2017/01/09

أعداء العروبة والإسلام يتشيَّعون (4)/ تلميذ نصير الدين الطوسي أقنع حاكم إيران التتري خَرْبَنْدا بالتشيُّع!



فور تسلُّمه الحكم بدأَ خَرْبَندا حياته السياسية مسلماً.. وبعد تسلُّمه الحكم قرَّب إليه بعضَ رجال الدين الشيعة ومن بينهم ابن المُطَهَّر الحِلِّي، فاستطاع إقناعه بالتشيُّع، فأعلن خَرْبَنْدا تشيُّعَهُ في عام 709ه/ 1309م، أي بعد ست سنوات من وصوله إلى عرش المملكة التترية في إيران..




إنزل إلى أسفل لقراءة الموضوع كاملاً





أعداء العروبة والإسلام يتشيَّعون
التتار نموذجاً
(دراسة تاريخية)
2015
تأليف: حسين احمد صبرا




أعداء العروبة والإسلام يتشيَّعون (4 من 15)
تلميذ نصير الدين الطوسي أقنع
حاكم إيران التتري خَرْبَنْدا بالتشيُّع!





حسين احمد صبرا
بعد وفاة حاكم إيران التتري المتأسلم محمود غازان مسموماً سنة 703ه/ 1303م تولَّى سدة الحكم في مملكة التتار في إيران أخوه خَرْبَنْدا بن أرغون، والذي حكم ثلاثة عشر عاماً (من سنة 703ه/ 1303م وحتى سنة 716ه/ 1316م).. مع الإشارة إلى أنَّ غازان وخَرْبَنْدا عاشا في خراسان في حياة أبيهما، وعندما تولَّى غازان الحكم عيَّن أخيه خَرْبَندا والياً على خراسان..
فور تسلُّمه الحكم بدأَ خَرْبَندا حياته السياسية مسلماً (قبل أن يتشيَّع لاحقاً).. يقول ابن خلدون في كتابه "ديوان المبتدأ والخبر": "ولمَّا هلك قازان (غازان) وَلِيَ بعده أخوه خَرْبَنْدا، وابتدأ أمره بالدخول في دين الإسلام وتسمَّى بمحمد وتلقَّب غياث الدين (...) وأقام في سلطانه حَسَنَ الدين مُعَظِّماً للخلفاء (الأربعة الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعليّ) وكَتَبَ أسماءهم على سِكَّته (عُمْلَتِهِ)" (دار الفكر، بيروت، 2000، ج5، ص619).. "وخُطب له على منابر العراق وخراسان وتلك النواحي" (إبن كثير، البداية والنهاية، دار ابن كثير، الطبعة الثانية 2010، ج16، ص32).. وكان ملكُهُ يشمل "العراق وخراسان وعراق العجم (أصفهان وشيراز) والروم (تركيا) وأذربيجان والبلاد الأرمينية وديار بكر (جنوب شرق تركيا)" (البداية والنهاية، ج16، ص117)..
مع جلوسه على عرش التتار في إيران أراد خَرْبَنْدا على الفور الصلح مع مصر فأطلق رسولَي الملك الناصر المملوكي محمد بن قلاوون، واللذين كان أخوه غازان قد احتجزهما، "وجهَّزهما (للعودة) إلى الديار المصرية، وأَصْحَبَهُما رسولاً من جهته، فوصلوا في سنة أربعٍ وسبعمائة (704ه/ 1304م)، كان مضمون رسالته (إلى حاكم مصر المملوكي) إلتماس الصلح والإتفاق" (النويري، نهاية الأَرَب، دار الكتب العلمية، بيروت، 2004، ج27، ص280 – 281)..
مع تسلُّمه الحكم سارع خَرْبَنْدا إلى تغيير اسمه إلى خُدابَنْدا.. يقول ابن تغري بردي (أبو المحاسن): "وخُدابَنْدا معناه عبد الله بالفارسي؛ غير أنَّ أباه (أرغون) لم يُسَمِّه إلا خَرْبَنْدا، وهو اسمٌ مُهْمَلٌ، معناه: عبد الحمار. وسببُ تسميته بذلك أنّ أباه كان مهما وُلِدَ له ولدٌ يموت صغيراً، فقال له بعض الأتراك: "إذا جاءك ولدٌ سَمِّهِ اسماً قبيحاً يَعِشْ". فلما وُلِدَ له هذا سمَّاه خَرْبَنْدا في الظاهر واسمه الأصلي أبحيتو (الصواب أولجايتو)؛ فلما كَبِرَ خَرْبَنْدا ومَلَك البلادَ كَرِهَ هذا الإسم واستقبحه فجعله خُدابَنْدا، ومشى ذلك ببماليكه (أي فرضه عليهم)، وهدَّدَ مَنْ قال غيرَه، ولم يُفِدْهُ ذلك إلا من حواشيه خاصةً" (النجوم الزاهرة، دار الكتب العلمية، بيروت، 1990، ج9، ص169).
لا يعترينا أدنى شك في أنَّ خَرْبَنْدا تأثر بشيعة خراسان كونه عاش هناك في حياة أبيه أرغون، ثم عندما تولَّى أخوه غازان الحكم عيَّنه والياً على خراسان حيث ظلَّ في منصبه هناك حوالى تسع سنوات (أي من عام 694ه – 703ه/ 1294م – 1303م).. وبعد تسلُّمه الحكم قرَّب إليه بعضَ رجال الدين الشيعة ومن بينهم ابن المُطَهَّر الحِلِّي (جمال الدين الحسن بن يوسف بن علي بن محمد بن المُطَهَّر الحِلِّي المعتزلي) ، فاستطاع إقناعه بالتشيُّع، فأعلن خَرْبَنْدا تشيُّعَهُ في عام 709ه/ 1309م، أي بعد ست سنوات من وصوله إلى عرش المملكة التترية في إيران.. يقول ابن تغري بردي عن الحلّي: " كان رافضياَ خبيثاً على مذهب القوم؛ ولابن تَيْمِيَّة عليه ردٌّ في أربعة مجلَّدات، وكان يسمِّيه ابنَ المُنَجَّس، يعني عكس شهرته كونه كان يُعْرَف بابن المُطَهَّر" (النجوم الزاهرة، ج9، ص192).. وابن المطهَّر الحِلّي هذا هو تلميذ نصير الدين الطوسي، كما ذكر ابن كثير، إذ قال: "أقام (خَرْبَنْدا) شعائرَه (أي شعائر المذهب الشيعي الإثنا عشري)في بلاده وحظي عنده الشيخ جمال الدين بن مُطَهَّر الحِلِّي، تلميذ نصير الدين الطُوسي، وأَقْطَعَهُ عدة بلاد" (البداية والنهاية، ج16، ص117).
فمن هو نصير الدين الطوسي؟! إنه واحدٌ من منظِّري المذهب الشيعي الإثني عشري، وقد وزر لهولاكو وحَسَّن له (كما الوزير ابن العَلْقَمي) اجتياح بغداد وإسقاط الخلافة العباسية العربية السُنّيَّة وإقامة خلافة شيعية على أنقاضها في بغداد تكون خير معينٍ للمغول في أرض العرب المسلمين.

الحديث التالي:
الحديث السابق:






  



 x

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق