا وأنه لا يمكننا قطع العلاقات، قائلاً إنَّ الأزمة في سورية تعني أنَّ على بريطانيا أن تكون لها علاقة مع روسيا ولو أنَّ الواحد عليه أن ينظر إلى الأمور "برؤية واضحة وقلبٍ بارد"..
ليتفيننكو مع ابنه أناتولي في حديقة لندن
وقالت المتحدثة بإسم وزارة الخارجية البريطانية: "إنَّ استنتاج لجنة التحقيق بشأن تورُّط الدولة الروسية المحتمل في هذا القتل كان مزعجاً للغاية، مما يدل على التجاهل الصارخ لقوانين المملكة المتحدة والقانون الدولي ومعايير السلوك وسلامة المواطنين في المملكة المتحدة".. وقال وزير الخارجية البريطانية: "إنَّ هذا من شأنه أن يزيد من تعقيد العلاقات الثنائية وتقويض الثقة وتشويه سمعة روسيا على الساحة الدولية".. ودعا وزير الداخلية في الظل آندي بورنهام بريطانيا إلى العمل على منع روسيا من تنظيم كأس العالم عام 2018..
وحثَّت أرملة ليتفينينكو – مارينا – بريطانيا على فرض عقوباتٍ على روسيا، وعلى طرد جميع الجواسيس الروس من لندن..
بيل برودر
أما رجل الإعمال الأميركي بيل برودر، الذي سبق لبوتين أن طرده من روسيا عام 2005 بعدما كشف بعض عمليات الفساد في روسيا، فقال: "أيُّ شيءٍ من المحتمل أن يفضح الجرائم المالية التي يرتكبها أشخاصٌ في الحكومة (الروسية) يُعَرِّض الشخصَ الفاضحَ إلى خطر التعرُّض للقتل".. وقال إنَّ ما جرى في أعقاب قتل ليتفيننكو غير كافٍ، وأضاف: "إذا ما أرسلت الحكومة الروسي قَتَلَةً إلى بريطانيا لقتل الناس دون أن تكون هناك عواقب لهذا الجرم، فإنَّ ذلك أساساً يعطي لهم الضوءَ الأخضر لحماية قَتَلَة الناس".. ودعا برودر بريطانيا والإتحاد الأوروبي إلى فرض عقوباتٍ فردية "كحدٍّ أدنى" مثل تجميد الأصول المالية وحظر السفر على الأشخاص في الحكومة الروسية الذين يتبيَّن أنَّ لهم مسؤولية في مقتل ليتفيننكو..
ديمتري بيسكوف مع بوتين
ومن جهته قال المتحدِّث بإسم بوتين، ديمتري بيسكوف: "إنَّ مثل هذا التحقيق الذي يُحكى عنه اليوم هو بلا شك قادر فقط وإلى حدٍّ بعيد على تسميم أجواء علاقاتنا الثنائية"، كما وصفه بأنه مثال على "الفكاهة البريطانية البارعة". وقال إنَّ الكرملين غير مهتم بتقرير القاضي البريطاني روبرت أوين، وأضاف: "إنه تحقيقٌ يجري في بريطانيا، وفي هذه الحالة هو ليس موضوعاً مهماً بالنسبة إلينا أو موجوداً على جدول أعمالنا"..
ألكسندر ياكوفينكو


    ونفى السفير الروسي في لندن ألكسندر ياكوفينكو أي علاقة لروسيا قائلاً إنَّ من غير المقبول أن تصل بريطانيا إلى حد اتهام روسيا باغتيال أحد الرعايا البريطانيين، ووصف الإتهام بأنه "تمويه".. وقال: "نحن نرى أنها محاولة إضافية للضغط على روسيا في ما يتعلق بالخلافات القائمة حول القضايا الدولية".



أندريه لوجوفوي مع زوجه كسينيا
أما المتَّهم أندريه لوجوفوي، الذي هو الآن سياسي روسي، فقال في مقابلةٍ مع وكالة الأنباء الروسية "إنترفاكس" إنَّ التُهَم الموجَّهة إليه "سخيفة".. وأضاف: "وكما توقَّعنا، لم يكن هناك أي نبأ مثير (...) إنَّ نتائج التحقيق التي تمَّ الإعلان عنها اليوم تؤكِّد موقفَ لندن المعادي للموقف الروسي، ووجهةَ نظرٍ ضيقة الأفق، وعدمَ رغبة البريطانيين في تحديد السبب الحقيقي لوفاة ليتفينينكو".. ووصف تقرير المحكمة بقوله: "إنَّ هذا هو بعضٌ من جيمس بوند الروسية".. وادَّعى لوجوفوي بأنَّ بيروزوفسكي توقَّف عن دفع الأموال لليتفيننكو أوائل عام 2006، وأنَّ ليتفيننكو راح يبتز بيريزوفسكي، مما يرجِّح أن يكون الأخير قام بقتله!..
ديمتري كوفتون
في حين أنَّ المتَّهم الثاني ديمتري كوفتون، الذي هو الآن رجل أعمال في روسيا، فقال لـ"إنترفاكس" إنه لن يعلِّق على التقرير إلى أن يحصل على مزيدٍ من المعلومات حول محتوياته.. وأضاف كوفتون قوله لوكالة "انترفاكس" الروسية: "أنا لم أشارك في وفاة ليتفيننكو. أما بالنسبة إلى نتائج التحقيق الذي نُشر في لندن فإنَّ المحقق روبرت أوين لم يستطع التوصل إلى أي استنتاجاتٍ أخرى غير تلك القائمة على أدلة مزوَّرة وملفَّقة"..
وتجدر الإشارة إلى أنَّ موقع الـ"بي. بي. سي" ذكر أنَّ الروس نشطوا عبر وسائل التواصل الإجتماعي وسخروا من رفض الكرملين للتقرير البريطاني واستخدموا الهشتاج بعنوان "احتمال تورُّط بوتين".

أندريه لوجوفوي

مَنْ هو أندريه لوجوفوي، المتَّهم الأول والأساسي بقتل ألكسندر ليتفيننكو، والذي اتَّهمه تقرير المحكمة البريطانية العليا بأنه والمتَّهم الثاني ديمتري كوفتون كانا يتصرَّفان تحت إشراف جهاز الإستخبارات الروسية الـ"أف. سي. بي"؟!
أندريه لوجوفوي
ولد أندريه لوجوفوي في باكو عاصمة أذربيجان عام 1966، وكان المتَّهم الثاني ديمتري كوفتون صديقَ طفولته ، وقد انضمَّا سوياً إلى جهاز الإستخبارات السوفياتية السابق الـ"كي. جي. بي" أواخر عام 1980.. في النصف الأول من عام 1990 شملت مهام أندريه لوجوفوي توفير الأمن الشخصي لكبار المسؤولين السوفيات، ثم ذهب في وقتٍ لاحق إلى مجال الأمن الخاص، وقد شغل منصب رئيس جهاز الأمن في قناة التلفزيون الروسية "أو. ار. تي" وعرف ليتفيننكو لمدة 10 أعوام قبل أن يغادر الأخير روسيا.. يقول لوجوفوي إنَّ ليتفيننكو كان أحد معارفه، وأنه لا اتصالات شخصية بينهما ولا أعمال، وأنه وكوفتون لم يكن لهما أي اتصال على الإطلاق مع ليتفيننكو عقب مغادرة الأخير روسيا إلى بريطانيا، إلى أن تلقَّيا مكالمة هاتفية "غير متوقَّعة" منه لترتيب اجتماعٍ بينهم في لندن في تشرين الثاني/ نوفمبر 2006..
ليتفيننكو في المستشفى على فراش الموت
ويضيف لوجوفوي في مقابلةٍ مع إذاعة "صدى موسكو" الروسية: "يمكنني أن أؤكد لكم بِيَقِينٍ 100% أنَّ ليتفيننكو لم يأمر بأي شيء ونحن لم نقدِّم له شيئاً أيضاً".. ويُذكر أنه بعد وفاة ليتفيننكو دُعِيَ لوجوفوي من قبل الحزب الديمقراطي الليبرالي القومي المتطرِّف الروسي إلى قائمة مرشَّحيه لانتخابات البرلمان الإتحادي عام 2007، وأصبح نائباً لديه حصانة نيابية.. وفي آذار/ مارس 2015 أظهر بوتين دعمَهُ للوجوفوي بأن منحه ميدالية "خَدَمات للوطن الأم".
آثار البولونيوم في إبريق الشاي الذي احتسى منه ليتفيننكو

   من الأدلة التي وجَّهها تقرير المحكمة البريطانية العليا ضد لوجوفوي أنه تمَّ العثور على آثار البولونيوم 210 في الفنادق والمطاعم والطائرات المستخدَمة من قبله عام 2006، وقد عولج هو نفسه في موسكو من التسمم الإشعاعي في كانون الأول/ ديسمبر 2006..



    كما أنَّ من الأدلة المساقة ضد لوجوفوي قيامه عام 2010 بإرسال قميصٍ إلى الملياردير الروسي المنشق بوريس بيريزوفسكي مكتوبٍ عليه من الظَهر: "الموت النووي يطرق بابَكَ"، وقد أرسله عبر شركة بريدية كـ"هدية" لبيريزوفسكي، صديق ليتفينينكو (توفي بيريزوفسكي عام 2013).. وقد كُتِبَ على صدر القميص هذه العبارة: "البولونيوم 210 – لندن – هامبورغ – يُتْبَع".. وقال تقرير روبرت أوين إنَّ الكتابة على القميص كانت "بعبارات استثنائية"، وأضاف: "إذا أُخذت لوحدها (بدون أية أدلة شفوية من لوجوفوي) فإنه سيكون  من الصعب فَهْمُ ما المقصود من هذا القميص". وأضاف: "ومن جميع الجهات فإنَّ ذلك يدل على أنَّ لوجوفوي وافق على قتل ليتفينينكو، وكان تهديداً واضحاً لبيريزوفسكي. وعلاوةً على ذلك فإنه يمكن النظر إلى القميص على أنه بمثابة اعترافٍ من لوجوفوي على أنه سمَّ ليتفينينكو، وأنه (أي لوجوفوي) واثقٌ من أنه لن تقوم روسيا بتسليمه".

يُذكر أنَّ أندريه لوجوفوي افتتح مطعماً في موسكو مع زوجه، التي تدعى كسينيا، وتبلغ من العمر 26 عاماً، هي عارضة أزياء ونجمة تلفزيونية في روسيا، وتملك سلسلة صغيرة من مقاهي الشاي في موسكو، وقد قالت إنها لم تسمع قط عن تورُّط بعلها المزعوم في القضية المشؤومة قبل حفل زواجهما على البحر الأسود عام 2011.

ديمتري كوفتون

هو المتَّهم الثاني، الذي قال عنه تقرير قاضي المحكمة البريطانية العليا روبرت أوين: "إنني أستنتج أنه (أي كوفتون) كان يتصرَّف أيضاً في إطار توجيه جهاز الإستخبارات الروسية الـ"أف. سي. بي"، ربما بشكلٍ غير مباشر من خلال لوجوفوي ولكن ربما بمعرفته"..
ديمتري كوفتون
وُلد ديمتري كوفتون عام 1965، وتدرَّب مع لوجوفوي في أكاديمية القيادة السوفياتية في موسكو قبل أن ينضم إلى وحدة الحماية التابعة لجهاز الإستخبارات السوفياتية السابق الـ"كي. جي. بي".. وكان وقتَ انهيار الإتحاد السوفياتي في ألمانيا الشرقية، فهرب مع زوجه إلى هامبورج طالباً اللجوء السياسي.. تولَّى كوفتون وظائف مختلفة بما في ذلك وظيفة نادلٍ وغاسلٍ للصحون، وقالت زوجُهُ آنذاك إنه كان يريد أن يكون نجم الأفلام الإباحية، وأنه كان يعاني من إدمان الخمر.. عاد كوفتون إلى روسيا حيث زعم أنَّ لوجوفوي قام بتجنيده.. وادَّعى (كوفتون) أمام السلطات البريطانية بأنه كان متورِّطاً في صناعة النفط والغاز، وهذا ما ساعده في الحصول على تأشيرة لزيارة بريطانيا عام 2006 علَّهم يحصلون منه على معلوماتٍ سرية، إلا أنَّ زوجه الأولى تشكِّك في أن يكون بعلها متورِّطاً في صناعة النفط والغاز وتقول إنَّ ذلك ليس صحيحاً..

    وبعد اغتيال ليتفيننكو تحوَّل كوفتون إلى رجل أعمال في موسكو.. ومن الأدلة الموجَّهة ضده إفادة التحقيق البريطاني بأنَّ أحد الشهود قال له كوفتون إنه يحمل "سمّاً باهظ الثمن"، وذلك قبيل اجتماعه بليتفيننكو، وقد سأله كوفتون إن كان يعرف طباخاً يعمل في لندن.

(نُشر هذا الموضوع في مجلة "الشراع" اللبنانية بتاريخ 18 تموز/ يوليو 2016، العدد رقم 1757).

الحديث التالي:
الحديث السابق:











 x

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق