تطرَّق الزعيم الروسي المعارض ولاعب
الشطرنج العالمي غاري كاسباروف إلى علاقة إيليومجينوف المتينة مع بوتين وأنشطته
المرتبطة بالإستخبارات الروسية، فيقول: "إنها ليست مفاجأة أن يُلقى القبض على
إيليومجينوف أخيراً لأنشطته الإستخبارية المرتبطة بجهاز الإستخبارات السوفياتية
الـ"كي. جي. بي" مطيعاً لأسياده ومحوِّلاً الإهتمام نحو الولايات
المتحدة في وقتٍ تبدي الأخيرة مزيداً من الإهتمام للسلوك الروسي في سورية. وكان من
الواضح أنه وبناءً على التعليمات قد بذل المزيد من الجهد في الولايات المتحدة بعد
سنواتٍ من رئاسته للإتحاد العالمي للشطرنج، منحصراً على نحوٍ متزايد وراء حدود دول
الإتحاد السوفياتي السابق ذات العلاقة الودية مع روسيا بوتين...
إنزل إلى أسفل لقراءة الموضوع كاملاً
كتاب
بوتين زعيم مافيا
(ملف ضخم عن فساد بوتين وإجرامه)
تأليف: حسين احمد صبرا
(2016)
الإهداء:
إلى روح الشهيد ألكسندر ليتفيننكو
(ضابط الإستخبارات المنشق، والذي اغتاله بوتين في لندن
عام 2006)
الطامع في ثروة سورية النفطية (15)
غاري كاسباروف يقول:
الوسيط النفطي بين داعش والأسد عميل لبوتين
وجلب لنا العار بارتباطاته بالنظام السوري
حسين احمد صبرا
أصدرت وزارة الخزانة الأميركية في 25 تشرين الثاني/ نوفمبر من عام 2015 عقوباتٍ ضد المصالح التجارية لصديق بوتين الحميم ألا وهو السياسي الروسي ورجل الأعمال كيرسان إيليومجينوف، الرئيس الأسبق لجمهورية قلميقيا الروسية ذات الحكم الذاتي، في وقتٍ كان يحتفل بمرور 20 عاماً على رئاسته الإتحاد العالمي للشطرنج "الفيد".. وقد صدرت هذه العقوبات الأميركية ضده بسبب قيامه بدور الوسيط في شراء النفط من داعش لبشار الأسد.. وأدت هذه العقوبات إلى مسارعة الإتحاد العالمي للشطرنج إلى طرد إيليومجينوف من منصبه، الأمر الذي وصفه المعارض الروسي البارز ولاعب الشطرنج العالمي غاري كاسباروف بالقصاص العادل، مع الإشارة إلى أنَّ كاسباروف، الذي يرأس "لجنة حقوق الإنسان" (المؤسسة العالمية غير الحكومية خلفاً للرئيس التشيكي الراحل فاتشسلاف هافل)، كان قد ترشَّح لمنصب رئاسة "الفيد" عام 2014 ضد كيرسان إيليومجينوف إلا أنَّ الحظ لم يحالفه، وخاصةً أنَّ بوتين وقف خلف صديقه الحميم بكل ثقله، كما أنَّ إليومجينوف (صاحب الثروة البالغة عدة مئات من ملايين الدولارات) استطاع خلال عشرين عاماً أن "يشتري" الإتحاد العالمي للشطرنج من خلال دعمه مالياً، حتى أنه يُقال أنْ لولا إيليومجينوف لكان الإتحاد العالمي للشطرنج قد أفلس.
![]() |
إيليومْجينوف مع الأسد في 29 نيسان/ أبريل عام 2012 |
كتب كاسباروف قائلاً: "حتى وهو يترك الإتحاد العالمي للعبة الشطرنج بعد 20 عاماً من رئاسته له فإنَّ كيرسان إليومجينوف اضطر إلى أن يكذب حول هذا الموضوع، إذ أعلن المجلس الرئاسي للإتحاد بأنه سيتخلى عن منصبه، لكنَّ كيرسان قال إنَّ هذا غير صحيح. ثم أعلن الإتحاد العالمي للشطرنج في 6/ 12/ 2015 أنَّ نائب رئيس الإتحاد، جورجيوس ماكروبولوس، سيتولى المهام الرسمية لكيرسان. فما كان من كيرسان إلا أن قال إنَّ هذا لا ينطبق إلا على الولايات المتحدة، التي هي مصدر فرض العقوبات عليه بسبب مساعدته للتنظيم الإرهابي "داعش" في بيع النفط للدكتاتور السوري المجرم بشار الأسد، الذي هو صديق إيليومجينوف منذ فترةٍ طويلة".
يتابع كاسباروف: "إنَّ ادعاءات كيرسان لاحقاً بأنه سيقاضي الولايات المتحدة على 50 مليار دولار، في الوقت الذي وعد بجعل سنة 2016 "سنةَ الشطرنج في الولايات المتحدة"، هي ادعاءات مضحكة، تماماً مثلما هو وهمُهُ وخيالُهُ عن الأجانب. ولكن لا ينبغي لأحدٍ أن يضحك بعد الآن، ذلك أنَّ ما يحدث اليوم هو ليس حول وعوده الكاذبة وتهديده الوهمي. هذا صحيح".
![]() |
كيرسان إيليومْجينوف.. الفاسد والكاذب |
ثم تحدث كاسباروف عن فساد إيليومجينوف في الإتحاد العالمي للشطرنج "الفيد" ومكاسبه الشخصية منه، قائلاً: "لقد كذب إليومجينوف باستمرار وبشكلٍ منهجي منذ توليه رئاسة الإتحاد العالمي للشطرنج قبل 20 عاماً، ولا أرى سبباً لوقف هذا الكذب الآن طالما أنَّ الكذب قد خدمه كل هذا الوقت بشكلٍ جيد. ولن يتغيَّر أي شيء في الإتحاد العالمي للشطرنج ما لم يُطْرَد إيليومجينوف وحصَّتُهُ كلها. وحتى ذلك الحين قد يكون هذا الأمر قليلاً جداً ومتأخراً جداً، حيث أنَّ المنظَّمة (أي الإتحاد العالمي للشطرنج) قد تحوَّلت وفقاً لصورته الفاسدة، مع تحقيق مكاسب شخصية هامة من الإتحادات ومن اللاعبين ومن لعبة الشطرنج نفسها".
وتطرَّق كاسباروف إلى علاقة إيليومجينوف المتينة مع بوتين وأنشطته المرتبطة بالإستخبارات الروسية، فيقول: "إنها ليست مفاجأة أن يُلقى القبض على إيليومجينوف أخيراً لأنشطته الإستخبارية المرتبطة بجهاز الإستخبارات السوفياتية الـ"كي. جي. بي" مطيعاً لأسياده ومحوِّلاً الإهتمام نحو الولايات المتحدة في وقتٍ تبدي الأخيرة مزيداً من الإهتمام للسلوك الروسي في سورية. وكان من الواضح أنه وبناءً على التعليمات قد بذل المزيد من الجهد في الولايات المتحدة بعد سنواتٍ من رئاسته للإتحاد العالمي للشطرنج، منحصراً على نحوٍ متزايد وراء حدود دول الإتحاد السوفياتي السابق ذات العلاقة الودية مع روسيا بوتين. لقد جعلت العقوبات الأميركية من الصعب على جهاز الإستخبارات الروسية نقل الأموال إلى أصولها، وقد ثَبُتَ أنَّ قناة الإتحاد العالمي للشطرنج مفيدة. فقط كم كان هاماً لبوتين، الذي كان واضحاً، حينما حشد الأجهزة الأمنية والدبلوماسية الخارجية الروسية في الإنتخابات الرئاسية لإتحاد الشطرنج عام 2014 بسبب أنني ترشَّحتُ ضد إيليومجينوف".
![]() |
إيليومجينوف يلعب الشطرنج مع كاسباروف |
![]() |
إيليومْجينوف يلعب الشطرنج مع معمر القذافي في 12 حزيران/ يونيو عام 2011 |
واتَّهم كاسباروف إيليومجينوف بالعمالة لبوتين وجهاز الإستخبارات الروسية: "لقد كانت أنشطة كيرسان بالكاد مخفية، وله سِجِلٌّ طويل من الإجتماعات التي حظيت بتغطيةٍ إعلامية مع معمر القذافي وصدام حسين وبشار الأسد. إنها فقط مسألة وقت قبل أن يجتاز خط الخطأ في الوقت الخطأ ويصبح مفضوحاً. الآن هو عميلٌ محروق يحاول أن يشق طريق العودة إلى النِعَم الجيدة التي يحظى بها من رؤسائه في الـ"كي. جي. بي".
![]() |
كاسباروف: المطالبة بمحاسبة الذين دعموا إيليومْجينوف |
وطالب كاسباروف بمحاسبة الذين دعموا إيليومجينوف من داخل الإتحاد، قائلاً: "وبطبيعة الحال لا أحد ممن يهتم كثيراً بلعبة الشطرنج يستطيع دعم إيليومجينوف ولو بدون القصاص العادل المقبل وطويل الأجل. ويقال إنَّ العقوبة جاءت من خارج لعبة الشطرنج وليس من داخل الإتحاد العالمي أو الإتحادات، هؤلاء الذين باعوا أرواحهم وباعوا لعبة الشطرنج مقابل الحصول على فرصة للجلوس بالقرب من رُكبة كيرسان وتسوَّلوا منه الفضلات. فهل ستنقلب الكلاب على سيدها وتطالب بعزله، أم أنها سوف تستمر في الدفاع عنه؟ أين هي وسائل الإعلام لتُسائل الإتحادات عن الذين كانوا يدافعون عن كيرسان؟ أين هو صوت الإتحادات الأوروبية التي تزعم الصلاحية، أم أنها في انتظار عقوبات الإتحاد الأوروبي لتتابع هذا الأمر؟ نحن في انتظار أن نرى ما إذا كانت بعض أموال بنك كيرسان إلى "داعش" قد سلكت طريقها عبر حساباتٍ في باريس؟".
ثم يقول كاسباروف: "للأسف، أعتقد أننا نعرف الجواب. إنها مأساة الشطرنج، والتي أصبحت أكثر مأسويةً جراء حقيقة أنه كان من الممكن تفاديها قبل 17 شهراً في مدينة ترومسو. بيد أنهم كانوا يعرفون بالضبط لمن كانوا يصوتون، وقد نجحوا في الحصول على ذلك. شكراً للنجوم الذين وقفوا ضدي في إنتخابات الإتحاد الدولي للشطرنج، وبالتالي من الواضح جداً أنْ ليس لديَّ شيءٌ أفعله مع هذه الفوضى!".
![]() |
من اليمين: كاسباروف وإيليومجينوف |
وختم كاسباروف بالقول: "إنَّ "وقف إليومجينوف عن العمل" أو "إنسحابه" أو أياً ما تكن التسمية، لن تنقذه، كما لن ينقذه الإتحاد العالمي للشطرنج، لأنه وعصابته لن يرحلوا عن طيب خاطر. يمكن للمرء فقط أن يأمل في أنَّ هناك شيئاً ما يستحقُّ ما زال متبقياً في الإتحاد العالمي للشطرنج عندما يرحلون في نهاية المطاف".
الحديث التالي:
الحديث السابق:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق