2017/02/10

كتاب "بوتين زعيم مافيا" (5)/ بيل برودر في حديثٍ صحافي: بوتين زعيم مافيا نموذجي وهمُّه الوحيد هو المال.



   ·        بيل برودر:
- بوتين قلق بشأن الإطاحة به ويشن حرباً عسكرية لصرف أنظار الناس
- ممكن إزالة بوتين عبر ثورة في الميدان، أو انقلاب في الكرملين، أو عن طريق الإغتيال
- الإستخبارات الروسية تعتبر التدخل العسكري (في سورية) خياراً استرايجياً من أجل معالجة أسعار النفط


إنزل إلى أسفل لقراءة الموضوع كاملاً



كتاب
بوتين زعيم مافيا
(ملف ضخم عن فساد بوتين وإجرامه)
تأليف: حسين احمد صبرا
(2016)



الإهداء:
إلى روح الشهيد ألكسندر ليتفيننكو
(ضابط الإستخبارات المنشق، والذي اغتاله بوتين في لندن عام 2006)



الطامع في ثروة سورية النفطية (5)

بيل برودر في حديثٍ صحافي:
بوتين زعيم مافيا نموذجي
وهمُّه الوحيد هو المال



·      بيل برودر:
- بوتين قلق بشأن الإطاحة به ويشن حرباً عسكرية لصرف أنظار الناس
- ممكن إزالة بوتين عبر ثورة في الميدان، أو انقلاب في الكرملين، أو عن طريق الإغتيال
- الإستخبارات الروسية تعتبر التدخل العسكري (في سورية) خياراً استرايجياً من أجل معالجة أسعار النفط





حسين احمد صبرا
كما أشرنا في الحديث السابق، كان بيل برودر (صاحب شركة "الهرميتاج لإدارة رأس المال")، أكبرَ مستثمرٍ أجنبي في روسيا حتى العام 2005، وقد اتَّهم بوتين في شباط/ فبراير 2015 بأنه يمتلك ثروةً تقدَّر بـ200 مليار دولار..
بيل برودر
برودر، الأميركي الجنسية من أصلٍ بريطاني، كان على علاقة جيدة مع بوتين مطلع الألفية الثالثة إلى أن امتلك أسهماً في شركة "غازبروم" للغاز والنفط، أكبر شركة روسية على الإطلاق، محاولاً الإطلاع على تقاريرها لكشف التلاعب فيها.. ساعتئذٍ تصدى له بوتين ومنعه من دخول الأراضي الروسية منذ العام 2005، وما لبث أن اتَّهم شركته "الهرميتاج" بالتهرُّب من الضرائب..

الشهيد سيرجي ماغنيتسكي
وحينما استطاع محامي الشركة سيرجي ماغنيتسكي في العام 2008 الإثبات بالوثائق أنَّ "الهرميتاج" قد سدَّدت ما عليها من ضرائب تمَّ اعتقال ماغنيتسكي لمدة 11 شهراً من دون محاكمة إلى أن تمَّ قتله في السجن عام 2009.. 


بعدما أثار برودر قضية مقتل ماغنيتسكي عالمياً صدر في الولايات المتحدة "قانون ماغنيتسكي" القاضي بملاحقة قتلة هذا المحامي، وتحوَّل برودر منذ ذلك الحين إلى ناشطٍ بارز في مجال حقوق الإنسان مطالباً بالثأر لدم ماغنيتسكي.. وكان رد بوتين أن قام عام 2010 بمحاكمة برودر وإصدار حكمٍ غيابي بسجنه لمدة 10 سنوات.. وجدير بالذكر أنَّ برودر أصدر في شباط/ فبراير عام 2015 كتاباً بعنوان "الإشعار الأحمر"، روى فيه عن تجربته الشخصية في الإستثمار في روسيا، وعن وفاة محاميه سيرجي ماغنيتسكي، شارحاً عن الطبيعة السارقة لنظام فلاديمير بوتين.

الطالب الجامعي صموئيل رماني
 في 5 آذار/ مارس 2015 أدلى بيل برودر بكلمة في اتحاد الطلبة في جامعة أوكسفورد البريطانية تحدَّث فيها عما جاء في كتابه "الإشعار الأحمر".. وعقب انتهائه من إلقاء خطابه في أوكسفورد وافَقَ بيل برودر على طلب أحد طلاب جامعة أكسفورد – ويدعى صموئيل رماني وهو أميركي – بإجراء مقابلة صحافية معه، وقد عثرنا على النص الكامل لهذا الحوار في الإنترنت بعد أن قام الطالب رماني (الذي يحضِّر للماجستير في الدراسات الروسية والأوروبية الشرقية) بنشرها على أحد المواقع الإلكترونية، وإليكم أبرز ما جاء فيها:


o  عند مناقشة استيلاء بوتين على أصول الشركات، كنتَ كثيراً ما أكدتَ على قطاع الطاقة واتفاقات الثقة مع الأقلية النافذة (وهو ما يفسر رقم ثروة بوتين 200 مليار دولار)، ومصادر الدخل الرئيسية. وبالنظر إلى انتشار عقود الأسلحة الروسية إلى الأنظمة المارقة وحول العالم بشكلٍ عام، هل تعتقد أنَّ بوتين أيضاً قد استفاد مالياً من صفقات دفاعية؟ وإذا كان ذلك صحيحاً، إلى أي مدى شكَّل فسادُ بوتين الحكومي المستفحل السياسةَ الخارجية الروسية؟
- بالتأكيد، ليس هناك من شك بأنه قد استفاد. إنَّ بوتين يشبه زعيم المافيا النموذجي، فاهتمامه منحصر بالمال فقط وليس بأي شيءٍ آخر. أما بالنسبة لقلقه على المصالح الإستراتيجية الروسية فإنه، على سبيل المثال، لن يبيع الأسلحة إلى أوكرانيا، وإلى جانب ذلك فإنه غير مهتم بالمصالح الوطنية على الإطلاق، إنه يهتم بالمال فقط.
o  وكالة الأنباء المالية بلومبرج نشرت مؤخراً تقريراً لاحظ ارتباط سوق الأوراق المالية في روسيا بقرارات السياسة الخارجية. هل توافق على تقييمهم بأنَّ الإستثمارات لها تأثير كبير على قرارات السياسة الخارجية؟
- لا، على الرغم من أنني أعتقد أنَّ الكثير  من أموال بوتين موجودة في الشركات التي يتم تداول أسهمها في الأسواق. في الأساس بدأ بوتين بسرقة المال قدر ما يستطيع. والآن هو قلقٌ بشأن الإطاحة به، حتى أنه بدأ حرباً عسكرية لصرف أنظار الناس. إنَّ اهتمامه المهيمن عليه الآن ينحصر في عدم طرده من السلطة. إنَّ السياسة العسكرية الآن قد حلَّت محل توفير النمو الإقتصادي بوصفها – أي السياسة العسكرية – المصدر الرئيس لشرعيته. لقد بقي بوتين في السلطة من خلال خلق الحرب وحشد الناس حول الراية الروسية كنتيجةٍ لذلك. 
o  إنَّ لوقا هاردينغ (صحافي بريطاني) قد وصف روسيا بوتين بأنها "مافيا الدولة" (في كتابه "مافيا الدولة" عام 2011)، ويناقش حقبة (الملياردير اليهودي) بوريس بيريزوفسكي (زمن بوريس يلتسين). هل تتَّفق مع وصف "مافيا الدولة"، وما هي أفكارك حول وفاة بيريزوفسكي (عام 2013)؟

بوريس بيريزوفسكي
- أنا أتفق تماماً مع فكرة أنَّ روسيا بوتين هي دولة المافيا. في ما يتعلَّق ببيريزوفسكي فإنَّ الأمر يبدو مريباً جداً أنَّ العدو الرئيس لبوتين بطريقةٍ أو بأخرى من المفترض أن ينتحر، ثم أنه انتحر انتحاراً غير اعتيادي قط، وبدون مبرِّر. إنَّ جميع الأسئلة التي وردت في التحقيق، والتي كانت غير حاسمة، تثير مزيداً من الشكوك حول ما إذا كان قُتل أم قَتَلَ نفسَه.


o  كيف تعتقد أنَّ بوتين تعامل مع تداعيات اغتيال (المعارض الروسي) بوريس نيمتسوف (في 27/ 2/ 2015)؟ وإذا كان الكرملين متورطاً في اغتياله، لماذا تعتقد أنَّه عالج قضية نيمتسوف بشكلٍ مختلف عن قضية (المعارض الروسي) أليكسي نافالني (الموضوع حالياً تحت الإقامة الجبرية)؟
ألكسي نافالني
- حسناً، أنا أعتقد أن نافالني لديه من الدعم الشعبي أكثر من نيمتسوف. إنهم خائفون حقاً من نافالني، لذا هم حذرون بشأن أن يكونوا عدوانيين تجاهه. في ما يتعلق بقتل نيمتسوف، فإنَّ بوتين سوف يجد بعض الأغراب ويحاكمهم، وسوف نعلم أنهم ليسوا بالأشخاص الحقيقيين الذين أمروا بالقتل. نحن لن نصل إلى أساس ذلك.

الشهيد بوريس نيمتسوف
في الواقع، هذا ليس صحيحاً. في روسيا هناك الآن الكثير الكثير من الشهود ومواد التحقيق. لقد قُتل في العراء في وسط موسكو. أعتقد أننا في النهاية سنكتشف ما حدث ولن يبدو الأمر جيداً بالنسبة إلى الكرملين. لا توجد وسيلة يمكنهم من خلالها إجراء تحقيق محايد، نحن بحاجة إلى إجراء تحقيق دولي. إنَّ منظمة الأمن والتعاون أو مجلس الإتحاد الأوروبي يمكن أن يقوما بذلك التحقيق. أما أن يسمح لهم الروس بذلك فتلك مسألة أخرى.  
o  هل تعتقد أنَّ فلاديمير بوتين دقَّق في مَنْ سيخلفه في الرئاسة طالما أنه تعهَّد بالإستقالة من منصبه في العام 2024؟ هل تعتقد أنَّ (الملياردير السابق) ميخائيل خودوركوفسكي (الذي غادر روسيا مرغماً) قادر على تنظيم عودته إلى المسرح السياسي؟
ميخائيل خودوركوفسكي
- أعتقد أنَّ بوتين سعى إلى القضاء على خلفائه المحتملين والقادرين مثل بوريس نيمتسوف. كانت لدى نيمتسوف تطلعات سياسية قوية جداً، وقد تعتقد أنه لم يكن لديه الكثير من الدعم الشعبي، ولكنَّ هذه الأشياء يمكن أن تتغيَّر بين ليلةٍ وضحاها في ظل الأزمة الإقتصادية الحاصلة في روسيا. أعتقد أنَّ لدى (الملياردير السابق) ميخائيل خودوركوفسكي فرصة ليقوم بالعودة السياسية. إنه رجلٌ ذكي، كان لديه الكثير من الموارد وكان فاعلاً وقتها. أنا لا أعتقد أنَّ ليبرالياً غربياً سيكون قادراً على الوصول إلى السلطة. وهناك احتمال ضئيل للغاية أن تقوم الأقلية الحاكمة بالإنقلاب، وهو سيناريو كثيراً ما سألتُ عنه، كما أنَّ بوتين بمسك بـ50% من مفاصل السلطة من خلال إتفاقات الثقة اللفظية وقدرة جهاز الإستخبارات الروسية الـ"أف. سي. بي" (الـ"كي. جي. بي" سابقاً) على الإعتقال. ومن وجهة نظري فإنَّ الخليفة الأكثر ترجيحاً سيكون ذا طابعٍ قومي على شاكلة نافالني. 
لا أملَ في أن يعيِّن بوتين خليفةً له، فهو بذلك يفقد السلطة. ولا أعتقد أنَّ بوتين سيُقْدِم على هذه الخطوة من الآن وحتى عام 2024. وأنا لا أعتقد أنَّ الشعب الروسي سيتركه رئيساً للبلاد. وباعتقادي أنه ممكن إزالة بوتين عبر ثورة في الميدان، أو انقلاب في الكرملين، أو عن طريق الإغتيال. هناك مليون احتمال ممكن أن يحدث. فبالنسبة لبوتين لا حياة بعد بوتين. ولا أعتقد أنه سائرٌ نحو مغادرة الكرملين وهو على قيد الحياة.
o  ما هو تقييمكم للأزمة الإقتصادية الروسية الحالية؟ هل تعتقد أنه يمكن استرداد الإقتصاد الروسي في المستقبل القريب؟
- أعتقد أنَّ الإقتصاد الروسي في حالة يائسة. إذا كانت أسعار النفط ترتفع كثيراً، ومن ثمَّ لهذا الأمر حسناته، إلا أنَّه اقتصاد السلعة الواحدة وروسيا هي بلد السلعة الواحدة (النفط). إنَّ زعزعة الإستقرار في الشرق الأوسط من خلال التدخل العسكري الروسي (في سورية) من أجل معالجة أسعار النفط هو أمرٌ ربما تعتبره الإستخبارات الروسية الـ"أف. سي. بي" (الـ"كي. جي. بي" سابقاً) خياراً استرايجياً. ولكن بأسعار النفط الحالية فإنَّ بوتين بحالة يائسة. إنه لا يستطيع تنويع الإقتصاد الروسي حتى لو أراد ذلك. إنَّ التنويع يستغرق عشرين عاماً. إنها سياسة طويلة الأجل، وذلك يتطلب من الناس أن تكون على استعدادٍ للمخاطرة برؤوس أموالها. سيكون هناك ضوابط لرؤوس الأموال على الساحة في روسيا، إذ لا أحد سيستثمر فلساً واحداً في هذا البلد.


(نُشر هذا الموضوع في مجلة "الشراع" اللبنانية بتاريخ 18 كانون الثاني/ يناير 2016، العدد رقم 1732).

الحديث التالي:
الحديث السابق:








 x

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق