لقد مضى على مقتل أمير
المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب أكثر من ثلاثة عشر قرناً، وإلى الآن لم يذرف
الشيعة دمعةً واحدةً عليه، بل كلُّ دموعهم ما فتئوا يذرفونها على ابنه الإمام
الحسين.. ويرفع الشيعة منذ ألف عامٍ على الأقل شعار "يا لثارات الحسين"،
ولم يرفعوا ولو لمرة واحدة شعار "يا لثارات علي".. تُرى لماذا؟!
إنزل إلى أسفل لقراءة
الموضوع كاملاً
كتاب
البكاء السياسي عند الشيعة
تأليف: حسين احمد صبرا
(2015)
(تصدياً لمخطط نشر التشيُّع الفارسي بين
العرب المسلمين)
الإهداء
إلى كل شيعي لا يؤمن بعصمة الأئمة ولا بولاية الإمام
علي
الفصل الأول
سؤال يجب علينا طرحه (2 من 2)
ممن يريد الشيعة الأخذ بثأر الإمام الحسين؟!
الطقوس الدموية عند الشيعة في عاشوراء لم يسلم منها حتى الأطفال.. لاحظوا مدى الرضى على وجه هذه الأم من منظر الدماء وهي تسيل من على وجه طفلها الرضيع! |
حسين احمد صبرا
لقد مضى على مقتل أمير
المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب أكثر من ثلاثة عشر قرناً، وإلى الآن لم يذرف
الشيعة دمعةً واحدةً عليه، بل كلُّ دموعهم ما فتئوا يذرفونها على ابنه الإمام
الحسين.. ويرفع الشيعة منذ ألف عامٍ على الأقل شعار "يا لثارات الحسين"،
ولم يرفعوا ولو لمرة واحدة شعار "يا لثارات علي".. تُرى لماذا؟!
الجواب بسيطٌ جداً،
فالشيعة على استعدادٍ دائمٍ للإحتفاء بذكرى مقتل الإمام الحسين كلَّ عام ضمن مراسم
عاشوراء، لكنهم لم يكونوا قط ولن يكونوا أبداً على استعدادٍ لأن يكرِّروا ما
يفعلونه في احتفائيةٍ تحتفي بذكرى مقتل الإمام علي ولا حتى بذكرى مقتل الإمام
الحسن، والسبب يعود إلى أنَّ عاشوراء إنما قد حَرَّفها الفرس منذ أيام البويهيين،
أحفاد كسرى أنو شروان، من مناسبةٍ يعبِّر شيعة العراق من خلالها عن عقدة الذنب
لكونهم غدروا بالإمام الحسين وخانوه وطعنوه في الظهر ما أدى إلى الإستفراد به
وقتله وقطع رأسه، إلى وسيلةٍ يتم اجترارها لتحريض الشيعة ضد المسلمين السُنَّة
والدعوة لأخذ ثأر الإمام الحسين منهم، وقد أدت خلال الألف عامٍ المنصرم إلى فتنٍ
مذهبية بغيضة بين الشيعة والسُنَّة لا سيما في بغداد، تثور حيناً وتخمد أحياناً
وفقاً للمناخات السياسية (وبودِّنا أن نكتب عنها في يومٍ من الأيام سنةً بسنة
نظراً لتطابقها الشديد مع ما يحدث الآن).. وتخيَّلوا معنا لو أنَّ الشيعة فعلوا في
الواحد والعشرين من رمضان من كلِّ عامٍ (ذكرى مقتل الإمام علي) ما يفعلونه في
عاشوراء، فَضُدَّ مَنْ سيحرِّضون، وضدَّ مَنْ سيشدُّون عَضَدَهم ويستنفرون
عصبيَّتهم؟! ضد الشيعة التكفيريين، شيعة علي المنشقين عنه والمسمّون الخوارج،
الذين قتلوا الإمام علي بعدما كفَّروه؟! حينها سيكونون كمن يحرث في البحر، إذ أين
هم الخوارج الآن؟! فهؤلاء بادوا ولم يبق منهم سوى الإباضية المتواجدين في عُمان
وزنجبار وإفريقية الشمالية وخاصة بين البربر في الجزائر، وهم ليس لهم أدنى تأثير
على الساحات السياسية أو العسكرية أو الدينية ولا حتى الإقتصادية ولا الإجتماعية،
وبالتالي فإنَّ بكاء الشيعة ونياحهم على الإمام علي سيكون بدون فائدة على الإطلاق..
بينما يحصدون كبرى الفوائد من البكاء على الإمام الحسين، حتى أنَّ آخر ما يُسَجَّل
في هذا الإطار أنَّ أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله حَثَّ شيعة لبنان هذا
العام (تشرين الأول/ اكتوبر 2014) بشكلٍ لافت ولأول مرة إلى عدم الإكتفاء بسماع أو
مشاهدة مراسم عاشوراء في بيوتهم عبر مكبرات الصوت أو المذياع أو التلفزة، بل
الذهاب مباشرةً إلى الحسينيات.. والسبب هو تحريض الشيعة واستنفارهم خَلْفَهُ وهو
يخوض مع أربابه الفرس حربَ إبادةٍ مذهبية فاشلة ضد المسلمين السُنَّة في سورية،
كما في العراق، كما في لبنان، كما في اليمن..
إنه صراعٌ على السلطة
إذاً، أضحت مراسم عاشوراء مظهراً من مظاهره، يتم من خلالها شتم المسلمين السُنَّة
ولَعْنِهم من خلال شتم صحابة الرسول أبا بكر وعمر وعثمان ولَعْنِهم، وشتم زوج
الرسول عائشة ولَعْنِها، بعدما استغلَّها الفرس وأتباعهم من الشيعة العرب
المتفرسنين خير استغلال لشحن نفوس الشيعة ضد المسلمين العرب وضد العروبة،
ليَسْهُلَ على الفرس استغلال هؤلاء الشيعة في مشروعهم الإمبراطوري للسيطرة على
بلاد العرب وجعلها خراباً، لِعُقَدٍ تاريخية مَرَضية يعاني منها الفرس تجاه العرب
بعدما بلغت بهم حالات التألُّه وأوهام التفوُّق حداً لا يستطيعون معه تصوُّر وجود
متفوِّقٍ حقيقي مجاورٍ لهم في الجغرافية..
ولعلمكم، فإنَّ التحريض العنصري المذهبي
(الفارسيّ النشأة دائماً) ضد العرب والمسلمين السُنَّة، الإمامُ عليٌّ وأبناؤه
وأحفادُه منه براءٌ إلى يوم الدين.. دعونا من أنَّ الإمام علي أنجب من الصهباء أم
حبيبة بنت ربيعة التغلبية ولداً ذكراً سمَّاه "عمر"، وأنجب من أم البنين
فاطمة بنت حزام بن خالد الكلابية ولداً ذكراً سمَّاه "عثمان" (قُتل في
كربلاء)، وأنجب من ليلى بنت مسعود بن خالد التميمية ولداً ذكراً سمَّاه "أبا
بكر".. ودعونا كذلك من أنَّ من بين أبناء الإمام الحسن ولداً سمَّاه
"عمر" وآخر سمَّاه "أبا بكر".. فقط نريد أن نذكِّر أولئك
الشيعة المنطربين من شتم الصحابة ولعنهم في المجالس العاشورية من أنَّ ابنَ الإمام
الحسين، عليَّ بن الحسين، وهو الإمام الرابع عند الفِرَق الشيعة كافةً والملقَّب
"زين العابدين"، أنجب ولداً ذكراً من زوجه أم ولد سمَّاه
"عمر"، وهو الولد السادس من أولاده، وقد أنجبه بعد موقعة كربلاء بعشر
سنواتٍ على الأقل، ذلك أنَّ زين العابدين كان الوحيد الناجي من بين الذكور في
كربلاء لصغر سنِّه..
فكيف يرضى الشيعة بأن
يُشْتَمَ عمر (وغيره من الصحابة) ويُلْعَنُوا في مجالس عاشوراء والمجالس الحسينية،
في حين أنَّ الناجي الذَكَر الوحيد من كربلاء، وهو الإمام الرابع عند الشيعة،
يسمِّي أحدَ أبنائه الذكور بإسم "عمر"؟! أوليس هذا أقوى دليل على أنَّ
آل بيت الرسول براء إلى يوم الدين مما دَرَجَ
الموالون لهم على فعله بإسمهم، أم أنَّ آل بيت الرسول باتوا غطاءً يتلطى
خلفه جماعاتٌ أَسَالَ الفُرْسُ لعابَهم عبر ألف عامٍ بأن يكونوا هم الحاكمين! فهل
عرفتم الآن لماذا دَرَجَ الشيعةُ على البكاء على الإمام الحسين، في حين لم يذرفوا
دمعةً واحدة على الإمام علي!
(نُشر هذا الموضوع في
مجلة "الشراع" اللبنانية بتاريخ 17 تشرين الثاني/ نوفمبر 2014 – العدد 1670).
الحديث التالي:
الحديث السابق:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق