إليكم تفاصيل عملية اغتيال ليتفيننكو
بمادة البولونيوم 210 استناداً إلى ما ورد في تقرير قاضي المحكمة البريطانية
العليا روبرت أوين في 21/ 1/ 2016، وقد اعتمدنا على ما ورد في التقرير الصحافي
الممتاز والمطوَّل لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية، والذي تميَّزت فيه عن
باقي الصحف البريطانية في تغطية هذا الحدث:
إنزل إلى أسفل لقراءة الموضوع كاملاً
كتاب
بوتين زعيم مافيا
(ملف ضخم عن فساد بوتين وإجرامه)
تأليف: حسين احمد صبرا
(2016)
الإهداء:
إلى روح الشهيد ألكسندر ليتفيننكو
(ضابط الإستخبارات المنشق، والذي اغتاله بوتين في لندن
عام 2006)
الطامع في ثروة سورية النفطية (20)
تفاصيل تسميم بوتين لألكسندر ليتفيننكو
بمادة البولونيوم في إبريق الشاي
حسين احمد صبرا
كان المعارض الروسي ألكسندر ليتفيننكو
يبلغ من العمر 43 عاماً عندما تمَّ تسميمه في فندق ميلينيوم في مايفير في لندن عام
2006، وهو أبٌ لثلاثة أولاد، وقد أثارت وفاته بالإشعاع حالة تأهب أمني كبير في بريطانيا
آنذاك، وصفها مجلس العموم البريطاني بأنها "هجومٌ نووي مصغَّر في شوارع
لندن"، وذلك عقب الإكتشاف بأنَّ المتَّهمين الروسيَّين أندريه لوجوفوي
وديمتري كوفتون، قد سَمَّا ليتفيننكو بمادة البولونيوم 210 المشعَّة بعدما وضعا
قطراتٍ منها في إبريق الشاي..
وكان ليتفيننكو التقى بهما في ذلك المطعم لتزويده
بمعلوماتٍ عن الرجال الروس المرتبطين بكبار الشخصيات في الكرملين ويمارسون الجريمة
المنظَّمة في أسبانيا، مع الإشارة إلى أنَّ ليتفيننكو كان يزوِّد جهاز الإستخبارات
البريطانية "أم. إي 6" بما يحصل عليه من معلومات.
![]() |
ليتفيننكو على فراش الموت |
![]() |
القاضي روبرت أوين متوجهاً إلى المحكمة وبيده التقرير |
إليكم تفاصيل عملية اغتيال ليتفيننكو بمادة البولونيوم 210 استناداً إلى ما ورد في تقرير قاضي المحكمة البريطانية العليا روبرت أوين في 21/ 1/ 2016،
وقد اعتمدنا على ما ورد في التقرير الصحافي الممتاز والمطوَّل لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية، والذي تميَّزت فيه عن باقي الصحف البريطانية في تغطية هذا الحدث:
·
في تشرين الأول/
أكتوبر 2004: بدأ التخطيط عندما التقى ليتفيننكو بأندريه لوجوفوي لبحث
"اقتراح الأعمال"، وبحلول ذلك الوقت كانت الإستخبارات البريطانية
"أم. إي. 6" تدفع لليتفنينكو ألفي يورو شهرياً لتمرير معلوماتٍ حول
العصابات المنظَّمة المرتبطة بكبار الشخصيات في الكرملين.
![]() |
ممن اليمين: ديمتري كوفتون وأندريه لوجوفوي |
·
17 تشرين الأول/
أكتوبر 2006: انتقل القاتلان إلى فندق "باركس" في نايتسبريدج (وسط لندن)،
والذي كان ملوَّثاً أيضاً، وحيث اجتمعا مرةً أخرى بليتفيننكو، ولكنهما لم يحاولا
تسميمه.
·
18 تشرين الأول/
أكتوبر 2006: لوجوفوي وكوفتون يعودان إلى موسكو من مطار جاتويك (جنوب لندن على
مسافة 45 كلم منها)، ملوِّثَين الطائرة بالإشعاع.
![]() |
من اليمين: آنَّا بوليتكوفسكايا من اليسار: ليتفيننكو لحظة اتهامه لبوتين باغتيال بوليتكوفسكايا |
·
25 تشرين الأول/
أكتوبر 2006: بعد تعرُّضه (في موسكو) للتوبيخ بشكلٍ شبه مؤكَّد، يعود لوجوفوي إلى
لندن ويلوِّث الطائرة.
![]() |
ليتفيننكو مع إبنه أناتولي |
·
28 تشرين الأول/
أكتوبر 2006: يطير كوفتون من موسكو إلى هامبورغ (في ألمانيا)، حيث كان يزور زوجَهُ
السابقة. ثم تمَّ في وقتٍ لاحق العثور على آثار الإشعاع في شقَّتها وفي أماكن أخرى
كبيت حماته.
![]() |
ليتفيننكو يُلبس زوجه الثانية مارينا المحبس |
·
أول تشرين الثاني/
نوفمبر 2006: كوفتون يصل إلى لندن ويجتمع بلوجوفوي ويبدآن في التخطيط لمحاولة
اغتيال ليتفيننكو عن طريق استدراجه إلى وسط لندن. ويتَّصل لوجوفوي بليتفيننكو
ويدعوه إلى الإجتماع في "باين بار" في فندق "ميلينيوم" (في
نايتسبريدج في لندن). يستقل ليتفيننكو حافلةً من منزله في "ماسويل
هيل"، شمال لندن، ثم مترو الأنفاق إلى سيرك البيكاديلي حيث كان لديه موعداً
على الغداء في الساعة الثالثة من بعد الظهر مع زميله المحامي الإيطالي ماريو
سكاراميلا. ثم يتلقَّى ليتفيننكو اتصالاتٍ من لوجوفوي الذي كان غاضباً على نحوٍ
متزايد. في هذه المرحلة طلب القَتَلة (لوجوفوي وكوفتون) ثلاثة أكواب من الشاي
وثلاثة كؤوس من النبيذ وماء الصودا وكأساً واحداً من النبيذ المعتدل وواحداً من
الشمبانيا وسيجاراً واحداً من ماركة "روميو وجولييت" وبعض الشاي الأخضر.
وبلغت الفاتورة 70,60 يورو. قبل لحظاتٍ من وصول ليتفيننكو تمَّ رش بعض البولونيوم
من زجاجةٍ في إبريق الشاي الأخضر، وفي هذه المرة فإنَّ ليتفيننكو شرب بعضاً منه.
وقبل مغادرته فإنَّ لوجوفوي أحضر ابنه إيغور، البالغ من العمر ثماني سنوات،
وقدَّمه إلى ليتفيننكو، الذي صافحه بيده الملوَّثة. لقد أخرج إبريق الشاي، الذي
احتسى منه ليتفيننكو، إشعاعاتٍ بقيمة 100 ألف بيكيريل في السنتمتر المربَّع، مع
الإشارة إلى أنَّ 10 آلاف بيكيريل من الإشعاعات تكفي لقتل شخصٍ ما إذا ما تناولها.
وجاءت أكثر الإشعاعات من صنبور إبريق الشاي (بعد فحصه)، حيث سجَّل 20 ألف
بيكيريل... وبعد وضعه السمَّ في إبريق الشاي لليتفيننكو ذهب كوفتون إلى غرفته
وألقى ما تبقَّى من محتويات زجاجة البولونيوم في بالوعة الحمَّام. عند الساعة
الخامسة والثلث استقلَّ ليتفيننكو مصعد منزل صديقه أحمد زكاييف، وفي وقتٍ لاحق
شعر ليتفيننكو أنه ألمَّ به مرضٌ شديد.
![]() |
ليتفيننكو مع زوجه الأولى وأحد أبنائه |
·
17 تشرين الثاني/
نوفمبر 2006: نَقَلَهُ مسعفون إلى مستشفى "أونيفرسيتي كوليدج" (في
لندن)، حيث وُضِعَ تحت حراسة الشرطة المسلَّحة.
·
20 تشرين الثاني/
نوفمبر 2006: بدأ البولونيوم يفعل فعله، وبدأ ليتفيننكو يعاني من فقدان الوزن
وتساقط الشعر. وبدأت وحدة سكوتلاند يارد لمكافحة الإرهاب التحقيق.
·
22 تشرين الثاني/
نوفمبر 2006: أُصيب ليتفيننكو ليلاً بنوبةٍ قلبية.
![]() |
جنازة الشهيد ألكسندر ليتفيننكو |
البولونيوم 210
ذكر
تقرير المحكمة البريطانية العليا أنَّ الكمية التي وُضعت في إبريق الشاي الأخضر
بلغت 50 ميكروغرام كحدٍّ أدنى، وأنَّ الكمية التي يُعتقد أنَّ ألكسندر ليتفيننكو
ابتلعها تبلغ 26,5 ميكروغرام.. ويبلغ النشاط الإشعاعي للكمية التي ابتلعها
ليتفيننكو 4,4 جيغابيكيريل، وهو ما يعادل 176 كلغ من اليورانيوم (10 آلاف بيكيريل
من البولونيوم 210 تكفي لقتل الإنسان عند ابتلاعها).. فما هي هذه المادة؟
![]() |
أثناء الجنازة، من اليمين: والد ليتفيننكو -الملياردير بوريس بيريزوفسكي - الزعيم الشيشاني أحمد زكاييف - مارينا أرملة ليتفيننكو |
يستخدم
البولونيوم عادةً للقضاء على الكهرباء الساكنة في بعض العمليات الصناعية وفي
إمدادات الطاقة في إنتاج الأسلحة الذرية، وفي صناعة النفط، كما استُخدم في الأقمار
الصناعية الروسية للإبقاء على معدات القمر ساخنة ليلاً، كما يُوَلَّد بشكلٍ مصطنع
كمُنْتَج في المفاعلات النووية.. بيد أنه لا يتوافر في هذه الصناعات بشكلٍ يمكن
اعتماده كسمّ. ويقول الخبراء إنَّ تجهيز البولونيوم ليصبح مادة سامة للإنسان
يتطلَّب إنفاق مبالغ مالية أكبر بكثير، وهذا يجب أن يكون من صنع الإنسان وليس
الطبيعة، وذلك ربما عبر الجهاز المسرِّع للجسيمات أو عبر المفاعل النووي.
![]() |
قبر الشهيد ألكسندر ليتفيننكو في لندن |
بيد أنَّ مادة البولونيوم تترك آثاراً يمكن أن تساعد الشرطة على تحديد الأشخاص الذين استخدموها عبر تتبُّع سلسلة المواقع الملوَّثة (ملاحظة: إغتيال ليتفيننكو بمادة البولونيوم 210 في إبريق الشاي هو الذي يجعل لاعب الشطرنج العالمي والمعارض الروسي البارز غاري كاسباروف يقول دائماً في أحاديثه إنه لا يشرب الشاي مع أحد).
(نُشر هذا الموضوع في مجلة
"الشراع" اللبنانية بتاريخ 25 تموز/ يوليو 2016، العدد رقم 1758).
الحديث
التالي:
الحديث السابق:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق