2017/02/15

كتاب "بوتين زعيم مافيا" (12)/ ألكسي نافالني يقول: حزب بوتين هو حزب المحتالين واللصوص.



في 28 شباط/ فبراير 2011 سأل مذيع محطة "فينام أف أم" الإذاعية الروسية المعارضَ الروسي الشاب ألكسي نافالني عن شعوره حيال حزب "روسيا المتحدة" (حزب بوتين الحاكم)، فأجاب نافالني: "رأيي سيء للغاية في حزب روسيا المتحدة، إنه حزب الفساد، حزب المحتالين واللصوص، ومن واجب كل وطني ومواطن في بلدنا التأكد من أنَّ هذا الحزب هو حزب تدميري".
هذه العبارة "حزب روسيا المتحدة هو حزب المحتالين واللصوص" سرعان ما انتشرت في الشارع الروسي كالنار في الهشيم وأصبحت عبارةً شعبية بامتياز، وبدأ معها نجم نافالني كمعارض في البروز، إلى جانب تحقيقاته في مدوَّنته الإلكترونية عن الفساد في روسيا...


إنزل إلى أسفل لقراءة الموضوع كاملاً




كتاب
بوتين زعيم مافيا
(ملف ضخم عن فساد بوتين وإجرامه)
تأليف: حسين احمد صبرا
(2016)


الإهداء:
إلى روح الشهيد ألكسندر ليتفيننكو
(ضابط الإستخبارات المنشق، والذي اغتاله بوتين في لندن عام 2006)




الطامع في ثروة سورية النفطية (12)

ألكسي نافالني يقول:
حزب بوتين هو حزب المحتالين واللصوص




حسين احمد صبرا
في 28 شباط/ فبراير 2011 سأل مذيع محطة "فينام أف أم" الإذاعية الروسية المعارضَ الروسي الشاب ألكسي نافالني عن شعوره حيال حزب "روسيا المتحدة" (حزب بوتين الحاكم)، فأجاب نافالني: "رأيي سيء للغاية في حزب روسيا المتحدة، إنه حزب الفساد، حزب المحتالين واللصوص، ومن واجب كل وطني ومواطن في بلدنا التأكد من أنَّ هذا الحزب هو حزب تدميري".
ألكسي نافالني
هذه العبارة "حزب روسيا المتحدة هو حزب المحتالين واللصوص" سرعان ما انتشرت في الشارع الروسي كالنار في الهشيم وأصبحت عبارةً شعبية بامتياز، وبدأ معها نجم نافالني كمعارض في البروز، إلى جانب تحقيقاته في مدوَّنته الإلكترونية عن الفساد في روسيا والتي لاقت رواجاً كبيراً حتى بلغ عدد متابعي مدوَّنته 1,3 مليون متابع، (وهذا ما حدا لاحقاً بوكالة الأنباء المالية الأميركية "بلومبرج" إلى القول في 24 /7/ 2015 إنَّ الكرملين يشعر بالقلق إزاء شعبية نافالني)..


    وظلت عبارة "حزب المحتالين واللصوص" تتفاعل شعبياً، وقد تمَّ استخدام شعار "حزب المحتالين واللصوص" على نطاقٍ واسع في الحملة الروسية للإنتخابات التشريعية عام 2011 من قبل الأحزاب والأفراد..



    كما تمَّ استخدامه في مظاهرات المعارضة الصاخبة التي انطلقت في موسكو ضد بوتين بين أواخر عام 2011 وأوائل عام 2012 احتجاجاً على تزوير نتائج الإنتخابات النيابية وعلى فوز بوتين بولاية رئاسية ثانية، بحيث رُفعَت يافطات كتب عليها عبارة "حزب المحتالين واللصوص"، حتى أنَّ إذاعة الـ"بي بي سي" البريطانية وصفت في 6 آذار/ مارس 2012 شعارَ "حزب المحتالين واللصوص" بأنه "الشعار السياسي الأكثر نجاحاً في روسيا هذا العام والذي صيغ من قبل المعارضة"..
الشعار معلَّقاً في شوارع موسكو
(أَسقِطوا سلطة المحتالين واللصوص)
لقد ذاع صيت شعار "حزب المحتالين واللصوص" إلى حد تداوله في أروقة مجلس الدوما الروسي، حيث ورد هذا الشعار خلال نقاشٍ في المجلس بثَّته قناة "روسيا-1" في 24/ 11/ 2011، حيث قال أحد أعضاء حزب "روسيا المتحدة" ألكسندر كينشتاين ما يلي: "إنَّ حزب روسيا المتحدة يعمل، إنه يفعل كلَّ شيءٍ لتغيير مستوى الحياة في بلادنا. يقولون عنا أننا حزب المحتالين واللصوص، وسوف أرد عليهم: إنَّ من الأفضل لنا أن نكون في حزب المحتالين واللصوص من أن نكون في حزب القتلة ومنتهكي القانون والسارقين".



إستفتاء

إنتشار كتابة الشعار على العملة الروسية
(بوتين زعيم حزب المحتالين واللصوص)
هذا الإنتشار الشعبي الواسع لشعار "حزب المحتالين واللصوص" دفع مركز "ليفادا" الروسي المستقل إلى إجراء ثلاثة إحصاءات حول هذا الشعار على مدى ثلاثة أعوام: ففي 19 تموز/ يوليو 2011 أجرى "ليفادا" إحصاءً ظهر بنتيجته أنَّ 33% من الروس يؤيدون شعار "روسيا المتحدة هو حزب المحتالين واللصوص"، فيما 44% لم يؤيدوا ذلك.. وعاد مركز "ليفادا" نفسه إلى إجراء الإحصاء ذاته في حزيران/ يونيو 2012 وأظهر زيادةً بنسبة المؤيدين، حيث وافق 47% على الشعار واختلف معه 40%.. ثم عاد "ليفادا" وأجرى للمرة الثالثة الإحصاء ذاته في 29 نيسان/ أبريل 2013 حيث أظهر أنَّ غالبية الروس (51%) متَّفقون مع هذا الشعار، وفي الإستطلاع نفسه قال 62% من الروس إنَّ أعضاء حزب روسيا المتحدة الحاكم يعملون على "الحفاظ على سلطتهم وتعزيزها"، وقال 47% من الروس إنَّ حزب روسيا الموحدة هو دمية في أيدي الكرملين.

دعوى تشهير ضد نافالني

نافالني
لم تمر عبارة "حزب المحتالين واللصوص" مرور الكرام عند حزب بوتين الحاكم، إذ قام أحد أعضاء الحزب النائب فلاديمير سفيريدوف باللجوء إلى القضاء ورفع دعوى تشهير ضد نافالني، طالبه فيها بدفع تعويضٍ بقيمة مليون روبل (30 ألف دولار)، إلا أنَّ المحكمة الجزائية في بداية الأمر رفضت في 11 تشرين الأول/ أكتوبر 2011 الدعوى التي تقدَّم بها سفيريدوف..
   مع الإشارة إلى أنَّ نافالني، وفور رفع دعوى التشهير ضده، سارع إلى إجراء استطلاعٍ للرأي عبر مدوِّنته الإلكترونية حول ما إذا كان القراء يشاركونه الرأي حول أنَّ حزب روسيا المتحدة هو حزب المحتالين واللصوص، وقد اشترك في هذا الإستطلاع حوالى 40 ألفاً من المشاركين، أجاب 96,6 منهم بتأييد رأي نافالني.. وبعدها أعلن نافالني عن مسابقة لتصميم ملصق باستخدام عبارة "حزب المحتالين واللصوص" شعاراً، وننشر أعلاه صورة الشعار الذي فاز في المسابقة..


    وما كان من الكرملين إلا أن وجَّه إلى نافالني تهمة الإرهاب والعمل على تقويض البلاد وأنه يتلقى تمويلاً من وكالة الإستخبارات الأميركية "سي آي إي"، أو من وزارة الخارجية الأميركية، أو كليهما على حدٍّ سواء.. ويومها سئلت والدة نافالني (لودميلا) عما إذا كانت تخشى على ابنها فقالت: "أنا مؤمنة بما يفعله، إنه يفعل الشيء الصحيح، لكنني لست مستعدة لأن يصبح ابني شهيداً".  
    ثم عادت المحكمة وأصدرت حكمَها في حزيران/ يونيو 2012 بدعوى التشهير التي أقامها نائب حزب روسيا المتحدة فلاديمير سفيريدوف ضد نافالني، وقد ألزمت المحكمة الأخير بدفع تعويض قدره 896 دولاراً (30 ألف روبل) فقط، مع الإشارة إلى أنَّ سفيريدوف كان طالب في الأصل بتعويضٍ قدره مليون روبل كما أشرنا قبل قليل.. وقد لفتنا عنوانُ الخبر الذي قرأناه في الموقع الإلكتروني لصحيفة "موسكو تايمز" الروسية في نسختها الإنكليزية عن محاكمة نافالني تلك، إذ جاء كالتالي: "على نافالني أن يدفع ثمن تعليقه "حزب المحتالين واللصوص"..

(نُشر هذا الموضوع في مجلة "الشراع" اللبنانية بتاريخ 7 آذار/ مارس 2016، العدد رقم 1739).

الحديث المقبل:
الحديث السابق:











 x

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق