2016/11/22

كتاب "البكاء السياسي عند الشيعة"/ الخميني اعترف بأن بكاء الشيعة على الإمام الحسين هو بكاء سياسي!



ليس الأمر بريئاً ولا محض صدفة أن يواظب الشيعة منذ ألف عام على البكاء على الإمام الحسين وحده فحسب، دون أن يذرفوا دمعةً واحدة على الإمام علي أو الإمام الحسن، ما يعني أنَّ هذه الدموع ليست لها أي غاية إنسانية، إنما لها أغراضٌ وغايات أخرى، وقد اخترع الفُرسُ المتشيِّعون هذه الدموع ليتواروا خلفها، وتلك في الأساس عادة متجذِّرة في شخصية الفرس خَبِرَها العربُ فيهم منذ ما بعد الإسلام على الأقل حينما اخترعوا المذاهب الشيعية في أعقاب هزيمتهم في القادسية ليتلطّوا خلفها في حربهم التي لا تستكين ضد العروبة والإسلام، وكان من ضمن ما اخترعوا النياحة العلنية على الإمام الحسين.. فما هي هذه الأغراض والغايات؟!



إنزل إلى أسفل لقراءة الموضوع كاملاً

كتاب
البكاء السياسي عند الشيعة
تأليف: حسين احمد صبرا
(2015)

(تصدياً لمخطط نشر التشيُّع الفارسي بين العرب المسلمين)



الإهداء
إلى كل شيعي لا يؤمن بعصمة الأئمة ولا بولاية الإمام علي


الفصل الثاني
دموعٌ ضد الإنسانية تنهمر لنصرة الظالمين (1 من 3)
الخميني اعترف بأن بكاء الشيعة
على الإمام الحسين هو بكاء سياسي!






حسين احمد صبرا
ليس الأمر بريئاً ولا محض صدفة أن يواظب الشيعة منذ ألف عام على البكاء على الإمام الحسين وحده فحسب، دون أن يذرفوا دمعةً واحدة على الإمام علي أو الإمام الحسن، ما يعني أنَّ هذه الدموع ليست لها أي غاية إنسانية، إنما لها أغراضٌ وغايات أخرى، وقد اخترع الفُرسُ المتشيِّعون هذه الدموع ليتواروا خلفها، وتلك في الأساس عادة متجذِّرة في شخصية الفرس خَبِرَها العربُ فيهم منذ ما بعد الإسلام على الأقل حينما اخترعوا المذاهب الشيعية في أعقاب هزيمتهم في القادسية ليتلطّوا خلفها في حربهم التي لا تستكين ضد العروبة والإسلام، وكان من ضمن ما اخترعوا النياحة العلنية على الإمام الحسين.. فما هي هذه الأغراض والغايات؟!
هاكم الخميني نفسه يجيبكم عن هذا السؤال بوضوحٍ لا لَبْسَ فيه، فالرجل كان صريحاً كلَّ الصراحة حينما تناول هذا الأمر علناً وفي أكثر من مناسبة، معتمداً على قابلية بعض الشيعة العرب على التماهي مع المشروع الفارسي المعادي للعروبة والإسلام والذوبان فيه حتى آخر نَفَس، كتجسيدٍ للعلاقة التي تربط التابع بالمتبوع والعبيد بالأسياد، وهو تماهٍ وتبعية يعودان أصلاً إلى ما قبل الإسلام بمئات السنين، أي منذ قيام أول إمبراطورية فارسية قبل 2500 عامٍ غَزَت أرضَ العرب واستتبعت أقليةً منهم، وقد جاء نظام الولي الفقيه ليستتبع الأحفاد..  
يقول الخميني في حديثٍ له في جمعٍ من المشايخ غرب طهران في 21/ 9/ 1979، وذلك في كتاب "نهضة عاشوراء" ص10(وهو الكتاب الذي جُمِعَت فيه أحاديث الخميني عن عاشوراء، إصدار دار الوسيلة، بيروت، 1996): "فلا يتصوَّر أبناؤنا وشبّاننا أنَّ القضية قضية بكاء شعب لا غير، وأننا شعبٌ بكّاء... إنها شعائرنا الدينية التي ينبغي أن تُصان، وهي شعائر سياسية يَلْزَمُ التمسك بها".. ثم يقول ص12: " ينبغي أن تستمر المجالس بإقامة العزاء... فإنَّ لذلك أبعاداً سياسية واجتماعية غاية في الأهمية".
وفي حديثٍ له مع مشايخ ووعّاظ قم وطهران بتاريخ 21/ 6/ 1986، مع الأخذ بعين الإعتبار أنَّ الحرب ضد العراق كانت قد انقلبت موازينها لصالح العرب في ذلك التاريخ، يقول الخميني ص12: "إنَّ هذا الثواب المخصَّص للبكاء ومجالس العزاء إنما يُعْطَى على الناحية السياسية، علاوةً على الناحية العبادية والمعنوية، فهناك مغزى سياسي لهذه المجالس".. ثم يتابع القول ص13 وهو يتحدَّث عن كون الشيعة هم الفرقة الناجية من النار: "الهدف (من مجالس العزاء والبكاء على الإمام الحسين) كان بناء هيكل هذه الأقلية (ويقصد الشيعة) في مقابل الأكثرية (ويقصد العرب المسلمين)".. وص16: "إنَّ المهم في الأمر هو البعد السياسي لهذه الأدعية والشعائر (الحسينية)".. ومع إعادة التذكير بأنَّ هذا الحديث للخميني قد جاء حينما انقلبت موازين حرب الخليج الأولى لصالح العراق، وهي الحرب التي هدف منها نظام الولي الفقيه إلى إقامة هلال شيعي يمتد من الأحواز المحتلة شرقاً إلى شواطىء البحر المتوسط غرباً بإتفاقٍ لم يعد سرياً مع الشيطان الأكبر ، يقول الخميني (ص18): "إنَّ هذه المجالس التي تُذْكَر فيها مصائبُ سيد المظلومين (الإمام الحسين) وتُظْهِر مظلومية ذلك المؤمن الذي ضحى بنفسه وبأولاده وأنصاره في سبيل الله، هي التي خَرَّجَت أولئك الشبّان الذين يتحرَّقون شوقاً للذهاب إلى الجبهات (للحرب ضد العرب المسلمين) ويطلبون الشهادة ويفخرون بها، وتراهم يحزنون إذا هم لم يحصلوا عليها. هذه المجالس هي التي خرَّجت أمهاتٍ يفقدن أبناءهنَّ ثم يقُلنَ بأنَّ لديهنَّ غيرهم وأنَّهُنَّ مستعدات للتضحية بهم أيضاً".. وكذلك (ص83-84): "لا تظنوا أنَّ الأمر مجرد بكاء وحسب، أبداً فالقضية سياسية اجتماعية، ولو كان الأمر مجرد بكاء فقط فَلِمَ التباكي؟ وأساساً ما حاجة سيد الشهداء (الإمام الحسين) إلى البكاء؟".
ويحث الخميني ليس على البكاء فحسب، بل وعلى التباكي أيضاً طالما الهدف من البكاء على الإمام الحسين سياسي، إذ يقول (ص87): "إنَّ قراءة المراثي وذكر المصائب ليس هدفه الإبكاء فحسب، وإنما البكاءَ وسيلةٌ حُفِظَ بها الدين، بل حتى التباكي يُثاب المرء عليه، لماذا؟ لأنه هو الآخر يساعد على صون الدين". (يدَّعي الفُرسُ بأنَّ الإمام الحسين قال: "مَنْ بكى أو أبكى واحداً فله الجنَّة، ومَنْ تباكى فله الجنَّة".. وهذا كلامٌ ليس له أي أثر في القرآن الكريم!!).. ليعود فيقول ص82: "القضية ليست قضية بكاء فحسب، ليست قضية تباكٍ فحسب، إنما هي قضية سياسية".
ويشدِّد الخميني كثيراً على إقامة مجالس عاشوراء كلَّ يوم، قائلاً ص98: "وهذا (أي مجالس عاشوراء) ينبغي أن يجري كلَّ يوم فإنَّ لذلك أبعاداً سياسية واجتماعية".. وص102: "ينبغي أن تزداد هذه المجالس في أيام عاشوراء وتنمو وتنتشر، بل إنها ينبغي أن تُكَثَّف حتى في باقي أيام السنة".. وص105: "هذه المجالس هي شعائرنا الدينية التي يجب أن نحافظ عليها، وهذه المجالس هي شعائر سياسية أيضاً ينبغي المحافظة عليها".
ويركِّز الخميني على ضرورة البكاء واللطم وبالأسلوب نفسه الذي كانت تُقام به عاشوراء منذ أيام البويهيين أحفاد المجوس، فيقول ص106: "ينبغي إحياء ذكرى عاشوراء بالأسلوب التقليدي نفسه، وبالطريقة السابقة نفسها ".. وص107: "لِتَخْرُج المواكب ولتُلْطَم الصدور، وليفعلوا ما كانوا يفعلونه سابقاً، وليعقدوا اجتماعاتهم، فهذه الإجتماعات هي التي حفظتنا، وهذا الإنسجام والتلاحم هو الذي صاننا".. وص108: "إنَّ مواكب اللطم هذه هي التي تمثِّل رمزاً لانتصارنا. لِتُقَمْ المآتم والمجالس الحسينية في أنحاء البلاد، ولْيُلْقِ الخطباءُ مراثيهم ولْيَبْكِ الناس".
ويعترف الخميني بأنَّ مجالس عاشوراء هي السلاح الإستراتيجي التوسعي للإمبراطورية الفارسية التي عمل على إنشائها، وهذا ما يتَّضح في قوله (ص108): "واعلموا أنَّ حياة هذا الشعب رهينةٌ بهذه المواسم والمراثي والتجمعات والمواكب".. وص109- 110: "تمسَّكوا بالمراثي والخطابة، نحن أحياء بهذه المراثي".. وبما أنَّ حرب الفُرس هي ضد العرب المسلمين وتوسُّع الفُرس هو في أرض العرب المسلمين فإنَّ الخميني يطلب من خطباء عاشوراء تعبئةَ الشيعة وإعدادَهم للحرب، قائلاً (ص110): "على الخطباء أن يتلوا المراثي كما كانوا يفعلون في السابق، ولْيُعِدُّوا الناسَ للتضحية والفداء".. "على الخطباء أن يقرأوا المراثي في آخر الخطابة ولا يختصروه بكلمتين ويكتفوا بذلك، بل ليتحدَّثوا كثيراً عن مصائب أهل البيت كما كانوا يفعلون في السابق. لِتُقْرَأ المراثي ولْتُلْقَ الشعارات والأحاديث في مدح وذكر فضائل ومصائب أهل البيت كي يصبح الناس على أهبة الإستعداد، وليكونوا حاضرين في ميادين الأحداث".. ويقترب الخميني شيئاً فشيئاً من غاياته حين يقول (ص16- 17): "إنَّ المهم في الأمر هو البعد السياسي لهذه الأدعية وهذه الشعائر، المهم هو ذلك التوجه إلى الله وتمركز أنظار الناس إلى نقطة واحدة وهدف واحد".. ثم يقترب الخميني أكثر فأكثر من هدفه الحقيقي وهو الإنتقام من العرب المسلمين، قائلاً (ص114): "ينبغي أن تُعْقَد هذه المجالس بروعةٍ وازدهار وتُنْشَر بيارق عاشوراء الحمراء كرمزٍ لحلول يوم انتقام المظلوم من الظالم".. ثم يحدِّد الخميني هدفه الحقيقي بكل صراحة، قائلاً (ص109): "وفي هذا العصر، الذي هو عصر مظلومية العالم الإسلامي على يد أمريكا وروسيا وسائر عملائها ومن جملتهم آل سعود، خونة الحرم الإلهي العظيم، ينبغي التذكير بقوةٍ وحزمٍ بهذه المظالم وصب اللعنات عليهم".. وبما أنَّ روسيا باتت حليفة علنية لنظام الولي الفقيه ولم تكن يوماً عدوةً له، ولولا أميركا لما كان هناك شيء إسمه نظام ولاية الفقيه أصلاً، وها هو يدخل معها في مفاوضات علنية، وما خفي من العلاقة بين الطرفين زائد إسرائيل على مدى الـ35 سنة الماضية كان أعظم وأعظم، فلم يبق من هدفٍ لمؤسس نظام الولي الفقيه سوى العرب المسلمين وقد رمز إليهم بآل سعود، ما يعني أنَّ إصرار الفرس المتشيِّعين (الدائر في فلكهم الشيعة العرب) على البكاء على الإمام الحسين إنما له أغراض سياسية لها علاقة بالسيطرة الكلية على السلطة في الوطن العربي، وها هو الخميني يخاطب الشيعة قائلاً (ص48): "جاء (الحسين بن علي) وخرج مع صحبه لتسلُّم الحكم لأنَّ الحكومة يجب أن تكون لأمثال سيد الشهداء وأمثال شيعته"! (أي الخميني وخامنئي وقاسم سليماني ونوري المالكي وعمّار الحكيم وحسن نصرالله وعبد الملك الحوثي وغيرهم وغيرهم من هذه العَيِّنة!!).
يبقى أنَّ أكثر ما يلفت الإنتباه هو اعتراف الخميني بأنَّ استمرار البكاء واللطم السياسي على الإمام الحسين هو الذي حفظ المذهب الشيعي وصانه بالمقام الأول والأخير، إذ يقول ص92: "كلُّ مذهبٍ وكلُّ مدرسة بحاجة إلى اهتمامٍ شعبيّ واحتضانٍ والتفافٍ بأمثال هذه المراسم، مراسم اللطم والبكاء. ولو لم تكن موجودة لَمَا أَمْكَنَ أن يُحْفَظ هذا المذهب ويُصان".
إذاً، المذهب الشيعي هو مذهبُ اللطم والبكاء، وبتعبيرٍ أكثر تركيزاً هو مذهبٌ بكَّاء، أو مذهبٌ باكٍ، أو مذهبٌ مُبْكٍ، أو بالأحرى مذهبٌ متباكٍ يستدرُّ الدموع لأسبابٍ سياسية، ما يجعله بوصفٍ أَدَقَّ مذهبَ التباكي السياسي، وبوصفٍ نهائي "مذهبَ البُكاء الكاذب المسيَّس".. إنها تمثيلية سياسية إذاً يتم اجترارها في كلِّ مجلسٍ من مجالس عاشوراء منذ أن أمر بها حفيد المجوس أحمد بن بويه، الذي يُعتبر حالياً من أعيان الشيعة، والهدف من تمثيلية التباكي السياسي هذه هو التخفّي بمظهر المتمسكن المظلوم استعداداً للإنقضاض على السلطة كل السلطة في كافة أرجاء الوطن العربي حينما تحين الفرصة للفرس وأتباعهم من الشيعة العرب، وهو ما يحدث حالياً بالفعل بمؤازرة ومساندة ومعاونة الشيطان الأكبر.. ورغم قناعتنا بأنه مشروعٌ فاشل بكل ما لكلمة الفشل من معنى، وهو ما يشهد به التاريخ على مدى الألف عامٍ الماضية، إلا أنَّ من واجبنا ونحن نتصدى لهذا البنيان الهش أن نبحث في هذا الأمر من جوانبه النفسية وتداعياته العملية.. فما الذي يرصده علم النفس في هذا المجال وما هو رأينا في التناقضات الصارخة التي يَضُجُّ بها الشيعة المتباكون على الإمام الحسين دون أن يذرفوا ولو دمعةً واحدة كاذبة على الإمام علي.. هذا ما سنتابعه في حديثنا المقبل.

(نُشر هذا الموضوع في مجلة "الشراع" اللبنانية بتاريخ 15 كانون الأول/ ديسمبر 2014 – العدد 1675).

الحديث التالي:

الحديث السابق:


 x

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق