2017/02/17

كتاب "بوتين زعيم مافيا" (14)/ صديق بوتين الحميم يشتري النفط من داعش لبشار الأسد.



في 25 تشرين الثاني/ نوفمبر  من عام 2015 وضعت وزارة الخزانة الأميركية صديقَ بوتين الحميم، السياسيَّ ورجلَ الأعمال الروسي كيرسان إيليومجينوف (مواليد 1962) على قائمة العقوبات لتقديمه الدعم لنظام بشار الأسد عن طريق شرائه النفط من داعش في سورية وبيعه إلى بشار.. وقد جاءت هذه العقوبات في الوقت الذي كان إيليومجينوف يحتفل بمرور 20 عاماً على رئاسته الإتحاد العالمي للشطرنج (FIDE)...


إنزل إلى أسفل لقراءة الموضوع كاملاً



كتاب
بوتين زعيم مافيا
(ملف ضخم عن فساد بوتين وإجرامه)
تأليف: حسين احمد صبرا
(2016)



الإهداء:
إلى روح الشهيد ألكسندر ليتفيننكو
(ضابط الإستخبارات المنشق، والذي اغتاله بوتين في لندن عام 2006)




الطامع في ثروة سورية النفطية (14)

إنه الرئيس السابق للإتحاد العالمي للشطرنج كيرسان إيليومجينوف
صديق بوتين الحميم
يشتري النفط من داعش لبشار الأسد

بوتين وإيليومجينوف: صداقة حميمة


·      كيرسان إيليومجينوف هو شريك مالي مع ممثل المصالح المالية لبشار الأسد في روسيا

  
حسين احمد صبرا
في 25 تشرين الثاني/ نوفمبر  من عام 2015 وضعت وزارة الخزانة الأميركية صديقَ بوتين الحميم، السياسيَّ ورجلَ الأعمال الروسي كيرسان إيليومجينوف (مواليد 1962) على قائمة العقوبات لتقديمه الدعم لنظام بشار الأسد عن طريق شرائه النفط من داعش في سورية وبيعه إلى بشار.. وقد جاءت هذه العقوبات في الوقت الذي كان إيليومجينوف يحتفل بمرور 20 عاماً على رئاسته الإتحاد العالمي للشطرنج (FIDE)..
كيرسان إيليومجينوف
وقد سارع الإتحاد (الفيد) في 6 كانون الأول/ ديسمبر من العام نفسه إلى طرد إيليومجينوف من منصبه وتعيين نائبه جورجيوس ماكروبولوس ليتولى المهام الرسمية بدلاً منه.. مع الإشارة إلى أن كيرسان إيليومجينوف، المنتمي إلى حزب "روسيا الموحَّدة" الحاكم، ظلَّ لمدة سبعة عشر عاماً ( 1993 – 2010) رئيساً لجمهورية قلميقيا الروسية ذات الحكم الذاتي والواقعة على بحر قزوين، وهي الجمهورية الوحيدة في الإتحاد الروسي التي يعتنق سكانها الديانة البوذية، وهم من أصولٍ مغولية وصينية.

بيان العقوبات



إليكم أهم ما جاء في البيان الصحافي الرسمي الصادر عن وزارة الخزانة الأميركية في 25/ 11/ 2015، مع الإشارة إلى أنها أول مرة تُصدر فيها أميركا عقوباتٍ ضد فردٍ واحدٍ لمساعدة الأسد والقيام بأعمال تجارية مع جماعةٍ مسلحة:


"رداً على استمرار العنف من قبل نظام الأسد ضد مواطنيه، قامت وزارة الخارجية الأميركية، مكتب وزارة الخزانة لمراقبة الأصول الأجنبية (OFAC) اليوم بتحديد أربعة أشخاص وستة كيانات يقدِّمون الدعم لحكومة سورية وفقاً للأمر التنفيذي ذي الرقم (13582)، بما في ذلك شراء النفط من الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش". ونتيجةً لإجراء اليوم فإنَّ كل الأصول العائدة إلى أولئك المحدَّدين، والتي هي في الولايات المتحدة أو التي هي تحت إدارة أشخاص أميركيين، قد أصبحت مجمَّدة، ويُحَظَّر على الأشخاص الأميركيين الإنخراط في معاملاتٍ معهم". 
أديب ميالة، حاكم المصرف المركزي السوري
يتابع بيان الخزانة الأميركية: "لقد حُدِّد كيرسان إيليومجينوف اليوم لقيامه بالمساعدة المادية والعمل لصالح أو نيابةً عن الحكومة السورية ومصرف سورية المركزي وأديب ميالة وبتول رضا. إنَّ إيليومجينوف هو رجل أعمال روسي ثري، والرئيس السابق لجمهورية قلميقيا، ورئيس الإتحاد العالمي للشطرنج منذ فترةٍ طويلة. إنه مرتبطٌ بمعاملاتٍ مالية تشمل إتحاد شركات مدلَّل خوري، وذلك منذ وقتٍ مبكر من العام 1997، ويمتلك أو يدير "بنك التحالف المالي الروسي"( RFA Bank) جنباً إلى جنب مع مدلَّل خوري (رئيس مجلس إدارة البنك). وفي عام 1999 أدين مستشارٌ لإيليومجينوف، ثم أدين إيليومجينوف نفسه (الذي كان آنذاك رئيساً لجمهورية قلميقيا) بتهمة قتل الصحافية المعارضة [لاريسا يودينا، والتي سنتحدث عنها في موضوعٍ مستقل]، التي قيل إنها كانت تحقِّق في آلية تسجيل الأعمال التجارية البحرية في قلميقيا والمرتبطة بإيليومجينوف. وقد أغلقت السلطات الروسية في وقتٍ لاحق آلية تسجيل الأعمال التجارية البحرية بعد الإستنتاج بأنها كانت تُستخدَم لأغراضٍ غير مشروعة".
شعار "بنك التحالف المالي الروسي"
يضيف البيان: "إنَّ مكتب مراقبة الأصول الأجنبية (OFAC) قد حدَّد "بنك التحالف المالي الروسي" اليوم لكونه مملوكاً من قبل مدلَّل خوري وإيليومجينوف أو أنهما يديرانه. إنَّ مدلَّل خوري هو رئيس مجلس إدارة "بنك التحالف المالي الروسي"، وإيليومجينوف هو المساهم الأكبر في هذا البنك والرئيس السابق لمجلس إدارته. ويُقال إنَّ إيليومجينوف قد جلب في وقت رئاسته ممثليه الخاصين إلى البنك" (تمَّت أيضاً معاقبة رجل الأعمال القبرصي نيكوس نيكولا لعلاقته مع خوري، وشهدت أربع شركات تربط خوري ونيكولو، تدابير تقييدية ضدها، وهي: بريماكس – هاتسوتريد – إيزيجو – كريمسونت).
وبعدما كَشَفَ بيان وزارة الخزانة الأميركية عن هذه المعلومات المتعلقة بالتعامل المالي الوثيق بين كيرسان إيليومجينوف وممثِّل المصالح المالية لبشار الأسد في روسيا مدلَّل خوري، كشف البيان أيضاً عن أنَّ خوري كان قد خدم كوسيطٍ في صفقةٍ في عام 2013 بين بتول رضا (المسؤولة في البنك المركزي السوري) وشركةٍ روسية "لمحاولة شراء نترات الأمونيوم"، وهي مادة متفجرة (بيان الخزانة أشار إلى أنَّ مدلَّل خوري يمثِّل المصالح المالية لنظام الأسد في روسيا منذ العام 1994). 
جورج حاصواني
ثم يذكر بيان وزارة الخزانة الأميركية أنَّ جورج حاصواني، وهو مواطنٌ سوري يحمل الجنسية الروسية ويملك شركة "هيسكو" لأعمال الهندسة والبناء، "كان يتصرَّف كوسيطٍ من قبل النظام السوري لشراء النفط من داعش"..
وقد نصَّت العقوبات الأميركية على تجميد الأصول الأميركية لجورج حاصواني وشركة "هيسكو" ومنعت الأميركيين من التعامل معهما، وكذلك تجميد أصول ثلاثة أشخاصٍ آخرين وخمس شركاتٍ أخرى من روسيا وسورية وقبرص، مع الإشارة إلى أنَّ الإتحاد الأوروبي كان قد فرض عقوباتٍ على جورج حاصواني في آذار/ مارس 2015..

وكانت شركة "هيسكو"، المتعاملة بكثافة مع النظام السوري، حصلت على العديد من حقول النفط ومحطات البنزين في المناطق التي كانت المعارضة السورية تسيطر عليها سابقاً..

ويعتقد مسؤولون غربيون أنَّ بشار الأسد اشترى النفط من داعش وأعاد توزيعه بأسعارٍ مخفَّضة لبناء حسن نية مع الشعب السوري في المناطق التي يسيطر عليها.. مع الإشارة إلى أنَّ شركة "هيسكو" تذكر في موقعها الإلكتروني أنها بنت العديد من المشاريع في سورية مع المقاولين الروس.

علاقة إيليومجينوف ببشار الأسد

إيليومجينوف مع بشار الأسد (29/ 4/ 2012)
في 29 نيسان/ أبريل عام 2012 قام كيرسان إيليومجينوف بزيارةٍ شهيرة إلى سورية بوصفه رئيساً للإتحاد العالمي للشطرنج "الفيد"، حيث التقى برئيس النظام السوري بشار الأسد لمدة ثلاث ساعات.. ويومها صرَّح إيليومجينوف بالقول: "إنَّ الرئيس السوري يلعب الشطرنج بشكلٍ جيد جداً منذ دراسته في لندن".. كما أنَّ الموقع الإلكتروني للإتحاد العالمي للشطرنج ذكر عن هذه الزيارة ما يلي: "كما أشار السيد إيليومجينوف، كان له في 29 نيسان/ أبريل (2012) حديث لمدة ثلاث ساعات مع الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق. وأكد الرئيس السوري خلال المناقشة أنه كلَّف وزارة التربية والتعليم السورية التوقيع على اتفاقٍ للإنضمام إلى مشروع "الشطرنج في المدارس" مع الإتحاد العالمي للشطرنج".
كيرسان إيليومجينوف، الذي وصف العقوبات الأميركية ضده بأنها "إستفزاز"، سارع إلى الظهور في 29 تشرين الثاني 2015 على القناة التلفزيونية "روسيا 24" ليقول: "لقد كنتُ في سورية رسمياً قبل عامين [الأصح ثلاثة أعوام]، حيث عقدنا بطولة الشطرنج للأطفال، وهناك التقيتُ مع قادة البلاد. لا توجد علاقات تجارية أو علاقات إقتصادية".. كما قال إيليومجينوف في بيانٍ بالبريد الإلكتروني: "لم يكن لديَّ أي علاقة تجارية مع سورية، وكافة الإتصالات التي أجريتها مع هذا البلد هي إنسانية بحتة".
ثم ظهر إيليومجينوف في مقابلة تلفزيونية في موسكو (على شاشة قناة "دوزد") في 1/ 12/ 2015 ليقول: "أنا لا أبيع أي نفط من داعش إلى سورية". وأضاف: "آخر مرة زرت سورية قدَّمنا (للنظام السوري) ألف طقم من الشطرنج وثلاثة آلاف كتاب شطرنجي للأطفال". وقال: "قبل عامين كان علينا أنا وبشار الأسد أن نفتتح مركز الشطرنج الجديد، ولكن بسبب تهديد هجوم إرهابي لم نتمكن في المشاركة في هذا الحدث". وذكر أنه افتتج نوادٍ للشطرنج في دمشق وحلب لكنها تعرَّضت للقصف من قبل "الإرهابيين"، على حد زعمه.

إيليومجينوف ينفِّذ أوامر بوتين

تجدر الإشارة إلى أنَّ إيليومجينوف كان قد زار العراق والتقى بصدام حسين عام 2003 في الفترة التي سبقت الإحتلال الأميركي للعراق، ويقول عن هذه الزيارة: "لقد لعبتُ الشطرنج مع صدام حسين، شطرنج من دون سياسة، إذ أننا نشجع هذه الرياضة في جميع أنحاء العالم ونتواصل مع الجميع".. لكن من الواضح أنَّ هذه الزيارة كان هدفها الدعم المعنوي من قبل بوتين لصدام.
القذافي يلعب الشطرنج مع إيليومجينوف في طرابلس (12/ 6/ 2011)
كما تلقَّى دعوةً من الرئيس الليبي معمر القذافي قبل مقتله بأربعة أشهر وذلك في 12 حزيران/ يونيو عام 2011، حيث ظهر على شاشة التلفاز الليبي وهو يلعب الشطرنج مع القذافي.. والملاحظ من توقيت هذه الزيارة أيضاً أنها كانت رسالة دعمٍ من بوتين للقذافي، حيث كان الثوار في ذلك الوقت يقتحمون مجمع القذافي في طرابلس وكان حلف شمال الأطلسي والإستخبارات المركزية الأميركية الـ"سي. آي. إي" تبحث عن الرئيس الليبي بواسطة الأقمار الصناعية وطائرات الإستطلاع.. وقد استغل القذافي زيارة إيليومجينوف ليصرح بالقول بأنه على قيد الحياة وبصحة جيدة "ومن المؤكد أنني سأفوز". 
من اليمين: كاسباروف وإيليومجينوف
هذه الزيارات "الشطرنجية" التي قام بها كيرسان إيليومجينوف لكلٍ من صدام حسين ومعمر القذافي وبشار الأسد دفعت بالمعارض الروسي البارز ولاعب الشطرنج العالمي غاري كاسباروف إلى أن يشكِّك في الهدف المعلن من هذه الزيارات، قائلاً في إحدى المقابلات معه في تموز/ يوليو 2015 إنَّ إيليومجينوف "كان رجلاً موثوقاً به" من قبل النظام الروسي، بحيث أنه ينفِّذ أوامر الكرملين في جميع أنحاء العالم وتحديداً أوامر فلاديمير بوتين.، الأمر الذي أثار غضب إيليومجينوف، الذي قرأنا ردَّه العنيف على ما قاله كاسباروف، وذلك في الموقع الإلكتروني للإتحاد العالمي للشطرنج "الفيد" في 14 تموز/ يوليو 2015، ونكتفي بما ذكره إيليومجينوف عن كاسباروف من أنه "لاعب كبير وكذَّاب كبير"، وأنه "لا يهتم بالشطرنج، ولكن فقط بنفسه وبأهدافه السياسية".
إيليومجينوف مع بوتين
بيد أنَّ كاسباروف كان قد ذكر في المقابلة نفسها أمراً لافتاً جداً حينما قال إنَّ إيليومجينوف يشارك في عمليةٍ خاصة بفلاديمير بوتين، وذلك تعليقاً على زيارة إيليومجينوف (عام 2015) إلى مدينة لفوف الأوكرانية والقرار اللاحق بإجراء بطولة العالم في الشطرنج للسيدات في تلك المدينة، وأضاف كاسباروف: "لا أستطيع أن أتخيَّل أنَّ عميل بوتين سيتوجَّه إلى ما يسميه الروس "مخبأ بانديرا" بدون أن يكون مكلَّفاً بمهمة خاصة" (لاحظوا أنَّ مدينة لفوف قد أعلنت اللجنةُ التنفيذية فيها استقلالها عن حكم الرئيس الأوكراني فكتور يانكوفيتش يوم 19 شباط/ فبراير 2014، من هنا نفهم لماذا سعى إيليومجينوف بأمرٍ من بوتين إلى إقامة تلك المباراة العالمية في لفوف كمكافأةٍ لها على موقفها المعادي للرئيس الأوكراني). 
غاري كاسباروف يلعب الشطرنج مع كيرسان إيليومجينوف
نذكر في هذا الإطار أنَّ المعارض الروسي البارز غاري كاسباروف ترشَّح في آب/ أغسطس 2014 لرئاسة الإتحاد العالمي للشطرنج "الفيد" منافساً لكيرسان إيليومجينوف، إلا أنَّ الحظ لم يحالفه، وخاصةً أنَّ إيليومجينوف استطاع أن يبقى رئيساً لـ"الفيد" لمدة 20 عاماً لأنه هو الذي يموِّل الإتحاد من أمواله الخاصة، فهو صاحب ثروة تقدَّر بمئات الملايين من الدولارات، إلى درجة أنه يقال أنْ لولا إيليومجينوف لكان الإتحاد العالمي للشطرنج قد أفلس.. كما أن كاسباروف قال إنَّ بوتين حشد كافة أجهزته الأمنية والدبلوماسية الخارجية الروسية لدعم إيليومجينوف ضد كاسباروف. 
وبمناسبة نجاحه على كاسباروف قام الرئيس الروسي بإرسال برقية تهنئة إلى صديقه الحميم كيرسان إيليومجينوف في 13 آب/ أغسطس 2014 يهنئه فيها بفوزه، وقد قرأنا نصَّ هذه الرسالة في الموقع الإلكتروني "تشيس نيوز" (المختص بأخبار لعبة الشطرنج)، وقد جاء فيها:
"عزيزي كيرسان نيقولايفتش (إيليومجينوف)! إسمح لي أن أهنئك على إعادة انتخابك لمنصب رئيس الإتحاد العالمي للشطرنج (الفيد). إنَّ فوزك في الإنتخابات كان دليلاً مقنعاً على نشاطك الكبير والمثمر كرئيسٍ لـــ"الفيد" وعلى جدارتك وسمعتك الطيبة في مجتمع الشطرنج العالمي. وبفضل طاقاتك وكفاءتك ومعرفتك الجيدة لما تقوم به فإنك تزيد من إمكانيات "الفيد" في التوحُّد، وتُسهم إسهاماً جدياً في تنظيم البطولات الكبرى والبطولات العالمية، وتفعل الكثير لتعميم لعبة الشطرنج في بلادنا وخارجها. أتمنى لك النجاح والتوفيق".

الحديث التالي:
الحديث السابق:








 x

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق