هل الإمام علي أهم من النبي محمد؟! هل
فات أحداً منكم أن يطرح هذا السؤال الخطير؟! السؤال ناجم عن كون الإمام علي يحتل
المرتبة الأولى بدون منازع في ثقافة وأدبيات وفقه ووجدان وعاطفة الفرس المتشيِّعين
وأتباعهم من الشيعة العرب..
إنزل إلى أسفل لقراءة الموضوع كاملاً
كتاب
البكاء
السياسي عند الشيعة
تأليف:
حسين احمد صبرا
(2015)
(تصدياً لمخطط نشر التشيُّع الفارسي بين
العرب المسلمين)
الإهداء
إلى
كل شيعي لا يؤمن بعصمة الأئمة ولا بولاية الإمام علي
الفصل
السادس
البكاء سياسي.. والإيمان بنبوَّة الرسول أيضاً سياسي (1
من 11)
الفرس ضخَّموا من شخصية الإمام علي
كي يجعلوه بديلاً من النبي محمد!
حسين احمد صبرا
هل الإمام علي أهم من النبي محمد؟! هل
فات أحداً منكم أن يطرح هذا السؤال الخطير؟! السؤال ناجم عن كون الإمام علي يحتل
المرتبة الأولى بدون منازع في ثقافة وأدبيات وفقه ووجدان وعاطفة الفرس المتشيِّعين
وأتباعهم من الشيعة العرب.. فَهُمْ قد بدأوا حربهم ضد العروبة والإسلام حينما
راحوا يمجِّدون أهل البيت على اعتبار أنهم
لأوَّل وهلة أهلُ بيت الرسول، وراحوا يكرِّرون الأسطوانة على ألسنتهم وفي
أدبياتهم وثقافتهم وفقههم ووجدانهم منذ أكثر من ألف عام، وهي الأسطوانة التي بنوا
عليها أُسُسَ مذاهبهم الشيعية.. كانت حجَّتُهم الوحيدة وما تزال أنَّهم يتَّبعون
الأئمة من نسل الرسول على أساس أنهم أهل بيت الرسول.. أهل بيت الرسول.. أهل بيت
الرسول.. ثم صاروا يكرِّرون: أهل البيت.. أهل البيت.. أهل البيت، من دون ذكر
الرسول.. حتى اختفى الرسول بفعل فاعل وباتت مرتبته في ثقافتهم وأدبياتهم وفقههم
ووجدانهم تحتل المرتبة العشرين أو الثلاثين، ذلك أنَّ الرسول بات في آخر أولويات
المذاهب الفارسية الشيعية وآخر اهتماماتهم بعدما بَدَّأُوا أهلَ بيته.. بل وحتى
شخصياتٌ مثل سلمان الفارسي أو أبي الفضل العباس أو عقيل بن مسلم أو زينب بنت
الحسين وغيرهم باتوا يحتلُّون مرتبةً تلي الشخصيات الثلاثة عشر (إبنة الرسول فاطمة
والأئمة الإثنا عشر).. فما الغرض من إخفاء النبي محمد وطمس شخصيته ومكانته ودوره
ومرتبته الأولى والأخيرة بين المسلمين جميعاً عرباً وأعاجم، ودليلُنا القرآنُ
الكريم الذي دعا العربَ المسلمين إلى اتِّباع الرسول وما جاء به الرسول والتأسِّي
بالرسول، دون أن يأتي على ذكر نفرٍ واحد من أئمة الشيعة الذين يدَّعون وقد جعلوهم
في المرتبة الأولى وركنوا الرسولَ في المرتبة الأخيرة؟!
إنَّ أوَّل منافسٍ طَرَحَهُ الفرسُ
المتشيِّعون كمنافسٍ للرسول وبديلٍ منه في حربهم ضد العروبة والإسلام هو الإمام
علي، وذلك بما ادَّعوا فيه من صفاتٍ كمالية قالوا إنه لم يُشْرِكْهُ فيها أحدٌ
باستثناء الرسول، ولكن واقعياً وبالأدلة الملموسة فإن كل الصفات التي جعلها الفرسُ
وأتباعهم في الإمام علي هي صفات يتفوَّق فيها على الرسول وعلى ألف رسول، بل إنها
صفاتٌ تجعله في مصاف الآلهة، وليس غريباً بعدها أنَّ من الفرس المتشيِّعين مَنْ
رأوا أنَّ الإمام علي أحق بالنُبُوَّة من الرسول، وأنَّ من الفرق الشيعية مَنْ
اتخذوا من الإمام علي إلهاً يعبدونه من دون الله!! وتعالوا نقدِّم ما نراه من أدلة
دليلاً دليلاً:
الدليل الأول، ادِّعاء الفرس
المتشيِّعين بأنَّ الإمام علي وُلِدَ في داخل الكعبة، وأنه المولود الوحيد فيها
بحيث لم يُوْلَد في الكعبة مولودٌ سواه لا قبلَهُ ولا بعدَه، وأنَّ تلك فضيلةٌ
خَصَّهُ اللهُ بها إجلالاً لمَحَلِّه ومنزلته وإعلاءً لرُتْبَتِه.. بينما الرسول
نفسه لم يولَد في الكعبة، فكيف يخصُّ اللهُ الإمامَ عليَّ بتلك الفضيلة ولم
يخصُّها نبيَّ الإسلام أيضاً إجلالاً لمَحَلِّه ومنزلته وإعلاءً لرُتْبَتِه؟!
فأيهما أجَلُّ مَحَلَّةً ومنزلةً وأعلى رتبةً عند الله: النبي محمد أم الإمام
علي؟! الجواب، وحسب الطرح الفارسي السابق أعلاه: الإمام علي.. (راجع كتب
المؤرِّخين الفرس، المتشيِّعين منهم وغير المتشيِّعين: الكلِّيني، الطوسي، القمّي،
الخوارزمي، الصدُّوق، إبن شهر آشوب، وغيرهم الكثيرين). (ملاحظة: الفرس المتشيِّعون
يبدأون بالطواف حول الكعبة من الناحية التي يدَّعون أنَّ الإمام علي قد وُلد فيها،
ويقولون إنَّ الطواف حول الكعبة هو طوافٌ حول ولاية الإمام علي!!)..
الدليل الثاني، أنَّ معجزة الرسول
الوحيدة كانت القرآن الكريم وقد جاءت معجزةً لغوية تحدَّت فصاحة لسان عرب الجاهلية
وبلاغتهم العربية، في وقتٍ لم يكن الرسول فصيحاً ولا بليغاً وهو ما كان معروفاً
للقاصي والداني آنذاك، ولو كان كذلك لما صدَّقه العربُ ولكانوا ظنُّوا أنَّ القرآن
من تأليفه، أما اتِّهامهم إياه في بداية الدعوة بأنه شاعرٌ مجنون فذلك لم يكن سوى
على سبيل الشوشرة الدعائية المضادة.. فجاء الفرس المتشيِّعون وجعلوا من الإمام علي
فصيحَ الفُصَحَاء وبليغَ البُلَغَاء والعبقريَّ اللَوْذَع بأن اخترعوا ما ضمَّته
دَفَّتَا كتاب "نهج البلاغة" ونسبوه إليه زوراً لغَرَض أن يصبح الإمام
علي متفوِّقاً على الرسول بالفصاحة والبلاغة، وليصبح "نهج البلاغة" قرآنَ
الفرس المتشيِّعين كبديلٍ من قرآن العرب المسلمين المُنْزَل على نبيِّهم من عند
الله.. وهنا سؤالٍ نطرحه: هل كان يوجد أجهزة تسجيل إلكترونية ليسجِّلوا للإمام علي
كلَّ كلمةٍ تفوَّه بها إنْ في أحاديثه أو خُطَبِهِ التي طَوَّلوها على غير عادة
العرب في الخطابة زَمَنَ الجاهلية وصدر الإسلام؟!
الدليل الثالث، أنَّ الإمام علي (وكذلك
نسله من أئمة الشيعة، كما يدَّعي الفرس المتشيِّعون) كان معصوماً من الخطأ، أي أنه
لا يخطىء في كل ما يقوله وفي ما كل ما يفعله.. بينما لم يكن الرسول معصوماً من
الخطأ، بدليل الآية القرآنية الكريمة: "يا أيها النبيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما
أحَلَّ اللهُ لَكَ، تَبْتَغي مَرْضَاتَ أزواجك، والله غفورٌ رحيم" (التحريم،
الآية 1).. وبذا يتفوَّق الإمامُ علي على النبي محمد (وسائر الأنبياء والرسل)
بالعصمة.
الدليل الرابع، أنَّ الإمام علي كان
مكلَّفاً من عند الله (كما يدَّعي الفُرس المتشيِّعون) بدون وحي، ففي كل الأقوال
والأفعال المنسوبة إليه كان يقولها ويفعلها من عنده بدون وحي، فهو ليس بحاجةٍ إلى
وحي.. بينما كان الله يوحي إلى الرسول: "إنْ هُوَ إلا وَحْيٌ يُوحَى"
(النجم، الآية 4)/ "فأوحَى إلى عَبْدِهِ ما أَوْحَى" (النجم، الآية 10)/
"قُلْ إنما يُوحَى إليَّ أَنَّما إلهُكُم إلهٌ واحدٌ..." (سورة
الأنبياء، من الآية 108)/ "قُلْ إنما أنا بشرٌ مِثْلُكُم يُوْحَى إليَّ
أنَّما إلهُكُم إلهٌ واحدٌ..." (الكهف، الآية 110)/ "وكذلك أوحينا إليكَ
روحاً من أَمْرِنا..." (الشورى، من الآية 52)/ "ذلكَ مِنْ أَنباءِ الغَيْبِ
نُوحِيهِ إليكَ..." (آل عمران، من الآية 44)/ "ذلك مما أَوْحَى إليكَ
ربُّك من الحكمة..." (الإسراء، من الآية 39)/ "وَاتَّبِعْ ما يُوحَى
إليك..." (يونس، من الآية 109)/ "قُلْ إنَّما أَتَّبِعُ ما يُوحَى إليَّ
من رَبّي..." (الأعراف، من الآية 203)... وهذا الوحي كان يتم عن طريق ملاكٍ
اسمُهُ جبريل: "قُلْ مَنْ كانَ عَدُوّاً لِجِبْريْلَ فإنهُ نَزَّلَهُ على
قلبِكَ بإِذْنِ اللهِ مصدِّقاً لِمَا بينَ يَدَيْهِ وهُدىً وبُشْرَى
للمؤمنِيْن" (البقرة، الآية 97).
الدليل الخامس، أنَّ النبيَّ لم يكن
يُفتي من عنده، بل كلَّما استفتاه المسلمون أو سألوه عن أمرٍ ما، نَزَلَت الفتوى
أو الإجابة من عند الله بآياتٍ فيها فعل الأمر "قُلْ":
"يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُم في الكَلالَة..." (النساء، من
الآية 176)/ "يسألونكَ عن الخمرِ والمَيْسَرِ قُلْ فيهما إثمٌ كبيرٌ ومنافِعُ
للناسِ وإثْمُهُما أكبَرُ من نَفْعِهِما، ويسألونك ماذا يُنْفِقونَ قُلِ العَفْوَ،
كذلك يُبَيِّنُ اللهُ لكُمُ الآياتِ لعلَّكم تتفكَّرون" (البقرة، الآية 219)/
"... ويسألونكَ عَنِ اليتامَى قُلْ إصلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ..." (البقرة،
من الآية 220)/ "ويسألونكَ عنِ المَحِيْضَ قُلْ هو أَذَىً لكم فاعتَزِلوا
النساءَ في المحيضِ ولا تَقْرَبُوهُنَّ حتى يَطْهُرْنَ..." (البقرة، من الآية
222)/ "ويسألونكَ عن الرُوحِ قُلِ الروحُ من أَمْرِ رَبّي..." (الإسراء،
من الآية 85)/ "ويسألونكَ عن ذي القَرْنَينِ قُلْ سأتلو عليكم منهُ
ذِكْراً" (الكهف، الآية 83)/ "ويسألونكَ عن الجبالِ فَقُلْ يَنْسِفُها
رَبّي نَسْفاً" (طه، الآية 105)/ يسألونكَ عن الأَنْفَالِ قُلِ الأنفالُ للهِ
والرسولِ..." (الأنفال، من الآية 1)/ "يسألُكَ الناسُ عن الساعةِ قُلْ
إنما عِلْمُها عندَ الله..." (الأحزاب، من الآية 63)... وقد رأينا قبل قليل
في سورة التحريم أنَّ الرسول قد حَرَّمَ أمراً حَلَّلَهُ الله، فنزلت الآيات التي
عاتب اللهُ فيها رسولَه.. أما الإمام علي، وفق روايات الفرس المتشيِّعين، فكان
يجيب عن كل الأسئلة ويفتي في كل
الأمور من دون وحي، حتى أنهم نسبوا إليه القول: "سَلُوني قبل أن تَفْقِدُوني،
فوالله ما تسألونني عن فئةٍ تُضِلُّ مائةً وتَهدي مائةً إلا أنبأتكم بناعقها
وسائقها إلى يوم القيامة"! وقد جَمَعَ الفُرسُ "معجزاته" تلك في
كتابٍ حمل اسم "سلوني قبل أن تفقدوني"..
الدليل
السادس، أنَّ الله شرَّف الإمامَ عليّ بطاعة النار له، وأنه كان يقول: "أنا
قَسِيمُ النارَ (أي مقاسمُ النارَ)، أقولُ: هذا لي وهذا لَكِ".. وهكذا فإنَّ
النار تطيع الإمام علي ولم تكن تطيع الرسول، إذ لم يرد في القرآن أنَّ النار تطيع
النبي محمد، أي أنَّ الله، وفق بِدَع الفرس المتشيِّعين شرَّف الإمام علي بهذه
المعجزة ولم يشرِّف بها الرسول..
الدليل
السابع، أنَّ الله كان يناجي الإمامَ علي، أي يبوح له بأسراره على انفراد، وإليكم
هذه الرواية التي ابتدعها الفُرسُ المتشيِّعون، ومفادها أنَّ النبي انفرد ذات يومٍ
بالإمام علي عن جمع المسلمين، فظنَّ المسلمون أنَّ النبي يناجي الإمامَ عليّ،
وطالت المناجاة والمسلمون ينتظرون، فلما عادا قالوا للنبي باستغراب: "لقد
طالت مناجاتك لابن عَمِّك"، فقال لهم الرسول: "ما أنا ناجَيْتُهُ،
ولكنَّ اللهَ انتَجَاه".. ولاحظوا أنَّ هذه الرواية الفارسية لها الدلالات
التالية: أولاً، أنَّ الله يناجي الإمامَ علي في وقتٍ هو لا يناجي الرسول، إذ لم
يرد في القرآن أنَّ الله ناجى الرسول.. ثانياً، وحسب الرواية، فإنه رغم وجود
الرسول مع الإمام علي إلا أنَّ الله ناجى الإمامَ علي ولم يُعْنَ بمناجاة الرسول..
ثالثاً، ليس الإمام علي هو الذي طلب مناجاة الله، بل الله انتجاه، أي الله هو الذي
طلب مناجاة الإمامَ علي واختاره لهذا الغرض دون الرسول.. رابعاً، أنَّ وقت
المناجاة قد طال جداً حتى ضاق المسلمون ذرعاً، وخلال كل هذا الوقت كان الرسول يقف
إلى جانب الإمام علي بلا طائل، إذ ليس هو المناجى بل الإمام علي، أي أنَّ البطل في
هذا الفيلم الفارسي هو الإمام علي، أما الرسول فهو الكومبارس!!
(نُشر هذا الموضوع في مجلة "الشراع" اللبنانية بتاريخ 11 أيار/
مايو 2015 – العدد 1696).
الحديث
التالي:
الحديث
السابق:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق