كتب نافالني في مدوِّنته الإلكترونية
إنه يقاضي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بسبب تخصيص أموال الدولة لشركة يديرها صهر
بوتين، كيريل شمالوف، بعل ابنته الراقصة كاترينا تيخونوفا، (والتي تملك ثروة
تقدَّر بـ2 مليار دولار!).. وقال نافالني إنه رفع دعوى قضائية إدارية في المحكمة
الجزائية "تفيرسكوي" في موسكو، ادعى فيها المعارض الشاب أنَّ بوتين
انتهك القانون الإتحادي لمكافحة الفساد من خلال عدم الإبلاغ عن تضارب المصالح
حينما أمر بتخصيص أموالٍ قيمتها 1,75 مليار دولار من صندوق الثروة الوطنية الروسي
إلى شركة "سيبَر" النفطية في تشرين الأول/ أكتوبر 2015 وذلك كقرضٍ من
الدولة إلى الشركة، وأنَّ تضارب المصالح يبدو من كون أحد أعضاء مجلس إدارة
"سيبَر" ومالك أغلب أسهمها هو كيريل شمالوف، المتزوج من كاترينا
تيخونوفا، التي يزعم الكثيرون بأنها إبنة بوتين...
إنزل إلى أسفل لقراءة الموضوع كاملاً
كتاب
بوتين زعيم مافيا
(ملف ضخم عن فساد بوتين وإجرامه)
تأليف: حسين احمد صبرا
(2016)
الإهداء:
إلى روح الشهيد ألكسندر ليتفيننكو
(ضابط الإستخبارات المنشق، والذي اغتاله بوتين في لندن
عام 2006)
الطامع في ثروة سورية النفطية (13)
المعارض الشاب ما يزال قوياً:
ألكسي نافالني يرفع دعوى قضائية ضد بوتين
حسين احمد صبرا
في
السنوات الأخيرة شكَّل المعارض السياسي الروسي ألكسي نافالني أكبر تهديدٍ لبوتين بعدما
لمع نجم هذا المعارض الشاب على الساحة السياسية عام 2011 مع حملته ضد الفساد واشتهاره
بعبارته التي وصف فيها الحزب الحاكم (حزب روسيا المتحدة) بأنه "حزب المحتالين
واللصوص"، وما أعقب ذلك من تهديد لبوتين في عقر داره في انتخابات بلدية موسكو
عام 2013، تلك التي لم تكن قد جرت منذ 10 سنوات، حصد فيها نافالني نسبة 27,24%
وجاء في المرتبة الثانية، وبات نافالني المرشَّح المحتمل لمنافسة بوتين في
الإنتخابات الرئاسية العتيدة عام 2018.. فما كان من بوتين إلا أن بدأ يلفِّق
لنافالني قضايا جنائية الواحدة تلو الأخرى ليشوِّه سمعته ويُظهره على أنه هو
الفاسد، وقد وضعه إثرها قيد الإقامة الجبرية بدءاً من أواخر كانون الأول/ ديسمبر
2014 وإلى ما شاء الله، وقد تحدثنا عن ذلك ملياً في أحاديث سابقة.
تصريحات في الإقامة الجبرية
ألكسي نافالني |
![]() |
الصحافية الروسية - الأميركية ماشا جيسين |
وأهم ما قاله نافالني لماشا جيسين: "من الواضح أنَّ بوتين يتَّخذ القرارات حول مصير بلادي بشكلٍ شخصي، وكما يفعل في العديد من الأمور، فإنَّ بوتين شخصياً يتَّخذ الكثير من القرارات في البلد".
في آخر حوار عالمي أجرته معه إذاعة
"البي بي سي" البريطانية في 23/ 1/ 2016 قال نافالني عبارته الجديدة:
"إنَّ بوتين هو قيصر الفساد".. وكان نافالني سابقاً قد تحدَّث لصحيفة
"الجارديان" البريطانية في 17/ 10/ 2014 عن كيفية العثور على حسابات
بوتين المصرفية، فقال: "أعتقد أنَّ هناك ربما عدداً من الحسابات المرقَّمة في
المصارف السويسرية حيث يتم الإحتفاظ بالأموال، التي يعتبرها بوتين أموالاً شخصية.
ولكن في كل الأحوال فإنه يحتفظ بها جميعها بأسماءٍ رمزية مثل رئيس السكك الحديدية
فلاديمير ياكونين، أو الأخوين المليارديرين روزنبرج (صديقَي بوتين منذ الطفولة)،
فالمال هو العامل المشترك. وإذا أرادت أجهزة الإستخبارات فعلاً أن تجد أموال بوتين
فإنَّ هناك طُرُقاً لذلك، ولكن كل ما يمكننا القيام به هو العمل مع مصادر حرَّة
ومع المعلومات التي نحصل عليها من المطَّلعين. نحن لا يمكننا كشف هذه الحسابات في
المصارف السويسرية والإستيلاء على وثائق أو تحليل نقل الأموال. إنَّ الفساد في
روسيا مفضوح بحيث نتمكَّن من العثور على كمياتٍ ضخمة من المعلومات، أما العثور على
حسابات بوتين المصرفية فهذا يفوق قدراتنا"..
وعن كيفية نهاية بوتين قال نافالني إنه
يعتقد بأنْ لا داعي للتنبؤات حول كيفية نهاية بوتين، سواء بانقسامٍ في النخبة
الحاكمة أو ثورة عنيفة أو تحوُّل ديمقراطي، ولكنَّ الشيء المؤكَّد – حسب نافالني –
هو أنَّ التغيير لن يحصل عبر الإنتخابات..
أما عن موقفه من الحرب الروسية في
أوكرانيا فيقول نافالني لـ"الجارديان" إنه يشعر بأنَّ بوتين قد وضع حجر
الأساس لانهيار نظامه في نهاية المطاف، وأضاف: "لقد لجأ بوتين إلى أسلوبٍ
استخدمه مختلف القادة لقرون، ألا وهو استخدام الحرب أو العمليات العسكرية في سبيل
حل المشاكل الداخلية والرفع من سعره".. وعن عواقب الحرب الروسية في أوكرانيا
يقول: "إنَّ بوتين يحب أن يتحدَّث عن العالَم الروسي، إلا أنه يحقق عملياً
أصغر من ذلك، ففي روسيا البيضاء يغنون الأغاني المناهضة لبوتين في ملاعب كرة
القدم، وفي أوكرانيا فإنهم ببساطة يكرهوننا، ولا يوجد سياسي واحد أوكراني إلا
ولديه مواقف متطرفة ومعادية لروسيا، حتى أصبح العداء لروسيا الآن هو مفتاح النجاح
في أوكرانيا، وهذا هو خطأنا".
آخر تحقيقات نافالني عن الفساد
رغم وجوده قيد الإقامة الجبرية فإنَّ
"مؤسسة نافالني لمكافحة الفساد"، التي أسسها نافالني قبل عدة سنوات، ما
تزال على نشاطها، وتضم في صفوفها 30 موظفاً بالإضافة إلى آلاف المتطوعين..
وكان
آخر إنجازٍ لها في أوائل كانون الأول/ ديسمبر 2015 حينما أعدَّت مؤسسة نافالني فيلماً تحقيقياً
مدته 44 دقيقة، تمَّ نشره في غوغل في موقع اليوتيوب، ويتناول الفيلم قصة أحد
الفنادق الفاخرة في اليونان بدءاً من حفل الإفتتاح الفاخر، الذي حضره عدد كبير من
أثرى أثرياء روسيا، مروراً بتتبُّع درب الملكية، وصولاً إلى إظهار الحقيقة
التالية: أنَّ ملكية الفندق، بالإضافة إلى أصولٍ أخرى بقيمة مليارات الدولارات في
سويسرا وروسيا وغيرهما من البلدان، إنما تعود إلى نجل يوري تشايكا، المدَّعي العام
الروسي..
![]() |
مشهد من الفيلم، ويبدو فيه الفندق الفاخر في اليونان |
![]() |
شعار "مؤسسة نافالني لمكافحة الفساد" |
شاهد الفيلم في غضون يومين أكثر من مليون شخص، وخلال الشهر التالي (كانون الثاني/ يناير 2016) تجاوز عدد المشاهدين رقم 5 ملايين وفق ما قرأنا عنه في صفحة الفيلم في اليوتيوب، وذكرت مؤسسة مكافحة الفساد بأنها تفخر بتقديم نسخة بالإنكليزية عن الفيلم، وهو بعنوان "تشايكا، فيلم تحقيق وثائقي بواسطة مؤسسة مكافحة الفساد"..
![]() |
يوري تشايا مع بوتين |
![]() |
ألكسي نافالني وليونيد فولكوف |
نافالني يقاضي بوتين
![]() |
إبنة بوتين اترينا تيخونوفا وبعلها كيريل شمالوف |
![]() |
بوتين، ويبدو صهره كيريل شمالوف في أقصى اليسار |
المتحدِّث الرسمي بإسم بوتين قال لوكالة
"تاس" الروسية أنْ ليس لدى بوتين أية معلوماتٍ عن الدعوى.. أما المحكمة
في موسكو فقد رفضت النظر في الدعوى وقالت إنَّ اتهامات نافالني لا تخضع لنظر
الدعاوى الإدارية.
جدير بالذكر أنّ بوتين رفض في مؤتمره
الصحافي السنوي في كانون الأول/ ديسمبر 2015 التعليق على المزاعم بأنَّ كاترينا
تيخونوفا هي ابنته، وقال: "لا تشارك ابنتي في مجال الأعمال التجارية أو
السياسية، ولا أناقش مطلقاً مسائلي العائلية".
وقال نافالني: "حدث ذلك فجأةً بعد
أن أصبح كيريل شمالوف أحد المساهمين في "سيبَر"، إن بوتين وقع في غرام
"سيبَر" حقاً (...) لقد رفعتُ دعوى ضد بوتين بسبب صهره، وأنا مقتنعٌ
بأنني سوف أفوز". وأضاف نافالني إنَّ لدى بوتين مصلحة شخصية في نقل كمية ضخمة
من الأموال من دولة إلى شركة حيث صهرُهُ أبرز المساهمين فيها.
تقرير "رويتر"
![]() |
صهر بوتين كيريل شمالوف |
![]() |
جينادي تيمتشنكو خلف بوتين إلى اليسار |
![]() |
نيكولاي شمالوف |
(نُشر هذا الموضوع في مجلة
"الشراع" اللبنانية بتاريخ 21 آذار/ مارس 2016، العدد رقم 1741).
الحديث التالي:
الحديث السابق:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق