إنَّ التتار الذين فشلوا في السيطرة على العرب وديارهم
لا سيما بلاد الشام والحجاز ومصر، تشيَّعوا بمعونة الفرس لينتقم كلاهما – الفرس
والتتار – من العروبة والإسلام وإخضاع العرب المسلمين، مع الإشارة إلى أمرٍ بالغ
الأهمية وهو أنَّ التتار كانوا مسيطرين على العراق أثناء كل محاولاتهم للسيطرة على
بلاد الشام ومصر والحجاز..
إنزل إلى أسفل لقراءة الموضوع كاملاً
أعداء
العروبة والإسلام يتشيَّعون
التتار
نموذجاً
(دراسة
تاريخية)
2015
تأليف:
حسين احمد صبرا
أعداء
العروبة والإسلام يتشيَّعون (6 من 15)
حاكم
إيران التتري خَرْبَنْدا بعد التشيُّع
أراد نقل
رفات أبي بكر وعمر من المدينة المنوَّرة!
حسين احمد صبرا
هذا هو حال كل المتشيِّعين، وقد ارتَدُوا لباسَ التشيُّع
كنتيجة لعدائهم للعروبة والإسلام في محاولةٍ منهم لإخضاع العرب المسلمين والسيطرة
على أرض العرب ونهب ثرواتها والتنعُّم بخيراتها، وقد كان اختراع المذاهب الشيعية
نابعاً من حقدٍ فارسي تاريخي على العرب، أكثر ما تمثَّل في العداء لأبي بكر وعمر،
اللذين أبادا الإمبراطورية الفارسية الساسانية المجوسية ومحوها من الوجود، فعاد
الفرس مرةً اخرى من باب التشيُّع في محاولةٍ منهم للأخذ بالثأر لهم ولأجدادهم
بالسعي الدؤوب والحثيث لإعادة إخضاع العرب المسلمين، ملتحفين ليس بالرسول وإنما
بآل بيت الرسول..
والتتار الذين فشلوا في السيطرة على العرب وديارهم، لا
سيما بلاد الشام والحجاز ومصر، تشيَّعوا بمعونة الفرس لينتقم كلاهما – الفرس
والتتار – من العروبة والإسلام وإخضاع العرب المسلمين، مع الإشارة إلى أمرٍ بالغ
الأهمية وهو أنَّ التتار كانوا مسيطرين على العراق أثناء كل محاولاتهم للسيطرة على
بلاد الشام ومصر والحجاز..
وبالعودة إلى حاكم إيران التتري خَرْبَنْدا، الذي أصبح
من أعيان الشيعة، فقد رأينا في الحديث الماضي كيف أنه عقب تشيُّعه أَمَرَ أتباعه
بِسَبِّ الصحابة أبي بكر وعمر وعثمان وأمرهم برفض الإعتراف بخلافتهم بعد وفاة
الرسول، وأنَّ الخلافة بعد الرسول هي للإمام علي فحسب، وأمر خطباء الجمعة في
الجوامع بألّا يذكروا في خُطَبِهم إلا علي ابن أبي طالب والحسن والحسين وسائر أئمة
الشيعة من نسل الحسين ومنعهم من ذكر أبي بكرٍ وعمر، ونقش على العملة أسماء أئمة
الشيعة الإثني عشر، وأبعد عنه وعن جميع دوائر مملكته أهلَ السُنَّة وأهانهم ونكَّل
بهم واستبدلهم بالشيعة الذين قرَّبهم إليه..
لقد حكم خَرْبَنْدا مملكة التتار في إيران لمدة 13 سنة
(من عام 703ه/ 1303م وحتى عام 716ه/ 1316م)، وتشيَّع بواسطة ابن المطهَّر الحِلّي،
(تلميذ نصير الدين الطوسي) عام 709ه/ 1309م، أي بعد مرور ست سنوات على تسلُّمه
الحكم، ليصبح بعدها واحداً من أعيان الشيعة! وسنعرض الآن لِمَا كان يريد خَرْبَنْدا فعله قبل وفاته
بأسبوع، إذ قال النويري: "نُقل إلينا أنه قبل وفاته أمر بإشهار النداء بنواحي
مملكته أنه مَنْ تلفَّظ بذكر أبي بكرٍ وعمر مات؛ فأهلكه الله تعالى بعد سبعة أيامٍ
من حين أَمَرَ بذلك" (النويري، نهاية الأرب، دار الكتب العلمية، 2004، ج27،
ص282 – 283).. ويتابع النويري قائلاً: "وذُكر أنه (قبل وفاة خَرْبَنْدا) كان
قد عزم على تجهيز ثلاثة آلاف فارس مع حُمَيْضَة ابن أبي نُمَيّ (حاكم مكة وهو
شيعي) إلى المدينة النبوية، لنَقْلِ أبي بكرٍ وعمر من مدفنهما (في المدينة
المنوَّرة)، فعجَّل اللهُ هَلْكَه، وهذه عادة الله تعالى فيمن طَغَى وتجبَّر"
(نهاية الأرب، ج32 – 33، ص187).. وقد أعاد ابن تغري بردي (أبو المحاسن) صياغة هذه
العبارة فقال: " فعجَّل الله بهلاكه إلى جهنَّم وبئس المصير، هو ومَنْ يعتقد
مُعْتَقَدَهُ كائناً مَنْ كان" (النجوم الزاهرة، دار الكتب العلمية، بيروت،
1992، ج9، ص170).
والرواية الكاملة
نجدها عند ابن كثير، إذ أورد الخطة التي كان ينوي خَرْبَنْدا تنفيذها للإستيلاء
على بلاد الحجاز وتسليمها للشيعة (وإذا ما قُدِّر له النجاح ينقل قَبْرَي أبي بكرٍ
وعمر إلى خارج المدينة المنوَّرة).. فيذكر ابن كثير التالي: ""وكان
صاحبَ مكة الأميرُ خُمَيْصةُ ابن أبي نُميّ الحَسَنيّ، قد قصد ملكَ التتر
خَرْبَنْدا لينصره على أهل مكة، فساعده الروافض (الشيعة) هناك (في إيران) وجهَّزوا
معه جيشاً كثيفاً من خراسان، فلما مات خَرْبَنْدا بَطُلَ ذلك بالكلّية، وعاد
خُمَيْصةُ خائباً خاسئاً، وفي صحبته أميرٌ من كبار الروافض من التتر يقال له
الدُلْقَنْدي، وقد جَمَعَ (الدُلْقَنْدي) لخُمَيْصَةَ أموالاً كثيرة ليُقيم به
الرَفْضَ (التشيُّع) في بلاد الحجاز، فوَقَعَ بهما (أي قاتلهما) الأميرُ محمدُ ابن
عيسى أخو مُهَنَّا، وقد كان مهنَّا في بلاد التتر أيضاً ومعه جماعةٌ من العرب
(لمساعدة خُمَيْصَة في خطَّته) فَكَسَرَهما ومَنْ كان معهما (أي أنَّ الأمير محمد
بن عيسى كَسَرَ أخاه مهنَّا وخُمَيْصة)، ونهب ما كان معهما من الأموال، وتفرَّق
الرجال. وبَلَغَتْ أخبارُ ذلك إلى الدولة الإسلامية (في مصر)، فرضي عنه (أي عن
الأمير محمد بن عيسى) الملكُ الناصر (ملك المماليك، سلطان مصر والشام وبلاد الحجاز
محمد بن قلاوون) وأهلُ دولته، وغَسَلَ ذلك ذنبَهُ عندَهُ (لخلافٍ وقع بينهما
سابقاً)، فاستدعى به السلطانُ (قلاوون) إلى حضرته فحضر (محمد بن عيسى) سامعاً
مطيعاً، فأكرمه نائبُ الشام، فلما وصل إلى السلطان أكرمه أيضاً، ثم إنه استُفْتِيَ
الشيخُ تقي الدين ابن تَيْمِيَّة، وكذلك أرسل إليه السلطانُ يسأله في الأموال التي
أُخِذَتْ من الدُلْقَنْدي (التتري الشيعي)، فأفتاهم أنها تُصْرَف في المصالح التي
يعود نفعُها على المسلمين، لأنها كانت مُعَدَّةً لعناد الحق ونُصرة أهل البدعة على
السُنَّة" (البداية والنهاية، ج16، ص118).
كما أنَّ خَرْبَنْدا
المتشيِّع كان قد أمر قبل هلاكه بقتل أهل السُنَّة في بغداد، وكما يورد ابن فضل
الله العمري: " وأَمَرَ قبل هلاكه ببذل السيف في أهل باب الأَزَج (في بغداد
وكانوا من السُنَّة) لامتناعهم من إقامة الخطبة على شعار الشيعة، فما أمهله الله،
فمات بهَيْضَةٍ شديدة (وجعٌ في البطن مصحوبٌ بالقيء)" (مسالك الأبصار في
ممالك الأمصار، دار الكتب العلمية، 2010، ج27، ص337).
وهكذا
فشلت خطة خَرْبَنْدا في الإستيلاء على بلاد الحجاز وجعلها تحت سيطرة الفرس
المتشيِّعين وأتباعهم من الشيعة العرب، وقد قتله المقرَّبون منه (زوجُه ونائبُه)،
إذ يذكر ابن أَيْبَك الدَواداري أنَّ سبب وفاته كان "زوجتُهُ قطلوشاه خاتون بنت أرنجان – خال الملك خدابنداه –
باتِّفاقٍ من الوزير خواجا رشيد والحكيم
جلال الدين، سقوه دواءً مسهِّلاً مسموماً، فتوفي من ليلته. وجلس بمملكة التتار
ولدُهُ أبو سعيد" (كنز الدرر وجامع الغَرَر، المعهد الألماني للآثار
بالقاهرة، 1960، ج9، ص288).
كان أبو سعيد بن خَرْبَنْدا في الحادية عشرة من عمره
حينما تسلَّم المُلك عقب وفاة أبيه عام 716ه/ 1316م.. يقول النويري: " ثم اجتمعت كلمتهم على أن أقاموا (في
الحكم) أبا سعيد بن خدابندا وعمره أحد عشر سنةً فنصَّبوه في المُلك، وقام بتدبير
دولته (الأمير) جوبان نائب أبيه، ووصلت رُسُلُهُ وهداياه إلى السلطان الملك الناصر
بالديار المصرية. وتكرَّر ذلك منه، وانتظم الصلح، وحصل الإتفاق" (نهاية
الأَرَب، ج27، ص283).
إذاً، عمل الأمير جوبان (نائب خَرْبَنْدا) وآخرون على
قتل الأخير، وبعد قتله تمَّ تعيين ابن خَرْبَنْدا الصغير أبي سعيد، الذي ظل في
الحكم 13 سنة، وتولى الأمير جوبان في بداية عهده إدارة مملكته، فكان أول ما قام به
هو عَمَل صلح واتفاق مع العرب والمسلمين بقيادة ملك مصر المملوكي الناصر محمد بن
قلاوون.. وتزامنت هذه الخطوة مع خطوةٍ أخرى لا تَقُلُّ عنها أهمية ألا وهي أنَّ
أبا سعيد نبذ التشيُّع وأَظْهَرَ السُنَّة، إذ يقول ابن كثير: "ثم عَدَلَ إلى
العدل وإقامة السُنَّة، فأَمَرَ بإقامة الخطبة بالتَرَضِّي عن الشيخين أولاً (أي
أبا بكر وعمر)، ثم عثمان ثم عليّ رضي الله عنهم، ففرح الناس بذلك وسَكَنَتْ بذلك
الفِتَن والشرور والقتال الذي كان بين أهل تلك البلاد وبِهَراة وأَصْبَهان وبغداد
وإربل (أَربيل) وساوة وغير ذلك" (البداية والنهاية، ج16، ص118).
الحديث التالي:
الحديث السابق:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق