إنَّ
أكثر ما جعل ألكسي نافالني يبرز كزعيمٍ معارض لبوتين، بالإضافة إلى نشاطه
الإلكتروني في مكافحة الفساد في روسيا، هو قوله في حديثٍ إذاعي في شباط/ فبراير
2011 إنَّ حزب بوتين (روسيا المتحدة) هو "حزب اللصوص والمحتالين".. هذه
العبارة سرعان ما انتشرت في الشارع الروسي كالنار في الهشيم حتى غدت شعاراً
شعبياً، وهذا ما حدا ببوتين (رئيس الوزراء آنذاك) إلى البدء برحلة الإنتقام من
نافالني...
إنزل إلى أسفل لقراءة الموضوع كاملاً
كتاب
بوتين زعيم مافيا
(ملف ضخم عن فساد بوتين وإجرامه)
تأليف: حسين احمد صبرا
(2016)
الإهداء:
إلى روح الشهيد ألكسندر ليتفيننكو
(ضابط الإستخبارات المنشق، والذي اغتاله بوتين في لندن
عام 2006)
الطامع في ثروة سورية
النفطية (10)
بوتين يلفِّق قضايا جنائية ضد نافالني
ليمنعه من الترشح ضده عام 2018
حسين احمد صبرا
إنَّ
أكثر ما جعل ألكسي نافالني يبرز كزعيمٍ معارض لبوتين، بالإضافة إلى نشاطه
الإلكتروني في مكافحة الفساد في روسيا، هو قوله في حديثٍ إذاعي في شباط/ فبراير
2011 إنَّ حزب بوتين (روسيا المتحدة) هو "حزب اللصوص والمحتالين".. هذه
العبارة سرعان ما انتشرت في الشارع الروسي كالنار في الهشيم حتى غدت شعاراً
شعبياً، وهذا ما حدا ببوتين (رئيس الوزراء آنذاك) إلى البدء برحلة الإنتقام من
نافالني.. وبالفعل، لم تكد تمضي ثلاثة أشهر حتى تمَّ افتعال أول قضية جنائية
وأشْهَرِها ضد نافالني في أيار/ مايو 2011 ألا وهي قضية الأخشاب في شركة
"كيروفْلِس"، وهي القضية التي سنفتتح بها سلسلة القضايا الجنائية التي
أثيرت وما تزال ضد هذا المعارض الشاب، وخاصةً أنَّ نافالني كاد يفوز في انتخابات
بلدية موسكو عام 2013 لولا التلاعب الذي حصل في النتائج، وهو منذ ذلك الحين بات يُنظَر
إليه على نطاقٍ واسع في روسيا والعالم الغربي على أنه المنافس المحتمل الوحيد للرئيس
فلاديمير بوتين كمرشَّحٍ لرئاسة روسيا عام 2018.
قضية أخشاب
"كيروفْلِس"
ألكسي نافالني في المحكمة |
إلا أنَّ نافالني قال إنَّ هذا الإتهام ملفَّق من قبل الأجهزة الأمنية لمعاقبته على تصريحه بأنَّ شركة النفط "ترانس نفط" (التي يسيطر عليها بوتين) قامت بتحويل مسار مبلغٍ قدرُهُ 2,5 مليار دولار في صفقةٍ مشبوهة عبر المصرف الحكومي الروسي "في تي بي".. وقال إنَّ التهمة ضده "مصنوعة بطريقة خرقاء من قبل رجال الشرطة". (مع الإشارة إلى أنَّ محكمة "باسماني" هي نفسها المحكمة التي حكمت على رجل الأعمال ميخائيل خودوركوفسكي بالسجن لمدة 9 سنوات عام 2005 – راجع ما كتبناه عن خودوركوفسكي في حديثٍ سابق).
نافالني ماثلاً أمام القاضي |
نافالني في قفص المحكمة في 19/ 7/ 2013 |
سيرجي سوبيانين مع بوتين |
ميخائيل جورباتشوف |
إدانة عالمية
في
18 تموز/ يوليو 2013، أي يوم صدور الحكم بسجن ألكسي نافالني لمدة خمس سنوات، أدانت
وزارة الخارجية الأميركية هذا الحكم، وقال المتحدث بإسمها إنَّ الولايات المتحدة
"أُصيبت بخيبة أمل كبيرة من إدانة زعيم المعارضة ألكسي نافالني والحكم
عليه"، وننقل حرفياً ما جاء في البيان: "نحن نشعر بخيبة أمل كبيرة من
الإدانة والحكم على زعيم المعارضة ألكسي نافالني وشريكه المتَّهَم بيوتر
أوفيتسيروف، بالسجن لمدد طويلة بتهمة الإختلاس المزعومة من قبل محكمة في مدينة
كيروف. إننا في جميع مراحل المحاكمة أبدينا قلقنا حول الدوافع السياسية الظاهرة،
ونحن ما نزال قلقين من عدم احترام سيادة القانون الدولي. إنَّ عقوبة السجن القاسية
بحق السيد نافالني والسيد أوفيتسيروف هي أحدث الأمثلة على الإتجاه المقلق في
الإتحاد الروسي في التشريعات والملاحقات القضائية والإجراءات الحكومية الرامية إلى
قمع المعارضة والمجتمع المدني. نحن نشجِّع روسيا على تبنِّي الجهودٍ الجادة، كالتي
للسيد نافالني، من أجل تحسين مساءلة الحكومة ومكافحة الفساد من أجل تعزيز الإقتصاد
الحديث. ندعو الحكومة الروسية لضمان أن يمارس الأفراد بحرية حقوقهم الإنسانية
وحرياتهم الأساسية، بما في ذلك حرية التعبيرة والتجمُّع. ونحثُّ روسيا على تأمين
الظروف الضرورية لإستئناف الحكم بشكلٍ عادلٍ ونزيه وفقاً للقانون والإلتزامات
الدولية في مجال حقوق الإنسان".
كاترين آشتون مع بوتين |
تهديد مستقبل نافالني
السياسي
نافالني خارجاً من محكمة كيروف بصحبة زوجه |
(نُشر هذا الموضوع في مجلة
"الشراع" اللبنانية بتاريخ 22 شباط/ فبراير 2016، العدد رقم 1737).
الحديث
التالي:
الحديث السابق:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق