2016/11/23

كتاب "البكاء السياسي عند الشيعة"/ عند الفرس المتشيِّعين: الإمام علي مساوٍ للرسول حتى في النُبُوَّة!



نتابع سرد أدلَّتنا على أنَّ الفرس المتشيِّعين ضخَّموا من شخصية الإمام علي لغرض أن يجعلوه أهم من النبي محمد وبالتالي بديلاً منه، الأمر الذي يدل بوضوحٍ وجلاء على أنَّ الفرس المتشيِّعين لم يؤمنوا للحظة بنبوَّة النبي العربي، وما إيمانهم العلني بالرسول سوى إيمانٍ سياسي يحاولون أن يُغَطّوا به عداءهم المفرط للعروبة والإسلام والنبي محمد، وما غرضهم سوى محاربة العروبة والإسلام من الداخل.. وقد قدَّمنا في الحديث الماضي سبعةً من أدلَّتنا، وإليكم المزيد منها، وسنبدأ بكيفية جعل الفرس للإمام علي وباقي ما يسمَّى بأئمة الشيعة شركاءَ للرسول ومساوين له للوهلة الأولى، إلى أن أطاحوا بالرسول كلياً وأحلوا أئمَّتهم بديلاً منه..



إنزل إلى أسفل لقراءة الموضوع كاملاً



كتاب
البكاء السياسي عند الشيعة
تأليف: حسين احمد صبرا
(2015)

(تصدياً لمخطط نشر التشيُّع الفارسي بين العرب المسلمين)



الإهداء
إلى كل شيعي لا يؤمن بعصمة الأئمة ولا بولاية الإمام علي


الفصل السادس

البكاء سياسي.. والإيمان بنُبُوَّة الرسول أيضاً سياسي (2 من 11)
عند الفرس المتشيِّعين:
الإمام علي مساوٍ للرسول حتى في النُبُوَّة!






حسين احمد صبرا
نتابع سرد أدلَّتنا على أنَّ الفرس المتشيِّعين ضخَّموا من شخصية الإمام علي لغرض أن يجعلوه أهم من النبي محمد وبالتالي بديلاً منه، الأمر الذي يدل بوضوحٍ وجلاء على أنَّ الفرس المتشيِّعين لم يؤمنوا للحظة بنبوَّة النبي العربي، وما إيمانهم العلني بالرسول سوى إيمانٍ سياسي يحاولون أن يُغَطّوا به عداءهم المفرط للعروبة والإسلام والنبي محمد، وما غرضهم سوى محاربة العروبة والإسلام من الداخل.. وقد قدَّمنا في الحديث الماضي سبعةً من أدلَّتنا، وإليكم المزيد منها، وسنبدأ بكيفية جعل الفرس للإمام علي وباقي ما يسمَّى بأئمة الشيعة شركاءَ للرسول ومساوين له للوهلة الأولى، إلى أن أطاحوا بالرسول كلياً وأحلوا أئمَّتهم بديلاً منه.. ونبدأ بأدلَّتنا على مساواتهم الإمام علي بالرسول:
الدليل الثامن، ما يسمَّى بحديث الكساء، وهو مما يُسمَّى بالحديث القُدْسي (نشير إلى أنَّ الأحاديث القدسية اختُرعت كبديلٍ من القرآن الكريم، إذ يدَّعي مزوِّرو الأحاديث بأنَّ الأحاديث القدسية أوحاها الله للنبي محمد عن طريق جبريل، وبالتالي هي مثلها مثل القرآن المُنْزَل!)، حيث قَوَّلوا اللهَ فيه، مخاطباً النبي محمد: "إني ما خَلَقْتُ سماءً مبنيَّة ولا أرضاً مَدْحِيَّة ولا قمراً منيراً وشمساً مضيئة ولا فلكاً يدور ولا بحراً يجري ولا فلكاً يسري إلا في محبَّة هؤلاء الخمسة" (أي محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين).. كما نسب الفرس المتشيِّعون إلى الرسول أنه قال: "لمَّا خَلَقَ اللهُ آدمَ، أبا البشر، ونَفَخَ فيه من روحه، إلتَفَتَ آدمُ يُمْنَةَ العرش فإذا في النور خمسةُ أشباحٍ سُجَّداً ورُكَّعاً. قال آدمُ: يا رب، هل خَلَقْتَ أحداً من طينٍ قبلي؟ قال (اللهُ): لا يا آدم. قال (آدمُ): مَنْ هؤلاء الخمسة أشباحٍ الذين أراهم في هيئتي وصورتي؟ قال (اللهُ): هؤلاءُ خمسةٌ من وِلْدِكَ لولاهم ما خلقتُك، هؤلاءُ خمسةٌ شَقَقْتُ لهم خمسةَ أسماءٍ من أسمائي لولاهم ما خَلَقْتُ الجَنَّة ولا النار، ولا العرش ولا الكرسي، ولا السماء ولا الأرض، ولا الملائكة ولا الإنس ولا الجِنّ، فأنا المحمودُ وهذا محمد، وأنا العالي وهذا عليّ، وأنا الفاطِرُ وهذه فاطمة، وأنا الإحسانُ وهذا الحَسَن، وأنا الحَسَنُ وهذا الحسين، آلَيْتُ بعِزَّتي أنه لا يأتيني أحدٌ بمثقالِ ذرةٍ من خَرْدَل مِنْ بُغْضِ أحدِهِم إلا أَدْخَلْتُهُ ناري ولا أُبالي يا آدم، هؤلاءُ صَفْوَتي مِنْ خَلْقي، بهم أُنَجِّيهم، وبهم أُهْلِكُهُم، فإذا كان لك إليَّ حاجةٌ فبهؤلاء تَوَسَّل".. وبذا جعل الفرس المتشيِّعون للرسول شركاءَ مساوين له، وغرضُهُم من ذلك تهيئة الجو لتنحية النبي محمد جانباً وطرح شركائه كبدلاء منه..
الدليل التاسع، أنَّ الرسول أشرك الإمام علي معه في النبوة عملياً وساواه بنفسه حينما نسب الفرس المتشيِّعون إلى الرسول أنه قال للإمام علي: "أنتَ مِنِّي بمنزلة هارون من موسى لولا أنه لا نبيَّ بعدي".. وبذا فإنَّ الفرس المتشيِّعين رفعوا الإمام علي إلى مرتبة الأنبياء مثله مثل النبي محمد وسائر الأنبياء والرسل، وإليكم الحديث المنسوب كاملاً: "لولا أن يقولَ فيكَ طوائفُ من اُمّتي ما قالت النصارى في عيسى بن مريم لقُلْتُ فيكَ اليومَ قولاً لا تَمُرّ بملأ إلّا أخذوا من تراب رِجْلَيْكَ ومن فَضْلِ طُهُورك فيستشِفُّون به، ولكنْ حَسْبُكَ أن تكون منّي وأنا منك، تَرِثُني وأَرِثُك، وأنكَ منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبيَّ بعدي، وأنّك تؤدّي ذِمَّتي، وتقاتل على سُنَّتي، وأنّك في الآخرة غداً أقربُ الناس منّي، وأنّكَ غداً على الحوض خليفتي، وأنّك أوّل من يَرِدُ عليّ الحوض غداً (حوض الماء حيث يشرب الناس يوم القيامة كما يدَّعون!!)، وأنك أول من يَكْسِي معي (الكعبة)، وأنّك أوّل من يدخل الجنّة من اُمّتي، وأنّ شيعتَكَ على منابرَ من نور، مُبْيَضَّةٌ وجوهُهُم حولي، أشفعُ لهم، ويكونون في الجنّة جيراني، وأنَّ حَرْبَكَ حَرْبي، وأنّ سِلْمَكَ سِلْمي، وأنَّ سِرَّك سرِّي، وأنَّ عَلانِيَتَكَ عَلانِيَتي، وأنَّ سَريرة صدرك كسَريرة صدري، وأنّ وَلَدُكَ وَلَدي، وأنَّك مُنْجِزٌ عِدَّتي، وأنَّ الحقَّ معك، وأنَّ الحقَّ على لسانك وفي قلبك وبين عينيك، وأنَّ الإيمان مُخالطٌ لَحْمَكَ ودَمَكَ كما خالَطَ لحمي ودمي، وأنّه لا يَرِدُ على الحوض مُبْغِضٌ لك، ولن يَغِيْبَ عنه محبٌّ لك غداً حتى يَرِدُوا الحوضَ معك".
الدليل العاشر، نسبوا إلى النبي محمد أنه قال: "أنا من عليّ وعليّ مني"، وأنَّ جبريل حين سمع الرسول يقول ذلك أردف بالقول: "وأنا منكما".. وبذا أصبح الإمام علي هو الرسول، والرسول هو الإمام علي، وجبريل هو الإمام علي والرسول..
الدليل الحادي عشر، أنَّه في الأذان يُذْكَر النبي محمد بعبارة: أَشْهَدُ أنَّ محمداً رسولُ الله.. فأضاف الفرس المتشيِّعون عبارة: أشهدُ أنَّ عليّاً ولي الله.. وبذا ألحَقوا الإمامَ علي بالرسول حتى في الأذان..
الدليل الثاني عشر، عبارة "محمد وعلي خير البشر"، التي درج الفرس المتشيِّعون وأتباعهم من الشيعة العرب على رفعها على أبواب المساجد، مع الإشارة إلى أنَّ هذه العبارة أحدثت فِتَناً كثيرة بين العرب المسلمين والشيعة وخاصة في بغداد العباسية قبل ألف عام (ملاحظة: لم يرد في القرآن الكريم أي إشارة إلى أنَّ محمداً خيرُ البشر ولا أنَّ محمداً سيِّدُ الخَلْق، فكيف بالإمام علي؟!)..
الدليل الثالث عشر، ما يدَّعيه الفرس المتشيِّعون من أنه إذا جَلَسَ الرسولُ اتَّكأَ على الإمام علي، وإذا قام الرسولُ وَضَعَ يَدَهُ على الإمام علي..
الدليل الرابع عشر، الحقيقة الثابتة أنَّ الله قد ذَكَر في القرآن أنَّ النبي محمد قد وَرَدَ ذِكْرُهُ في التوراة والإنجيل: "الذين يتَّبعون الرسولَ النبيَّ الأُمِّيَّ (محمد) الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل..." (الأعراف، من الآية 157).. "وإذ قال عيسى ابنُ مريمَ يا بني إسرائيلَ إنّي رسولُ اللهِ إليكم مُصَدِّقاً لِمَا بين يديَّ من التوراة ومُبَشِّراً برسولٍ يأتي من بعدي اسمُهُ أَحْمَد..." (الصف، من الآية رقم 6).. وبما أنَّ النبي محمد قد وَرَدَ ذِكْرُهُ في التوراة والإنجيل فإنَّ الفرس المتشيِّعين راحوا يدَّعون بأنَّ الإمام علي هو أيضاً قد ورد ذِكْرُهُ في التوراة والإنجيل، وقد أَوَّلوا الآية التالية: "ذلك مَثَلُهُم في التوراة ومَثَلُهُم في الإنجيل..." (الفتح، من الآية 29)، فادَّعوا بأنَّ المقصودين بذلك هم الإمام علي وباقي سلسال أئمَّة الشيعة، كما نسبوا إلى الإمام عليّ أنه قال: "ولايةُ عليّ مكتوبة في جميع صحف الأنبياء، ولن يَبعَثَ اللهُ نبياً إلا بنبُوَّة محمد وولاية وصيِّهِ عليّ"..
الدليل الخامس عشر، الآية التالية: "...فالذين آمنوا بِهِ (أي بالنبي محمد) وعَزَّرُوهُ (أي وَقَّرُوه) ونَصَرُوهُ واتَّبعوا النُورَ الذي أُنْزِلَ مَعَهُ أولئكَ هُمُ المُفْلِحُون" (الأعراف، من الآية 157).. هنا أَوَّلَ الفرس المتشيِّعون كلمة "النور" وادَّعوا بأنَّ المقصود بها هو الإمام علي (الصحيح أنَّ المقصود بالنور هو القرآن).. وبذا، وحسب التزوير الفارسي، يصبح لدينا النبي محمد بالإضافة إلى الشخص الذي أُنْزِلَ معه وهو الإمام علي..
الدليل السادس عشر، "...ولولا فَضْلُ اللهِ عليكم ورحمته لاتَّبَعْتُمُ الشيطانَ إلا قليلاً" (النساء، من الآية 83).. أوَّلَ الفرس المتشيِّعون هذه الآية بأنَّ ادَّعوا بأنَّ المقصود بـ"فضل الله ورحمته" هما النبي محمد والإمام علي..
الدليل السابع عشر، الآية عن ليلة القدر: "تَنَزَّلُ الملائكةُ والرُوحُ فيها بإذنِ ربِّهم من كُلِّ أَمْرٍ" (القَدْر، الآية 4).. أَوَّلَ الفرس المتشيِّعون هذه الآية بأنَّ الملائكة والرُوحُ تَتَنَزَّل كل سنة إلى النبي محمد، وبعد وفاته تَتَنَزَّل إلى الإمام علي ومن بعده إلى سلسال أئمَّة الشيعة..
الدليل الثامن عشر، الآية: "ما أَفَاءَ اللهُ على رسولِهِ من أهلِ القُرى فَلِلَّهِ وللرسولِ ولِذِي القُرْبَى..." (الحشر، من الآية 7)، فإنَّ الفرس المتشيِّعين أوَّلوا هذه الآية بأنَّ المقصود بذي القُرْبَى هو الإمام علي، وبذا تصبح الآية: "ما أَفَاءَ اللهُ على رسولِهِ من أهلِ القُرى فللَّهِ وللرسولِ وللإمام علي...".
الدليل التاسع عشر، أنَّ الرسول تَفَلَ في عَيْنَيِّ الإمام علي يومَ خيبر ودعا له بأن لا يصيبه حَرٌّ ولا قَرّ، وأنَّ الإمام علي كان بعدها لا يجد حَرّاً ولا قَرّاً، ولا تَرْمَدُ عينيه، ولا يَصْدَع، وأنَّ الرسول لم يفعل ذلك إلا مع الإمام علي وحده دون كل المسلمين، (نُذَكِّرُكُم هنا بأنَّ معجزة الرسول الوحيدة هي القرآن، ومَنْ لا يصدِّق فليراجع القرآن)..
الدليل العشرون، أنَّ الفرس المتشيِّعين قد أَوَّلوا الآية التالية: "يا أيها الذين آمنوا إذا ناجَيْتُمُ الرسولَ فَقَدِّموا بينَ يَدَي نجواكم صَدَقَةً، ذلكم خيرٌ لكم وأَطْهَرُ، فإنْ لَمْ تَجِدُوا فإنَّ اللهَ غفورٌ رحيم" (المجادلة، الآية 12).. وكما هو واضحٌ فإنَّ الآية تشمل جميع مَنْ كانوا يناجون الرسول، أي يتكلمون معه على انفراد يسألونه أو يستشيرونه أو يبوحون له بأسرارهم، إلا أنَّ الفرس المتشيِّعين ادَّعوا بأنها نزلت بالإمام علي، ولفَّقوا الرواية التالية بأنه قال: "آيةٌ من القرآن لم يعمل أحدٌ بها قبلي ولا يعمل بها أحدٌ بعدي، آية النجوى، كان عندي دينارٌ فبعتُهُ بعشرة دراهم (الدينار كان يساوي مائة درهم)، فكلَّما أردتُ أن أُناجيَ النبيَّ تصدَّقتُ بدرهمٍ، ثم نُسِخَتْ بقَوْلِهِ: فإنْ لَمْ تَجِدوا فإنَّ اللهَ غفورٌ رحيم".. وفي روايةٍ أخرى أنَّ الإمام علي قال: "بي خَفَّفَ اللهُ عن هذه الأمَّة، فلم تَنْزِل في أحدٍ قَبْلي ولا تنزلُ في أحدٍ بعدي".. (لاحظوا الصورة التي أَظْهَرَ الفرسُ المتشيِّعون الإمامَ علي بها وقد شوَّهوا بها صورتَهُ وأساؤوا بها إليه)..  
الدليل الواحد والعشرون، يدَّعي الفرس المتشيِّعون بأنَّ الله ذَكَرَ في القرآن أنَّ الإمام علي هو من الأنبياء والرُسُل، ولكن ليس من السابقين للنبي محمد ولا من المذكورين في الكتب السماوية وإنما هو من المُحْدَثات (المُحْدَثُ في علوم الدين هو مَا لم يكن معروفاً في كتابٍ ولا سُنَّةٍ ولا إجماع)، ويستشهدون بالآية التالية: "وَمَا أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رسولٍ ولا نَبِيٍّ إلّا إذا تَمَنَّى أَلْقَى الشيطانُ في أُمْنِيَتِهِ فَيَنْسَخُ اللهُ ما يُلْقِي الشيطانُ ثم يَحْكِمُ اللهُ آياتِهِ، واللهُ عليمٌ حكيم" (الحج، الآية 52)، حيث أوَّلَ الفرس المتشيِّعون هذه الآية بأن نسبوا إلى الأئمة الشيعة قِراءَتَهُم لهذه الآية على هذا النحو: "وَمَا أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رسولٍ ولا نَبِيٍّ ولا مُحْدَثٍ..."، وأنَّ المُحْدَث هو الإمامُ عليّ يَسْمَعُ صوتَ المَلَكِ الذي يَعْصِمُهُ عن الخطأ ولكن لا يراه، مثله مثل الأنبياء والرسل..
الدليل الثاني والعشرون، ابتداع الفرس المتشيِّعين لما يسمى "طُبُّ الأئمَّة"، وذلك رداً على ما ابتدعه منتحلو صفة الإسلام من الأعاجم من "الطب النبوي".. وقد أراد الفُرسُ المتشيِّعون القول: إذا كان نبيِّكُم طبيباً فإنَّ أئمَّة الشيعة أيضاً أطباء وأوَّلُهُم الإمام علي..

(نُشر هذا الموضوع في مجلة "الشراع" اللبنانية بتاريخ 18 أيار/ مايو 2015 – العدد 1697).




 x

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق